يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
نعم.. لن نغفر ما فعله الإرهاب الأمريكي بنا
من بين المقالات والتقارير الكثيرة التي نشرتها الصحف الغربية عن العراق بمناسبة مرور 20 عاما على الغزو والاحتلال، توقفت مطوّلا أمام مقال نشرته صحيفة «الجارديان» البريطانية قبل أيام للأكاديمي والروائي العراقي سنان أنطون.
ولو أن المقال لا يأتي بجديد لا نعرفه عن الغزو والاحتلال وما خلّفه من كوارث، إلا أنه يلخص بشكل بليغ ومحدّد الجرائم التي ارتكبتها أمريكا وما فعله الإرهاب الأمريكي بالعراق وشعبه. من المهم أن نقدّم أهم ما جاء به.
الكاتب يشير بداية إلى أنه قبل الغزو مباشرة اندلعت احتجاجات مناهضة للحرب في 600 مدينة حول العالم. كانت شعوب العالم تتحدى الرواية الزائفة عن امتلاك العراق أسلحة دمار شامل. وبعد 700 عملية تفتيش، لم يعثر هانز بليكس رئيس مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة، وفريقه على أسلحة في العراق. ومع هذا شنوا الغزو والاحتلال.
يقول: إننا عرفنا بعد ذلك أن الرئيس الأمريكي جورج بوش كان قد قرر بالفعل ضرب العراق في الأسبوع الذي تلا هجمات الحادي عشر من سبتمبر مباشرة.
ثم يعدد الكاتب بعضا من الجرائم التي ارتكبتها أمريكا في العراق.
يقول: إن الكثير من الأشخاص الذين جلبتهم الولايات المتحدة إلى الحكم في العراق هم لصوص ومحتالون. وهذا ما يفسر الأرقام الفلكية للأموال التي تمت سرقتها والفساد الهائل للنظام العراقي بعد عام 2003.
ويقول: إن أمريكا تحدثت عن «الديمقراطية» و«بناء الدولة»، وتم تبرير الآثار المميتة للحرب على أنها آلام المخاض الضرورية لـ«عراق جديد»، سيكون دولة نموذجًا في الشرق الأوسط لما يمكن أن يقدمه رأس المال العالمي والأسواق الحرة، لكن الوعود وخطط إعادة الإعمار أصبحت ثقوبًا سوداء لمليارات الدولارات وغذت ثقافة الفساد، واستفاد دعاة الحرب الأمريكيون أنفسهم من الحرب.
ويضيف: «لقد أدى الغزو إلى قيام عراق جديد فعلا. عراق يواجه فيه العراقيون يوميًّا عواقب الحرب على الرعب، أي الإرهاب. العراق الجديد الذي وعد به دعاة الحرب لم يجلب الشركات الناشئة، ولكن جلب السيارات المفخخة والتفجيرات الانتحارية وتنظيم القاعدة والدولة الإسلامية لاحقًا - وولد هذا الأخير في السجون العسكرية الأمريكية في العراق».
ويقول: يوجد اليوم 1,2 مليون نازح في العراق، معظمهم في المخيمات. وقُتل ما يقدر بمليون عراقي، بشكل مباشر أو غير مباشر، نتيجة للغزو وتداعياته. ويضيف: اليورانيوم المستنفد الذي خلفته قوات الاحتلال ارتبط بتشوهات خِلقيّة لا تزال حتى اليوم، خاصة في مدينة الفلوجة، حيث ترتفع معدلات الإصابة بالسرطان.
ويشير الكاتب إلى ما أعلنته البحرية الأمريكية، في ديسمبر الماضي عن عزمها إطلاق اسم «الفلوجة» على سفينتها الهجومية البرمائية القادمة. وقال: «قد يبدو هذا صادمًا، لكنه جزء لا يتجزأ من ثقافة الاستعمار الاستيطاني. أباتشي، لاكوتا، شايان وأسماء أخرى من القبائل الأصلية التي لا تزال تعاني من الآثار المستمرة للاستعمار الاستيطاني الأمريكي أصبحت الآن أسماء أسلحة فتاكة. بعد إزهاق أرواح مليون شخص، هذا ما فعله الإرهاب الأمريكي بالعراق».
الكاتب العراقي كتب مقاله تحت عنوان: «بعد إزهاق أرواح مليون شخص، لا يمكنني أن أغفر ما فعله الإرهاب الأمريكي ببلدي العراق».
ما يقوله الكاتب العراقي هي حقيقة تعجز أمريكا عن أن تدركها حتى اليوم.
نعم.. نحن العرب لن نغفر ما فعله الإرهاب الأمريكي بشعوبنا وبدولنا.
.. لا يمكن أن نغفر لأمريكا جماعات الارهاب التي أنشأتها ودعمتها ورسمت أدوارها وأطلقتها في دولنا العربية وأغرقتنا في الصراعات الطائفية الدموية.
.. لا يمكن أن نغفر لأمريكا ما قامت به من تدمير منظم بالمعنى الحرفي ووفق خطة مدروسة لدول عربية، من العراق، إلى سوريا، إلى ليبيا.
.. لا يمكن أن نغفر لأمريكا جريمتها الكبرى حين خططت لإسقاط نظم حكم عربية في 2011 وسعت لتدمير كل دولنا في ذلك الوقت وفي سبيل ذلك تحالفت مع كل القوى والجماعات العميلة الخائنة لدولها.
.. وهذه ليست سوى جوانب محدودة من جرائم أمريكية كثيرة بحق دولنا وشعوبنا لا يمكن أن نغفرها.
الأمر العجيب أنه رغم كل هذا تتوقع أمريكا من دولنا أن تظل تتعامل معها كحليف موثوق، بل وتطلق التهديدات إن لم تلتزم دولنا بما تريد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك