يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
.. وهربت الوزيرة
خلال الأيام الماضية انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في العالم فيديو قصير يستحق المشاهدة حقا.
الفيديو يخص وزيرة الرياضة الكندية باسكال سانت اونج في مواجهة أحد الصحفيين الكنديين.
شاهدت الفيديو وسجلت ما جرى فيه على النحو التالي:
الصحفي الكندي يقول للوزيرة: قلت إنك لا تريدين مشاركة الرياضيين الروس والبيلاروس في الأولمبياد والأحداث الرياضية. لدي سؤال لك: هل شعرت بالأمر نفسه بعد غزو الولايات المتحدة للعراق؟.. وماذا عن أفغانستان؟.. ماذا عن الرياضيين الكنديين بعد ان قصفنا ليبيا وأفغانستان؟.
وردا على صمت الوزيرة يسأل الصحفي: لماذا لا تجيبين عن السؤال؟.. إنه سؤال بسيط حقا.
ويسألها مجددا: ماذا عن الرياضيين الإسرائيليين؟.. إسرائيل تحتل أرض فلسطين.. إنها دولة فصل عنصري؟.. ماذا عن الرياضيين الإسرائيليين؟.. لماذا لا تجيبين عن السؤال؟
حين بدأ الصحفي طرح أسئلته على الوزيرة وقفت برهة، وما إن استمعت إلى الأسئلة حتى هربت ومضت مسرعة.
لم يكن أمام الوزيرة سوى أن تهرب، فهي ببساطة لا تستطيع الرد على هذه الأسئلة، وليس لديها ما يمكن أن تقوله دفاعا عن نفسها وعن سياسة بلدها والدول الغربية عموما. ليس لديها أي شيء يمكن أن يكون مبررا مقبولا أو معقولا.
الوزيرة الكندية ليست وحدها في مثل هذا الموقف. الدول الغربية كلها تقف هذا الموقف.
على امتداد العقود الماضية اتسمت مواقف وسياسات وممارسات الدول الغربية تجاه دول وشعوب العالم بأمرين جوهريين هما العنصرية والمعايير المزدوجة في التعامل.
العالم يعرف هذا منذ عقود.
لكن حرب أوكرانيا أظهرت هذه العنصرية الغربية، وهذه المعايير المزدوجة بشكل فاضح غير مسبوق على النحو الذي باتت أبعاده معروفة.
لهذا الحقيقة أن الأسئلة التي طرحها الصحفي الكندي يطرحها العالم كله.
العالم كله يسأل: لماذا يكون الأوكرانيون أعلى شأنا وقدرا في نظر الغرب، من العراقيين، أو الأفغان، أو الفسلطينيين، أو الليبيين وغيرهم من شعوب العالم غير الغربي؟
لماذا يعتبر الغرب أن الشعوب غير الغربية أقل مكانة ومنزلة من الشعوب الغربية، ولا تستحق العدالة والإنصاف؟
لماذا يعتبر الغرب أنه من الطبيعي أن يستبيح سيادة الدول غير الغربية ويدمرها ويخربها دون أن يشعر بأي ذنب؟
لماذا يعتبر الغرب أن دوله ومسئوليه فوق القانون وفوق المساءلة والحساب مهما ارتكبوا من جرائم.
بأي وجه حق يعتبر الغرب أن الروس وحدهم، مسئولين أو رياضيين أو فنانين، او غيرهم من مسئولي الدول التي تتحدى الغرب، يجب أن يحاكموا ويلاحقوا، ولا يجوز هذا بالنسبة إلى الغربيين؟
لماذا يعتبر الغرب أن المنظمات والمؤسسات الحقوقية الدولية كالمحكمة الجنائية يجب أن تكون مجندة لخدمته فقط وأداة قهر وظلم للآخرين؟
حقيقة الأمر أن هذه العنصرية وهذه الهمجية التي طالما تعامل بها الغرب مع دول وشعوب العالم هي التي قادت في النهاية إلى انهيار الهيمنة الغربية الذي نشهده اليوم، وهي التي جعلت الدعوة إلى اقامة نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب أكثر توازنا وعدلا وإنسانية دعوة عالمية اليوم.
ومع كل ما جرى وهذه التحولات العالمية الضخمة التي نشهدها ما زال الغرب مصرا على إبقاء هيمنته وبنفس الأساليب العدوانية وعلى نفس الأسس العنصرية الهمجية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك