قدم أستاذ إدارة الموارد المائية بجامعة الخليج العربي البروفيسور وليد زباري محاضرة حول واقع المياه في دول مجلس التعاون الخليجي، بمناسبة اليوم العالمي للمياه الذي حدد له هذا العام شعار «كن أنت التغيير». تطرقت المحاضرة إلى شعار اليوم العالمي للمياه الذي يُراد منه إذكاء الوعي بتعذر حصول ما يزيد على ملياري فرد على المياه الصالحة للشرب. كما تتعلق هذه المناسبة باتخاذ إجراءات لمعالجة أزمة المياه العالمية.
وقد ناقش البروفيسور زباري خلال المحاضرة أهم التحديات التي تواجه دول مجلس التعاون، وأساليب التحول من إدارة العرض إلى إدارة الطلب والكفاءة في القطاعات المستهلكة لتحقيق الاستدامة المائية، ودور المشاركة المجتمعية في المساهمة في ذلك.
وخلصت المحاضرة إلى أن المشاركة المجتمعية عامل أساسي لتحقيق التحول من سياسات «إدارة العرض» إلى سياسات «إدارة الطلب والكفاءة»، وأنه لرفع مستوى المشاركة المجتمعية وفاعليتها يجب رفع الوعي بقضايا المياه والبيئة في المجتمع الخليجي. وفي هذا المجال يمثل جانب «المعرفة» بالحقائق المائية وقضايا المياه في دول المجلس حجر الأساس في التوعية المائية، وأوصت المحاضرة بإدماج المعرفة ضمن التعليم النظامي المدرسي (المناهج الدراسية) كأمر رئيسي لتحقيق تغيير جذري للمجتمع الخليجي على المدى البعيد، وكذلك توظيف الشخصيات والمجموعات المؤثرة (مثل رجال الدين والمشاهير وجمعيات المجتمع المدني المحلية والوطنية) لتحسين جانب «الموقف» في المجتمع الخليجي.
وأوصت المحاضرة التي عقدت بالنظام المدمج -الحضوري وعن بعد- بحضور شخصيات بيئية خليجية إلى أن هناك حاجة إلى مشروع وطني جامع لرفع الوعي المائي والبيئي في كل دولة من دول المجلس يشارك فيه كل الجهات المعنية وذات العلاقة من تنفيذيين وتشريعيين ومؤسسات مجتمع مدني وقطاع خاص، بحيث يتم تصميم استراتيجية متكاملة لرفع الوعي المجتمعي بقضايا المياه والبيئة. كما يقترح التركيز على رفع وعي الناشئة لإحداث تغيير جذري وبعيد المدى في المجتمع الخليجي، حيث إن ناشئة اليوم هم الذين سيقررون مستقبل المياه والبيئة كسياسات وإدارة أو كسلوك في المستقبل، ويتطلب ذلك إدماج الجوانب المائية والبيئية في المناهج المدرسية، وتمثل مقررات مثل المواطنة البيئية فرصة للقيام بذلك.
من جانبها قالت رئيسة قسم الموارد الطبيعية والبيئة الدكتورة سمية يوسف
إن المحاضرة نظمت كجزء من سلسلة منتديات (المقهى الأخضر) وهي سلسلة ندوات ومحاضرات تهدف إلى تسليط الضوء على قضايا البيئة، يقدمها أكاديميون من جامعة الخليج العربي بمشاركة طلبة الدراسات العليا في التخصصات البيئية، وبمشاركة باحثين ومتخصصين يمثلون مختلف الأطراف ذات العلاقة. إلى جانب ذلك، بين البروفيسور زباري أن الأمم المتحدة تختار في كل عام شعاراً ليعكس الأبعاد المتعددة والقضايا الملحة للمياه ولإلقاء الضوء على قضية معينة من أولويات قضايا المياه باعتبارها إحدى الوسائل لرفع الوعي العام بشأنها. وأضافت: في هذا العام تم اختيار شعار «كن أنت التغيير» الذي تريد أن تراه في العالم لتأكيد دور كل فرد وعائلة ومجتمع في تسريع التغيير لحل أزمة المياه، وأنه يمكن إحداث فرق من خلال تغيير طريقة استخدامنا للمياه واستهلاكها وإدارتها في حياتنا. وقد تم اختيار الطائر الطنان كمتلازم لهذا الشعار، حيث يروى في الحكاية القديمة أن الطائر الطنان واجه حريقاً هائلا، وبدلا من الوقوف والتحديق، قرر التصرف محاولاً إطفاء النار بجلب الماء نقطة تلو الأخرى، وبينما كانت الحيوانات الأخرى تضحك عليه، رد عليها: «أنا سأفعل ما بوسعي». كما يتزامن هذا مع جدول أعمال المياه الذي يتم إطلاقه في مؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2023 في نيويورك، وهو الحدث الأول من نوعه منذ ما يقرب من 50 عامًا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك