يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
خليفة بن سلمان ويوم الضمير
بكل الحب والاعتزاز والفخر والتقدير نتذكر اليوم الراحل الكبير سمو الأمير خليفة بن سلمان رحمه الله.
نتذكر سموه اليوم والعالم يحتفل باليوم العالمي للضمير استجابة لمبادرة تقدم بها وأقرها المجتمع الدولي.
نظرا إلى مكانة الأمير خليفة بن سلمان العالمية الكبيرة ووزنه وتأثيره، فإنه حين اقترح يوما عالميا للضمير، استجاب المجتمع الدولي فورا وبحماس كبير، وفي 31 يوليو 2019 اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار 73/329 بتحديد يوم 5 أبريل من كل عام يوما دوليا للضمير.
الجمعية العامة حين أقرت يوم الضمير بناء على مقترح البحرين ذكرت أن هذا اليوم «وسيلة لتعبئة جهود المجتمع الدولي بانتظام لتعزيز السلام والتسامح والادماج والتفاهم من أجل بناء عالم مستدام قوامه السلام والتضامن والوئام». وذكرت الجمعية أن القرار الذي اتخذته بناء على مقترح البحرين «تطور إيجابي يعترف بضرورة إرساء ظروف تتسم بالاستقرار والرفاه والعلاقات السلمية والودية القائمة على أساس احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للناس جميعا بلا تمييز بسبب العرق أو الجنس أو اللغة أو الدين».
كما أشارت الأمم المتحدة إلى ما يمثله يوم الضمير من تنبيه على ضرورة «إنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحروب، ونبذ العنف، ومنع نشوب المنازعات عن طريق معالجة أسبابها الجذرية، وحل المشاكل بالحوار والتفاوض، وتضمن لهذه الأجيال الممارسة الكاملة لجميع الحقوق، وسبل المشاركة التامة في عملية التنمية لمجتمعاتها».
وحين أعلنت اليونسكو الاحتفال بيوم الضمير الذي اقترحته البحرين، ذكرت أن أهدافه تتمثل في:
1 - التوعية بأهمية بناء ثقافة السلام بمحبة وضمير، وفقا للعادات المتبعة في المجتمعات المحلية والوطنية والإقليمية.
2 - تأكيد أهمية إدماج مبادئ السلام بمحبة وضمير من خلال توفير التعليم الجيد والتوعية العامة وتنفيذ الأنشطة الملائمة.
3 - تسليط الضوء على الروابط القائمة بين السلام بمحبة وضمير والتنمية المستدامة.
هذه هي الأهمية العالمية الكبرى ليوم الضمير كما تحدثت عنه الأمم المتحدة واليونسكو.
والحقيقة أن فلسفة يوم الضمير العالمي كما اقترحه سمو الأمير خليفة بن سلمان رحمه الله قامت في جوهرها على احترام كرامة الإنسان في كل مكان، وعلى تأكيد معايير الحق والعدل والإنصاف في التعامل بين الأمم والشعوب، وعلى الدعوة إلى وقف الاعتداءات الهمجية والنزعات العدوانية والعنصرية، وتأمين مستقبل إنساني أكثر أمانا للأجيال الجديدة.
باختصار يوم الضمير العالمي هو مناسبة للتذكير بآمال وأحلام البشرية وكل البشر في الحياة الآمنة والأمن والاستقرار والكرامة والمساواة.
بالطبع قد يقول البعض إن العالم لم يتغير ومازال غارقا في الحروب والظلم والعدوان والاعتداء على الدول والشعوب وهدر كرامة الإنسان، وهو أبعد ما يكون عن العدل، أي إنه ما زال عالما بلا ضمير، فما قيمة الاحتفال بيوم الضمير إذن؟
الحقيقة أنه لهذه الأسباب بالذات، أي لأن هذا هو بالفعل الحال البائس للعالم، فإن الاحتفال بيوم الضمير سيظل أكثر أهمية. هذا اليوم هو تذكير دائم للعالم بخطاياه وبما ترتكبه دوله من جرائم في حق البشر، وبما يجب أن يكون في النهاية.. هو تذكير دائم بالقيم والمبادئ النبيلة التي لطالما تطلع إليها البشر في كل مكان.
عموما، والعالم يحتفل بيوم الضمير، لا بد أن نعتز بأن الراحل الكبير سمو الأمير خليفة بن سلمان بمبادرته باقتراح هذا اليوم وإقرار المجتمع الدولي له، ترك للبحرين إرثا عالميا تفخر به.. إرثا من الريادة العالمية، ومن الإنسانية والقيم والمبادئ المتحضرة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك