العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٥ - الجمعة ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٠ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان.. المهام الكبرى


 

سمو‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬أصدر‭ ‬مؤخرا‭ ‬قرارا‭ ‬بإنشاء‭ ‬وتشكيل‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬برئاسة‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭. ‬

القرار‭ ‬تضمن‭ ‬بالتفصيل‭ ‬تشكيل‭ ‬اللجنة‭ ‬وعضويتها‭ ‬ومهامها‭ ‬واختصاصاتها،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الأمور‭ ‬التنظيمية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بعملها‭.‬

إنشاء‭ ‬وتشكيل‭ ‬اللجنة‭ ‬بالصلاحيات‭ ‬التي‭ ‬منحت‭ ‬لها‭ ‬والمهام‭ ‬التي‭ ‬أوكلت‭ ‬إليها‭ ‬يعد‭ ‬تطورا‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الأهمية‭ ‬لأسباب‭ ‬كثيرة،‭ ‬ويمثل‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬قضايا‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بكافة‭ ‬جوانبها‭ ‬وأبعادها‭.‬

تقتضي‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة‭ ‬أن‭ ‬نتوقف‭ ‬عند‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬تعطي‭ ‬لإنشاء‭ ‬وتشكيل‭ ‬اللجنة‭ ‬أهميتها‭ ‬الكبرى،‭ ‬وعند‭ ‬المهام‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تضطلع‭ ‬بها،‭ ‬وما‭ ‬نرى‭ ‬أنها‭ ‬مهام‭ ‬لها‭ ‬الأولوية‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الحالية‭.‬

{{{

مهام‭ ‬واختصاصات‭ ‬اللجنة

قبل‭ ‬أن‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬إنشاء‭ ‬وتشكيل‭ ‬اللجنة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتوقف‭ ‬عند‭ ‬نص‭ ‬المهام‭ ‬التي‭ ‬أوكلت‭ ‬إليها‭ ‬واختصاصاتها‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الذي‭ ‬حدده‭ ‬قرار‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭.‬

القرار‭ ‬حدد‭ ‬هذه‭ ‬المهام‭ ‬والاختصاصات‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬التالي‭:‬

1‭ - ‬وضع‭ ‬آلية‭ ‬للتنسيق‭ ‬تكفل‭ ‬تحقيق‭ ‬أفضل‭ ‬السياسات‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬المسائل‭ ‬المتعلقة‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭.‬

2‭ - ‬متابعة‭ ‬تنفيذ‭ ‬الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الحكومة‭ ‬وعرض‭ ‬تقرير‭ ‬سنوي‭ ‬على‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭.‬

3‭ - ‬إعداد‭ ‬الردود‭ ‬على‭ ‬البيانات‭ ‬والتساؤلات‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬المنظمات‭ ‬والجمعيات‭ ‬داخل‭ ‬المملكة‭ ‬وخارجها،‭ ‬المتعلقة‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭.‬

4‭ - ‬إعداد‭ ‬التقارير‭ ‬التي‭ ‬تلتزم‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بتقديمها‭ ‬تطبيقاً‭ ‬للاتفاقيات‭ ‬التي‭ ‬انضمت‭ ‬إليها‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭.‬

5‭ - ‬النظر‭ ‬في‭ ‬طلبات‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التي‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬إرسال‭ ‬ممثل‭ ‬لها‭ ‬إلى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.‬

6‭ - ‬متابعة‭ ‬تنفيذ‭ ‬توصيات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬ورفْع‭ ‬تقارير‭ ‬دورية‭ ‬بشأنها‭ ‬إلى‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭.‬

7‭ - ‬رفْع‭ ‬توصياتها‭ ‬أو‭ ‬مرئياتها‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالقضايا‭ ‬الحقوقية‭ ‬إلى‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭.‬

8‭ - ‬إعداد‭ ‬الدراسات‭ ‬بشأن‭ ‬مواءمة‭ ‬القوانين‭ ‬المحلية‭ ‬للاتفاقيات‭ ‬التي‭ ‬انضمت‭ ‬إليها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭.‬

9‭ - ‬أي‭ ‬موضوعات‭ ‬أخرى‭ ‬يحيلها‭ ‬إليها‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭.‬

 

مرحلة‭ ‬جديدة

على‭ ‬ضوء‭ ‬هذه‭ ‬المهام‭ ‬والاختصاصات‭ ‬التي‭ ‬حددها‭ ‬القرار‭ ‬للجنة‭ ‬نستطيع‭ ‬ان‭ ‬نناقش‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬تعطي‭ ‬لإنشائها‭ ‬وتشكيلها‭ ‬أهمية‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر‭ ‬ويجعل‭ ‬من‭ ‬انشائها‭ ‬تدشينا‭ ‬لمرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬قضايا‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭.‬

هناك‭ ‬في‭ ‬تقديرنا‭ ‬خمسة‭ ‬أسباب‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬هي‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬التالي‭:‬

أولا‭: ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬يأتي‭ ‬إنشاء‭ ‬وتشكيل‭ ‬اللجنة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النحو‭ ‬تجسيدا‭ ‬للأولوية‭ ‬القصوى‭ ‬التي‭ ‬تعطيها‭ ‬قيادة‭ ‬البحرين‭ ‬لقضايا‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬كل‭ ‬الضمانات‭ ‬التي‭ ‬تكفل‭ ‬تحقيق‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬بأبعادها‭ ‬ومعانيها‭ ‬المختلفة‭ ‬وفق‭ ‬اعلى‭ ‬وأرقى‭ ‬المعايير‭ ‬العالمية‭.‬

بالطبع‭ ‬هذا‭ ‬الاهتمام‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بقضايا‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬ليس‭ ‬جديدا‭ ‬على‭ ‬قيادة‭ ‬البحرين‭ ‬لكن‭ ‬إنشاء‭ ‬اللجنة‭ ‬يؤشر‭ ‬إلى‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬تدشين‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬الأكبر‭ ‬بالقضية،‭ ‬ومن‭ ‬ضمان‭ ‬الالتزام‭ ‬الكامل‭ ‬بتوفير‭ ‬كل‭ ‬الضمانات،‭ ‬واتباع‭ ‬أفضل‭ ‬السياسات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الخصوص‭.‬

يتضح‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬قرار‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬بإنشاء‭ ‬وتشكيل‭ ‬اللجنة‭ ‬جعل‭ ‬أول‭ ‬مهام‭ ‬اللجنة‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬‮«‬وضع‭ ‬آلية‭ ‬للتنسيق‭ ‬تكفل‭ ‬تحقيق‭ ‬أفضل‭ ‬السياسات‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬المسائل‭ ‬المتعلقة‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‮»‬‭.‬

بعبارة‭ ‬أخرى،‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬مهام‭ ‬اللجنة‭ ‬مراجعة‭ ‬أي‭ ‬سياسة‭ ‬وتقديم‭ ‬أي‭ ‬اقتراحات‭ ‬تكفل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬قضايا‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وفق‭ ‬أفضل‭ ‬وأعلى‭ ‬المعايير‭.‬

‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬القرار‭ ‬أعطى‭ ‬أهمية‭ ‬كبرى‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬شكاوى‭ ‬تتعلق‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان؛‭ ‬إذ‭ ‬نص‭ ‬على‭ ‬تشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬خاصة‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الشكاوى‭ ‬والرد‭ ‬عليها‭ ‬وتقديم‭ ‬التقارير‭ ‬بشأنها‭.‬

ثانيا‭: ‬توحيد‭ ‬الجهود‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬قضايا‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬بكافة‭ ‬جوانبها‭.‬

هذا‭ ‬جانب‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الأهمية‭. ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬كانت‭ ‬قضايا‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬والتعامل‭ ‬معها‭ ‬موزعة‭ ‬بين‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬رسمية‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬وزارة‭.‬

الآن‭ ‬بصدور‭ ‬القرار‭ ‬أصبحت‭ ‬اللجنة‭ ‬هي‭ ‬الجهة‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬تتولى‭ ‬المهمة‭ ‬بالتنسيق‭ ‬والتعاون‭ ‬بالطبع‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬ما‭ ‬نص‭ ‬القرار،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬تتوحد‭ ‬جهود‭ ‬كل‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬تحت‭ ‬مظلتها‭.‬

بعبارة‭ ‬أخرى‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬أصبحت‭ ‬هي‭ ‬المرجعية‭ ‬الوطنية‭ ‬الأولى‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن،‭ ‬وهذا‭ ‬امر‭ ‬مهم‭ ‬لتوحيد‭ ‬الجهود‭ ‬وضمان‭ ‬التنسيق‭ ‬الكامل،‭ ‬والفعالية‭ ‬والكفاءة‭.‬

ثالثا‭: ‬إنشاء‭ ‬وتشكيل‭ ‬اللجنة‭ ‬يجسد‭ ‬حرص‭ ‬القيادة‭ ‬على‭ ‬التنفيذ‭ ‬الكامل‭ ‬لكل‭ ‬التوصيات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭.‬

بعبارة‭ ‬أخرى،‭ ‬إنشاء‭ ‬اللجنة‭ ‬بالصلاحيات‭ ‬التي‭ ‬أعطيت‭ ‬لها‭ ‬يعكس‭ ‬حرصا‭ ‬من‭ ‬القيادة‭ ‬على‭ ‬ألا‭ ‬تبقى‭ ‬أي‭ ‬توصيات‭ ‬يتم‭ ‬إقرارها،‭ ‬أو‭ ‬تنص‭ ‬عليها‭ ‬القوانين‭ ‬والاتفاقات‭ ‬الدولية‭ ‬بهذا‭ ‬الخصوص،‭ ‬حبرا‭ ‬على‭ ‬ورق،‭ ‬وأن‭ ‬يتم‭ ‬تطبيقها‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭.‬

من‭ ‬المهم‭ ‬الإشارة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬نص‭ ‬عليه‭ ‬القرار‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أولويات‭ ‬عمل‭ ‬اللجنة‭ ‬متابعة‭ ‬تنفيذ‭ ‬الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وتقديم‭ ‬تقرير‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭.‬

والخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إقرارها‭ ‬قبل‭ ‬فترة‭ ‬خطة‭ ‬طموحة‭ ‬مدروسة‭ ‬بعناية‭ ‬وبمشاركة‭ ‬كل‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬الرسمية‭ ‬وغير‭ ‬الرسمية‭.‬

الخطة‭ ‬تشمل‭ ‬أربعة‭ ‬محاور‭ ‬هي‭: ‬الحقوق‭ ‬المدنية‭ ‬والسياسية،‭ ‬والحقوق‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬الثقافية،‭ ‬وحقوق‭ ‬الفئات‭ ‬الأولى‭ ‬بالرعاية،‭ ‬وحقوق‭ ‬التضامن‭.‬

في‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المحاور‭ ‬الأربعة،‭ ‬تتضمن‭ ‬الخطة‭ ‬جدولا‭ ‬زمنيا‭ ‬للتنفيذ‭ ‬يمتد‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2026،‭ ‬والجهات‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬التنفيذ‭.‬

وبالتأكيد‭ ‬ضمان‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬على‭ ‬الوجه‭ ‬الأكمل‭ ‬يتطلب‭ ‬متابعة‭ ‬دقيقة‭ ‬دائمة‭. ‬وهذه‭ ‬هي‭ ‬مهمة‭ ‬اللجنة‭ ‬وهي‭ ‬مسؤولة‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬أمام‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭.‬

رابعا‭: ‬قرار‭ ‬تشكيل‭ ‬اللجنة‭ ‬يعكس‭ ‬اهتماما‭ ‬كبيرا‭ ‬بالأبعاد‭ ‬الاجتماعية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭. ‬وهذه‭ ‬مسألة‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الأهمية‭. ‬جرت‭ ‬العادة‭ ‬على‭ ‬النظر‭ ‬الى‭ ‬قضايا‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬تنحصر‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬السياسية‭ ‬والحقوقية‭ ‬فقط‭. ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يركز‭ ‬عليه‭ ‬الغرب‭ ‬لأسباب‭ ‬مشبوهة‭. ‬لكن‭ ‬الجوانب‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والثقافية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬أهمية‭ ‬أبدا‭ ‬عن‭ ‬الجوانب‭ ‬السياسية‭. ‬وهذا‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬حال‭ ‬ما‭ ‬تنبهت‭ ‬إليه‭ ‬الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬ووضعت‭ ‬برامج‭ ‬تنفيذية‭ ‬لتحقيقه‭.‬

واهتمام‭ ‬قرار‭ ‬إنشاء‭ ‬وتشكيل‭ ‬اللجنة‭ ‬بهذه‭ ‬الجوانب‭ ‬غير‭ ‬السياسية‭ ‬يتضح‭ ‬من‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتضمن‭ ‬تشكيلها‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة،‭ ‬ووزارة‭ ‬العمل،‭ ‬وهيئة‭ ‬تنظيم‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬ووزارة‭ ‬العدل‭.‬

خامسا‭: ‬توحيد‭ ‬جهود‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المنظمات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬والجهات‭ ‬المعنية‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬وجعل‭ ‬هذه‭ ‬المهمة‭ ‬موكولة‭ ‬إلى‭ ‬اللجنة‭ ‬وحدها‭.‬

قرار‭ ‬إنشاء‭ ‬اللجنة‭ ‬نص‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬هي‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتعامل‭ ‬مع‭ ‬المنظمات‭ ‬والجمعيات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الأجنبية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭. ‬هي‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬التواصل‭ ‬معها‭ ‬والرد‭ ‬على‭ ‬استفساراتها‭ ‬وطلباتها‭.. ‬الخ‭.‬

هذا‭ ‬جانب‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الأهمية،‭ ‬فالحقيقة‭ ‬اننا‭ ‬طوال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬نعرف‭ ‬بالضبط‭ ‬من‭ ‬المسؤول‭ ‬تحديدا‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭. ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬نعرف‭ ‬هل‭ ‬هي‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية،‭ ‬أم‭ ‬وزارة‭ ‬الاعلام،‭ ‬أم‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭.‬

هذه‭ ‬القضية‭ ‬بالذات‭ ‬هي‭ ‬ما‭ ‬سنتوقف‭ ‬امامها‭ ‬تفصيلا‭ ‬حالا‭.‬

{{{

المهمة‭ ‬الكبرى

بطبيعة‭ ‬الحال،‭ ‬كل‭ ‬المهام‭ ‬الموكولة‭ ‬للجنة‭ ‬والاختصاصات‭ ‬التي‭ ‬منحت‭ ‬لها‭ ‬لها‭ ‬أهمية‭ ‬قصوى،‭ ‬ويصعب‭ ‬أن‭ ‬نحدد‭ ‬أيها‭ ‬له‭ ‬أولوية‭ ‬أو‭ ‬أهمية‭ ‬أكثر‭.‬

ومع‭ ‬هذا،‭ ‬هناك‭ ‬مهمة‭ ‬نعتقد‭ ‬أنها‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لها‭ ‬أولوية‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر‭.‬

نعني‭ ‬بذلك‭ ‬قضية‭ ‬صورة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بقضايا‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭.‬

هذه‭ ‬قضية‭ ‬كبرى‭. ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬نعترف‭ ‬أننا‭ ‬نواجه‭ ‬مشكلة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الخصوص‭.‬

المشكلة‭ ‬التي‭ ‬نواجهها‭ ‬ان‭ ‬صورة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بقضايا‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬لا‭ ‬تعكس‭ ‬إطلاقا‭ ‬الإنجازات‭ ‬الفعلية‭ ‬التي‭ ‬تتحقق‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الخصوص‭.‬

في‭ ‬الخارج‭ ‬هناك‭ ‬قدر‭ ‬كبير‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬التشويه‭ ‬لأوضاع‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وانتشار‭ ‬واسع‭ ‬لمغالطات‭ ‬ومعلومات‭ ‬خاطئة‭ ‬مضللة‭ ‬تعطي‭ ‬صورة‭ ‬عامة‭ ‬غاية‭ ‬في‭ ‬السلبية‭.‬

‭ ‬يتضح‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬امرين‭ ‬أساسيين‭:‬

الأول‭: ‬أنه‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬إنجازات‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬هناك‭ ‬حملة‭ ‬دائمة‭ ‬لا‭ ‬تتوقف‭ ‬يتم‭ ‬شنها‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬جهات‭ ‬ومنظمات‭ ‬وأجهزة‭ ‬إعلام‭ ‬عدة‭. ‬هي‭ ‬حملة‭ ‬تروج‭ ‬لمعلومات‭ ‬مغلوطة‭ ‬وتتحدث‭ ‬عن‭ ‬انتهاكات‭ ‬وتجاوزات‭ ‬بشكل‭ ‬يكرس‭ ‬صورة‭ ‬سلبية‭ ‬للغاية‭.‬

والثاني‭: ‬أن‭ ‬التقارير‭ ‬التي‭ ‬تصدر‭ ‬عن‭ ‬اوضاع‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬منظمات‭ ‬ومؤسسات‭ ‬معينة‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬هي‭ ‬أيضا‭ ‬تقارير‭ ‬سلبية‭ ‬تتضمن‭ ‬كما‭ ‬هائلا‭ ‬من‭ ‬المعلومات‭ ‬الخاطئة‭ ‬والمضللة‭ ‬وتكرس‭ ‬بدورها‭ ‬صورة‭ ‬سلبية‭ ‬عن‭ ‬البحرين،‭ ‬وتتجاهل‭ ‬كل‭ ‬إنجازاتها‭.‬

والأمر‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬هنا‭ ‬على‭ ‬التقارير‭ ‬التي‭ ‬تصدرها‭ ‬جهات‭ ‬مشبوهة‭ ‬أو‭ ‬منظمات‭ ‬معروفة‭ ‬بعدائها‭ ‬للبحرين‭ ‬مثل‭ ‬منظمة‭ ‬هيومان‭ ‬رايتس‭ ‬ووتش،‭ ‬ولكن‭ ‬حتى‭ ‬التقارير‭ ‬التي‭ ‬تصدر‭ ‬عن‭ ‬حكومات‭ ‬غربية‭ ‬تتضمن‭ ‬في‭ ‬اغلبها‭ ‬نفس‭ ‬المغالطات‭ ‬وتنطوي‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬التشويه‭ ‬للبحرين‭ ‬وأوضاع‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬فيها‭ ‬مع‭ ‬انه‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬التقارير‭ ‬الحكومية‭ ‬أكثر‭ ‬موضوعية‭ ‬وإنصافا‭.‬

خذ‭ ‬مثلا‭ ‬التقرير‭ ‬الذي‭ ‬صدر‭ ‬مؤخرا‭ ‬عن‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬البحرين‭. ‬هو‭ ‬تقرير‭ ‬ظالم‭ ‬ينطوي‭ ‬على‭ ‬كم‭ ‬هائل‭ ‬من‭ ‬المغالطات‭ ‬والمعلومات‭ ‬المضللة‭ ‬ويشوه‭ ‬صورة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬تدقيق‭ ‬أو‭ ‬تحر‭ ‬للموضوعية‭.‬

هذا‭ ‬أمر‭ ‬يستحق‭ ‬التفكير‭ ‬والتحليل‭. ‬لماذا‭ ‬تصدر‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬تقريرا‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬يتعمد‭ ‬تشويه‭ ‬صورة‭ ‬البحرين؟

السؤال‭ ‬المهم‭ ‬هو‭: ‬لماذا؟‭.. ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬تعكس‭ ‬صورة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬حقيقة‭ ‬أوضاع‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬البحرين؟‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬السبب‭ ‬أو‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬تفسر‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬وهذه‭ ‬الصورة‭ ‬السلبية‭ ‬عن‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الخارج؟

من‭ ‬السهل‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬إن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬هو‭ ‬تشويه‭ ‬متعمد‭ ‬للأوضاع‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬جهات‭ ‬ومنظمات‭ ‬مشبوهة‭ ‬لديها‭ ‬أجندة‭ ‬سياسية‭ ‬تستهدف‭ ‬البحرين‭.‬

هذا‭ ‬صحيح‭ ‬في‭ ‬جانب‭ ‬مهم‭. ‬صحيح‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬جهات‭ ‬معروفة‭ ‬ومنظمات‭ ‬مشبوهة‭ ‬وحتى‭ ‬دوائر‭ ‬حكومية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬تتعمد‭ ‬تشويه‭ ‬صورة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭. ‬ويعني‭ ‬هذا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الجهات‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كانت‭ ‬تعرف‭ ‬الحقائق‭ ‬والمعلومات‭ ‬الإيجابية‭ ‬عن‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬فإنها‭ ‬تتعمد‭ ‬إخفاءها‭ ‬وتتعمد‭ ‬التشويه‭ ‬والتضليل‭ ‬وتروج‭ ‬عمدا‭ ‬للمعلومات‭ ‬المغلوطة‭.‬

‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬التفسير‭ ‬لا‭ ‬يكفي‭ ‬وحده‭.‬

الأمر‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الأسباب‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تقصيرا‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭. ‬هناك‭ ‬تقصير‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬قضية‭ ‬صورة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بأوضاع‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وتقصير‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬حقيقة‭ ‬الإنجازات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭.‬

في‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬لا‭ ‬تحظى‭ ‬القضية‭ ‬بالاهتمام‭ ‬الواجب‭. ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬بذلت‭ ‬جهدا‭ ‬كبيرا‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تقديره‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬التقارير‭ ‬المتعلقة‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وتقديمها‭ ‬إلى‭ ‬الجهات‭ ‬الدولية‭ ‬المعنية‭. ‬لكن‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬هناك‭ ‬تقصير‭ ‬سياسي‭ ‬وإعلامي‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬القضية‭. ‬وأغلب‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬تهتم‭ ‬بمخاطبة‭ ‬الداخل‭ ‬وتهمل‭ ‬الخارج‭.‬

الدليل‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التقصير‭ ‬هو‭ ‬هذه‭ ‬الصورة‭ ‬السلبية‭ ‬عن‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬مشهودة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭.‬

والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬أمر‭ ‬غريب‭.‬

لقد‭ ‬واجهنا‭ ‬مع‭ ‬أحداث‭ ‬2011‭ ‬الطائفية‭ ‬والسنوات‭ ‬التي‭ ‬تلتها‭ ‬هذه‭ ‬الحملة‭ ‬الأجنبية‭ ‬الضارية‭ ‬على‭ ‬البحرين،‭ ‬ومررنا‭ ‬بتجربة‭ ‬مريرة‭. ‬ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬نبهنا‭ ‬إلى‭ ‬خطورة‭ ‬القضية‭ ‬في‭ ‬مقالات‭ ‬كثيرة‭.‬

لكن‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬انه‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬مررنا‭ ‬به‭ ‬فإننا‭ ‬لم‭ ‬نتعلم‭ ‬كثيرا‭ ‬دروس‭ ‬2011‭ ‬ولم‭ ‬نتصرف‭ ‬على‭ ‬أساسها،‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬لدى‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬خطة‭ ‬واضحة‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬القضية‭ ‬بدليل‭ ‬الوضع‭ ‬الذي‭ ‬مازلنا‭ ‬نواجهه‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭.‬

{{{

إذن،‭ ‬قضية‭ ‬صورة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بأوضاع‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬قضية‭ ‬لها‭ ‬أهمية‭ ‬كبرى‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لها‭ ‬أولوية‭ ‬على‭ ‬أجندة‭ ‬عمل‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭.‬

والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬قرار‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬بإنشاء‭ ‬وتشكيل‭ ‬اللجنة،‭ ‬وبإعطائها‭ ‬صلاحية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المنظمات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬والجهات‭ ‬المعنية‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬قد‭ ‬أقر‭ ‬بأن‭ ‬للقضية‭ ‬أهمية‭ ‬كبرى‭.‬

لهذا‭ ‬نقول‭ ‬إن‭ ‬اللجنة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬القضية‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬أولوياتها‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الحالية‭.‬

والمطلوب‭ ‬من‭ ‬اللجنة‭ ‬أن‭ ‬تحدد‭ ‬أولا‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬الأسباب‭ ‬وأوجه‭ ‬القصور‭ ‬التي‭ ‬تفسر‭ ‬الصورة‭ ‬السلبية‭ ‬عن‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الخارج‭.‬

والمطلوب‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬اللجنة‭ ‬خطة‭ ‬عمل‭ ‬واضحة‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬القضية‭ ‬بشكل‭ ‬دائم‭ ‬ومنتظم‭.‬

ومن‭ ‬المهم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬في‭ ‬تقديرنا‭ ‬أن‭ ‬تتشكل‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬لجنة‭ ‬خاصة‭ ‬تضم‭ ‬كل‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬مهمتها‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬القضية‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬إصلاح‭ ‬هذه‭ ‬الصورة‭ ‬السلبية‭.‬

أما‭ ‬عن‭ ‬خطة‭ ‬عمل‭ ‬اللجنة‭ ‬وما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تفعله‭ ‬فهناك‭ ‬أفكار‭ ‬كثيرة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نقدمها‭ ‬ويقدمها‭ ‬غيرنا‭ ‬من‭ ‬المهتمين‭ ‬بالقضية‭ ‬للجنة‭.‬

بالمناسبة‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مطلوب‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬ننجح‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الصورة‭ ‬الحقيقية‭ ‬لأوضاع‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬والإنجازات‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬وتتحقق‭ ‬بالفعل‭. ‬وليست‭ ‬هذه‭ ‬بالمهمة‭ ‬المستحيلة‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬اهتمام‭ ‬وتخطيط‭ ‬وعمل‭ ‬دائم‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا