العدد : ١٧٠٥٨ - الخميس ٠٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٨ - الخميس ٠٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

يسمونها قوة الطبيعة والنظام الذكي

{‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يسمّون‭ ‬أنفسهم‭ ‬‮«‬اللادينيون‮»‬‭ ‬أو‭ ‬أصحاب‭ ‬الرؤية‭ ‬المادية‭ ‬المطلقة،‭ ‬أو‭ ‬أصحاب‭ ‬العقائد‭ ‬المختلفة‭ ‬ومنها‭ ‬‮«‬الآسيوية‮»‬‭ ‬الذين‭ ‬يضعون‭ ‬في‭ ‬معابدهم‭ ‬الوثنية‭ ‬نماذج‭ ‬لتماثيل‭ ‬الآلهة‭ ‬المختلفة‭ ‬ومنها‭ ‬تمثال‭ ‬‮«‬بوذا‮»‬‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬التي‭ ‬تعتنق‭ ‬البوذية،‭ ‬ومنهم‭ ‬أصحاب‭ ‬المدارس‭ ‬الباطنية،‭ ‬الذين‭ ‬يؤمنون‭ ‬بدورهم‭ ‬بتأثير‭ ‬الفلسفات‭ ‬الآسيوية‭ ‬القديمة‭ ‬بالمدارس‭ ‬الباطنية‭ ‬ووحدة‭ ‬الوجود،‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬المعتقدات‭ ‬المختلفة،‭ ‬يفلسفون‭ ‬رؤاهم‭ ‬ولكنهم‭ ‬جميعاً‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬قد‭ ‬دخلوا‭ ‬دهاليز‭ (‬الوثنية‭)! ‬أو‭ ‬استخراج‭ ‬فلسفتهم‭ ‬من‭ ‬الطبيعة،‭ ‬مكرسين‭ ‬عبادة‭ ‬الأسلاف‭ ‬وعبادة‭ ‬الذات،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬القوى‭ ‬الكامنة‭ ‬في‭ ‬الإنسان‭ ‬والطاقة‭ ‬الكونية‭ ‬هي‭ ‬مكمن‭ ‬‮«‬الروحانية‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬فلسفة‭ ‬قائمة‭ ‬بحدّ‭ ‬ذاتها‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ (‬التوحيد‭) ‬باعتبار‭ ‬الخالق‭ ‬الواحد،‭ ‬مصدر‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬‮«‬الطاقة‭ ‬الكونية‮»‬‭ ‬والقوى‭ ‬الكامنة‭ ‬في‭ ‬الطبيعة‭ ‬وفي‭ ‬الإنسان‭!‬،‭ ‬وبذلك‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬بكلية‭ ‬فلسفة‭ ‬المدارس‭ ‬الباطنية‭ (‬الشرقية‭ ‬منها‭ ‬والغربية‭) ‬لا‭ ‬يصلون‭ ‬إلى‭ ‬الإيمان‭ ‬بالله‭ ‬الواحد،‭ ‬المحيط‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬خلق‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الكون‭! ‬بل‭ ‬الإيمان‭ ‬بما‭ ‬خلق‭!‬

{‭ ‬في‭ ‬‮«‬الفلسفة‭ ‬الغربية‭ ‬الروحية‮»‬‭ ‬هناك‭ ‬ما‭ ‬يجمعها‭ ‬بالمدارس‭ ‬الشرقية‭ ‬الآسيوية،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الجذور‭ ‬الباطنية‭ ‬والسحرية‭ ‬لتلك‭ ‬الفلسفة‭ ‬ومدارسها‭ ‬المتشعبة‭ ‬وإقحام‭ (‬السحر‭) ‬فيها‭! ‬يقولون‭ ‬عن‭ ‬قوة‭ ‬الطبيعة،‭ ‬والطاقة‭ ‬الكونية،‭ ‬ليصلوا‭ ‬إلى‭ ‬فلسفة‭ ‬‮«‬النظام‭ ‬الذكي‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يتحكم‭ ‬في‭ ‬الطبيعة‭ ‬والكون‭ ‬والإنسان،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬إرجاعها‭ ‬إلى‭ ‬الخالق‭ ‬الواحد‭! ‬هم‭ ‬يستبدلون‭ ‬الله‭ ‬جل‭ ‬وعلا‭ (‬وما‭ ‬قدروا‭ ‬الله‭ ‬حق‭ ‬قدره‭)‬،‭ ‬ويستبدلون‭ ‬الإسلام‭ ‬منذ‭ ‬خلق‭ ‬‮«‬آدم‮»‬‭ ‬يستبدلون‭ ‬الطاقة‭ ‬بمسميات‭ ‬هم‭ ‬سمّوها،‭ ‬ولا‭ ‬يتحدثون‭ ‬عن‭ ‬مصدر‭ ‬الطاقة‭ ‬والطبيعة‭ ‬والنظام‭ ‬الذكي،‭ ‬فهي‭ ‬في‭ ‬نظرهم‭ ‬وجدت‭ ‬نفسها‭ ‬بنفسها‭!‬،‭ ‬ولكأن‭ ‬كل‭ ‬التشعبات‭ ‬الفلسفية‭ (‬العقدية‭) ‬تتلاقى‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬مع‭ (‬الرؤية‭ ‬المادية‭) ‬وأساسها‭ ‬الصدفة‭ ‬في‭ ‬الخلق‭!‬

{‭ ‬لا‭ ‬يؤمنون‭ ‬بالدين‭ ‬الواحد‭ ‬لكل‭ ‬البشرية،‭ ‬ولكأن‭ ‬الله‭ ‬خلق‭ ‬الإنسان‭ ‬عبثاً‭ ‬وتركه‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬رسل‭ ‬وأنبياء‭ ‬ورسالات‭ ‬وشرائع‭ ‬توضح‭ ‬معاً‭ ‬حقيقة‭ ‬‮«‬الخلق‮»‬‭ ‬وطبيعته‭ ‬وحقيقة‭ ‬الحياة‭ ‬وتطوراتها‭ ‬وتحولاتها‭ ‬والأبعاد‭ ‬الكونية،‭ ‬وأن‭ ‬هناك‭ ‬دنيا‭ ‬وهناك‭ ‬آخرة،‭ ‬فيصدقون‭ ‬العقاب‭ ‬والثواب‭ ‬باسم‭ (‬الكارما‭) ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬غيبي‭ ‬ويصدقون‭ ‬تعدّد‭ ‬الأبعاد‭ ‬وهو‭ ‬كذلك‭ ‬أمر‭ ‬غيبي‭! ‬ولا‭ ‬يصدقون‭ ‬‮«‬الخالق‭ ‬الواحد‮»‬‭ ‬مصد‭ ‬كل‭ ‬شيء‭! ‬والدين‭ ‬الواحد‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬عند‭ ‬الله‭ ‬الإسلام‭! ‬ولا‭ ‬يصدقون‭ ‬الآخرة‭ ‬وهو‭ ‬غيب‭ ‬أيضا،‭ ‬ولكنهم‭ ‬يصدقون‭ ‬‮«‬التناسخ‮»‬‭ ‬كاحتيال‭ ‬على‭ ‬‮«‬النص‭ ‬الإلهي‮»‬‭ ‬وعلى‭ ‬حقيقة‭ ‬وجود‭ ‬العقاب‭ ‬والثواب،‭ ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬الآخرة‭! ‬وإنما‭ ‬بتناسخ‭ ‬الأرواح‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدنيا،‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليهم‭ ‬كل‭ ‬شيء‭!‬

{‭ ‬وبذلك‭ ‬وبفلسفة‭ ‬‮«‬وحدة‭ ‬الوجود‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يتساوى‭ ‬فيه‭ ‬الخالق‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬خلق‭ ‬في‭ ‬نظرهم‭! ‬يفتحون‭ ‬باب‭ ‬‮«‬الشرك‮»‬‭ ‬ويسبغون‭ ‬عليه‭ ‬رؤاهم،‭ (‬ويبتعدون‭ ‬عن‭ ‬التعاليم‭ ‬الإلهية‭ ‬وعبادة‭ ‬الله‭) ‬للدخول‭ ‬في‭ (‬عبادة‭ ‬الذات‭) ‬و‭(‬عبادة‭ ‬الأسلاف‭) ‬و‭(‬عبادة‭ ‬الطبيعة‭) ‬و‭(‬عبادة‭ ‬النار‭) ‬و‭(‬عبادة‭ ‬الملائكة‭)! ‬وبمسميات‭ ‬وثنية‭ ‬في‭ ‬حضرة‭ ‬تعدد‭ ‬الآلهة‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬تجسيدها‭ ‬وتشخيصها‭ ‬وثنياً‭ ‬كأصنام‭ ‬أو‭ ‬كائنات‭! ‬وما‭ ‬أبعد‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الفلسفات‭ ‬الباطنية،‭ ‬وروحانية‭ ‬الرؤية‭ ‬المادية،‭ ‬عن‭ ‬الغايات‭ ‬والأهداف‭ ‬التي‭ ‬خلق‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬أجلها‭ ‬الكون‭ ‬والخليقة‭ ‬والإنسان‭ ‬والفطرة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تعقيدات‭ ‬الفلسفات‭ ‬الباطنية‭ ‬وخاصة‭ ‬‮«‬الشرقية‭ ‬الآسيوية‮»‬‭ ‬كالبوذية‭ ‬والطاوية‭ ‬وغيرها‭! ‬حول‭ ‬هذا‭ ‬وغيره‭ ‬لنا‭ ‬وقفات‭ ‬أخرى‭ ‬فيما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل،‭ ‬ومحاولة‭ ‬وضع‭ ‬النقاط‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬حروف‭ (‬الوهم‭ ‬البشري‭) ‬بفلسفاته‭ ‬المختلفة‭ ‬وتحديدا‭! (‬الباطنية‭)‬،‭ ‬والذي‭ ‬ابتعد‭ ‬عنها‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬خضمّها‭ ‬عن‭ ‬أصل‭ ‬الخلق‭ ‬وعبادة‭ ‬الخالق‭ ‬الواحد،‭ ‬الذي‭ ‬أتقن‭ ‬خلق‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬ومنها‭ ‬الطاقة‭ ‬الكونية‭ ‬وقوة‭ ‬الطبيعة‭ ‬والنظام‭ ‬الذكي‭! ‬فعبدوا‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬وابتعدوا‭ ‬عن‭ ‬عبادة‭ ‬الله‭ ‬الذي‭ ‬صنع‭ ‬كل‭ ‬شيء‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا