يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
نداء الشعب السوداني
في الوقت الذي تتواصل فيه المعارك بين الجيش السوداني وقوات التدخل السريع، ترسم التقارير عن الأوضاع في السودان صورة قاتمة مفزعة عن كارثة إنسانية رهيبة حلت بالشعب السوداني.
بداية، هناك الأعداد الكبيرة من الضحايا الذين يسقطون قتلى وجرحى من المدنيين والعسكريين. من الواضح أن الأرقام التي يتم إعلانها ليست دقيقة وأن اعداد الضحايا أكبر مما يتم اعلانه بكثير؛ بدليل ان أطباء في المستشفيات قالوا انه لم يعد بمقدورهم إحصاء اعداد الضحايا. هؤلاء الضحايا وخصوصا المدنيين منهم هم ضحايا صراع لا دخل لهم فيه. صراع على السلطة لا مصلحة للشعب فيه.
أما عن الأوضاع الإنسانية في السودان فالصورة مفزعة حقا.
التقارير تتحدث عن حالة من الهلع تنتاب السودانيين خوفا من نفاد السلع والمواد الغذائية الأساسية. الأسواق الكبرى في الخرطوم مثل السوق المركزي وأسواق بحري وأم درمان والسوق العربي وهي التي تعتبر المصدر الأول للأغذية لإمداد الأسواق الصغيرة والمحال التجارية أغلقت بسبب المعارك. وأغلب المتاجر والمحال التجارية لا تجرؤ على ان تفتح أبوابها. ويتخوف السودانيون انه مع استمرار المعارك فستحدث ازمة غذائية كبرى وتنفد المواد الأساسية. وأصلا لا يجرؤ اغلب السودانيين على الخروج لتأمين احتياجاتهم.
والتقارير تتحدث عن ازمة مياه رهيبة في الخرطوم وأن العطش يهدد احياء بكاملها.
هيئة المياه بالخرطوم أعلنت ان محطات المياه الرئيسية بالخرطوم تعرضت لأضرار بالغة بسبب الاشتباكات وأنها عاجزة عن تشغيلها ولم تعد تستطيع تأمين امدادات مياه للسكان. هذا الوضع يترك اهل الخرطوم يعانون من العطش ولا يستطيعون تأمين أي بدائل. بعض السكان قالوا في تصريحات انهم منذ ثلاثة أيام يعيشون بلا ماء ولا كهرباء.
أما عن الوضع في المستشفيات والقطاع الصحي فهو مأساة بكل معنى الكلمة.
لجنة الأطباء في السودان أعلنت أن عديدا من المستشفيات تعرضت للقصف، وأن المسلحين يلجأون إلى المستشفيات، الأمر الذي أدى إلى خروج عديد من المستشفيات من الخدمة وتوقفها عن العمل.
وأغلب المستشفيات تعاني من انقطاع الكهرباء، الأمر الذي يعرض المرضى بالعناية المركزة والعمليات الجراحية لخطر الموت.
ولجنة الأطباء أعلنت ان الأدوية والمواد الطبية تنفد ووجهت نداء عالميا للأمم المتحدة والمنظمات الصحية العالمية لإغاثتها.
وأعلن الأطباء أيضا ان المستشفيات لم تعد قادرة على استيعاب اعداد المصابين في المعارك.
هذه مجرد لمحة عن الكارثة الإنسانية المروعة في السودان اليوم.
موقع «سكاي نيوز عربية» نقل تصريحات للمحلل الاقتصادي أحمد خليل، يلخص فيها ابعاد الكارثة. قال: استمرار الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، «سيقود إلى كارثة غذائية ومجاعة شاملة في العاصمة الخرطوم، والتي حتما ستؤدي إلى انفلات أمني وأعمال نهب بالشوارع والأسواق، وهو سيناريو مرعب نخشى حدوثه». ويضيف: «حوالي 75 بالمائة من سكان العاصمة الخرطوم من الفقراء ومحدودي الدخل، ويعتمدون على دخل يومي من أشغال هامشية، ما يشير إلى أن توقفهم عن العمل أكثر من يوم سيعرضهم لخطر الجوع، وهذا ما حدث بالفعل مع ملايين العائلات المتعففة». كما يقول: «الاشتباكات اندلعت في ظل أزمة اقتصادية طاحنة يعيشها السودان، تجلت في تراجع قيمة العملة الوطنية، وارتفاع معدلات التضخم، وعجز الدولة عن دفع دخول العاملين في الخدمة العامة. وهذه المواجهات العسكرية ستقود إلى انهيار اقتصادي شامل، ما يؤدي بدوره إلى تفاقم الوضع المعيشي للمواطنين، ما يستوجب تدخل المنظمات الإنسانية بشكل عاجل».
هذه هي ابعاد الكارثة الانسانية في السودان اليوم، فما بالك بما سيحدث حال استمرار هذه المعارك.
لجنة اطباء السودان وجهت نداء الى كل من له القدرة على التأثير في العالم على التدخل فورا من اجل وقف هذه المعارك وإنقاذ الشعب.
هذا ليس نداء من الأطباء فقط. هو اليوم نداء الشعب السوداني كله.
من الواضح ان طرفي الصراع لا تعنيهم هذه الكارثة الانسانية المروعة في شيء. وليس لديهما أي قدر من الرشد او الحرص على مصلحة الشعب. الطرفان مصران على مواصلة المعارك على امل ان يقضي أحدهما على الآخر.
لن يتوقف الطرفان الا إذا تم اجبارهما على ذلك. وللأسف النداءات التي يتم توجيهها من مختلف دول العالم والأمم المتحدة لوقف القتال لا جدوى منها. لا بد من تدخل عربي افريقي لإجبار الطرفين على وقف هذه المعارك وإنقاذ شعب السودان.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك