(كأني به وعود العطر توأمين
يندسُ في مناسم الجسد
يقطفُ من هنا وردة
ومن هناك سلسبيل الحياة)
إنه واللغة العربية والشعر توأمان، يذهبُ بك حيث نبض قلبه الرقيق، منشغلاً بسماء ذات ألوان قوس قزح، إلا أنه في الذاكرة ذلك الخل الذي يأنس محبوه مصاحبته والصمت في حضرة بوحه عندما يستيقظ الشعر وتغسل الكلمات جفاف الروح.
إنه الأخ والصديق الجميل الشاعر علي البقالي، حيث مدائنه مزدانة بهوى عذري، يبذر الأرض والقلوب بمحبته فلا يمكن الابتعاد عن صحبته ولا عن مشاغباته في اللغة والشعر.
هو العيد لكل قلب ينتظر العيد فلا يغادر محبيه ولا يعرف دون ألفة الخلان بيتا يثير في أركانه بسمة وألف سؤال.
منذ سنوات بعيدة عرفته بل صاحبته فكان لي وللآخرين من صحبته ذلك الإنسان الشهم الطيب الذي لا يبخل على أحد بمساعدته، فله الفضل في كثير من المناقب الحسنة التي قدمها إليّ خصوصاً وللآخرين من أحبته، فلا يمكن الفكاك من شباكه لأنه دائرة الحديث الطيب حينما يجمعنا بصحبة الشعر والحوار الأدبي العميق.
فله الفضل في مراجعة ديواني الثاني المعنون «فضاء» وله الفضل في كثير من المناقب الحسنة التي ليس باستطاعتي غفلانها، كونه الأخ والصديق الحميم، ذا القلب الشفيف حينما يمتطي جواد الشعر.
ويكفي أنه مازال متحملا كل صحابه ولا يرد لهم أي طلب، بل نراه هو من يتقدم بالمساعدة من دون تردد.
وليعذرني لأترك له ما يشغلني شعرا:
تدور بنا يا علي ..
ساقية الماء..
ونحنُ في دائرة مثقلة
لها في مكامننا..
سلسبيل الحياة..
وشيء من الزعفران..
يطببُ عافيتنا بالحب..
ننحدرا نحو مدن عالقة بالانشغال
تجرنا خيول اللغة نحو سيبويه
ونحو حكايات لها مالك من فضول!
إلا.. أنها وأنت فصل الربيع..
أعيدُ على سيرتك لغتي..
فتحيلني لغتي شعرٌ ونار
فلا الحرقُ جمرٌ..
ولا الهجرُ انقطاع الحياة..
لنا في لذة العسل حكاية..
وفي عصارة الفاكهة سرٌ غريب!
يتقدمك الحب يا علي..
فتردفنا، فلا يتقدمك البوح قبلنا..
لأنك بين جناحين يصفقان..
ولا يغادران ألفة الصحاب!
هكذا، هو الشاعر القدير أخونا علي البقالي، فيكفي أن كل ما أصيبت به الحياة، لم يُثر في محبتنا له، لأننا دون موقع الظل من قسوة الظهيرة، نضيع دون رفيق يرشدنا ويشذب صحبتنا بالشعر واللغة، فالجمال ليس جمال الوجه وإنما أسمى السمو سمو القلب، فما أرق قلب البقالي وهو يسنبك حوافر محبته في ضلوعنا.
فالعمر مهما بلغ من الكبر لا يمكن له ينسينا أول مرابع تطوره منذ الطفولة حتى مرحلة يشتعل فيها الرأس شيباً.
فمن هذه الرؤية يتضح لنا أن القمر دون الشمس يظل معتماً، فعلي بالنسبة إلينا جميعاً هو الشمس في أجمل بهائها.
ومن دون ألفة أخينا البقالي لا تحلو جلساتنا ولا يطربنا الشعر دون هواه!
a.astrawi@gmail.com
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك