الفلكيون متفقون في تحديد موقع الهلال وشكله وارتفاع ووقت غروبه وزمن مكثه
بعد الضجة التي أثيرت مؤخرا حول رؤية هلال شهر شوال المبارك، أكد أستاذ الفيزياء التطبيقية بكلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي والخبير الفلكي الدكتور وهيب عيسى الناصر أنه يجب أن نكون قد استخلصنا مما حدث درسًا وهو الإيمان بالقدرات الفردية في الإبصار، وعدم التشكيك وسوء الظن بالشهود مادام لا يخالف المعيارين الأساسيين اللذين تم وضعهما في التقويم الإسلامي الموحد.
وقال أستاذ الفيزياء التطبيقية بكلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي والخبير الفلكي الدكتور وهيب عيسى الناصر إن العديد من الرسائل تصله للسؤال عن مدى اعتماد الخبر الفلكي الصحيح وأي من الفلكيين تُعدُّ حساباتهم صحيحة؟ وعلى ضوء ذلك أكد لنا أن كل الفلكيين حساباتهم صحيحة، ولا اختلاف بينهم في تحديد موقع الهلال وشكله وارتفاع ووقت غروبه وزمن مكثه فهم متفقون 100%.
كما أوضح أن الإشكال يكمن في أن بعضهم بات يروج بأنه رغم وجود الهلال في الأفق مدة 22 دقيقة فلا يمكن لأحد أن يراه بسبب ضآلة (عمره) ودرجة تمييزه بسبب (قربه من الشمس).. وهنا وقع خطئهم، فهذا ليس علم فلك وإنما تخصص في فسيولوجيات العين (فسيولوجيا وطب العيون).. فمن الناس من يستطيع الغوص تحت الماء 20 دقيقة (كما حدث في إحدى عروض الفورمولا في البحرين) وبعضهم دقيقتين رغم أن الرئة عند البشر متشابهة.. وكذلك حال الإبصار فالعيون ليست نسخة photocopy، فلله في خلقه شؤون؛ فبعضهم قد يستطيع رؤية هذا الهلال والبعض لا يمكنه، فالله قد منَّ على مخلوقاته بقدرات متفاوتة وميّز الإنسان منها بالفهم والإدراك ليتدبّر العلوم والبحث العلمي وكما أن الله فضل بعضا على بعض في كل شيء (الرزق والقوة والذكاء والإبصار والسرعة والمهارة)، كذلك تتفاوت القدرات الفردية في كل شيء.
وأوضح الناصر أنه يرى أنه عندما تقدم 20شخصا في السعودية برؤية الهلال كان على كل من أنكر عدم إمكانية رؤية الهلال أن يغير رأيه، ويعلن ويطمئن أن العيد هو يوم الجمعة 21 أبريل، ولكن إنكار شهادة الشهود والتي أكد صحتها شكل الهلال يوم العيد، يوقع القضاة أو المرجعيات أو الفلكيين في وضع عدم تمتعهم بالحكمة والفطنة.. هذا هو رأيي.
وأكد أنه لو حدث ولم يتقدم أي فرد مساء الخميس 20 أبريل برؤية الهلال واعتبر أن الهلال قد غم علينا، وتم الإعلان أن الجمعة متمم فلن يعتب أحد على أي قاض أو مرجع أو فلكي لأنه فعلا قد غم أي هو موجود في الأفق ولكن لم يستطع أحد رؤيته (بسبب قدرة الإبصار أو كثافة الغيوم أو أسباب أخرى) رغم أن مشاهدتهم للهلال في يوم العيد شائعة..
وقال الدكتور لعل ما حدث يتطلب أن يرتكن المسلم مع قرار ولي الأمر؛ ففيه وحدة للمسلمين، سواء في البلد الواحد أو المنطقة.. كما أكد أنه يجب أن نكون قد استخلصنا مما حدث درسًا وهو الإيمان بالقدرات الفردية في الإبصار، وعدم التشكيك وسوء الظن بالشهود مادام لا يخالف المعيارين الأساسيين اللذين تم وضعهما في التقويم الإسلامي الموحد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك