سقطت شركة «بلاكستون» الأمريكية، أكبر مالك للعقارات التجارية على مستوى العالم، ضحية للتباطؤ المستمر في قطاع العقارات التجارية، إذ هوت أرباحها القابلة للتوزيع على المساهمين بعد خصم النفقات، بنحو 36% على أساس سنوي، ويثير هذا الهبوط دهشة المستثمرين في وول ستريت في خضم تقييمهم لتداعيات الأزمة المصرفية الإقليمية التي اندلعت الشهر الماضي.
وقال تقرير نشرته (سي إن إن): تسبب انخفاض قيمة استثمارات «بلاكستون» العقارية في تراجع الشركة، إذ هبطت الأرباح القابلة للتوزيع المحققة من قطاع العقارات في الشركة بنحو 58% منذ العام الماضي، كما انخفضت أرباح المبيعات بنسبة 54% إلى 4,4 مليارات دولار، مقابل 9,5 مليارات دولار العام الماضي.
ويبدو أن قطاع العقارات التجارية، الذي تبلغ قيمته 20 تريليون دولار، قد وصل إلى طريق مسدود بعد عقود من ازدهار النمو المدعوم بأسعار الفائدة المنخفضة والائتمان اليسير، انخفضت تقييمات العقارات المكتبية والتجزئة إذ تسبب الوباء في تراجع معدلات الإشغال وأحدث تغييرات في أماكن العمل ووسائل التسوق، ناهيك عن محاولات الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) كبح جماح التضخم من خلال رفع أسعار الفائدة على نحو قد أضر أيضاً بالصناعة المعتمدة على الائتمان.
وفاقمت أزمة البنوك الأخيرة تلك المشاكل، يحصل مطوّرو العقارات التجارية على حصة كبيرة من الائتمان من البنوك الصغيرة والمتوسطة، والتي تعرّضت السيولة لديها لضغوط شديدة، ووفقاً لتقديرات خبراء الاقتصاد في «غولدمان ساكس»، فإن البنوك الإقليمية تضخ نحو 80 في المائة من إجمالي القروض المصرفية للعقارات التجارية.
إعلان
وفي خطوة تشير إلى اعتقادهم أن السوق ستستمر في التراجع جرّاء خفض البنوك الإقليمية للائتمان، زاد البائعون على المكشوف من رهاناتهم ضد مالكي العقارات التجارية في الآونة الأخيرة، حيث تعتبر العقارات هي الصناعة الأكثر بيعاً على المكشوف على مستوى العالم والثالثة في الولايات المتحدة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك