حرصي على حضور معرض سيتي سكيب الرياض كان بسبب أنه يُعَد الحدث الأكبر في الشرق الاوسط، مستقطبًا المستثمرين والعقاريين من مختلف أنحاء العالم ويوفر فرصة مثالية لعرض أهم المشاريع المبتكرة في المنطقة، التي تعكس التوجهات المستقبلية في المدن الخضراء المستدامة باستخدام الطرق الذكية لتصميم مساكن ومناطق تتماشى مع رؤية المملكة في التوسع والتطور العمراني وتوفير جودة حياة عالية.
تميز تنظيم المعرض العالمي بجودة عالية، حيث تم توفير عدة منصات وورش عمل متخصصة تناقش أهم المواضيع المتعلقة بالمجال العقاري، مثل أحدث التقنيات المبتكرة والطرق المستدامة وتصميم المدن الذكية.
كما تضمن المعرض جدولاً متكاملاً من الفعاليات والجلسات الحوارية التي شهدت مشاركة واسعة من الشخصيات البارزة في القطاع العقاري مثل وزراء من دول الخليج ورؤساء تنفيذيين من كبار الشركات المطورة في المنطقة، وقد أضافت هذه النقاشات قيمة معرفية كبيرة وتغطية اعلامية متميزة لفعاليات المعرض.
أسهم المعرض في خلق بيئة محفزة وغنية بالفرص، حيث جمع الخبراء والمختصين من شتى بقاع العالم أمام كوكبة من المستثمرين والمؤسسين، ما أدى إلى تحقيق اتفاقيات تعاون وتوقيع صفقات.
ووفقًا لأرقام الجهة المنظمة تجاوزت قيمة التعاملات العقارية في ختام المعرض 230 مليار ريال، وشارك فيه أكثر من 400 جهة، بمن في ذلك حوالي 100 مطور عقاري محلي وأكثر من 70 مطورًا دوليًا.
كان المعرض فرصة مثالية للشركات لعرض إنجازاتها وأهم مشروعاتها، ما انعكس على حجم الحضور الكبير من الجمهور، حيث زار المعرض أكثر من 172 ألف زائر خلال الأيام الأربعة المخصصة له. تمتع الموقع في شمال الرياض بميزة البعد عن ازدحامات العاصمة، ما أسهم في جذب الجمهور الكبير.
وأسهمت الجهود الضخمة التي بذلتها الكوادر الوطنية في نجاح هذا الحدث الضخم على مستوى الشرق الأوسط؛ حيث تم توفير الآلاف من مواقف السيارات الخاصة بالمعرض وباصات أخرى مخصصة لتنقل الزوار من وإلى داخل مدينة الرياض، بالإضافة إلى منح خصومات خاصة على خدمات التوصيل للأفراد الذين يستخدمون التطبيق.
وكمتابع للمعارض، لاحظت البيئة المتكاملة للتواصل التي تم توفيرها للزوار والمشاركين، ما عزز التعاون بين مختلف الأطراف من خلال تطبيق خاص بالمعرض. وبفضل هذا التطبيق، تمكنت من تنسيق المواعيد واللقاءات مع المهتمين بالعقارات من البحرين قبل أسبوع من انطلاق المعرض.
لقد خطت الرياض خطوات كبيرة نحو توطين الاستثمارات، معتمدة على الثقافة التاريخية والهوية الوطنية، بفضل دعم القطاع الحكومي وتبني استراتيجيات مستدامة تهدف إلى خلق وظائف نوعية في القطاع العقاري بسواعد وطنية.
وبشكل عام، المؤشرات تؤكد منحى النمو القوي الصاعد بفضل حجم وتعدد المشاريع العملاقة في المملكة، التي تسير بخطى ثابتة لتحقيق رؤية 2030 نحو استقطاب السياحة النوعية والتحضير للفعاليات والبرامج العملاقة مثل إكسبو وكأس العالم والألعاب الشتوية الأولمبية التي تجعل المستثمر يقع في حيرة من أمره أمام العدد الهائل من الخيارات والمشاريع الحضرية المستجدة في المملكة التي انطلقت في فترة زمنية قصيرة مواكبة للرؤية المستقبلية.
يُذكر أن عدد الشركات الاستثمارية والمشاريع العقارية كان ضخما وتم تقسيمهم الى عدة صالات مخصصة في المعرض، وشملت جميع انحاء المملكة ولم تقتصر على الرياض فقط، بل تجاوزت المشاريع حدود المملكة بحضور مشرف من مختلف الشركات العالمية في صالة مخصصة للمشاريع الدولية التي كان فيها مشاركة متميزة لجناح مملكة البحرين وكان الترحيب الجميل من الشعب السعودي لنا كبحرينيين محل تقدير، إلا أن الإقبال كان متواضعا على الصالة المخصصة للعقارات الدولية مقارنة بالزخم الحاصل في الاقسام الرئيسية.
من أبرز ما رصدته في المعرض هو الاهتمام بالابتكار، حيث شملت إحدى الفعاليات مسابقة «روشن هاكاتون» بجوائز تصل إلى 1.5 مليون ريال سعودي لتوفير حلول وطرق مستدامة ونماذج وتقنيات للمباني الذكية.
أختتم هذه التجربة بنصيحة للأخوة في البحرين بعدم محاولة نسخ قصص النجاح في الدول المجاورة التي لها ميزاتها الخاصة، بل التوجه نحو الابتكار خارج الصندوق؛ فنحن نتميز بخصائص فريدة تستحق تسليط الضوء وخلق الفرص.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك