(50) هشيم: كما في قوله تعالى: «فَأَصبَحَ هَشِيما تَذرُوهُ الرِّيَاحُ» الكهف (45). والهشيم: كَسْرُ الشيء الرخو كالنبات قال تعالى «فَكَانُواْ كَهَشِيمِ المُحتَظِرِ» القمر (31)، يقال هشم عظمه، ومنه هشمت الخبز (مفردات ألفاظ القرآن – الراغب الأصفهاني، مرجع سابق، ص 842).
قال ابن عباس: (ما سقط من ذلك وداسته الغنم فهو الهشيم) (معجم النبات، مرجع سابق، ص 110).
(51) يهيج: كما في قوله تعالى: «ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصفَرّا ثُمَّ يَجعَلُهُ حُطَامًا» الزمر (21).
من الوجهة النباتية، فإن النبات إذا هاج أصبح لونه أصفر، أي فقد اللون الأخضر وهو الكلوروفيل، ويبس: أي جف، يعني ذلك موت النبات وبمرور الوقت يتكسر لجفافه ويبسه فيكون حطاما (معجم النبات، مرجع سابق، ص 112).
(52) يقطين: كما في قوله تعالى «وَأَنبَتنَا عَلَيهِ شَجَرَة مِّن يَقطِين» الصافات (146).
اليقطين كل نبات لا يقوم على ساق مثل الدباء، والقرع، والبطيخ، والحنظل والقثاء والخيار واللوف، وقد قيل كل شيء ذهب يسطا في الأرض يقطين. وهو من العائلة القرعية، وتتميز بأنها نباتات زاحفة على الأرض، وبعضها يتسلق على الدعامات «معجم النبات (مرجع سابق) (ص 113)».
(53) الآزفة: كما في قوله تعالى «وَأَنذِرهُم يَومَ الآزِفَةِ» غافر (18).
يقول الإمام الفخر الرازي ذكروا في تفسير الأزفة وجوها:
الأول: أنها يوم القيامة... سميت بذلك لقربها وإن استبعد الناس مداها.
وقيل سُميت بذلك لدنوها من الناس وقربها منهم ليستعدوا لها.
الثاني: أنها المسارعة إلى دخول النار، حيث إنه عند ذلك ترتفع القلوب عن مدارها من شدة الخوف «إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين» وعليه فـ(يوم الآزفة) في آية سورة غافر يوم المسارعة إلى دخول النار، و(أزفت الآزفة) في آية سورة النجم: اقتربت المسارعة إلى دخول النار.
الثالث: أنها المنية وحضور الأجل بدليل أنه عز وجل أنذرهم يوم القيامة ووصفه بأنه (يَومَ التَّلَاقِ) غافر (15) و (يَومَ هُم بَارِزُونَ) غافر (16)، ثم أنذرهم بعد ذلك بـ(يَومَ الآزِفَةِ) غافر (18).
وأيضا فوصف يوم الموت بالقرب أولى من وصف يوم القيامة بالقرب، وكذلك الصفات المذكورة بعد قوله (الآزفة) لائقة بحضور الموت، لأن المرء عند معاينة ملائكة العذاب يعظم خوفه فكأن قلوبهم تبلغ حناجرهم من شدة الخوف ويبقوا كاظمين ساكنين من ذكر ما في قلوبهم من شدة الخوف.
وعليه فـ (يَومَ الآزِفَةِ) في آية سورة غافر يوم الموت (أَزِفَتِ الْآزِفَةُ) في آية سورة النجم اقتربت المنية (الموسوعة القرآنية التخصصية، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وزارة الأوقاف، جمهورية مصر العربية (ص 725) (2002م).
(54) الإنابة: كما في قوله تعالى (وَيَهدِي إِلَيهِ مَن أَنَابَ) الرعد (27).
ناب فلان إلى الله تعالى وأناب إليه إنابة، فهو منيب: أي أقبل وتاب ورجع إلى الطاعة وقيل: ناب: لزم الطاعة، وأناب: تاب ورجع. والإنابة الرجوع إلى الله تعالى بالتوبة وإخلاص العمل (المرجع السابق (ص 730)).
(55) الأنصاب: كما في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) المائدة (90).
الأنصاب: جمع نُصب وهي: كل ما عُبد من دون الله تعالى، قال ابن سيدَه: الأنصاب حجارة كانت تنصب حول الكعبة فَيُهَلَّ عليها ويذبح لغير الله (المرجع السابق).
(56) الأزلام: كما في الآية السابقة، حيث كانت لقريش في الجاهلية مكتوب عليها أمر أو نهي، وافعل ولا تفعل. وقد سُوِّيت ووضعت في الكعبة، يقدم بها سنة البيت فإذا أراد رجل سفرا أو نكاحا أتى السادة، فقال: أخرج لي زلماً، فيخرجه وينظر إليه، فإذا خرج قِدْحُ الأمر، مضى على ما عزم عليه، وإن خرج قدحُ النهي، قعد عما أراد، وربما كان مع الرجل زلمان، وضعهما في قرابة، فإذا أراد الاستقسام أخرج أحدهما (المرجع السابق، ص 731).
(57) باخع: كما في قوله تعالى (فَلَعَلَّكَ باخِع نَّفسَكَ) الكهف (6).
والبَخْعُ: هو قتل النفس غمّا، وفي الآية حث علي ترك التأسف (فَلَا تَذهَب نَفسُكَ عَلَيهِم حَسَراتٍ) فاطر (8). قال الشاعر:
ألا أيهذا الباخع الوجد نفسه بشيء نَحتْهُ عن يدك المقادر
وبخع فلان بالطاعة وبما عليه من الحق: إذا أقر به وأذعن مع كراهة شديدة تجري مجرى بخع نفسه في شدته (مفردات ألفاظ القرآن (مرجع سابق) (ص 110)).
(58) بديع: كما في قوله تعالى: (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ والأرض) البقرة (117).
والابداع: إنشاء صنعة بلا احتذاء واقتداء، وإذا استعمل في الله تعالى فهو إيجاد الشيء بغير آلة ولا مادة ولا زمان ولا مكان وليس ذلك إلا لله (سبحانه وتعالى). والبديع: يقال للمبدع نحو قوله تعالى «بَدِيعُ السَّمَاواتِ وَالأرض» البقرة (117). وقوله تعالى «قُل مَا كُنتُ بِدعا مِّنَ الرُّسُلِ» الأحقاف (9) قيل: معناه: مبدعا لم يتقدمني رسول، وقيل: مبدعا فيما أقول، والبدْعة في (الدين): إيراد قولٍ لم يتسنَّ قائلها فيه بصاحب الشريعة وأماثلها المتقدمة، وأصولها المتقنة، وروي: وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار (رواه مسلم) (المرجع السابق) (ص110).
(59) برزخ: كما في قوله تعالى: (بَينَهُمَا بَرزَخ لَّا يَبغِيَانِ) الرحمن (20).
والبرزخ في القيامة: الحائل بين الإنسان وبين المنازل الرفيعة في الآخرة، وذلك إشارة إلى العقبة المذكورة في قوله عز وجل «فَلَا اقتَحَمَ العَقَبَةَ» البلد (11)، قال تعالى: «وَمِن وَرَائِهِم بَرزَخٌ إِلَى يَومِ يُبعَثُونَ» المؤمنون (100)، وتلك العقبة موانع من أحوال لا يصل إليها إلا الصالحون. وقيل: البرزخ ما بين الموت إلى يوم القيامة. (المرجع السابق، ص 118).
(60): بُسَّت: كما في قوله تعالى: «وَبُسَّتِ الجِبَالُ بَسّا» الواقعة (5)، أي: فُتِّتَتْ، من قولهم: بُست الحنطة والسويق بالماء، فَتَّته به، وهي: بسيسة وقيل معناه: سقْتُ سوقا سريعا، من قولهم: انبست الحيَّاتُ: انسابت انسيابا سريعا: فيكون كقوله عز وجل «وَيَومَ نُسَيِّرُ الجِبَالَ» الكهف (47)، «وَتَرَى الجِبَالَ تَحسَبُهَا جَامِدَة وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ» النمل (88).
وبستُ الإبل: زجرتها عند السَّوق. (المرجع السابق، ص 122).
(61) ثمر: كما في قوله تعالى: «وَكَانَ لَهُ ثَمَر» الكهف (34)، والثمر (اسم لكل ما يتطعم من أحمال الشجر، الواحدة ثمرة الجمع: ثمار وثمرات، كقوله تعالى: (وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاء فَأَخرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزقا لَّكُم) البقرة (22). وقوله تعالى: (وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعنابِ) النحل (67)، وقوله تعالى (انظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثمَرَ وَيَنعِهِ) الأنعام (99)، وقوله تعالى (وَمِن كُلِّ الثَّمَراتِ) الرعد (3).
والثمر قيل: هو الثمار، وقيل هو جمعه، ويكنى به عن المال المستفاد، وعلى ذلك حمل ابن عباس رضى الله عنهما (وَكَانَ لَهُ ثَمَر) الكهف (34)، ويقال ثمر الله ماله، ويقال لكل نفع يصدر عن شيء: ثمره كقولك: ثمرة العلم العمل الصالح، وثمرة العمل الصالح الجنة، وثمرة السوط عقد أطرافها تشبيها بالثمر في الهيئة والتدلي عنه كتدلي الثمر عن الشجر، والثميرة من اللبن: ما تحبب من الزبد تشبيها بالثمر في الهيئة وفي التحصيل من اللبن. (مفردات ألفاظ القرآن، المرجع السابق، ص 175).
والحمد لله رب العالمين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك