يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
الحوار الوطني في مصر
تشهد مصر هذه الأيام حدثا مهما هو انطلاق الحوار الوطني الذي يجري الإعداد له منذ أشهر.
الهدف من الحوار هو تحديد أولويات العمل الوطني في المرحلة القادمة، واقتراح استراتيجيات وتحديد الملامح العامة للسياسات في مختلف المجالات. وبطبيعة الحال لتحقيق هذا الهدف سيتطرق الحوار حتما الى تقييم ومراجعة للسياسات الحالية المتبعة وتحديد أي أوجه قصور في كل المجالات.
الحوار يعتبر تطورا مهما ونقطة تحول في الحياة السياسية المصرية لأسباب كثيرة. في مقدمة هذه الأسباب ثلاثة:
أولا: ان الذين يشاركون في الحوار هم كل قوى المجتمع المصري تقريبا. بحسب ما تم إعلانه، سيشارك في الحوار ممثلون لكل الأحزاب السياسية، وقوى المجتمع المدني والجمعيات الأهلية، والنخبة السياسية والفكرية، وصحفيون، وإعلاميون، وفنانون، ومثقفون، وأعضاء مجلس النواب ومجلس الشيوخ، وغيرهم.
أي ان كل قوى المجتمع تقريبا كما ذكرنا ستكون مشاركة في الحوار. ولم يتم استبعاد أي أحد سوى فئتين فقط هما: من مارس العنف ضد الدولة والمجتمع، ومن يرفض دستور البلاد، وهذا امر طبيعي مفهوم.
بهذه المشاركة الواسعة في الحوار وتمثيل كل القوى والتوجهات والانتماءات السياسية والفكرية يمكن مبدئيا توقع ان تأتي نتائج الحوار معبرة عن المجتمع المصري وقواه المختلفة.
ثانيا: ان القضايا التي تم تحديدها لمناقشتها في الحوار تشمل كل قضايا العمل الوطني في كل المجالات. وقد تم تحديد 3 محاور للحوار الوطني هي: المحور السياسي، والمحور الاقتصادي، والمحور المجتمعي.
المحور السياسي سيناقش موضوعات مباشرة الحقوق السياسية والتمثيل النيابي، والمحليات، والأحزاب السياسية، والنقابات والعمل الأهلي، وحقوق الإنسان والحريات العامة.
وفي المحور الاقتصادي ستتم مناقشة قضايا التضخم وغلاء الأسعار، والدين العام وعجز الموازنة والإصلاح المالي، وأولويات الاستثمارات العامة وسياسة ملكية الدولة، والاستثمار الخاص (المحلي والأجنبي)، والصناعة، والزراعة والأمن الغذائي، والعدالة الاجتماعية، والسياحة.
وفي المحور المجتمعي ستتم مناقشة قضايا التعليم والبحث العلمي، والصحة، والقضية السكانية، والأسرة والتماسك المجتمعي، والثقافة والهوية الوطنية، والشباب.
كما نرى، الحوار يناقش كل قضايا العمل الوطني بلا استثناء. ولهذا إذا مضى الحوار كما هو مخطط له فمن المتوقع ان يسفر في النهاية عن وضع استراتيجية شاملة للعمل الوطني في المرحلة القادمة.
ثالثا: انه بحسب المنظمين للحوار فإنه لا توجد أي خطوط حمراء، ولن يتم استبعاد أي قضية وأي رأي أو موقف.
أي ان الحوار سيكون مفتوحا للاستماع الى كل الآراء والمواقف والتصورات المؤيدة أو المخالفة. وبالطبع هذا في حد ذاته سيكون ضمانا للوصول الى أفضل المواقف والتصورات.
نحن اذن إزاء تطور مهم في الحياة السياسية المصرية وفي العمل الوطني العام الكثيرون يعلقون عليه آمالا كبيرة.
بطبيعة الحال، هناك تقديرات مختلفة وآراء متباينة حول كيف سيمضي الحوار، والنتائج التي سيسفر عنها، وإلى أي حد سوف ينجح.. وهكذا.
لكن في كل الأحوال، مجرد انطلاق الحوار بهذا الشكل وبهذه الروح، وبهذه المشاركة فيه، هو في حد ذاته نجاح وطني من زوايا كثيرة.
للحديث بقية بإذن الله.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك