يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
انتصار للثوابت والهوية الوطنية
لا يمكن الا ان نتوقف بكثير من الشكر والامتنان والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء للأمر التاريخي الذي أصدره «بالوقف الفوري لأي تغييرات طالت المناهج التعليمية غير المتوافقة مع قيمنا الوطنية المتمثلة في حماية الدين وعدم المساس بثوابته والتمسك بالإسلام عقيدة وشريعة ومنهاجاً، وفق ما ورد في ميثاق العمل الوطني والدستور».
هذا أمر تاريخي بحق. سمو ولي العهد رئيس الوزراء انتصر للقيم والمبادئ الوطنية والإسلام والتاريخ وهويتنا الوطنية.
هناك خمسة عوامل على الأقل تجعل هذا الأمر تاريخيا وتعطيه أهميته الوطنية الكبرى.
أولا: هذا الأمر تأكيد بأن القيم والثوابت الوطنية الأصيلة التي ارساها ونص عليها ميثاق العمل الوطني والدستور واجبة الاحترام ولا يمكن التهاون ابدا في أي مساس بها من أي نوع كان.
الأمر الذي أصدره سمو ولي العهد رئيس الوزراء يعني ان الكل يجب ان يدرك ان احترام القيم والثوابت الوطنية البحرينية ليس محلا للنقاش أو المراجعة، وليس محلا للاجتهاد، وإنما هو واجب وطني أساسي يجب ان يلتزم به الجميع.
ثانيا: والأمر الذي أصدره سمو ولي العهد رئيس الوزراء هو دفاع وطني عن الهوية الوطنية البحرينية.
الهوية الوطنية البحرينية عربية إسلامية. ويعني هذا ان ثوابت الاسلام، والتاريخ العربي الاسلامي، والقيم والمبادئ العربية الإسلامية هي عناصر أساسية لهوية البحرين. وأي مساس بأي من هذه الجوانب أو تشويه لها هو مساس وتشويه للهوية الوطنية.
التمسك بالهوية الوطنية وتعزيزها ليس ترفا وليس اختيارا يمكن قبوله أو رفضه.
الهوية الوطنية هي الأساس الصلب لقوة الدولة والمجتمع.
الهوية الوطنية هي أساس تماسك كيان الأسرة وتلاحم المجتمع، وهي جوهر كل قيم الوطنية وقيم الانتماء والولاء الوطني.
الهوية الوطنية هي حائط الصد الأول الأكبر لأي محاولات لاستهداف الوطن وأمنه واستقراره وتماسكه الاجتماعي.
باختصار الهوية الوطنية هي العامل الأكبر وراء الإنجازات الوطنية وقوة الدولة في كل المجالات.
لكل هذا لا يمكن أبدا ان يكون مقبولا أي مساس بأي عنصر من عناصر الهوية الوطنية او تشويه له لأن هذا تهديد لأمن والوطن والمجتمع حاضرا ومستقبلا.
وهذا بالضبط هو المعنى الكبير الذي انطوى عليه امر سمو ولي العهد رئيس الوزراء.
ثالثا: أن امر سمو ولي العهد رئيس الوزراء هو تعبير عن وعي وإدراك لنبض الرأي العام وتوجهاته.
ليس خافيا ان هذا الموضوع أثار قلقا واسعا في المجتمع تم التعبير عنه بأشكال كثيرة من جانب علماء ورجال دين ونواب وأفراد المجتمع.
والاستجابة لمطالب الرأي العام بهذا الشأن هي بالطبع امر ايجابي جدا ويعكس حرصا على مصلحة المجتمع.
رابعا: والأمر المؤكد ان الأمر الذي أصدره سمو ولي العهد رئيس الوزراء يجسد حرصا على الأجيال الجديدة وعلى نشأتها وتربيتها الوطنية.
هذه الأجيال الجديدة يجب ان تتربى على الثوابت الوطنية وعلى الاعتزاز بهويتها الوطنية العربية الإسلامية. وأي تشويه لوعي هذه الأجيال هو ضربة في الصميم لمستقبل الوطن.
خامسا: ان امر سمو ولي العهد رئيس الوزراء هو في جوهره رسالة واضحة لكل القوى في المجتمع والمؤسسات الرسمية والمدنية في كل مجال بلا استثناء.
هي رسالة مؤداها ان القيم والمبادئ والثوابت الدينية والوطنية وكل ما يتعلق بهوية البحرين العربية الإسلامية هو خط احمر ليس مقبولا أبدا تجاوزه.
هي رسالة مؤداها ان مسؤولية الكل تتمثل في تعزيز القيم والمبادئ والثوابت ومكونات الهوية الوطنية بكل السبل الممكنة.
لكل هذه الأسباب نقول ان الأمر الذي أصدره سمو ولي العهد رئيس الوزراء هو أمر تاريخي.
هو في الحقيقة إرساء لركيزة أساسية في بناء الوطن حاضرا ومستقبلا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك