1
واقفٌ أمامي وبيده قفلٌ..
ثم انحدر نحو غاية هو مدركها..
شدّ من حبل ضحيته وغفا فوق أجساد ميتة
كان النهار في منتصف الظهيرة..
وكنا في غفلة عن لعبته الخاسرة!
2
يدي فوق يدك..
ساعدٌ من حديد
وانتظار على شاهد
لا يغيب
فمثل الذي علمني صبر أيوب..
قادر أن يعلمني..
أن نار القريب..
أشدُّ عليّ..
قسوة من غريب
3
سلام لقلبك حبيبتي
وفصل من الورد تاج عمرك
وأحلام على شفتي صائبة
أحبك..
كالأيام حُبلى بأعيادها
وأنتِ أطيب عيد هواي
فعيدك ظل عافيتي..
وانشغال نبضي بماء
فأنت الحياة..
أكسجين عمري..
وتاج عرس السماء
أحبك..
فلا بعد عينك..
أرى ما أرى من حياة !
4
صوتٌ دافئٌ يقرع الباب
عيدٌ سعيد
فاصلة تركت الريح تحرك قلبي
وقلبي على عادته يستعيد الصباح
يجوبُ الطرقات..
ولا يغادرُ بيته في المكان
لعبت الطفولة فوق أراجيحه
فتوسد سرته وغفا!
5
كل الجهات مشغولة بالجوع
فلا خارطة انسلخت من جلدها
ولا سيدة في أعالي الجبال..
خرجت من لعبة الحرب
كلهم نحو شهوة الموت منشغلون!
6
آخر فضيلة أدركها الذئب
أضاعها الإنسان دون دراية
لأن الحكمة لا تغفل صاحبها
إذا ظل متمسكا بها..
وإن غادرها غادرته!
7
فتيل السرج الوحيد..
يأكل رمش عينه..
ولا يتعبه سخونة التراب
ولا يضجُ من غفلان سيدة الأسئلة!
8
لا ينكسر قفلٌ دون فعل
ولا يتصلبُ بابٌ دون فعل
الحكاية في مدار قدرة الروح.
نفسٌ في أول الخيط لامرأة عفيفة..
تحيك عفتها بصبر شديد!
9
مثقلٌ والأنين يقطع نياط الحياة
والأماني شمعة ضنينة الفتيل
قد يبحرون نحو ماء الجسد
وقد يموتون في أول الطريق
فلا أحد يستطيع إيقاف الأذى
لأن الحلم بالخراب أكبر منه في النماء!
10
لم تكن في بوصلة الأيام جهة ضاحكة
ولم يكن ممن يغسلون أقدامهم بماء الزعتر
النهرُ في مذبحُ الغريقين مغتصب الماء
والسواد في العتمة ترك ظله مشوها
فأضعنا الطريق..
وانشغلنا بلعبة اصطياد العصافير
هواؤنا لعبة خاسرة في مدى لا يصلنا للجادة
ولا يأخذنا للرجوع!
11
خطاك التي في مدى بُعدها..
سفينٌ يجر الهوى في مدار غريب
أحسُ حياله أنني متعبٌ غريق
فمن ذا الذي يُبصرني بالبعيد
نحو صحوة تعود بي للطريق الشريد!
12
خارجٌ من لعبة الوقتُ..
ومن أشلاء جسدٍ مريض
على سرير الذاكرة فاقد للبصيرة
ينبش في التربة عن جهة الماء..
وعن هوى أفقده الحياة!
13
هن كالفراشات يلعبن على أعراف الورد
بينهن وبين أوراق الحبر..
قصيدة جامحة..
ولغة لا تعرف الترجمان..
أضعن بين الحدود والحدود!
15
كنتُ أرسم بإزميل لذاكرة لا تنام
وكان بقربي فضاء يشغلني بالحلم
يعلمني سر الأقحوان في الغصن
لغة العصافير وهي على بيوت (المنامة)
كان الصبي «خمدن» يلاعب رمل البحر
يسافر بقلمه الرصاص في ذاكرة الأبيض
يقول للألف: ما تقوله الياء في انحناءات البرق
وعلى جدار مدرسة قديمة يخط البسملة
يداعب الألوان في قارورة الحبر
صاء لقلب محب
ورجل في قلب إنسان
يبتسم حينما يبتسم الأمل
ويضحك الوقت حينما بضحك الدنيا
أخٌ في الحياة..
يجرُ عربته
يشاغلني بالصفاء
فاستعيد عافيتي
وأحتضن فيه وفاءه!
16
كأني به وعود العطر توأمان
يندسُ في مناسم الجسد
يقطفُ من هنا وردة
ومن هناك سلسبيل الحياة
فتدور بنا يا علي..
ساقية الماء..
ونحنُ في دائرة مثقلة
لها في مكامننا..
سلسبيل الحياة..
وشيء من الزعفران..
يطببُ عافيتنا بالحب..
ننحدرا نحو مدن عالقة بالانشغال
تجرنا خيول اللغة نحو سيبويه
ونحو حكايات لها مالك من فضول!
إلا.. أنها وأنت فصل الربيع..
أعيدُ على سيرتك لغتي..
فتحيلني لغتي شعرٌ ونار
فلا الحرقُ جمرٌ..
ولا الهجرُ انقطاع الحياة..
لنا في لذة العسل حكاية.
وفي عصارة الفاكهة سرٌ غريب!
يتقدمك الحب يا علي..
فتردفنا، فلا يتقدمك البوح قبلنا..
لأنك بين جناحين يصفقان..
ولا يغادران ألفة الصحاب!
17
مدركٌ يا سادة..
أن بين الأسود والأبيض حرفا
يكتبنا أيها المارد في تقويم اللغة
ويتركنا فعلٌ في كل محيطات الأرض..
عازفٌ فوق تراب الهدهد، رقصة بلقيس
وحكمة سليمان في مملكة النمل!
18
لن تعود..
ولن تكسرك الطواحن..
أنت السر في الحكاية التي لا تنام
وأنت الصحوة في ميلاد المطر
ابحرْ بعيدا..
واتركْ وراءك الهباب..
فالحياة تستحق أن نعيش!
وأن نعيد للسماء دعاءنا الذي لا يرد!
a.astrawi@gmail.com
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك