العدد : ١٧٠٥٨ - الخميس ٠٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٨ - الخميس ٠٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

جائزة الصحافة!

{‭ ‬الأحد‭ ‬الماضي‭ ‬14‭ ‬مايو،‭ ‬أقيم‭ ‬حفل‭ ‬جائزة‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬للصحافة‭ ‬في‭ ‬دورتها‭ ‬السابعة،‭ ‬وتم‭ ‬تكريم‭ ‬الفائزين‭ ‬مع‭ ‬التنويه‭ ‬بالدور‭ ‬الوطني‭ ‬المهم‭ ‬للصحافة‭ ‬في‭ ‬المسيرة‭ ‬التنموية،‭ ‬وتأكيد‭ ‬دور‭ ‬الصحفيين‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬التوعوي‭ ‬والمعرفي،‭ ‬ودور‭ ‬المؤسسات‭ ‬الإعلامية‭ ‬والصحفية‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬القضايا‭ ‬المجتمعية،‭ ‬بما‭ ‬يعكس‭  ‬الاهتمام‭ ‬بتلك‭ ‬الأدوار‭ ‬للصحافة‭ ‬المحلية‭ ‬والعاملين‭ ‬فيها،‭ ‬بتخصيص‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬في‭ ‬جوهرها‭ ‬إلى‭ ‬التكريم‭ ‬والتقدير‭ ‬والدعم‭ ‬للصحفيين‭.‬

{‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬التكريمية‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬الجائزة‭ ‬الوطنية‭ ‬الوحيدة‭ ‬والأولى‭ ‬الداعمة‭ ‬للعمل‭ ‬الصحفي،‭ ‬وبعد‭ ‬مرور‭ ‬7‭ ‬سنوات‭ ‬منذ‭ ‬دورتها‭ ‬الأولى،‭ ‬قد‭ ‬تحتاج‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬الإسهام‭ ‬في‭ ‬تطويرها،‭ ‬رغم‭ ‬أهمية‭ ‬المجالات‭ ‬الأربعة‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬التنافسية‭ ‬فيها‭ ‬وهي‭ (‬أفضل‭ ‬عمود‭ ‬رأي،‭ ‬وأفضل‭ ‬حوار‭ ‬صحفي،‭ ‬وأفضل‭ ‬تحقيق،‭ ‬وأفضل‭ ‬صورة‭) ‬فهناك‭ ‬مجالات‭ ‬صحفية‭ ‬مهمة‭ ‬وتحتاج‭ ‬إلى‭ ‬الالتفات‭ ‬إليها،‭ ‬مثل‭ (‬الدراسات‭) ‬التي‭ ‬تطرح‭ ‬القضايا‭ ‬الفكرية‭ ‬والمحلية‭ ‬والدولية‭ ‬بتوسع‭ ‬وعمق‭! ‬ومثل‭ (‬المقالات‭ ‬التحليلية‭) ‬التي‭ ‬تختلف‭ ‬في‭ ‬معالجتها‭ ‬الصحفية‭ ‬عن‭ ‬‮«‬عمود‭ ‬الرأي‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يأتي‭ ‬عادة‭ ‬مكثفاً‭ ‬ومعبّرا‭ ‬عن‭ ‬رأي‭ ‬الكاتب‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬المختلفة‭ ‬بإلقاء‭ ‬الضوء‭ ‬السريع‭ ‬عليها‭! ‬ومثل‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬الصفحات‭ ‬الثقافية‭ ‬والفنية‭ ‬والدينية‭ ‬والرياضية‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬توسيع‭ ‬مجالات‭ ‬التخصصات‭ ‬الصحفية‭ ‬التي‭ ‬بالإمكان‭ ‬أن‭ ‬يعم‭ ‬التنافس‭ ‬فيها‭ ‬بالمشاركة،‭ ‬وعدم‭ ‬الاقتصار‭ ‬على‭ ‬المجالات‭ ‬الأربعة‭ ‬التي‭ ‬تدور‭ ‬حولها‭ ‬الجائزة‭ ‬حاليا‭.‬

{‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬المطلوب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬‮«‬اللجنة‭ ‬التحكيمية‮»‬‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الجائزة،‭ (‬لجنة‭ ‬محايدة‭ ‬تماما‭) ‬بمعنى‭ ‬ألا‭ ‬يكون‭ ‬فيها‭ ‬عناصر‭ ‬من‭ ‬صحف‭ ‬مشاركة‭ ‬في‭ ‬التقدم‭ ‬للجائزة،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تتعرض‭ ‬اللجنة‭ ‬لأي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الشبهات‭ ‬أو‭ ‬التفسيرات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬صائبة‭ ‬وقد‭ ‬تكون‭ ‬خاطئة‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬الفائزين‭! ‬وأعتقد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ (‬خبرات‭ ‬ثقافية‭ ‬وفكرية‭ ‬وكوادر‭ ‬بحرينية‭ ‬غير‭ ‬صحفية‭) ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تشكّل‭ ‬عناصر‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ (‬اللجنة‭ ‬التحكيمية‭) ‬للجائزة‭! ‬لأن‭ ‬العمل‭ ‬الصحفي‭ ‬أيا‭ ‬كان‭ ‬مجاله،‭ ‬هو‭ ‬فعل‭ ‬مؤثر‭ ‬في‭ ‬جمهوره‭ ‬القارئ،‭ ‬القادر‭ ‬على‭ ‬فرز‭ ‬المتميز‭ ‬في‭ ‬أعمدة‭ ‬الرأي‭ ‬والتحقيقات‭ ‬والحوارات‭ ‬الصحفية‭ ‬والصور‭ ‬وغيرها،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الذائقة‭ ‬الفكرية‭ ‬والثقافية‭ ‬التي‭ ‬حتما‭ ‬ستتمتع‭ ‬بها‭ ‬كوادر‭ ‬‮«‬اللجنة‭ ‬المحايدة‮»‬‭ ‬في‭ ‬التحكيم‭!‬

{‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬ومنها‭ ‬دول‭ ‬عربية،‭ ‬هناك‭ (‬جوائز‭ ‬تقديرية‭) ‬لمسار‭ ‬صحفي‭ ‬متواصل‭ ‬عبر‭ ‬السنوات،‭ ‬ولحصيلة‭ ‬الإسهام‭ ‬الفكري‭ ‬والصحفي‭ ‬لكتّاب‭ (‬قدامى‭) ‬يحظون‭ ‬بالتكريم‭ ‬بجوائز‭ ‬تقديرية‭ ‬من‭ ‬دولهم،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يشاركوا‭ ‬مع‭ ‬أجيال‭ ‬لاحقة‭ ‬في‭ ‬الجسم‭ ‬الصحفي‭ ‬بالتقدم‭ ‬في‭ ‬التنافس‭ ‬السنوي‭! ‬ولكن‭ ‬يبقى‭ ‬تكريمهم‭ ‬كقامات‭ ‬صحفية‭ ‬أكثر‭ ‬قيمة‭ ‬ووقعا‭ ‬وأهمية؛‭ ‬لأن‭ ‬التكريم‭ ‬يأتي‭ ‬لمسار‭ ‬طويل‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬الدور‭ ‬الصحفي‭ ‬والتوعية‭ ‬والإسهام‭ ‬المعرفي‭! ‬بل‭ ‬إن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬‮«‬الجوائز‭ ‬التقديرية‮»‬‭ ‬تقدمها‭ ‬الدولة‭ ‬حتى‭ ‬إلى‭ ‬أسماء‭ ‬رحلت،‭ ‬ولكنها‭ ‬تركت‭ ‬بصمتها‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬المحلية‭ ‬بإسهاماتها‭ ‬المتنوعة‭! ‬

{‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬‮«‬الجائزة‭ ‬التقديرية‮»‬‭ ‬لقدامى‭ ‬الكتّاب‭ ‬والصحفيين،‭ ‬فإن‭ (‬الجائزة‭ ‬التشجيعية‭) ‬تكون‭ ‬عادة‭ ‬مخصصة‭ ‬للأجيال‭ ‬الصحفية‭ ‬الشابة،‭ ‬لتشجيعها‭ ‬على‭ ‬المنافسة‭ ‬والتطوير‭ ‬وطرح‭ ‬الملفات‭ ‬الوطنية‭ ‬والدولية‭ ‬العامة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ (‬المحتوى‭ ‬الإلكتروني‭) ‬باعتباره‭ ‬مجالاً‭ ‬مستجداً‭ ‬في‭ ‬الفاعلية‭ ‬والتأثير‭ ‬الإعلامي‭ ‬الجديد‭ ‬والرافد‭ ‬للعمل‭ ‬الصحفي‭ ‬المعروف‭!‬

ولذلك‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬فصل‭ ‬المكرمين‭ ‬من‭ (‬القدامى‭) ‬والروّاد‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬المحلية،‭ ‬عن‭ (‬الجيل‭ ‬الصحفي‭ ‬الجديد‭)‬،‭ ‬وذلك‭ ‬إما‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬فصل‭ ‬في‭ ‬الجائزة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ (‬تقديرية‭) ‬و‭(‬تشجيعية‭) ‬فصلاً‭ ‬زمنياً،‭ ‬بمعنى‭ ‬دورة‭ ‬جديدة،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬فصلها‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الدورة‭ ‬الحالية،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬تنقسم‭ ‬الجوائز‭ ‬التقديرية‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الحفل،‭ ‬إلى‭ ‬جوائز‭ ‬‮«‬تشجيعية‮»‬‭ ‬للمشاركين‭ ‬في‭ ‬التنافس،‭ ‬وأخرى‭ (‬تقديرية‭) ‬باختيار‭ ‬أسماء‭ ‬من‭ ‬القدامى‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مشاركتهم‭ ‬في‭ ‬الحقل‭ ‬التنافسي‭ ‬للجائزة،‭ ‬والذين‭ ‬عادة‭ ‬لا‭ ‬يشاركون‭!‬

من‭ ‬المهم‭ ‬أيضاً‭ ‬تكريم‭ ‬رؤساء‭ ‬تحرير‭ ‬الصحف،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬رحل‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬مستمرا‭ ‬في‭ ‬عمله،‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬قدمته‭ ‬الصحيفة‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬تاريخي‭ ‬أو‭ ‬تأسيسي‭ ‬أو‭ ‬دور‭ ‬مميّز‭.‬

{‭ ‬وربما‭ ‬يكون‭ ‬تحسين‭ ‬قيمة‭ ‬الجائزة‭ ‬وتطويرها،‭ ‬وشموليتها‭ ‬لكل‭ ‬مجالات‭ ‬العطاء‭ ‬الصحفي،‭ ‬هو‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬أشكال‭ ‬التقدير،‭ ‬لمن‭ ‬هو‭ ‬شريك‭ ‬أساسي‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬ونقل‭ ‬الرسائل‭ ‬البناءة‭ ‬وخدمة‭ ‬القضايا‭ ‬المجتمعية،‭ ‬والدور‭ ‬في‭ ‬التوعية‭ ‬والمعرفة‭ ‬العامة،‭ ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬جلالة‭ ‬الملك‮»‬‭ ‬في‭ ‬مناسبات‭ ‬كثيرة،‭ ‬وكما‭ ‬واصل‭ ‬التأكيد‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬التي‭ ‬تأتي‭ ‬الجائزة‭ ‬باسمه‭.‬

هي‭ ‬مجرد‭ ‬ملاحظات‭ ‬ارتأينا‭ ‬وضعها‭ ‬في‭ ‬الصورة،‭ ‬متمنّين‭ ‬التوفيق‭ ‬للفائزين‭ ‬واستمرار‭ ‬نجاح‭ ‬الصحافة‭ ‬المحلية‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مرآة‭ ‬حقيقية‭ ‬تعكس‭ ‬كل‭ ‬قضايا‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬واهتمامات‭ ‬المواطن‭ ‬العامة،‭ ‬وتطلعاته‭ ‬وطموحاته‭.‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا