العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

مناقشات حول دور حركة عدم الانحياز

بقلم: د. أشرف محمد كشك {

الاثنين ٢٢ مايو ٢٠٢٣ - 02:00

تداعيات‭ ‬عديدة‭ ‬رتبتها‭  ‬الحرب‭ ‬الراهنة‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬مواقف‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الحرب‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬الخوض‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المواقف‭ ‬مجدداً‭ ‬والتي‭ ‬تتأسس‭ ‬على‭ ‬المصالح‭ ‬الوطنية‭ ‬لكل‭ ‬دولة‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬تلك‭ ‬التداعيات‭ ‬إثارة‭ ‬النقاش‭ ‬مجدداً‭ ‬حول‭ ‬مبدأ‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز‭ ‬ذاته‭  ‬وهي‭ ‬الفكرة‭ ‬التي‭ ‬تأسست‭ ‬عليها‭  ‬حركة‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز‭ ‬خلال‭ ‬المؤتمر‭ ‬الأول‭ ‬لمؤسسيها‭ ‬عام‭ ‬1955،‭ ‬ومنذ‭ ‬رئاستها‭ ‬الدورية‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ( ‬من‭ ‬2019-2023‭) ‬للحركة‭ ‬بذلت‭ ‬الحكومة‭ ‬الأذربيجانية‭ ‬جهودا‭ ‬عديدة‭ ‬لتفعيل‭ ‬دور‭ ‬تلك‭ ‬الحركة‭ ‬مجدداً‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬المؤتمر‭ ‬الذي‭ ‬نظمه‭ ‬مركز‭ ‬تحليل‭ ‬سياسات‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأذربيجانية‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬16-17‭ ‬مايو‭ ‬2023‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬من‭ ‬باندونج‭ ‬إلى‭ ‬باكو‭: ‬حركة‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز‭  ‬في‭ ‬سياق‭ ‬عالمي‭ ‬بين‭ ‬التحولات‭ ‬والتحديات‮»‬،‭ ‬وقد‭ ‬تلقيت‭ ‬دعوة‭  ‬كريمة‭ ‬من‭ ‬منظمي‭ ‬المؤتمر‭ ‬لتقديم‭ ‬رؤية‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭  ‬حول‭  ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬أشرت‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬مقالي‭ ‬السابق،‭ ‬وقائع‭ ‬المؤتمر‭ ‬خلال‭ ‬اليومين‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬خمس‭ ‬جلسات‭ ‬كانت‭ ‬مهمة‭ ‬للغاية‭  ‬لعدة‭ ‬اعتبارات‭ ‬أولها‭: ‬إنها‭ ‬كانت‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬حوار‭ ‬شامل‭ ‬بين‭ ‬باحثين‭ ‬من‭  ‬أربع‭ ‬مناطق‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬وهم‭ ‬ممثلون‭ ‬عن‭ ‬الجانب‭ ‬الأذربيجاني‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬أو‭ ‬البرلمان‭ ‬أو‭ ‬الباحثين‭ ‬المتخصصين‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬القضية،‭ ‬ومن‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬مداخلتي‭ ‬الوحيدة‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة،‭ ‬ومن‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية،‭ ‬وأخيراً‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬وخاصة‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬مؤسسي‭ ‬تلك‭ ‬الحركة‭ ‬في‭ ‬بدايتها،‭ ‬وثانيها‭: ‬إن‭ ‬الحديث‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬مرتبطاً‭ ‬بالحركة‭ ‬ذاتها‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الهيكل‭ ‬أو‭ ‬التطور‭ ‬أو‭ ‬كيفية‭ ‬تفعيل‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬فحسب‭ ‬وإنما‭ ‬ارتبط‭ ‬بهيكل‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬الراهن‭ ‬وما‭ ‬يتيحه‭ ‬للحركة‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬وما‭ ‬يفرضه‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭ ‬لأن‭ ‬تنظيمات‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬وهي‭ ‬تضم‭ ‬أغلبية‭ ‬عددية‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬لا‭ ‬يتوقف‭ ‬نجاحها‭ ‬على‭ ‬إرادة‭ ‬أعضائها‭ ‬فحسب‭ ‬وإنما‭ ‬ضمن‭ ‬السياق‭ ‬الإقليمي‭ ‬والعالمي‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته،‭ ‬وثالثها‭: ‬ما‭ ‬أسفرت‭ ‬عنه‭ ‬النقاشات‭ ‬بشأن‭ ‬وجود‭ ‬تحديات‭ ‬مشتركة‭ ‬لدول‭ ‬الحركة‭ ‬وهي‭ ‬التحديات‭ ‬ذاتها‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬ابتداءً‭ ‬بالأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬ومروراً‭ ‬بالهجرة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‭ ‬واللاجئين‭ ‬وانتهاءً‭ ‬بالإرهاب‭ ‬وكذلك‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬ورابعها‭: ‬إعادة‭ ‬تأكيد‭ ‬المناقشات‭ ‬على‭ ‬رغبة‭ ‬دول‭ ‬الحركة‭ ‬بالتمسك‭ ‬بمضامين‭ ‬الميثاق‭ ‬المنشئ‭ ‬لها‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ثلاثة‭ ‬مجالات‭ ‬وهي‭ ‬المصالح‭ ‬الوطنية‭ ‬والهوية‭ ‬ودعم‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭.‬

وتأسيساً‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الاعتبارات‭ ‬فقد‭ ‬اتسمت‭ ‬لغة‭ ‬المؤتمر‭ ‬بالصراحة‭ ‬والشفافية‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬لافتاً‭ ‬إثارة‭ ‬قضية‭ ‬ضرورة‭ ‬دعم‭ ‬الحوار‭ ‬الحقيقي‭ ‬بين‭ ‬الشمال‭ ‬والجنوب‭ ‬وليس‭ ‬مجرد‭ ‬إصدار‭ ‬بيانات‭ ‬ضمن‭ ‬السياق‭ ‬العالمي‭ ‬المتحول‭ ‬الآن‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬السبيل‭ ‬الوحيد‭ ‬لاستعادة‭ ‬التضامن‭ ‬لقاموس‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬مجدداً،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬ضرورة‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬قصص‭ ‬النجاح‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬الحركة‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬تاريخها‭ ‬وكان‭ ‬لها‭ ‬أثر‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الحركة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬مأسسة‭ ‬دور‭ ‬الحركة‭ ‬عالميا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬السعي‭ ‬إلى‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬مقعد‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬لدول‭ ‬العالم‭ ‬الثالث‭ ‬وهي‭ ‬الأغلبية‭ ‬التي‭ ‬تتكون‭ ‬منها‭ ‬دول‭ ‬الحركة‭ ‬وتضم‭ ‬حوالي‭ ‬55%‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬العالم،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬سعي‭ ‬دول‭ ‬الحركة‭ ‬لتوظيف‭ ‬اجتماعات‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لإيصال‭ ‬صوتها‭ ‬وقضاياها‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬والهدف‭ ‬الأسمى‭ ‬لذلك‭ ‬هو‭ ‬ترسيخ‭ ‬مفهوم‭ ‬التعددية‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬بما‭ ‬يتيح‭ ‬تعديل‭ ‬الآليات‭ ‬التي‭ ‬يعمل‭ ‬بها‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬الراهن‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬توجهات‭ ‬تساوي‭ ‬بين‭ ‬الحكومات‭ ‬الوطنية‭ ‬والجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬وهو‭ ‬توجه‭ ‬يرتب‭ ‬آثاراً‭ ‬خطيرة‭ ‬سواء‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬للدول‭ ‬أو‭ ‬منظومة‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬برمتها‭.‬

ولعل‭ ‬الأمر‭ ‬المهم‭ ‬هو‭ ‬تركيز‭ ‬المداخلات‭ ‬على‭ ‬تجربة‭ ‬الحركة‭ ‬ذاتها‭ ‬وأدائها‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬والتي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬من‭ ‬السهولة‭ ‬بمكان‭ ‬سواء‭ ‬للحركة‭ ‬أو‭ ‬للدول‭ ‬المضيفة‭ ‬وهي‭ ‬أذربيجان،‭ ‬حيث‭ ‬شهدت‭ ‬فترة‭ ‬رئاستها‭ ‬للحركة‭ ‬أزمتين‭ ‬كان‭ ‬لهما‭ ‬آثار‭ ‬عالمية‭ ‬حادة‭ ‬عابرة‭ ‬للحدود‭ ‬وهما‭ ‬تحدي‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬بداية‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬والحرب‭ ‬الأوكرانية‭ ‬بداية‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬حيث‭ ‬نجحت‭ ‬حركة‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز‭  ‬في‭ ‬قمتها‭ ‬عام‭ ‬2020‭  ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬قاعدة‭ ‬بيانات‭ ‬تحدد‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الطبية‭ ‬للدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬خلال‭ ‬مواجهة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬آنذاك‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬أخفق‭ ‬فيه‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬تحالفات‭ ‬دولية‭ ‬للغرض‭ ‬ذاته‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬أهمية‭ ‬منظمات‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬خلال‭ ‬أزمات‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النوع،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تلعبه‭ ‬الدول‭ ‬الصغرى‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬القرارات‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬مصالح‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬تصويت‭ ‬جيبوتي‭ ‬لصالح‭ ‬أذربيجان‭ ‬خلال‭ ‬القرار‭ ‬الذي‭ ‬أصدره‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬عام‭ ‬1993‭  ‬في‭ ‬النزاع‭ ‬مع‭ ‬أرمينيا،‭ ‬وبوجه‭ ‬عام‭  ‬يلاحظ‭ ‬أن‭ ‬تصويت‭ ‬دول‭ ‬الحركة‭ ‬خلال‭ ‬مناقشة‭ ‬القرارات‭ ‬الدولية‭ ‬بدرجة‭ ‬كبيرة‭ ‬يكون‭ ‬لصالح‭ ‬المبادئ‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬المصالح‭.‬

وقد‭ ‬كان‭ ‬لافتاً‭ ‬خلال‭ ‬المناقشات‭ ‬أنه‭ ‬ومنذ‭ ‬العام‭ ‬الأول‭ ‬لرئاستها‭ ‬للحركة‭ ‬حرصت‭ ‬أذربيجان‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬الحركة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬التعددية‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬وكذلك‭ ‬ترسيخ‭ ‬مبادئ‭ ‬مؤتمر‭ ‬باندونج‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التنسيق‭ ‬الفعال‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬ووضع‭ ‬أولويات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عدة‭ ‬مسارات‭ ‬سواء‭ ‬مبادرات‭ ‬حكومية‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬حكومية،‭ ‬ومنها‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬تحدي‭ ‬كورونا‭ ‬ومبادرات‭ ‬بشأن‭ ‬دور‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والشباب‭ ‬وكذلك‭ ‬التعاون‭ ‬البرلماني‭ ‬بين‭ ‬الحركة‭ ‬وبعض‭ ‬التجمعات‭ ‬البرلمانية‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

وبوجه‭ ‬عام‭ ‬فقد‭ ‬أسفرت‭ ‬نقاشات‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬عن‭ ‬عدة‭ ‬نتائج‭ ‬مهمة‭ ‬للغاية‭ ‬من‭ ‬بينها‭  ‬أن‭ ‬حركة‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز‭ ‬التي‭ ‬لعبت‭ ‬دوراً‭ ‬مهماً‭ ‬للغاية‭ ‬خلال‭ ‬حقبة‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬مؤهلة‭ ‬اليوم‭ ‬لأن‭ ‬تؤدي‭ ‬الدور‭ ‬ذاته‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬احتدام‭ ‬الصراع‭ ‬والتنافس‭ ‬الدولي‭ ‬مجدداً‭ ‬والذي‭ ‬يفرض‭ ‬خيارات‭ ‬بالغة‭ ‬الصعوبة‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬كافة‭ ‬وعلى‭ ‬نحو‭ ‬خاص‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الثالث‭  ‬التي‭ ‬تستهدف‭  ‬تعزيز‭ ‬مبادئ‭ ‬الحركة‭ ‬مجدداً‭ ‬وخاصة‭ ‬تحريم‭ ‬استخدام‭ ‬القوة‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للدول‭  ‬بما‭ ‬يعني‭ ‬إيجاد‭ ‬طريق‭ ‬ثالث‭ ‬في‭ ‬منظومة‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬أو‭ ‬مستقبلاً،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ترسيخ‭ ‬آلية‭ ‬الحوار‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬الصراعات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬عبر‭ ‬تلك‭ ‬الآلية‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬استخدام‭ ‬القوة،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬مقترح‭ ‬دعوة‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬للانضمام‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬الحركة،‭ ‬وضرورة‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الحركة‭ ‬والمنظمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬الأخرى‭ ‬مثل‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬وجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ومجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية،‭ ‬أيضاً‭ ‬إمكانية‭ ‬أن‭ ‬تلعب‭ ‬الحركة‭ ‬دور‭ ‬الوساطة‭ ‬تجاه‭  ‬بعض‭ ‬النزاعات‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬تلك‭ ‬الرؤى‭ ‬التي‭ ‬التقت‭ ‬أحياناً‭ ‬وتقاطعت‭ ‬أحايين‭ ‬أخرى‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬تباين‭ ‬مصالح‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬واضحا‭ ‬خلال‭ ‬مداخلات‭ ‬المشاركين‭ ‬فإنه‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬إجماع‭ ‬بين‭ ‬المشاركين‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬تحديات‭ ‬عديدة‭ ‬تواجه‭ ‬حركة‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سوف‭ ‬يكون‭ ‬موضوع‭ ‬المقال‭ ‬القادم‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭.‬

{‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا