بقلم: مروة سلامة إبراهيم
الشكر من أهم ما يجب على الإنسان فعله تجاه ربه جل وعلا، فقد مَنَّ الله سبحانه وتعالى علينا بكثير من النعم التي لا تعد ولا تحصى، والتي تستوجب الشكر ليل نهار بل في كل لحظة، وقيل بالشكر تدوم النعم.
جاء في الأثر أن سيدنا موسى -عليه السلام- ذهب ليناجي ربَّهُ -سبحانه وتعالى- وهو في الطريق وجد رجلاً فقيرًا معدومًا، فقال له الرجل: يا نبي الله ادع الله أن يُغنيني.
وعندما ذهب موسى ليناجي ربَّه قال: يا رب العالمين إن عبدك فلان فقير، وأنت أعلم به منه، يدعوك أن تغنيه، فقال الله: يا موسى إنني سأغنيه عامين.
ففرح موسى (عليه السلام) وذهب فَرِحًا مسرورًا ليخبر هذا الفقير، ولما علم الرجلُ بذلك فرح فرحًا شديدًا وذهب ليخبر زوجته، فلما علمت قالت له: وماذا أنت فاعل بهذا المال؟
فقال الرجل: سأشتري دارًا وسأشتري خيلاً وإبلاً، وسأشتري كذا وكذا...
فقالت له زوجته الصالحة: ويحك يا عبد الله..!!
أمَا تدري أنك تتعامل مع لطيفٍ خبيرٍ إذا قال للشيء كن فيكون؟!
فقال لها أشيري عليَّ أيتها الزوجة الصالحة..
فقالت: سنبني دارًا ونجعلُ لها أربعة أبواب، ونجعلُ البابَ الأولَ لإطعام الجائعين، ونجعلُ البابَ الثاني لكسوة العارين، ونجعلُ البابَ الثالثَ لعلاج المرضى والبائسين، ونجعلُ البابَ الرابعَ لسداد ديون المدينين..!!
ومرَّ عليهم سيِّدُنا موسى -عليه السلام- بعد عامٍ فوجدَ المالَ يزيد ويزيد، ثم مرَّ عليهم في العام الثاني فوجد المالَ يزيد ويزيد، ثم مرَّ عليهم في العام الثالث فوجدَ المالَ يزيد ويزيد، ثم مرَّ عليهم في العامِ الرابعِ فوجد المالَ يربو ويزيد ويفيض فتعجب موسى من ذلك، وقال لابد وأنْ أسال ربي، فسأل ربه: يا رب العالمين لقد أخبرتني بأنك ستغني هذا الرجل عامين اثنين، وها نحن في العام الرابع والمال يزيد ويزيد؟!
فقال الله -عز وجل- يا موسى: لقد فتحتُ على عبدي بابًا واحدًا مِن الخير، ففتح هو أربعة أبواب.... أيكون العبدُ أكرمُ مِن اللهِ؟ كلا.. لئن شكرتم لأزيدنكم.
ومن هنا يجب علينا أن نتأسى بهذا الرجل وبهذه المرأة العظيمة؛ حتى نفوز ونحوز رضا الله في الدنيا والآخرة، وننعم بالسعادتين وبالنظر إلى وجه الله الكريم. وهكذا: فلا الجود يفنيها إذا هي أقبلت ولا الشح يبقيها إذا هي ولت.
باحثة وكاتبة مصرية
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك