العدد : ١٧٠٣٨ - الجمعة ١٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٣٨ - الجمعة ١٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

تحذير أممي من حالة الطوارئ الصحية الصامتة

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

الجمعة ٢٦ مايو ٢٠٢٣ - 02:00

صدر‭ ‬تقرير‭ ‬مخيف‭ ‬ومقلق‭ ‬للغاية‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬المنظمات‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬تحت‭ ‬سقف‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬مثل‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية،‭ ‬ومنظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للطفولة‭ (‬اليونسيف‭)‬،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬65‭ ‬جمعية‭ ‬ومنظمة‭ ‬أخرى‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬الأممي‭ ‬الشامل‭ ‬لكل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.‬

ولكن‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬خطورته‭ ‬وأهمية‭ ‬القضية‭ ‬التي‭ ‬يناقشها‭ ‬لاستدامة‭ ‬حياة‭ ‬البشر‭ ‬على‭ ‬سطح‭ ‬الأرض،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬مرَّ‭ ‬مرور‭ ‬الكرام‭ ‬وكأن‭ ‬شيئاً‭ ‬لم‭ ‬يكن،‭ ‬فلم‭ ‬ينتبه‭ ‬إليه‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الناس،‭ ‬من‭ ‬حكومات‭ ‬ومسؤولين‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬عن‭ ‬صحة‭ ‬البشر،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬الوسائل‭ ‬الإعلامية‭ ‬لم‭ ‬تعطه‭ ‬الرعاية‭ ‬والاهتمام‭ ‬الكافيين‭ ‬اللذين‭ ‬يتناسبان‭ ‬ويتماشيان‭ ‬مع‭ ‬قيمة‭ ‬وأهمية‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬وعلاقته‭ ‬المباشرة‭ ‬بالأمن‭ ‬الصحي‭ ‬لكل‭ ‬سكان‭ ‬الأرض،‭ ‬فلم‭ ‬تقم‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬بجميع‭ ‬أنواعها‭ ‬وصورها‭ ‬بتغطية‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬الجلل،‭ ‬والظاهرة‭ ‬الصحية‭ ‬المتزايدة‭ ‬نوعاً‭ ‬وكماً،‭ ‬فلم‭ ‬تنقله‭ ‬إلى‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬صفحاتها‭ ‬الأولى،‭ ‬ولم‭ ‬تحظ‭ ‬بالأولوية‭ ‬في‭ ‬النشر‭ ‬والتحليل‭.‬

هذا‭ ‬التقرير‭ ‬نُشر‭ ‬في‭ ‬11‭ ‬مايو‭ ‬2023‭ ‬أساساً‭ ‬من‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية،‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬وُلد‭ ‬في‭ ‬وقتٍ‭ ‬مبكرٍ‭ ‬جداً‭: ‬عَقد‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬حول‭ ‬الولادة‭ ‬المبكرة‮»‬‭ (‬Born‭ ‬too‭ ‬soon‭: ‬decade‭ ‬of‭ ‬action‭ ‬on‭ ‬preterm‭ ‬birth‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬عملٍ‭ ‬دولي‭ ‬مشترك‭ ‬عمره‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشر‭ ‬سنوات،‭ ‬ويهدف‭ ‬إلى‭ ‬إجراء‭ ‬الدراسات‭ ‬والأبحاث‭ ‬الميدانية‭ ‬ومراقبة‭ ‬وتحليل‭ ‬ظاهرة‭ ‬عالمية‭ ‬منتشرة‭ ‬ومستمرة‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة‭ ‬وهي‭ ‬الولادة‭ ‬المبكرة،‭ ‬أي‭ ‬الولادة‭ ‬قبل‭ ‬انتهاء‭ ‬الأسبوع‭ ‬37‭ ‬من‭ ‬الحمل،‭ ‬ويُطلق‭ ‬علي‭ ‬هذا‭ ‬الجهد‭ ‬الدولي‭ ‬المشترك‭: ‬‮«‬تقرير‭ ‬العمل‭ ‬العالمي‭ ‬حول‭ ‬الولادة‭ ‬المبكرة‮»‬‭ (‬Global‭ ‬Action‭ ‬Report‭ ‬on‭ ‬Preterm‭ ‬Birth‭).‬

ونظراً‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬وخطورة‭ ‬قضية‭ ‬الولادة‭ ‬المبكرة،‭ ‬وولادة‭ ‬الأجنة‭ ‬الميتة‭ ‬فقد‭ ‬أعلن‭ ‬التقرير‭ ‬حالة‭ ‬‮«‬الطوارئ‭ ‬الصامتة‮»‬‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الولادة‭ ‬غير‭ ‬الطبيعية‭ ‬وفي‭ ‬غير‭ ‬وقتها‭ ‬العادي،‭ ‬وهذا‭ ‬الإعلان‭ ‬استند‭ ‬إلى‭ ‬المعلومات‭ ‬والإحصاءات‭ ‬المتواترة‭ ‬المنشورة‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬الصحية‭ ‬الصامتة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭. ‬فهناك‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬حالات‭ ‬ولادة‭ ‬13‭.‬4‭ ‬مليون‭ ‬طفل‭ ‬غير‭ ‬مكتمل‭ ‬النمو،‭ ‬أو‭ ‬الأطفال‭ ‬الخدج‭ (‬premature‭) ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬من‭ ‬طفل‭ ‬لكل‭ ‬10‭ ‬أطفال‭ ‬ولدوا‭ ‬قبل‭ ‬انتهاء‭ ‬37‭ ‬أسبوعاً‭ ‬من‭ ‬الحمل،‭ ‬حيث‭ ‬مات‭ ‬منهم‭ ‬مليون‭ ‬طفل‭ ‬بسبب‭ ‬تعقيدات‭ ‬الولادة‭ ‬ومشكلات‭ ‬حماية‭ ‬صحة‭ ‬الطفل‭ ‬بعد‭ ‬الولادة‭. ‬وفي‭ ‬العقد‭ ‬الماضي،‭ ‬أي‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬2010‭ ‬إلى‭ ‬2020‭ ‬تمت‭ ‬ولادة‭ ‬152‭ ‬مليون‭ ‬طفل‭ ‬ولادة‭ ‬مبكرة،‭ ‬وهذه‭ ‬الولادة‭ ‬غير‭ ‬الطبيعية‭ ‬وفي‭ ‬غير‭ ‬وقتها‭ ‬هي‭ ‬حالياً‭ ‬السبب‭ ‬الرئيس‭ ‬لموت‭ ‬الأطفال،‭ ‬وتمثل‭ ‬وفاة‭ ‬طفل‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬5‭ ‬وفيات‭ ‬بين‭ ‬الأطفال‭ ‬الذي‭ ‬أعمارهم‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬5‭ ‬سنوات‭. ‬وهذه‭ ‬المعلومات‭ ‬التاريخية‭ ‬تؤكد‭ ‬صحة‭ ‬إطلاق‭ ‬وصف‭ ‬حالة‭ ‬الطوارئ‭ ‬الصامتة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬الصحية،‭ ‬فنمط‭ ‬أعداد‭ ‬الولادة‭ ‬المبكرة‭ ‬والوفيات‭ ‬بسببها‭ ‬لم‭ ‬يتغير‭ ‬طوال‭ ‬العشر‭ ‬سنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬ولم‭ ‬يحدث‭ ‬أي‭ ‬تطور‭ ‬إيجابي‭ ‬ملموس‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬وبخاصة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬الفقيرة،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬النسبة‭ ‬9‭.‬8%‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2010،‭ ‬وارتفعت‭ ‬إلى‭ ‬9‭.‬9%‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2020‭.‬

فهذا‭ ‬التقرير‭ ‬الرابع‭ ‬والأخير‭ ‬من‭ ‬سلسلة‭ ‬تقارير‭ ‬دورية‭ ‬صادرة‭ ‬عن‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬واليونسيف،‭ ‬يقدم‭ ‬رؤية‭ ‬وتقييما‭ ‬دوليا‭ ‬لظاهرة‭ ‬الولادة‭ ‬المبكرة،‭ ‬وتأثيرها‭ ‬المزمن‭ ‬والعميق‭ ‬على‭ ‬الأم‭ ‬والأسرة‭ ‬والمجتمع،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬النفقات‭ ‬المالية‭ ‬الناجمة‭ ‬عنها‭. ‬والتقرير‭ ‬يتكون‭ ‬من‭ ‬سبعة‭ ‬فصول،‭ ‬الأول‭ ‬يقدم‭ ‬نظرة‭ ‬تاريخية‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة،‭ ‬والثاني‭ ‬يقدم‭ ‬معلومات‭ ‬حول‭ ‬أعداد‭ ‬الوفيات‭ ‬للأطفال‭ ‬أثناء‭ ‬الولادة،‭ ‬والثالث‭ ‬يتناول‭ ‬دور‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة،‭ ‬والرابع‭ ‬يقدم‭ ‬صحة‭ ‬المرأة‭ ‬والخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬وكيفية‭ ‬منع‭ ‬الظاهرة،‭ ‬والخامس‭ ‬حول‭ ‬العناية‭ ‬بالأطفال‭ ‬حديثي‭ ‬الولادة،‭ ‬وأما‭ ‬الفصل‭ ‬السادس‭ ‬فيقدم‭ ‬الخطوات‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬اتخاذها‭ ‬عبر‭ ‬القطاعات‭ ‬المعنية‭ ‬بالظاهرة،‭ ‬وأخيراً‭ ‬يأتي‭ ‬الفصل‭ ‬السابع‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬عقد‭ ‬من‭ ‬التغير‮»‬‭.‬

فهذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬الصحية‭ ‬الصامتة‭ ‬المهددة‭ ‬لاستدامة‭ ‬الجنس‭ ‬البشري‭ ‬والمنتشرة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬لها‭ ‬عدة‭ ‬أسباب‭ ‬تقليدية‭ ‬معروفة‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬طويل،‭ ‬منها‭ ‬جودة‭ ‬وسرعة‭ ‬الخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬التي‭ ‬توفرها‭ ‬الحكومات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الحمل‭ ‬والولادة‭ ‬ورعاية‭ ‬الطفل‭ ‬بعد‭ ‬الولادة،‭ ‬ومنها‭ ‬الحالة‭ ‬المادية‭ ‬وثقافة‭ ‬ومستوى‭ ‬تعليم‭ ‬أفراد‭ ‬الأسرة،‭ ‬ومنها‭ ‬أسباب‭ ‬لها‭ ‬علاقة‭ ‬بنمط‭ ‬حياة‭ ‬المرأة‭ ‬الحامل‭ ‬كالتدخين‭ ‬وشرب‭ ‬الخمر‭ ‬وسوء‭ ‬التغذية‭ ‬والبدانة‭.‬

ومن‭ ‬بين‭ ‬الأسباب‭ ‬الرئيسة‭ ‬في‭ ‬تقديري،‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تحظى‭ ‬بالاهتمام‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الحكومات‭ ‬والأسر،‭ ‬والتي‭ ‬بدأت‭ ‬تأثيراتها‭ ‬وبصماتها‭ ‬القوية‭ ‬على‭ ‬الحمل‭ ‬والولادة‭ ‬تنكشف‭ ‬يوماً‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬هي‭ ‬تعرض‭ ‬المرأة‭ ‬الحامل‭ ‬وجنينها‭ ‬أثناء‭ ‬الحمل‭ ‬وبعد‭ ‬الولادة‭ ‬للهواء‭ ‬الملوث‭ ‬وللسموم‭ ‬التي‭ ‬تنبعث‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬لا‭ ‬تعد‭ ‬ولا‭ ‬تحصى،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬البيئة‭ ‬الداخلية،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬بيئة‭ ‬المنزل،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬تلوث‭ ‬الهواء‭ ‬في‭ ‬البيئة‭ ‬الخارجية‭.‬

كما‭ ‬كنتُ‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬التقرير‭ ‬الحالي‭ ‬لمنظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬بتقديم‭ ‬وتخصيص‭ ‬فصل‭ ‬مستقل‭ ‬يناقش‭ ‬عدة‭ ‬محاور‭ ‬منها‭ ‬دور‭ ‬تلوث‭ ‬الهواء‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬الحامل‭ ‬وجنينها‭ ‬قبل‭ ‬الولادة،‭ ‬والتعقيدات‭ ‬التي‭ ‬تنتج‭ ‬عند‭ ‬الولادة‭ ‬بسبب‭ ‬التعرض‭ ‬المزمن‭ ‬لتلوث‭ ‬الهواء،‭ ‬سواء‭ ‬الولادة‭ ‬المبكرة‭ ‬غير‭ ‬الطبيعية،‭ ‬أو‭ ‬ولادة‭ ‬طفل‭ ‬ميت،‭ ‬أو‭ ‬معوق،‭ ‬أو‭ ‬منخفض‭ ‬الوزن‭ ‬والحجم،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬محور‭ ‬مهم‭ ‬جداً‭ ‬وهو‭ ‬السلبيات‭ ‬التي‭ ‬تنجم‭ ‬عن‭ ‬تعرض‭ ‬الطفل‭ ‬بعد‭ ‬الولادة‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬النمو‭ ‬الجسدي‭ ‬والعقلي‭ ‬للملوثات‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬الجوي‭ ‬في‭ ‬داخل‭ ‬المنزل‭ ‬وخارجه‭. ‬والدراسات‭ ‬العلمية‭ ‬التي‭ ‬تسبر‭ ‬غور‭ ‬هذه‭ ‬المحاور‭ ‬كثيرة‭ ‬جداً‭ ‬وجميعها‭ ‬يثبت‭ ‬وجود‭ ‬علاقة‭ ‬بين‭ ‬تلوث‭ ‬الهواء‭ ‬والولادة‭ ‬المبكرة‭ ‬غير‭ ‬العادية،‭ ‬أو‭ ‬ولادة‭ ‬الأجنة‭ ‬الميتة‭ ‬والمعوقة،‭ ‬وهذه‭ ‬الأبحاث‭ ‬في‭ ‬ازدياد‭ ‬كل‭ ‬يوم،‭ ‬أذكرُ‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر‭ ‬دراسة‭ ‬واحدة‭ ‬فقط‭ ‬منشورة‭ ‬في‭ ‬التاسع‭ ‬من‭ ‬مايو‭ ‬2023‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬اللانست‮»‬‭ ‬الطبية‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬تلوث‭ ‬الهواء‭ ‬وصحة‭ ‬الطفل‮»‬‭. ‬وهذه‭ ‬الدراسة‭ ‬التحليلية‭ ‬الشاملة‭ ‬والجامعة‭ ‬للأبحاث‭ ‬المنشورة‭ ‬حول‭ ‬صحة‭ ‬الطفل‭ ‬قبيل،‭ ‬وأثناء،‭ ‬وبعد‭ ‬الولادة‭ ‬مباشرة‭ ‬وعلاقتها‭ ‬بالتعرض‭ ‬للهواء‭ ‬الملوث‭. ‬فنتائج‭ ‬الدراسات‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬الأم‭ ‬الحامل‭ ‬عندما‭ ‬تستنشق‭ ‬الهواء‭ ‬الملوث،‭ ‬ينتقل‭ ‬إلى‭ ‬الجهاز‭ ‬التنفسي‭ ‬أولاً،‭ ‬ومنه‭ ‬إلى‭ ‬مجرى‭ ‬الدم‭ ‬حتى‭ ‬يصل‭ ‬أخيراً‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬خلية‭ ‬من‭ ‬خلايا‭ ‬جسم‭ ‬المرأة،‭ ‬ومنها‭ ‬خلايا‭ ‬المشيمة،‭ ‬وفي‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬يتجاوز‭ ‬هذا‭ ‬العضو‭ ‬الخاص‭ ‬بالحمل‭ ‬فيصل‭ ‬إلى‭ ‬أعضاء‭ ‬الجنين‭. ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬الصامتة،‭ ‬فملوثات‭ ‬الهواء‭ ‬تسبب‭ ‬التهابات‭ ‬حادة‭ ‬للأم‭ ‬والطفل‭ ‬معاً،‭ ‬كما‭ ‬تُعيق‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬نمو‭ ‬أعضاء‭ ‬الجنين‭ ‬بطريقة‭ ‬أو‭ ‬بأخرى،‭ ‬فتكون‭ ‬نتيجة‭ ‬هذا‭ ‬التعرض‭ ‬لسموم‭ ‬الهواء‭ ‬هي‭ ‬تعقيدات‭ ‬أثناء‭ ‬الحمل،‭ ‬وفي‭ ‬حالات‭ ‬أخرى‭ ‬تكون‭ ‬الولادة‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬وقتها،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬يكون‭ ‬وزن‭ ‬الطفل‭ ‬منخفضاً‭ ‬جداً‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تحديات‭ ‬في‭ ‬نمو‭ ‬الطفل‭ ‬وإصابته‭ ‬للأمراض‭ ‬الخطرة‭ ‬وصعوبة‭ ‬إبقائه‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭. ‬

فتلوث‭ ‬الهواء‭ ‬ونوعية‭ ‬الهواء‭ ‬التي‭ ‬يستنشقها‭ ‬الإنسان‭ ‬هي‭ ‬قضية‭ ‬صحية‭ ‬عامة‭ ‬مشتركة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المستويات،‭ ‬وتخص‭ ‬الإنسان‭ ‬الفقير‭ ‬والغني،‭ ‬الكبير‭ ‬والصغير،‭ ‬ومن‭ ‬المهد‭ ‬إلى‭ ‬اللحد‭ ‬طوال‭ ‬سنوات‭ ‬حياته،‭ ‬فهي‭ ‬تضرب‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مراحله‭ ‬العمرية،‭ ‬وقد‭ ‬تُسدد‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المراحل‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬ضربة‭ ‬قاضية‭ ‬نفسية،‭ ‬أو‭ ‬عقلية،‭ ‬أو‭ ‬جسدية‭ ‬فتهوي‭ ‬به‭ ‬صريعاً‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬ويُنقل‭ ‬إلى‭ ‬مثواه‭ ‬الأخير‭.  ‬

bncftpw@batelco‭.‬com‭.‬bh

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا