حدثني طفلي عن أشياءٍ
لا أنتبهُ إليها
لم ألتفت إلى ما يصنعُهُ
فكثيراً ما حطمتُ الفرحَ بداخلهِ
حدثني عن ضعفٍ يسكنهُ
لن يخرجَ منه إلا حينَ أمدُّ يدي
عن فرحٍ يمرق خارجَ أسوارِ البيتِ
ولا يدخلُهُ
حدثني عن أزهارٍ يزرعها،
لكنْ لا تنبتُ
وكثيراً ما نامَ
ولم تمرق في عينيهِ الأحلامْ
نبهني، لكنْ لم ألتفتَ،
وحدثني عن قلبٍ يرتجف ويخفقُ
ويخاف على دفءِ مشاعرهِ
خشيةَ أن تتجمدَ أو تتبخرَ
عن أعوام طفولته إذ هربت
حدثني عما أسقطَهُ عمداً
من قاموسِ طفولتِهِ
عن خوفٍ يسكنُهُ
من أن براءتَهُ قد تغربُ
وتفر سنون اللهو ولا يلحقها
فلم يلهُ كما تلهو الأطفال أمامَ البيتْ
خوفاً من مجهول لا يعرفه
وبأن الذاكرةَ ستمتلئُ بأشياءٍ
لا يرغبها
ويخاف بأن ينفلتَ الشيبُ بداخلِهِ
أو أن يكبرَ قبل أوانٍ يجهلُهُ
عن أشباحٍ حاولَ أن يطردَها
لكنْ لم يمكنه
حدثني دون عتابٍ منهْ
فيما كان الضعفُ
يدق برفق كي يسكنني
فأحاول أن أنفضَ ما علق بصدرينا
كنت أحاول أن أصنعَ وطناً
يخلو من أدرانٍ تزحفُ
في شربة ماءٍ
قطعةِ خبزٍ ،
ثوبٍ يستر أكثرَ مما يكشفُ
نخرج من أسوارِ الظلمةِ،
من أنفاق الخوفِ
وأن نملكَ قدرتنا في أن نختارَ
ولا نحتارُ
و نحيا كالبشرِ
ونبحث عن طاقةِ نورٍ كي لا نتعثرَ
كان يحدثني
وأنا أعرف أكثر مما يعرفُ
فأحاول أن أخفي ضعفي
ما أحدثه القهرُ وويلاتُ الظلمْ
كنت أرى ما سوف يجيءُ بعينك
لا تغلقها
واتركني أبحرُ داخلها
فأنا آخذ منها نورَ طريقي
لا تحزن حين أشد عليك لكى تشتدَ
وأعرف أن الوقتَ قد انفلتَ
ولكني أعرف قدرتكَ على،
أن تنهضَ
فانهض من نقطهِ ضوءٍ
تنبت من وسط الشفقِ
ولا يحزنك تقلب وجه زمانكَ
اصنع يومَكَ
واقهر ضعفكَ ، واذكرني
حين يحنُّ عليك الوقتُ
وتجلس كي تلتقطَ الأنفاسَ،
لتكمل رحلتك.
{ شاعر مصري
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك