حاوره – علي باقر
فنّان موهوب منذ نعومة أظفاره، ترعرع محبا وشغوفاً ومتطلعاً إلى مستقبلٍ يحقق له النُّجومية. يتذكر الفنَّان علي الثامر البحريني فيسرد لي طفولتَه وبراءتَه بابتسامته المعهودة التي تنبسطُ على معالم وجهه، فيقول مباشرة: «لم تكن طفولتي معتادةً بأنها شغوفة بالألعاب المتحركة السَّريعة التي تؤثر في الطفل ويحبُّها ويقتنيها، ويحاول بها إثارة انتباه أقرانه، وإنما استهوتني ومنذ صغري أشياءُ أكبرُ من ذلك، ولها وقعٌ سحريٌ وهو أشبه بعلم السيميا، الذي يجمع بين الفيزياء والكيمياء بتفاعلاتِها وفقَ حساباتٍ معينةٍ، فيمكن أن يظهرَ لك شيءٌ معينٌ يُجَرِبه المتخصصون، ولكن هذ لم يبلغْ اهتمامي، ولكن بعدَ فترةِ سنواتٍ متتابعةٍ من التَّجارب اكتشفتُ بإمكانيةِ تحريك الجماد ولا أنسى والدي فهو الدّاعِمُ لي حينما ساعدني لأتمكن من السَّفرِ إلى الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ لأعتمدَ على نَفسي رغم أنني مازلتُ أدرسُ في إحدى المدارسِ البحرينيةِ وسفري كان آنذاك من أجلِ التَّشجيع لتطويرِ موهبتي بالسفر بين الإجازاتِ المدرسيةِ بعد إتمام دراستي الثَّانوية واكتمال حسي وفني في عوالم فنِّ الوهمِ ومهاراتِ الخفَّة، وظَهرتُ في عروضٍ خاصةٍ وعامة.
أودُّ الإشارةِ إلى أن عام 2003 وصلتُ فيهِ إلى درجةِ الاحترافِ في تلكَ الموهبة، وانطلقتُ بأولِ عرضٍ إماراتيٍّ مع شركةِ «ناكيلوديان» للإنتاجِ ِالفنِّي، ثم تَهافَتت العروضُ عليَّ من بلدانِ الوطنِ العربيِّ ودول أوروبا ما أهلَنِي أن أدخلَ مسابقاتِ وحصلتُ على ألقابٍ كثيرةٍ، وأنا حالياً مازالتْ المصاعبُ تلاحقَني، وأواجهُها لتحقيقِ المزيدِ من أهدافِي».
أشرتُ إلى اللَّقبِ الذي أطلق عليهِ «أسطورةُ الخُدَعِ البَصَريَّة الأولُ في الشَّرقِ الأوسطِ في مسابقةِ المواهبِ في كندا 2009 بعدَ نجاحِ عروضِهِ في ألعابِ الخِفَّة والخُدَعِ هناك، وفي البَّحرينِ وأوروبا وأمريكا والوطنِ العربي. ابتسم كالعادة، وقال: في عام 2006 قدَّمتُ عَرضاً خَارقاً للعادةِ أذهلَ الجمهورِ، فقد أوصلتُهم إلى حالةٍ مِنْ الجنونِ، عِندما أخفيتُ سيارةَ «البنتلي» في لبنان.
ورُغمَ نجاحي قدمتُ عروضاً مجانيةً لجمعياتٍ خيريةٍ مساعدةً لَهم. وتناولَني الإعلامُ أكثرُ مِنْ مرةٍ في القنواتِ قطر ودبي وأم بي سي والمستقبل وقناة يورار التركية الفضائيةِ، وأجريتُ أيضاً محاضراتٍ لتنميةِ القدراتِ العقليةِ.
سألتُهُ عن آخرِ أعمالِهِ في السَّاحةِ الفنيةِ فأجابَ: حالياً أستعدُ للمشاركةِ في عرضٍ مسرحيٍ عالميٍّ ضخمٍ ستستخدمُ فيهِ وسائلٌ تقنيةٌ حديثةٌ جداً، وستنطلقُ إنْ شاءَ اللهِ في موسمِ عيدِ الفطرِ المبارك هذا العام 2023 وسيجوبُ هذا العرضُ أكثرَ منْ دولةٍ عربيةٍ انطلاقاً من دولةِ الكويت.
حاولتُ أنْ أعرفَ بعضُ التَّفاصيلِ عَنْ العرضِ المسرحي.
فقالَ مُبَتَسماً: انتظرُونَا في مَسرحيةِ الرُّعبِ الفكاهيةِ «السِّحْرُ الأسْود»، وهي من تأليفِ الفنَّان الكُويتي عبدالعزيز المُسَلَم اعتباراً من أولِ أيامِ عيدِ الفطرِ المُباركِ والأيامِ التاليةِ (للكبارِ فقط) على مسرحِ نَادي القادسيةِ الكويتي، وأردف قائلاً: «سأفاجئُ الجمهورَ بعروضٍ غريبةٍ وسأدخلُهُمْ في عوالمَ غيرَ طبيعيةٍ، وآملُ من الجمهورِ الكريمِ متابعةَ كلِّ جديدٍ عنْ العرضِ.
قلتُ له: بصراحةٍ شاهدتُ لكِ ثلاثةَ عروضٍ مسرحيةٍ شاركت فيها فقط في وطننا الحبيبِ «مملكةِ البحرين» هي قليلةٌ جداً.. وأنا سأذكرُكَ بها: «مسرحيةُ» بلا، مِن تأليفِ الكاتبِ الكويتيِّ عثمانَ الشَّطي وإخراجِ الفنَّانِ نضال العَطَّاوي وعُرِضتْ في مهرجانِ الشيخِ خالدٍ بنِ حمد للمسرحِ الشَّبابي 2016 ، وحصلتْ المسرحيةُ على جائزةِ أفضلِ عرضٍ متكاملٍ، وكذلكَ مسرحيةِ «احترامي للحرامي» منْ تأليفِ الكاتبِ الأجنبي داريفو وإعدادِ عبدالله الدَّرزي وإخراجِ الفنَّان عبدُالرحمن صابر في مهرجانِ الشيخِ خالدٍ بنِ حمد للمسرحِ الشَّبابي 2018 وكذلكَ المسرحيةُ البَحرينيةُ «السِّحرُ الأسودُ» من تأليفِ الكاتبِ البحرينيِّ حمد الشَّهابي ومِنْ إخراجِكَ ومعظمِ مشاركاتِكَ المسرحيةِ في دولةِ الكويتِ يطولُ ذكرُها ، فما السببُ في ذلك؟
سكتَ برهةً ونظرَ إليَّ قائلاً: ثلاثةُ عروضٍ قليلةٌ ولكنَّها مثريةٌ وجدتُها تناسَبَتْ معَ هوايتِي واهتمامِي ووُظَفْتُ في أحداثِها اللُّعَبِ السَّحريةِ وخُداعِ ِ البَصَرِ، وبتحسرٍ قالَ: يرجعُ ذلكَ إلى الإنتاجِ المسرحيِّ في وطني، فهو بعيدٌ كلُ البعدِ عن الجمهورِ البسيط. وقد اتَّجهَ إلى المسرحِ النّوعي في طرحِ قضاياهُ ولهُ شريحةٌ قليلةٌ من الجمهورِ الذي يقبلُ على هذا النَّوعِ مِنَ المسرحِ، ولكنَّ طقسَ الإنتاجِ في المسرحِ الكويتيِّ الجماهيريِّ يستوعبُ عروضَ الإثارةِ للجمهورِ مِنْ خلالِ الفنتازيا البصريةِ والأحداثِ الخياليةِ والفنتازيا المرعبةِ المختلطةِ بالمواقفِ الكوميديةِ التي يُقبلُ عليها الجمهورُ وتستمرُ عروضُها لهذا تَجدَنِي أكثرُ حضورا في دولةِ الكويت.
وفي نهايةِ هذا اللقاءِ طلبتُ منهُ أن يقدمَ كلمةً قليلةً وموجزةً لجمهورهِ في البحرينِ والكويتِ وبلدانِ الوطنِ العربيِّ فقالَ: بدايةً أشكركَ على هذا اللقاءِ الرائعِ، وأحبُ أن أوجهَ رسالةً إلى جمهوري أشكرُهُم على متابعةِ عروضي، أحبُ أنْ أوضحَ لهمْ أمرينَ الأولُ: أن خدعِي البَصَرِية لعبةٌ تُثيرُ المتلقينَ في العروضِ المسرحيَّةِ الفنتازيةِ الجماهيريةِ، وطموحي أجدَهُ ثابتاً ولا يستسلمُ للحواجزِ والعراقيلَ، وقدْ قدمتُ العديدَ مِن العروضِ في مختلفِ الدولِ العربيةِ والأوروبيةِ كما تعرفونَ، وحالياً أعكفُ على دراسةِ عروضٍ جديدةٍ في مجالِ الخُدَعِ البصريةِ، أمَّا الثاني فيجبُ أن تعرفوا أن اسمي علي الثَّامر – لقبي – (بأل التعريف) أمتلكُ حساباً رسمياً واحداً فقط على الانستقرام وبعضِ منصاتِ السوشيل ميديا هو @alielthamer وأيُّ حسابٍ آخرَ عَمَدَ بعضُ ضعافِ النُّفوسِ إلى انتحالُ اسمي فهوَ لا يخصُني ولا أتحملُ مسؤوليتَهُ.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك