كتب أحمد عبدالحميد:
من جديد أثارت تغريدة لجمال فخرو النائب الأول لرئيس مجلس الشورى عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» تفاعلا واسعا، ولكن هذه المرة كان التفاعل على المستوى الخليجي، وخاصة أن فخرو تساءل عن أسباب خفوت الاحتفاء بحلول الذكرى الثالثة والأربعين لتأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية، معتبرا أن ذلك يعكس الحالة البائسة التي وصل إليها العمل الخليجي المشترك، وهو الأمر الذي تحفظ عليه عدد من المعلقين وخاصة من الدول الخليجية الأخرى.
وكتب فخرو: الاحتفالات الباهتة في دول مجلس التعاون بمناسبة مرور 43 عاما على تأسيس المجلس تعكس الحالة البائسة التي وصل لها العمل الخليجي المشترك. لم يستطع هذا التحالف أن يصمد أربعة عقود مع الاسف الشديد. من يتحمل المسؤولية يا ترى؟ الحكومات أم الشعوب أم كلاهما بالتساوي؟
واختلف السياسي والأكاديمي الإماراتي د. عبدالخالق عبدالله مع فخرو قائلا: التساؤل في محله لكن التشاؤم في غير محله، المجلس صمد وتطور وجاء ليبقى وغيره لم يصمد، المجلس أنجز الحد الادنى من التنسيق والتعاون وغيره لم ينجز حتى الحد الادنى من التعاون، لو لم يكن للمجلس سوى تعزيز الانتماء الخليجي والهوية الخليجية المشتركة لكفاه فخرا.
وعقب فخرو على الأكاديمي الإماراتي قائلا: دكتور هو ليس تشاؤما بقدر ما انه تساؤل. انت وانا وغيرنا كثر ممن عايشوا التجربة على مدى اربعة عقود لاحظوا هذا التراجع الكبير بين ما تحقق وما كان ينبغي أن يتحقق والتراجع. المشكلة انه حتى المشاريع المشتركة على مستوى المواطنين بدأت في الأفول، ربما نحتاج الى وقفة لمناقشة الامر.
وأشار د. فوزي بهزاد إلى أنه من معايشة التجربة فإن مناداة القادة والشعوب كانت ومازالت رفيعة، إلا ان التنفيذ بيد الحكومات بلا منازع، فتنفيذ الاتفاقيات المشتركة هو بيد الوزارات المعنية، لكن هل سمعت بتعيين وزير متفرغ في كل دولة يكون مسؤولا للمتابعة والتنفيذ، لقد ترك الامر بيد مسؤولين مشغولين بمشاغلهم اليومية.
وعقب حمد الحبابي من الإمارات قائلا: علينا الاعتراف أن منظومة مجلس التعاون الخليجي ليس لها اليوم اي فائدة لدول الخليج سياسيا او اقتصاديا، ربما هناك تنسيق أمني وبشكل عادي جدا، هذه المنظومة محتاجة إلى وجود مؤسسات فيها تضمن عمل المنظومة الخليجية وتؤسس لتشريعات منطقية وحديثة وتناسب كل الدول، أو يتم دفن هذا المجلس.
ومن السعودية كتب عبدالعزيز إبراهيم الزاحم: أي مشروع، إذا توقف نموه فإنه سيتجمد ويتراجع تلقائياً، هناك من حاول أن يصل مشروع المجلس إلى اتحاد كونفدرالي. وهناك من انتفض وهدد بالخروج من المجلس في حال المضي في هذا المشروع، فضلاً أن هناك قوى إقليمية ودولية ستقف ضد تطور هذا المشروع، ولذلك تم تكوين مجالس تنسيق ثنائية بديلة. ومن الكويت عقب وزير الإعلام الكويتي الأسبق د. سعد بن طفلة العجمي قائلا: لعل هذه تساؤلات اليوم.
وعقب فخرو عليه قائلا: الغد بعده يا دكتور، متى ومن أين نحصل على الإجابة.
وكتب مغرد باسم «بوعبود»: أتفق معك دكتور جمال ان المجلس عاش فترات بائسة ولكن خلال الثلاث سنوات الماضية المجلس أصبح بعقلية مختلفة وأصبح أكثر تماسكًا وخاصة في السياسة الخارجية، ونشاهد اليوم المجلس تحول من ردة فعل الى فعل والدول الكبرى صارت تحسب ألف حساب لأي قرار يزعج دول المجلس.
من جانبه أعرب سعد بن محمد العريفي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الاتحاد الأوروبي سابقاً عن اختلافه مع ما طرحه فخرو وكتب: أختلف معك. مجلس التعاون صمد للعقود الاربعة الماضية رغم كل العقبات والصعوبات التي حدثت وأنجز الكثير، وغيره إما أخلى الساحة أو لم ينجز الكثير. سقف الطموح عالٍ جدا والمجلس للتوّ بلغ أشده وتجاوز الاربعين، معالي الامين العام جاسم البديوي وفريقه سيعمل ان شاء الله على تحقيق الطموحات.
وعقب جمال فخرو قائلا: سعادة السفير، انت تعلم أن دور الامين العام محدود وأن القرارات تتخذ على مستوى المجلس الوزاري او القادة، والامين العام يقوم بالتنفيذ فقط.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك