تغطية: أحمد عبدالحميد
تصوير: عبدالأمير السلاطنة
فرضت أجواء مشروع الميزانية نفسها على جلسة مجلس الشورى أمس، حيث عقد الشوريون اجتماعا مغلقا لتعرف آخر التطورات التي جرى التوافق عليها في مشروع الميزانية الجديدة، ما أدى إلى تأخير بدء الجلسة إلى الساعة 11 صباحا، كما تم رفع الجلسة من أجل الاجتماع المشترك مع الحكومة والنواب حول الميزانية. وقد وافق مجلس الشورى في جلسته أمس برئاسة علي بن صالح الصالح رئيس المجلس على اتفاقية آرتميس لمبادئ التعاون في الاستكشافات المدنية واستخدام القمر والمريخ والمذنبات والكويكبات للأغراض السلمية، والتي تهدف إلى فرص التعاون والاستثمار في قطاع الفضاء، وتبادل المعلومات والخبرات بين الدول الأعضاء، وتحقيق الاستفادة العلمية من خلال التعاون مع وكالة ناسا وباقي الدول الأعضاء، والمشاركة في مشاريع ذات جدوى معرفية واقتصادية، وخلق فرص تعليمية وتدريبية في علوم الفضاء والمشاركة في الأبحاث العلمية والتجارب الفضائية لتسجيل الإنجازات العلمية، وإتاحة فرص التعاون والاستثمار في قطاع الفضاء لتشجيع تأسيس الصناعات الجديدة المبنية على التقنيات المتقدمة، والحصول على البيانات والصور الفضائية المتحصلة من الأنشطة التي تمارسها الدول الأعضاء تحت مظلة هذه الاتفاقية، وهو ما سيكون له مردود إيجابي على التقدم العلمي بالمملكة، وتعزيز دورها ومكانتها على الصعيد الدولي. وأكدت لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني أن الانضمام إلى الاتفاقية ليس له أي أعباء مالية.
وقال د. محمد علي حسن إن من أهداف هذا البرنامج أن يضع امرأة على القمر في 2024 ونتمنى أن تكون هذه المرأة من البحرين، متسائلا عن استعدادات الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء لتطبيق هذه الاتفاقية.
وأشار علي الشهابي إلى أن هناك 24 شابا وشابة بحرينية في مجال علوم الفضاء، متسائلا عن نصيب البحرين في آرتميس 2 أو 3؟
وأكدت د. جميلة السلمان أهمية هذه الاتفاقية التي تعكس استراتيجية البحرين نحو المستقبل، لافتة إلى أن مملكة البحرين لديها القدرات البشرية والطاقات التي يجب تدريبها، مؤكدة أن كثيرا من التطور في المجال الصحي كان بسبب استكشاف الفضاء، لافتة إلى أن طب الفضاء من التخصصات المستقبلية التي يمكن أن تساعد في هذه الاستكشافات.
وقال طلال المناعي إن هذه الاتفاقية تتوافق مع الدستور وتتوافق مع نهج جلالة الملك المعظم بالتأكيد على نهج البحث العلمي، الذي يعدّ من أولويات جلالته، مؤكدا أن كثيرا من الاختراعات منتجة من البحث العلمي الذي يجري في الفضاء وخاصة في المجال الصحي، والتطور التكنولوجي والألواح الشمسية، مشيرا إلى أن علوم الفضاء من علوم المستقبل التي يجب علينا التوجه إليها، داعيا أن يكون هناك تنسيق بين هيئة علوم الفضاء والجامعات البحرينية لتدريس علوم الفضاء لتخريج عدد من الخريجين في هذا المجال.
وأشادت دلال الزايد بجهود هيئة علوم الفضاء، مؤكدة أهمية إعداد النشء للانخراط في هذه التخصصات وأن تكون هذه أحد مسارات التعليم في المستقبل، مطالبة بدراسة وتحفيز مجالات الاستثمار في القطاع الفضائي في ظل عدد من التقارير التي تثبت وجود عوائد لها، وكثير من الدول العربية والخليجية بدأت تعمل على الاستثمار في هذا الجانب.
وأوضح علي العرادي أنه خلال الستينيات والسبعينيات كان الفضاء حكرا على بعض الدول، واليوم اختلف الوضع وبات كثير من دول العالم لها مبادرات لاستكشاف الفضاء مع الحفاظ على كوكبنا، مؤكدا أن دول الشرق الأوسط والدول الآسيوية تهتم بهذا المجال لأنه ليس حكرا على أحد ومن حق الجميع المشاركة في موارده، وهناك منظومة قانونية دولية تمنح هذا الحق لهذه الدول، مشددا على أن البحرين لديها كوادر وعقول تساعدها على الدخول في هذا المجال.
وأوضحت اجلال بوبشيت أن الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء تسعى أن تكون البحرين دولة متقدمة في هذا المجال، وهذا سيتحقق من خلال الكادر الوطني، متسائلة عن بناء هذه الكوادر؟
وأكد د. محمد العسيري رئيس الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء أن التعاون مع آرتميس بدأ منذ التوقيع على الاتفاقية، حيث بدأت الهيئة بحضور كافة الاجتماعات الرسمية الخاصة بالاتفاقية على المستوى الدولي، وتم اختيارنا في عضوية اللجان الأساسية إحداها قانونية والأخرى تقنية والثالثة إدارية، وذلك لتنظيم التعاون بين الدول الأعضاء في آرتميس، لافتا إلى أننا عملنا على توفير بنية تحتية قوية للبحث العلمي، والاستفادة من البعثات والصور الفضائية والتجارب وفرص التدريب التي سيتم توفيرها من مختلف وكالات الفضاء الأعضاء في هذا الاتفاق.
وأشار إلى أن التعاون قائم مع وزارة التربية وتم عقد اجتماعات مع المعنيين في المناهج في الوزارة، وتم إضافة علوم الفضاء في مختلف المناهج حتى في منهج التربية الإسلامية واللغة العربية، وخاصة أن الإسلام حثنا على الاستزادة من هذا العلم.
وحول التعاون مع الجامعات، تطرق د. العسيري إلى استمرارية التعاون مع الجامعات، حيث هناك بحوث علمية يجري تنفيذها ويشرف عليها المهندسون البحرينيون المعنيون في الهيئة بالتعاون مع الأكاديميين في الجامعات ويتم نشر هذه البحوث في المؤتمرات والمجلات العلمية المحكمة، بدأنا تدريجيا في تثقيف الشباب البحريني بأهمية علوم الفضاء، لافتا إلى أنه تم تنظيم ورش تعليمية بالتعاون مع كبريات الشركات العاملة في مجال الفضاء، ووكالات الفضاء الدولية لتعزيز ثقافة الفضاء وإجراء الأبحاث العلمية، ويتضمن ذلك التعاون في تنظيم ورش متخصصة في صيدلة الفضاء، وكذا التعاون مع المتخصصين في المجال الطبي والصحي، وتم حثهم على المشاركة في برنامج «تجربة في الفضاء»، وكان هناك تجاوب كبير من بعض الأطباء البحرينيين واستمرارهم في هذه التجارب.
وتطرق إلى وكالات الفضاء في مختلف دول العالم إذ هناك تعاون فيما بينها، والهيئة تتعاون من خلال مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي لتزويد محطة الفضاء الدولية بمقترحات تحسين خدماتها، منوها بدور الجامعات الوطنية التي قدمت عددا من المقترحات لتطوير عمل المحطة الدولية للفضاء، لافتا إلى أن المكتب الأممي يثني على المشاركات البحرينية، ونحن من الدول المتميزة في المشاركات على المستويات العربية والإسلامية.
وحول البحث العلمي أوضح د. محمد العسيري أن لدينا 32 بحثا علميا منشورا ونعمل على 52 بحثا آخر، ونواصل التعاون مع الجامعات من البحرين وخارجها، وما يدعو إلى الفخر أن الجامعات تتواصل مع الهيئة للاستفادة من الخبرات الوطنية.
وأكد أن الهيئة مكنت الشباب البحريني من التزود بالعلوم والتقنيات الفضائية، واليوم لدينا مختبر رائد على مستوى المنطقة في تحليل بيانات الصور الفضائية، ونقدم خدمات لأكثر من 21 جهة داخل مملكة البحرين، وأسهمنا في مساعدة صناع القرار في اتخاذ قرارات مهمة فيما يتعلق بالبيئة ومكافحة الكوارث والتسرب النفطي، والزراعة، وقمنا بالتعاون مع وكالة الزراعة حول إحصاءات أعداد النخيل وكذلك التعاون في إنشاء أول منصة متخصصة في مجال الزراعة، وقياس مستوى الرقعة الخضراء على مدار العام، وكذلك لدينا دراسات على المانجروف في ظل الالتزام البحريني لمضاعفة المانجروف لمواجهة الانبعاثات الكربونية.
وأكد رئيس الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء أن الهيئة تعتمد على نشر الوعي بأهمية علوم الفضاء، وتم نشر مجلتين وموقع الكتروني يشمل قناة خاصة بالنشء وعلوم الفضاء، يحث ويشجع الطلبة والأطفال على الدخول في علوم المستقبل للعمل في مجالات واعدة مستقبلا، كما أن الهيئة تعمل مع الغرفة وتمكين لنشر الوعي بين رواد الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال للاستثمار في قطاع الفضاء، وخاصة أن البحرين من الدول الرائدة في صناعة الألمنيوم المستخدم في هذا القطاع، لافتا إلى أنه بحسب التقارير الدولية فإن كل دولار ينفق في الفضاء فإن العائد 7 دولارات.
وكشف د. العسيري عن أن العمل جار على إعداد القانون الوطني للفضاء والذي وصل إلى مراحله الأخيرة، وسيعرض على السلطة التشريعية قريبا، وذلك لجذب المستثمرين من الخارج، وهذا سيخلق الكثير من الوظائف المرموقة لشباب البحرين.
وأكد أن الكادر الوطني 100% في هيئة علوم الفضاء ومتوسط أعمارهم 31 سنة، وأن الاختيار تم بشكل دقيق والاستثمار فيهم أتى ثماره، وباتوا خبراء يتم الإشادة بهم من قبل مكتب الأمم المتحدة للفضاء.
وأشاد د. بسام البنمحمد بجهود الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء رغم الميزانية المحدودة في إعداد الكادر الوطني.
بدوره أكد علي بن صالح الصالح رئيس المجلس أن د. العسيري يعدّ تأكيدا أن ثروتنا الحقيقية هي أبناؤنا، لدينا كفاءات في جميع المجالات، واليوم الدول تتسابق على الفضاء، وسنكون مع العالم في هذا الاتجاه.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك