العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

من أجل تحويل البحرين إلى قطب سياحي

بقلم: د. نبيل العسومي

الجمعة ٠٢ يونيو ٢٠٢٣ - 02:00

نتجه‭ ‬تدريجيا‭ ‬نحو‭ ‬الإجازة‭ ‬الصيفية‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يبق‭ ‬عنها‭ ‬سوى‭ ‬أسابيع‭ ‬قليلة‭ ‬والتي‭ ‬تقترن‭ ‬بالعادة‭ ‬في‭ ‬توجه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬العائلات‭ ‬إلى‭ ‬السياحة‭ ‬الخارجية‭ ‬سواء‭ ‬بشكل‭ ‬فردي‭ ‬أو‭ ‬بشكل‭ ‬مجموعات‭ ‬منظمة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬مكاتب‭ ‬السفر‭ ‬والسياحة‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬طبيعي‭ ‬ومتكرر‭ ‬ويمكن‭ ‬رصده‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬من‭ ‬الآن‭ ‬تعلن‭ ‬برامجها‭ ‬خلال‭ ‬شهري‭ ‬يوليو‭ ‬وأغسطس‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬البرامج‭ ‬تشكل‭ ‬حاجة‭ ‬ضرورية‭ ‬للأسر‭ ‬البحرينية‭ ‬التي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الحالية‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬عليها‭ ‬توفير‭ ‬نفقات‭ ‬السياحة‭ ‬الخارجية،‭ ‬ولذلك‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬أمس‭ ‬الحاجة‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬التحول‭ ‬تدريجيا‭ ‬نحو‭ ‬السياحة‭ ‬الداخلية‭ ‬مثلما‭ ‬فعلت‭ ‬ذلك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المعطيات‭ ‬التي‭ ‬تساعد‭ ‬على‭ ‬إنجاح‭ ‬السياحة‭ ‬المحلية‭ ‬وجعلها‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬استقطاب‭ ‬نسبة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬جاذبة‭ ‬ومغرية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬سعر‭ ‬الكلفة‭ ‬كما‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬نوعية‭ ‬البرامج‭:‬

أولا‭: ‬إن‭ ‬البحرين‭ ‬تمتلك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المقومات‭ ‬السياحية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬الاستفادة‭ ‬منها‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭ ‬مثل‭ ‬السواحل‭ ‬البحرية‭ ‬العديدة‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬تهيئتها‭ ‬بشكل‭ ‬سريع‭ ‬واستثمارها‭ ‬بالشكل‭ ‬الصحيح‭ ‬لصالح‭ ‬السياحة‭ ‬العائلية‭ ‬المحلية‭ ‬حتى‭ ‬لجذب‭ ‬العائلات‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة‭ ‬لنا،‭ ‬فالبحرين‭ ‬سميت‭ ‬البحرين‭ ‬بهذا‭ ‬الاسم‭ ‬لأنها‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الجرز‭ ‬التي‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تطوير‭ ‬البيئة‭ ‬التحتية‭ ‬لسواحلها‭ ‬واستثمارها‭ ‬بشكل‭ ‬افضل‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬أو‭ ‬القطاع‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬الحكومة‭ ‬والخاص‭ ‬لتوفير‭ ‬مساحات‭ ‬والعاب‭ ‬وبيئة‭ ‬مناسبة‭ ‬للاستخدام‭ ‬العائلي‭ ‬لكي‭ ‬ينفق‭ ‬المواطن‭ ‬والمقيم‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬ما‭ ‬ادخره‭ ‬للسياحة‭ ‬الخارجية‭ ‬ويكون‭ ‬العائد‭ ‬للبحرين‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬ليس‭ ‬بالعسير‭ ‬وبالإمكان‭ ‬تحقيقه‭ ‬بسهولة‭ ‬وفي‭ ‬أسرع‭ ‬الأوقات‭ ‬الممكنة،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬الإجازة‭ ‬الصيفية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بعطلة‭ ‬المدارس‭ ‬ومؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬هي‭ ‬أكثر‭ ‬الفترات‭ ‬والأوقات‭ ‬التي‭ ‬يلجأ‭ ‬إليها‭ ‬المواطن‭ ‬والمقيم‭ ‬للسياحة‭ ‬لأسباب‭ ‬عديدة‭ ‬منها‭ ‬الإجازة‭ ‬المدرسية‭ ‬وحرارة‭ ‬الجو‭ ‬وارتفاع‭ ‬معدلات‭ ‬الرطوبة،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬المواطن‭ ‬يسافر‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬ذات‭ ‬أجواء‭ ‬لطيفة‭ ‬وحرارة‭ ‬معتدلة‭.‬

ثانيا‭: ‬الاستفادة‭ ‬القصوى‭ ‬من‭ ‬المجمعات‭ ‬والفضاءات‭ ‬المختلفة‭ ‬العديدة‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بإطلاق‭ ‬برامج‭ ‬وفعاليات‭ ‬ومعارض‭ ‬ومهرجانات‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬جذب‭ ‬العائلة‭ ‬البحرينية‭ ‬بشكل‭ ‬أو‭ ‬بآخر،‭ ‬وهذا‭ ‬بالطبع‭ ‬يقتضي‭ ‬جهدا‭ ‬وقدرة‭ ‬على‭ ‬التسويق‭ ‬والاقناع‭ ‬بفوائد‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬البرامج‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تعود‭ ‬بالفائدة‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ ‬وأهلها‭ ‬بدون‭ ‬شك،‭ ‬فبالإمكان‭ ‬مثلا‭ ‬دعوة‭ ‬الفرق‭ ‬الشعبية‭ ‬إلى‭ ‬المجمعات‭ ‬التجارية‭ ‬المكيفة‭ ‬لتقديم‭ ‬عروضها‭ ‬الفنية‭ ‬والأغاني‭ ‬التراثية‭ ‬التي‭ ‬تحكي‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرين‭ ‬والغوص‭ ‬ليتذكر‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬كيف‭ ‬كانت‭ ‬حياة‭ ‬اجدادهم‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الزمان‭ ‬القديم‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬الإمكانيات‭ ‬محدودة‭ ‬والحياة‭ ‬صعبة‭ ‬اضطروا‭ ‬إلى‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬البحر‭ ‬لتوفير‭ ‬لقمة‭ ‬العيش‭ ‬لهم‭ ‬ولأسرهم‭.‬

ثالثا‭: ‬تفعيل‭ ‬وتطوير‭ ‬الأنشطة‭ ‬الثقافية‭ ‬والفنية‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نسميه‭ ‬السياحة‭ ‬الثقافية‭ ‬بالاستفادة‭ ‬من‭ ‬المعالم‭ ‬والآثار‭ ‬والصالات‭ ‬الثقافية‭ ‬والبيوت‭ ‬الأثرية،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬المحرق‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وتوظيفها‭ ‬بالشكل‭ ‬الصحيح‭ ‬لجذب‭ ‬فئة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬المهتمين‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬البحرين‭ ‬أو‭ ‬خارجها‭.‬

رابعا‭: ‬المعارض‭ ‬التجارية‭ ‬الموسمية‭ ‬التي‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬موسم‭ ‬الصيف‭ ‬لتكون‭ ‬جاذبة‭ ‬للمواطن‭ ‬والمقيم‭ ‬وللسياح‭ ‬من‭ ‬الإقليم،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬متعارف‭ ‬عليه‭ ‬وله‭ ‬الدور‭ ‬الفاعل‭ ‬في‭ ‬تنشيط‭ ‬الحركة‭ ‬التجارية‭ ‬والسياحية‭.‬

هنالك‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬جهود‭ ‬تبذل‭ ‬وهي‭ ‬جهود‭ ‬مشكورة‭ ‬ومقدرة‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية،‭ ‬لكننا‭ ‬نحتاج‭ ‬إلى‭ ‬بذل‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالصيف‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬منسقة‭ ‬ومترابطة‭ ‬بحيث‭ ‬تعمل‭ ‬الجهات‭ ‬المختلفة‭ ‬مع‭ ‬بعضها‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحويل‭ ‬صيف‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬موسم‭ ‬للسياحة‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬السواء،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يخفى‭ ‬ما‭ ‬توفره‭ ‬السياحة‭ ‬من‭ ‬موارد‭ ‬كبيرة‭ ‬وفرص‭ ‬لتوفير‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الوظائف‭ ‬للكوادر‭ ‬البحرينية‭ ‬الشابة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا