العدد : ١٧٠٥٨ - الخميس ٠٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٨ - الخميس ٠٥ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٤ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

السفارة الأمريكية واستفزاز المجتمع البحريني!

{‭ ‬حتما‭ ‬ما‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬السفارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬الترويج‭ ‬للشذوذ‭ ‬الجنسي،‭ ‬هو‭ ‬اختراق‭ ‬لالتزام‭ ‬السفارات‭ ‬والبعثات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬باحترام‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭!‬،‭ ‬واستفزاز‭ ‬لقيمه‭ ‬وتعدّ‭ ‬على‭ ‬ثوابته‭ ‬الوطنية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والدينية‭ ‬والأخلاقية‭!‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬‮«‬بيانين‮»‬‭ ‬أحدهما‭ ‬لمجلس‭ ‬‮«‬النواب‮»‬‭ ‬والآخر‭ ‬لمجلس‭ ‬‮«‬الشورى‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ردّة‭ ‬الفعل‭ ‬الشعبية‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬باعتبار‭ ‬سلوك‭ ‬السفارة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬للترويج‭ ‬للشذوذ‭ ‬إهانة‭ ‬وتدنيسا،‭ ‬الهدف‭ ‬منه‭ ‬الإفساد‭ ‬في‭ ‬الأرض،‭ ‬مطالبين‭ ‬السفارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بالاعتذار‭ ‬للشعب‭ ‬البحريني،‭ ‬بمختلف‭ ‬مكوناته،‭ ‬مؤكدين‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التجاوز‭ ‬يعد‭ ‬‮«‬جريمة‮»‬‭ ‬بحسب‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬البحريني‭ ‬ينضوي‭ ‬تحت‭ ‬بند‭ (‬التحريض‭ ‬على‭ ‬الفجور‭) ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬نؤكده‭ ‬بدورنا‭.‬

{‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬ردّة‭ ‬الفعل‭ ‬لدى‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬إلاّ‭ ‬ردّة‭ ‬فعل‭ ‬طبيعية‭ ‬تجاه،‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬التعدّي‭  ‬به‭ ‬على‭ ‬أبسط‭ ‬حقوقه‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وهو‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬فطرته‭ ‬وقيمه‭ ‬ودينه‭ ‬وثوابته‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والوطنية‭!‬،‭ ‬وبما‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬السلوكيات‭ ‬الممنهجة‭ ‬للغرب‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬في‭ ‬إجبار‭ ‬العالم‭ ‬واختراق‭ ‬الدول‭ ‬الإسلامية‭ ‬بالقيم‭ ‬الشاذة،‭ ‬يستدعي‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬التحرّك‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬ضدّ‭ ‬ما‭ ‬اعتبره‭ (‬حربًا‭ ‬ناعمة‭ ‬وحملات‭ ‬ممنهجة‭) ‬تستهدف‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬المحافظة،‭ ‬والترويج‭ ‬لما‭ ‬يُعتبر‭ ‬‮«‬انتكاسة‭ ‬خطيرة‮»‬‭ ‬للأخلاق‭ ‬البشرية،‭ ‬وإنما‭ ‬هذا‭ ‬التدخلّ‭ ‬الفجّ‭ ‬يستدعي‭ (‬موقفًا‭ ‬عربيا‭ ‬وإسلاميًّا‭ ‬موحدًا‭) ‬لأن‭ ‬الاختراق‭ ‬يستهدفها‭ ‬جميعًا‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬غيرها‭! ‬كما‭ ‬فصلنا‭ ‬في‭ ‬مقالات‭ ‬كثيرة‭ ‬سابقة،‭ ‬بأن‭ ‬أمريكا‭ ‬والغرب،‭ ‬يعتبرون‭ ‬الإسلام‭ ‬والمجتمعات‭ ‬الإسلامية‭ ‬ومنها‭ ‬العربية،‭ ‬هي‭ (‬العائق‭ ‬الأخير‭) ‬والجدار‭ ‬الأخير،‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬إزالته‭! ‬لكي‭ ‬يتسنى‭ ‬فرض‭ ‬قانون‭ ‬الشذوذ‭ ‬والانحلال‭ ‬الأخلاقي‭ ‬عليها،‭ ‬وبذات‭ ‬العناوين‭ ‬‮«‬الخادعة‮»‬‭ ‬حول‭ ‬الحريات‭ ‬والحقوق،‭ ‬التي‭ ‬بها‭ ‬يتم‭ ‬تمرير‭ ‬كل‭ ‬‮«‬الجرائم‭ ‬الأخلاقية‮»‬‭! ‬وعلى‭ ‬أساسها‭ ‬تتحرك‭ ‬السفارات‭ ‬الأمريكية‭ ‬والغربية‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية،‭ ‬بما‭ ‬يخالف‭ ‬كل‭ ‬القوانين‭ ‬والمواثيق‭ ‬والأعراف‭ ‬الدولية‭! ‬وبما‭ ‬يخالف‭ ‬عمل‭ ‬‮«‬البعثات‭ ‬الدبلوماسية‮»‬‭ ‬في‭ ‬الترويج‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬يخالف‭ ‬طبيعة‭ ‬هذه‭ ‬المجتمعات‭ ‬المحافظة،‭ ‬وأعرافها‭ ‬وقيمها‭ ‬ودينها،‭ ‬والفِطرة‭ ‬الإنسانية‭!‬

{‭ ‬ما‭ ‬عدا‭ ‬الغرب‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬المجتمعات‭ ‬الأخرى‭ ‬والأمم‭ ‬والشعوب‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬تعاني‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ (‬التمادي‭ ‬الغربي‭) ‬في‭ ‬استفزاز‭ ‬الشعوب‭ ‬بإثارة‭ ‬أكثر‭ ‬المواضيع‭ ‬حساسية‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليها‭!‬

لتتحول‭ ‬تلك‭ ‬الانتهاكات‭ ‬إلى‭ (‬أجندة‭ ‬لا‭ ‬أخلاقية‭ ‬ممنهجة‭)‬،‭ ‬وسبق‭ ‬أن‭ ‬طرحناها‭ ‬بالتفصيل‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬نقاط،‭ ‬يُراد‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬‮«‬الاختراق‭ ‬التدريجي‮»‬‭ ‬لمجتمعاتنا‭! ‬وتعويد‭ ‬‮«‬العقل‭ ‬المسلم‮»‬‭ ‬على‭ ‬قيم‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬القبول‭ ‬بها‭! ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ (‬الاختراق‭ ‬القانوني‭) ‬حسب‭ ‬الجدول‭ ‬المرسوم‭ ‬لدولنا‭ ‬ودول‭ ‬العالم‭ ‬الأخرى،‭ ‬حتى‭ ‬يصبح‭ (‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬شاذ‭ ‬قيميًّا‭ ‬وأخلاقيًّا‭) ‬هو‭ ‬الطبيعي،‭ ‬فيما‭ ‬الطبيعي‭ ‬هو‭ ‬الموسوم‭ ‬بالتخلف‭!‬

وهذه‭ ‬أكبر‭ ‬جريمة‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬الشعوب‭ ‬في‭ ‬اختيار‭ ‬قيمها‭ ‬وأخلاقياتها‭ ‬وثوابتها‭ ‬الدينية‭ ‬والوطنية،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ (‬إرهاب‭ ‬فكري‭) ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬كونه‭ ‬جريمة،‭ ‬لابدّ‭ ‬من‭ ‬الوقوف‭ ‬في‭ ‬وجهها‭ ‬ومكافحتها،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تأتي‭ ‬المرحلة‭ ‬المرسوم‭ ‬لها،‭ ‬من‭ ‬جعل‭ ‬‮«‬القيم‭ ‬الشيطانية‮»‬‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬‮«‬القيم‭ ‬الإلهية‮»‬‭ ‬هي‭ ‬السائدة‭!‬

{‭ ‬أخطر‭ ‬ما‭ ‬تواجهه‭ ‬‮«‬المجتمعات‭ ‬الطبيعية‮»‬‭ ‬اليوم‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬هو‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ (‬الاختراق‭ ‬الفكري‭ ‬والقيمي‭ ‬والأخلاقي‭) ‬لعقول‭ ‬أجيالها‭! ‬وحيث‭ ‬الترويج‭ ‬لم‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬المنتجات‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬والبضائع‭ ‬الموسومة‭ ‬بالترويج‭ ‬للشذوذ،‭ ‬وإنما‭ ‬أصبح‭ ‬الترويج‭ ‬مهمّة‭ ‬السفارات‭ ‬والبعثات‭ ‬الديبلوماسية،‭ ‬وضغوط‭ ‬‮«‬المنظمات‭ ‬الحقوقية‭ ‬المشبوهة‮»‬‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الغربية‭ ‬ومراكزها‭ ‬البحثية،‭ ‬في‭ (‬حرب‭ ‬معلنة‭) ‬على‭ ‬الفطرة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وبما‭ ‬لا‭ ‬يقبله‭ ‬الإنسان‭ ‬الطبيعي‭!‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬تزداد‭ ‬حملات‭ ‬الترويج‭ ‬بكل‭ ‬الطرق‭ ‬خلال‭ ‬المرحلة‭ ‬القادمة،‭ ‬بما‭ ‬يستدعي‭ (‬يقظة‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬والشعبية‭ ‬والأهلية‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المدنية‭) ‬والتكاتف‭ ‬الوطني‭ ‬لمواجهة‭ ‬أعاصير‭ ‬‮«‬الإرهاب‭ ‬الفكري‭ ‬والأخلاقي‮»‬‭ ‬القادم‭! ‬فهل‭ ‬نحن‭ ‬مستعدون؟‭! ‬هل‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬مستعدة‭ ‬لسيل‭ ‬الاختراقات‭ ‬القادمة؟‭!‬

الوعي‭ ‬بالأمر‭ ‬وأبعاده،‭ ‬ونشر‭ ‬التوعية‭ ‬هو‭ ‬أول‭ ‬درج‭ ‬في‭ ‬سلمّ‭ ‬المواجهة؛‭ ‬لتأتي‭ ‬معها‭ ‬وبعدها‭ ‬الخطوات‭ ‬الأخرى؛‭ ‬وهي‭ ‬مختلفة‭ ‬وسبق‭ ‬أن‭ ‬طرحناها‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا