العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

التحولات الجديدة في الشرق الأوسط.. وجهة نظر غربية

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الثلاثاء ٠٦ يونيو ٢٠٢٣ - 02:00

تركز‭ ‬النقاش‭ ‬بين‭ ‬الخبراء‭ ‬الغربيين‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬حول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط؛‭ ‬على‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الأحداث،‭ ‬التي‭ ‬يُنظر‭ ‬إليها‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬مؤشر‭ ‬على‭ ‬تحول‭ ‬استراتيجي‭ ‬جيوسياسي‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬المنطقة‮»‬‭. ‬وبالتوازي‭ ‬مع‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬ظهور‭ ‬‮«‬محور‭ ‬أمريكي‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط»؛‭ ‬بغرض‭ ‬تركيز‭ ‬الانتباه‭ ‬على‭ ‬الصين،‭ ‬ومنطقة‭ ‬المحيطين‭ ‬الهندي‭ ‬والهادئ؛‭ ‬علق‭ ‬‮«‬بيتر‭ ‬بيكر‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬نيويورك‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬على‭ ‬اتفاق‭ ‬عودة‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬السعودية‭ ‬وإيران،‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2023،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬يقلب‭ ‬دبلوماسية‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬،‭ ‬وينبئ‭ ‬بظهور‭ ‬نظام‭ ‬متعدد‭ ‬الأقطاب‭ ‬يجعل‭ ‬دول‭ ‬المنطقة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الخليجية،‭ ‬تستطيع‭ ‬ممارسة‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬والاستقلال‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بمنأى‭ ‬عن‭ ‬شركائها‭ ‬الأمنيين‭ ‬القدامى‭.‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المراقبين‭ ‬الغربيين،‭ ‬أكدت‭ ‬عودة‭ ‬سوريا‭ ‬إلى‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية،‭ ‬على‭ ‬النمط‭ ‬الجديد‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬التحولات‭. ‬وأشار‭ ‬إيشان‭ ‬ثارور،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬واشنطن‭ ‬بوست،‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬تعكس‭ ‬الوضع‭ ‬الطبيعي‭ ‬الجديد‭ ‬للشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬كما‭ ‬وصفها‭ ‬ستيفن‭ ‬هايدمان،‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬بروكينجز،‭ ‬بأنها‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬نظام‭ ‬شرق‭ ‬أوسطي‭ ‬جديد‭ ‬مبني‭ ‬على‭ ‬هيكل‭ ‬أمني‭ ‬إقليمي‭ ‬لإدارة‭ ‬الخلافات‭ ‬الإقليمية‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وإيران‭ ‬وحلفائها‭ ‬ووكلائها‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬الإجراءات‭ ‬الإقليمية‭ ‬الأخيرة،‭ ‬تُظهر‭ ‬أيضا‭ ‬تحركًا‭ ‬نحو‭ ‬المشاركة‭ ‬البناءة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعزيز‭ ‬البراغماتية‭ ‬المتزايدة‭ ‬والواقعية،‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الانقسامات‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬والطائفية،‭ ‬التي‭ ‬قسمتهم‭ ‬عقودا‭. ‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تأكيد‭ ‬جون‭ ‬ألترمان،‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية،‭ ‬أن‭ ‬عودة‭ ‬دمشق،‭ ‬إلى‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية،‭ ‬يمثل‭ ‬علامة‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬عودة‭ ‬المنطقة‭ ‬إلى‭ ‬الوضع‭ ‬السياسي‭ ‬السابق؛‭ ‬فقد‭ ‬أصر‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتغيير‭ ‬الإقليمي‭ ‬الأوسع؛‭ ‬فإن‭ ‬المتغيرات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬ليست‭ ‬ضمانًا‭ ‬على‭ ‬نتائج‭ ‬مستقبلية‭ ‬بعينها،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬المنطقة‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬ينتظرها‭ ‬بعض‭ ‬الأوقات‭ ‬الأكثر‭ ‬تحديًا،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬مجموعة‭ ‬متزايدة‭ ‬من‭ ‬العوامل،‭ ‬معظمها‭ ‬بعيد‭ ‬عن‭ ‬المنافسة‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬بين‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمية،‭ ‬هي‭ ‬ما‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المنطقة‭ ‬على‭ ‬وشك‭ ‬تغيير‭ ‬جذري‭.‬

وبالتركيز‭ ‬على‭ ‬قضايا‭ ‬المناخ،‭ ‬طويلة‭ ‬الأجل،‭ ‬رأى‭ ‬أن‭ ‬ندرة‭ ‬المياه،‭ ‬مشكلة‭ ‬متنامية‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬مع‭ ‬زيادة‭ ‬عدد‭ ‬السكان‭ ‬بجميع‭ ‬أنحاء‭ ‬المنطقة،‭ ‬ما‭ ‬يضع‭ ‬مزيدًا‭ ‬من‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬احتياطيات‭ ‬المياه‭ ‬العذبة‭ ‬المحدودة،‭ ‬بينما‭ ‬يمثل‭ ‬بناء‭ ‬السدود‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬دول‭ ‬المنبع‭ ‬تأثيراً‭ ‬بالغًا،‭ ‬على‭ ‬تدفق‭ ‬المياه‭ ‬إلى‭ ‬بلدان‭ ‬المصب،‭ ‬فيما‭ ‬جاء‭ ‬الجفاف،‭ ‬وتراجع‭ ‬إنتاج‭ ‬المحاصيل‭ ‬نتيجة‭ ‬منطقية‭ ‬لذلك‭. ‬

وتأكيدًا‭ ‬لهذا‭ ‬التحليل،‭ ‬لاحظت‭ ‬ميجان‭ ‬فيراندو،‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬معرضة‭ ‬بشكل‭ ‬استثنائي‭ ‬للمخاطر‭ ‬المرتبطة‭ ‬بضمان‭ ‬تدفق‭ ‬المياه‭ ‬وأمنها،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬سوء‭ ‬إدارة‭ ‬الموارد‭ ‬المائية،‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تدهور‭ ‬بيئي‭ ‬وانعدام‭ ‬للأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬ما‭ ‬يؤثر‭ ‬في‭ ‬الوظائف،‭ ‬ويزيد‭ ‬من‭ ‬التفاوتات‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬ويترك‭ ‬المجتمعات‭ ‬أقل‭ ‬مقاومة‭ ‬للصدمات‭ ‬المناخية‭. ‬

وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬رأى‭ ‬ألترمان،‭ ‬أن‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬غير‭ ‬الصالحة‭ ‬للحياة،‭ ‬شائعة‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬مع‭ ‬عواصف‭ ‬ترابية‭ ‬تؤثر‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية،‭ ‬وزحف‭ ‬التصحر‭ ‬الذي‭ ‬دفع‭ ‬المزارعين‭ ‬إلى‭ ‬ترك‭ ‬الريف‭ ‬إلى‭ ‬حياة‭ ‬هامشية‭ ‬في‭ ‬المدن‭. ‬وفي‭ ‬كلتا‭ ‬الحالتين،‭ ‬جاء‭ ‬تقييمه‭ ‬قاتما؛‭ ‬مفاده‭ ‬غياب‭ ‬بارقة‭ ‬أمل‭ ‬في‭ ‬الأفق‭.‬

وفي‭ ‬سياق‭ ‬التحذيرات‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬البنك‭ ‬الدولي،‭ ‬من‭ ‬حدوث‭ ‬ركود‭ ‬عالمي‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬أشار‭ ‬الباحث،‭ ‬إلى‭ ‬بيئة‭ ‬مالية‭ ‬أقل‭ ‬ملاءمة،‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬من‭ ‬ذي‭ ‬قبل،‭ ‬حيث‭ ‬أصبحت‭ ‬الأسواق‭ ‬أكثر‭ ‬تشككًا‭ ‬في‭ ‬ديون‭ ‬الأسواق‭ ‬الناشئة،‭ ‬وبالتالي،‭ ‬ارتفعت‭ ‬تكاليف‭ ‬الاقتراض‭ ‬بشكل‭ ‬حاد‭. ‬وفي‭ ‬ضوء‭ ‬محدودية‭ ‬رغبة‭ ‬وقدرة‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬المساعدة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بالمنطقة‭ ‬حاليًا،‭ ‬فقد‭ ‬اقترح‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬العوامل‭ ‬مجتمعة،‭ ‬ستعمل‭ ‬على‭ ‬تقليل‭ ‬قيود‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬الاقتصادات‭ ‬الوطنية‭ ‬للدول‭ ‬لبعض‭ ‬الوقت‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬المسؤولين‭ ‬والاقتصاديين‭ ‬في‭ ‬السعي‭ ‬إلى‭ ‬إيجاد‭ ‬طرق‭ ‬لتحفيز‭ ‬اقتصاداتهم‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬كوفيد‭-‬19،‭ ‬واندلاع‭ ‬حرب‭ ‬أوكرانيا‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬ذكر‭ ‬أن‭ ‬التحول‭ ‬الوشيك‭ ‬للطاقة،‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬سيؤثر‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬البلدان‭ ‬المصدرة‭ ‬للطاقة،‭ ‬قد‭ ‬ساعدت‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬اقتصاد‭ ‬المنطقة‭ ‬بأكملها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدعم‭ ‬المالي‭ ‬والمساعدات‭. ‬ويشهد‭ ‬التحول‭ ‬المتوقع‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمي،‭ ‬قيام‭ ‬المصدرين‭ ‬بمنح‭ ‬أولوية‭ ‬لنهج‭ ‬التركيز‭ ‬الداخلي‭ ‬للتمويل،‭ ‬وتنويع‭ ‬اقتصاداتهم،‭ ‬استعدادًا‭ ‬لمستقبل‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الهيدروكربونات‭.‬

وفي‭ ‬تأكيد‭ ‬لهذا،‭ ‬تمت‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬قيام‭ ‬السعودية‭ ‬ودول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬الأخرى،‭ ‬بوضع‭ ‬شروط‭ ‬أكثر‭ ‬إحكامًا‭ ‬وضبطًا‭ ‬لمساعدتهم‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المقدمة‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ضمان‭ ‬الاستقرار‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬وأشارت‭ ‬كارين‭ ‬يونغ،‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬كولومبيا،‭ ‬إلى‭ ‬رغبة‭ ‬دول‭ ‬المنطقة،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تعتمد‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬الممنوح‭ ‬من‭ ‬الخليج،‭ ‬في‭ ‬تحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬سياساتها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وتقوية‭ ‬قدراتها‭ ‬المالية‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬ربما‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬علاقة‭ ‬بين‭ ‬المشكلات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بتحول‭ ‬الطاقة،‭ ‬والعوامل‭ ‬المناخية‭ ‬وتحديدًا‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬المياه‭ ‬وإنتاج‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الازدهار‭ ‬والتطور‭ ‬لدول‭ ‬المنطقة‭. ‬وأوضح‭ ‬أندريه‭ ‬كوفاتاريو،‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬أنه‭ ‬سيكون‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬تخطيط‭ ‬استراتيجي‭ ‬دقيق؛‭ ‬لإنتاج‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬علمًا‭ ‬بأن‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة،‭ ‬مثل‭ ‬الهيدروجين‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬تتطلب‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬تدفقات‭ ‬المياه‭ ‬الثابتة؛‭ ‬وبالتالي‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬الموقع‭ ‬المناسب‭ ‬لإنشاء‭ ‬هذه‭ ‬المرافق،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يخل‭ ‬بحالة‭ ‬الأمن‭ ‬المائي‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭. ‬

وعن‭ ‬الأهمية‭ ‬المتزايدة‭ ‬لاستخدام‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬المتطورة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بكيفية‭ ‬تحسين‭ ‬ملامح‭ ‬التغيير‭ ‬الإيجابية‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التجارة،‭ ‬وأنماط‭ ‬الاتصالات،‭ ‬وأسواق‭ ‬العمل‭ ‬وتسريع‭ ‬وتيرتها،‭ ‬رأى‭ ‬ألترمان،‭ ‬أن‭ ‬المنطقة‭ ‬ستحتاج‭ ‬إلى‭ ‬إظهار‭ ‬سمات‭ ‬الإبداع،‭ ‬والمرونة‭ ‬الكافية،‭ ‬لضمان‭ ‬أن‭ ‬تساعد‭ ‬التطورات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬الازدهار‭ ‬والأمن‭ ‬مستقبلا‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬حذر‭ ‬من‭ ‬الفشل‭ ‬في‭ ‬القيام‭ ‬بذلك،‭ ‬أو‭ ‬التخلف‭ ‬عن‭ ‬بقية‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المسار،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الافتقار‭ ‬إلى‭ ‬الاستثمارات،‭ ‬وعمليات‭ ‬الإصلاح‭ ‬المعنية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يعيد‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬إلى‭ ‬الوراء،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬مساعدتها‭ ‬على‭ ‬المضي‭ ‬قدمًا‭. ‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬قد‭ ‬أثبتت‭ ‬نفسها‭ ‬بالفعل،‭ ‬كقادة‭ ‬بارزين‭ ‬في‭ ‬الاستثمارات‭ ‬التكنولوجية‭ -‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ظهر‭ ‬كمكون‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬رؤية‭ ‬السعودية‭ ‬2030‭- ‬فقد‭ ‬سلط‭ ‬محمد‭ ‬سليمان،‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬التفاوت‭ ‬التكنولوجي‭ ‬الموجود‭ ‬بالفعل‭ ‬حاليًا،‭ ‬حيث‭ ‬تتخلف‭ ‬بلدان،‭ ‬مثل‭ ‬لبنان،‭ ‬والعراق،‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مرضي‭ ‬عن‭ ‬جيرانها،‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬باستخدام‭ ‬التطورات‭ ‬التكنولوجية،‭ ‬بمجالات‭ ‬التجارة،‭ ‬والإدارة‭ ‬الحكومية،‭ ‬والأمن‭.‬

ومن‭ ‬خلال‭ ‬إشارته‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الضعف‭ ‬المستمر‭ ‬للمجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬بلدان‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط؛‭ ‬يعد‭ ‬تهديدًا‭ ‬مستمرًا،‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي؛‭ ‬رأى‭ ‬أن‭ ‬الافتقار‭ ‬إلى‭ ‬مجتمع‭ ‬مدني‭ ‬قوي،‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يولد‭ ‬شيئا‭ ‬من‭ ‬السلبية‭ ‬لدى‭ ‬شعوب‭ ‬تلك‭ ‬البلدان،‭ ‬ويعرقل‭ ‬المساهمة‭ ‬النشطة‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬التأثير‭ ‬طويل‭ ‬المدى‭ ‬لهذا‭ ‬الافتقار‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬عزل‭ ‬حكومات‭ ‬الدول‭ ‬عن‭ ‬شعوب‭ ‬أمتها‭. ‬

وعند‭ ‬النظر‭ ‬إلى‭ ‬الدعوات‭ ‬المطالبة‭ ‬بتعزيز‭ ‬ريادة‭ ‬الأعمال،‭ ‬والتفكير‭ ‬في‭ ‬مستقبل‭ ‬السياسة‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬ومجالات‭ ‬التجارة،‭ ‬والتقدم‭ ‬التكنولوجي،‭ ‬والعمل‭ ‬المناخي،‭ ‬والتغير‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬والإصلاح‭ ‬السياسي‭ ‬في‭ ‬المنطقة؛‭ ‬أكد‭ ‬الباحث‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬تخيل‭ ‬كيفية‭ ‬التغيير‭ ‬الذي‭ ‬ستقوده‭ ‬الحكومات‭ ‬بمفردها،‭ ‬وما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬سيكون‭ ‬كافيًا‭ ‬لإدارة‭ ‬المشاكل‭ ‬المتصاعدة‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬تبدو‭ ‬مهتمة‭ ‬باقتفاء‭ ‬أثر‭ ‬أقل‭ ‬المسارات‭ ‬خطورة‭ ‬لتعزيز‭ ‬الرخاء‭ ‬والأمن‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭.‬

‮ ‬وبينما‭ ‬أصر‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تحليله،‭ ‬لا‭ ‬يقصد‭ ‬منه‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المنطقة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬تبنيها‭ ‬الشامل‭ ‬للمعايير‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والسياسية‭ ‬الغربية‭ ‬فحسب،‭ ‬لكنه‭ ‬سعى‭ ‬إلى‭ ‬تحديد‭ ‬كيفية‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬أعباء‭ ‬الحكومات‭ ‬الإقليمية،‭ ‬وتحسين‭ ‬طريقة‭ ‬استجابتها‭ ‬للظواهر‭ ‬المعقدة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬المناخ‭ ‬والاقتصاد‭ ‬والطاقة‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬لاسيما‭ ‬أنها‭ ‬ستتفاقم‭ ‬مشاكلها‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت‭. ‬

وعلى‭ ‬عكس‭ ‬التعليقات‭ ‬التي‭ ‬أدلى‭ ‬بها‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬نظرائه،‭ ‬أوضح‭ ‬ألترمان،‭ ‬أن‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬أوضاعها‭ ‬السابقة،‭ ‬وبدلاً‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬فإنها‭ ‬على‭ ‬وشك‭ ‬التحول‭ ‬بطريقة‭ ‬أو‭ ‬بأخرى‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬الأمر،‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الأسئلة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بكيفية‭ ‬تأثير‭ ‬هذه‭ ‬الديناميكية‭ ‬الجديدة‭ ‬على‭ ‬شعوب‭ ‬وحكومات‭ ‬المنطقة‭ ‬نفسها‭. ‬

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬الأهمية‭ ‬البالغة‭ ‬للمخاطر‭ ‬المشتركة‭ -‬المذكورة‭ ‬أعلاه‭- ‬خلص‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬وضعها‭ ‬للتدليل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬الراهن‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬لم‭ ‬تتضح‭ ‬ملامحه‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ -‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬موجة‭ ‬التغيير‭ ‬الجيوسياسي‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬الأخيرة‭- ‬فإن‭ ‬أربعة‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬خارج‭ ‬سيطرة‭ ‬الحكومات‭ ‬الإقليمية‭ ‬جزئيًا،‭ ‬وبالتالي،‭ ‬سيتطلب‭ ‬الأمر‭ ‬تركيزًا‭ ‬متجددًا‭ ‬من‭ ‬صانعي‭ ‬السياسات‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭. ‬

وبعيدًا‭ ‬عن‭ ‬دول‭ ‬المنطقة،‭ ‬أشار‭ ‬هايدمان،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المحادثات‭ ‬حول‭ ‬إطار‭ ‬العمل‭ ‬الأمني‭ ‬لواشنطن‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬السلام‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬القادمة،‭ ‬تثير‭ ‬تساؤلات‭ ‬حول‭ ‬طبيعة‭ ‬الدور‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬مضيفًا‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن،‭ ‬كانت‭ ‬تكافح،‭ ‬لمواكبة‭ ‬التطورات‭ ‬الإقليمية‭ ‬الأخيرة،‭ ‬حيث‭ ‬أرسل‭ ‬مدير‭ ‬وكالة‭ ‬المخابرات‭ ‬المركزية‭ ‬وليام‭ ‬بيرنز،‭ ‬إلى‭ ‬الرياض‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬استياء‭ ‬أمريكا‭ ‬من‭ ‬البقاء‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬اتفاقية‭ ‬عودة‭ ‬العلاقات‭ ‬السعودية‭ ‬الإيرانية‭. ‬

وبينما‭ ‬أصر‭ ‬مستشار‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬الأمريكي،‭ ‬جيك‭ ‬سوليفان،‭ ‬على‭ ‬سعي‭ ‬القيادة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬لتسهيل‭ ‬جهود‭ ‬المصالحة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬مايو‭ ‬2023،‭ ‬فقد‭ ‬أشار‭ ‬هايدمان،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تعليقاته‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تخفي‭ ‬مدى‭ ‬عدم‭ ‬اهتمام‭ ‬السياسات‭ ‬الأمريكية‭ ‬بلعب‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬الحسابات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬للفاعلين‭ ‬الإقليميين‭ ‬بالمنطقة‭. ‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬فإن‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬ستستجيب‭ ‬بها‭ ‬الجهات‭ ‬الخارجية،‭ ‬مثل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬والصين،‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬وروسيا،‭ ‬لهذه‭ ‬القضايا‭ ‬الإقليمية،‭ ‬ذات‭ ‬الأهمية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬ستشكل‭ ‬أيضًا‭ ‬مستقبل‭ ‬النظام‭ ‬والأمن‭ ‬والازدهار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬بأكملها،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬منطقة الخليج‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا