العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الاسلامي

فضيلة الأستاذ الدكتور عبدالفتاح بركة عضو هيئة كبار العلماء وصداقة خمسين عاما!!

الجمعة ٠٩ يونيو ٢٠٢٣ - 02:00

بقلم‭: ‬دكتور‭ ‬غريب‭ ‬جمعة

الحلقة‭ ‬الأولى

ينتشر‭ ‬القول‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬أفاضل‭ ‬علماء‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬هو‭ ‬شيخي‭ ‬وأستاذي‭ ‬فضيلة‭ ‬الأستاذ‭ ‬الدكتور‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬بركة‭ - ‬رحمه‭ ‬الله‭ - ‬لأن‭ ‬مجال‭ ‬القول‭ ‬في‭ ‬الرجل‭ ‬ذو‭ ‬سعة‭!!‬

لذلك‭ ‬إذا‭ ‬تحدثت‭ ‬عن‭ ‬شيء‭ ‬من‭ ‬كماله‭ ‬فإنما‭ ‬أتحدث‭ ‬عما‭ ‬كنت‭ ‬أشهده‭ ‬المرة‭ ‬بعد‭ ‬الأخرى‭ ‬وأقرأه‭ ‬في‭ ‬وجهه‭ ‬سافرا‭ ‬لا‭ ‬أجد‭ ‬من‭ ‬دونه‭ ‬ساترا‭.‬

لقد‭ ‬شرفت‭ ‬بالتعرف‭ ‬عليه‭ ‬عام‭ ‬1971م‭ ‬حينما‭ ‬كنت‭ ‬في‭ ‬زيارة‭ ‬للعالم‭ ‬الفاضل‭ ‬الدكتور‭ ‬يوسف‭ ‬الشال‭ -‬رحمه‭ ‬الله‭-‬‭ ‬سكرتير‭ ‬تحرير‭ ‬مجلة‭ ‬الأزهر‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬وسرعان‭ ‬ما‭ ‬انقلب‭ ‬التعارف‭ ‬إلى‭ ‬ود‭ ‬ظل‭ ‬ينمو‭ ‬حتى‭ ‬أثمر‭ ‬الصداقة‭ ‬التي‭ ‬يرتاب‭ ‬في‭ ‬وجودها‭ ‬بعض‭ ‬الأدباء‭ ‬ويزعمون‭ ‬أنها‭ ‬ثالث‭ ‬الغول‭ ‬والعنقاء،‭ ‬ولقد‭ ‬دامت‭ ‬هذه‭ ‬الصداقة‭ ‬خمسين‭ ‬عاما‭ ‬حتى‭ ‬لقي‭ ‬ربه‭ ‬راضيا‭ ‬مرضيا‭ - ‬إن‭ ‬شاء‭ ‬الله‭ -.‬

ويعجز‭ ‬القلم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقام‭ ‬أن‭ ‬يرسم‭ ‬صورة‭ ‬تمثل‭ ‬أو‭ ‬تكاد‭ ‬تمثل‭ ‬كمال‭ ‬الرجل‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ناحية‭ - ‬ولا‭ ‬نزكيه‭ ‬على‭ ‬الله‭ - ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يستطيعه‭ ‬القلم‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يكتب‭ ‬سطوراً‭ ‬تمثل‭ ‬جانبا‭ ‬من‭ ‬خصاله‭ ‬الحميدة‭ ‬وخلقه‭ ‬الوضئ‭ ‬وأدبه‭ ‬السني‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬مشكاة‭ ‬من‭ ‬هدي‭ ‬النبوة‭ ‬وقبسا‭ ‬من‭ ‬نور‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬لعل‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬عبرة‭ ‬وذكرى‭ ‬لطلاب‭ ‬الفضيلة‭ ‬والمثل‭ ‬العليا‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬القلوب‭ ‬التقية‭ ‬النقية‭ ‬الطاهرة‭.‬

نسبه‭ ‬ومولده‭ ‬وتعليمه‭ ‬ونشاطه‭ ‬العلمي‭:‬

هو‭ ‬العلامة‭ ‬التقي‭ ‬المتكلم‭ ‬الجليل‭ ‬الحسيني‭ ‬فضيلة‭ ‬الدكتور‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬طه‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬بركة‭ ‬الأزهري‭ ‬السكندري‭ ‬الدمياطي‭ ‬الذى‭ ‬ينتهي‭ ‬نسبه‭ ‬إلى‭ ‬الإمام‭ ‬الحسين‭ ‬بن‭ ‬الإمام‭ ‬علي‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنهما‭.‬

ولد‭ ‬بمدينة‭ ‬فارسكور‭ ‬بمحافظة‭ ‬دمياط‭ ‬في‭ ‬العاشر‭ ‬من‭ ‬رمضان‭ ‬سنة‭ ‬1350ه‭ ‬الموافق‭ ‬9‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬1932م‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬كريم‭ ‬اشتهر‭ ‬بالصلاح‭ ‬والتقوى‭ ‬والتصوف‭ ‬والخلق‭ ‬الكريم‭.‬

ونظرا‭ ‬إلى‭ ‬حب‭ ‬والده‭ ‬للعلوم‭ ‬الدينية‭ ‬فقد‭ ‬ألحقه‭ ‬بمعهد‭ ‬دمياط‭ ‬الأزهري‭ ‬ثم‭ ‬انتقل‭ ‬إلى‭ ‬المعهد‭ ‬الأزهري‭ ‬بالقاهرة‭ ‬ثم‭ ‬التحق‭ ‬بكلية‭ ‬أصول‭ ‬الدين‭ ‬حيث‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬درجة‭ ‬الدكتوراه‭ ‬منها‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬وكان‭ ‬موضوع‭ ‬رسالته‭ ‬‮«‬الحكيم‭ ‬الترمذي‭ ‬ونظريته‭ ‬في‭ ‬الولاية‮»‬‭.‬

تدرج‭ ‬في‭ ‬مناصب‭ ‬الأزهر‭ ‬حتى‭ ‬صار‭ ‬أستاذا‭ ‬للعقيدة‭ ‬والفلسفة‭ ‬بكلية‭ ‬أصول‭ ‬الدين‭ ‬ثم‭ ‬أمينا‭ ‬عاما‭ ‬لمجمع‭ ‬البحوث‭ ‬الإسلامية‭ ‬ثم‭ ‬عضوا‭ ‬بهيئة‭ ‬كبار‭ ‬العلماء‭.‬

وقد‭ ‬انتدبه‭ ‬الإمام‭ ‬الأكبر‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬تاج‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬مكتبه‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬خلال‭ ‬حياته‭ ‬الوظيفية‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬اختاره‭ ‬وهو‭ ‬طالب‭ ‬نظراً‭ ‬إلى‭ ‬إجادته‭ ‬اللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬ليمثل‭ ‬جامعة‭ ‬الأزهر‭ ‬في‭ ‬الوفد‭ ‬المصري‭ ‬المؤلف‭ ‬من‭ ‬شباب‭ ‬الجامعات‭ ‬المصرية‭ ‬الذي‭ ‬سيشارك‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬شباب‭ ‬آسيا‭ ‬وإفريقيا‭ ‬المنعقد‭ ‬بالعاصمة‭ ‬الصينية‭ ‬‮«‬بكين‮»‬‭ ‬كما‭ ‬سافر‭ ‬بعدها‭ ‬إلى‭ ‬موسكو‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬الشباب‭ ‬المنعقد‭ ‬بها‭ ‬أيضا‭.‬

ثم‭ ‬انتدب‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬للعمل‭ ‬بمكتب‭ ‬فضيلة‭ ‬الدكتور‭ / ‬محمود‭ ‬حب‭ ‬الله‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬الأسبق‭ ‬لمجمع‭ ‬البحوث‭ ‬الإسلامية‭ ‬كما‭ ‬اختاره‭ ‬فضيلة‭ ‬الإمام‭ ‬الأكبر‭ ‬الدكتور‭ ‬عبدالحليم‭ ‬محمود‭ ‬للعمل‭ ‬معه‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬وزيرا‭ ‬للأوقاف‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التدريس‭ ‬بكلية‭ ‬أصول‭ ‬الدين‭.‬

‭(‬وإلى‭ ‬حلقة‭ ‬قادمة‭ ‬إن‭ ‬شاء‭ ‬الله‭)‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا