بقلم: دكتور غريب جمعة
الحلقة الأولى
ينتشر القول على من يرغب في الحديث عن واحد من أفاضل علماء الأزهر الشريف هو شيخي وأستاذي فضيلة الأستاذ الدكتور عبدالفتاح بركة - رحمه الله - لأن مجال القول في الرجل ذو سعة!!
لذلك إذا تحدثت عن شيء من كماله فإنما أتحدث عما كنت أشهده المرة بعد الأخرى وأقرأه في وجهه سافرا لا أجد من دونه ساترا.
لقد شرفت بالتعرف عليه عام 1971م حينما كنت في زيارة للعالم الفاضل الدكتور يوسف الشال -رحمه الله- سكرتير تحرير مجلة الأزهر في ذلك الوقت، وسرعان ما انقلب التعارف إلى ود ظل ينمو حتى أثمر الصداقة التي يرتاب في وجودها بعض الأدباء ويزعمون أنها ثالث الغول والعنقاء، ولقد دامت هذه الصداقة خمسين عاما حتى لقي ربه راضيا مرضيا - إن شاء الله -.
ويعجز القلم في هذا المقام أن يرسم صورة تمثل أو تكاد تمثل كمال الرجل من كل ناحية - ولا نزكيه على الله - وكل ما يستطيعه القلم هو أن يكتب سطوراً تمثل جانبا من خصاله الحميدة وخلقه الوضئ وأدبه السني الذي كان مشكاة من هدي النبوة وقبسا من نور القرآن الكريم، لعل في ذلك عبرة وذكرى لطلاب الفضيلة والمثل العليا من أصحاب القلوب التقية النقية الطاهرة.
نسبه ومولده وتعليمه ونشاطه العلمي:
هو العلامة التقي المتكلم الجليل الحسيني فضيلة الدكتور الشيخ عبدالفتاح بن عبدالله بن طه بن محمد بركة الأزهري السكندري الدمياطي الذى ينتهي نسبه إلى الإمام الحسين بن الإمام علي رضي الله عنهما.
ولد بمدينة فارسكور بمحافظة دمياط في العاشر من رمضان سنة 1350ه الموافق 9 من يناير 1932م في بيت كريم اشتهر بالصلاح والتقوى والتصوف والخلق الكريم.
ونظرا إلى حب والده للعلوم الدينية فقد ألحقه بمعهد دمياط الأزهري ثم انتقل إلى المعهد الأزهري بالقاهرة ثم التحق بكلية أصول الدين حيث حصل على درجة الدكتوراه منها فيما بعد وكان موضوع رسالته «الحكيم الترمذي ونظريته في الولاية».
تدرج في مناصب الأزهر حتى صار أستاذا للعقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين ثم أمينا عاما لمجمع البحوث الإسلامية ثم عضوا بهيئة كبار العلماء.
وقد انتدبه الإمام الأكبر الشيخ عبدالرحمن تاج للعمل في مكتبه فترة من الوقت خلال حياته الوظيفية بل إنه اختاره وهو طالب نظراً إلى إجادته اللغة الإنجليزية ليمثل جامعة الأزهر في الوفد المصري المؤلف من شباب الجامعات المصرية الذي سيشارك في مؤتمر شباب آسيا وإفريقيا المنعقد بالعاصمة الصينية «بكين» كما سافر بعدها إلى موسكو للمشاركة في مهرجان الشباب المنعقد بها أيضا.
ثم انتدب مرة أخرى للعمل بمكتب فضيلة الدكتور / محمود حب الله الأمين العام الأسبق لمجمع البحوث الإسلامية كما اختاره فضيلة الإمام الأكبر الدكتور عبدالحليم محمود للعمل معه عندما كان وزيرا للأوقاف كل ذلك بالإضافة إلى التدريس بكلية أصول الدين.
(وإلى حلقة قادمة إن شاء الله)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك