د. أحمد علي سليمان
لعل من الواجب الآكد علينا نحو اللغة العربية لغة القرآن أن يكون لنا إسهامات حضارية ملموسة باللغة العربية في الطب، والصيدلة، والعلوم، والهندسة، والتكنولوجيا، والاختراعات، والاكتشافات، ولغات البرمجة التي يجب أن نبدع فيها؛ فتُصمم وتُنفذ باللغة العربية من الألف إلى الياء. وحتى الألعاب الإلكترونية التي يمارسها أولادنا ليل نهار، يجب أن ينهض بتصميمها مهندسونا ومبرمجونا باللغة العربية، على أن تتضمن مهارات نافعة، وقيمًا بانية مباشرة وغير مباشرة، تحاكي، بل تفوق الألعاب الإلكترونية الأجنبية التي أدمنها أولادنا والتي تؤدي بهم إلى الشطط، والعنف، وفقدان الهُوية والضياع...!!
أوقن أننا قادرون على تنفيذ ذلك بالأداء الحضاري المتميز، فقد علَّمنا العالم من قبل وعلماؤنا المبدعون منتشرون في كل بقعة من دول العالم، يطورون، ويبدعون، ويُسعدون... وإنا بعون الله لقادرون.
إننا ونحن في دعوتنا إلى الحفاظ على العربية التي كُتبت بها قديما علوم الطب والفلك والهندسة والعمران وعلوم الريافة... إلخ، والتي علَّمت العالمَ كله، وتسابق الآخرون في تعلمها وترجمتها إلى لغاتهم للاستفادة من العلوم والفنون التي كُتبت بها، إننا في حاجة إلى الاهتمام بالعلم والإبداع فيه؛ ليكون القوى الرافعة التي ترفع اللغة فوق مستوى العواصف، ومن ثم لا تطولها التحديات، حينها نكون قد أدينا جزءا من الرسالة الملقاة على عاتقنا.
إنني من هنا أصرخ صرخات مدوية من أجل مواجهة الزاحف الخطير على العربية.. (العربيزي - الفرانكو أراب) وقد بينا وحذرنا منه ومن نشأته وتطوره، وأضراره وأخطاره، وبينا كيف يمكن مجابهته... وسنظل نصرخ ونصرخ إلى أن يفيق العرب أجمعون؛ لحماية هُويتهم ولغتهم لغة القرآن العظيم قبل فوات الأوان.
عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - مصر
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك