في مجموعتها القصصية الثانية والصادرة هذا العام 2023م عن دار أفكار للثقافة والنشر، تعود لنا أمل بجرأة أكبر سواء من حيث أسلوب الكتابة أو المواضيع المختارة. تستقي أمل مواضيعها من مجريات الحياة اليومية والأحداث «العادية» وأحاديث الناس، وحكاياتهم. تمتلك أمل معينا لا ينضب من الموهبة، والخيال، واللغة الأدبية ما يمكنها من تحويل الأحلام والرؤى إلى قصص حية تنبض بالحياة.
لا تستخدم أمل اللغة الفجة المباشرة وإنما تنحاز إلى المجاز والرمز والتي أثبتت من خلال قصصها أنها متمكنة وقادرة على امتطاء صهوة هذا الأسلوب والإمساك بزمامه برشاقة تصل إلى المتلقي وتأسره حتى آخر حرف.تهيمن على هذه المجموعة ثيمة الغربة والغياب والوحدة، رسمت أحداثها بريشة الفنان ورهافة الشاعر وتوله العاشق. في قصة «رنين الموج» تقول: «هذه الفجوة، كفوهة بركان تتقاذف منها حمم في عقلي دون أن تخبو، فالوحدة هي يقيني بأنني لا أملك كل ما أملك». ويتواصل إبداعها في قصة «ما بعد المطر»: «فتحت الباب، وإذا بعجوز تلتحف السواد، ترتبك وتهم مسرعة وطافية فوق المياه بعد أن وضعت عدة جمرات مشتعلة فوق عتبة البيت. نظرت إليها تسير فوق الماء بخفة طائر، تتلاعب الريح بعباءتها، فبدت لي كجنية أخافتني وزرعت الرعب في عيني».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك