درجت وزارة الداخلية على المشاركة في مختلف اللقاءات والمناسبات إيمانا بأهمية مثل هذه المشاركة انطلاقا من توجهات الوزارة بضرورة الحضور في مختلف المناسبات بالرغم من الدور المهم للوزارة في حفظ أمن واستقرار المجتمع وحماية الحريات العامة وحفظ السلم الأهلي لينعم الجميع بحياة مستقرة، ومثل هذه المشاركات هي استكمال لدور وزارة الداخلية وجزء لا يتجزأ من واجباتها تجاه الوطن والمواطنين.
كما أن مثل هذه المشاركات تأتي في إطار تنفيذ التوجيهات الملكية السامية التي تحرص على التواجد البحريني في كل المحافل الإقليمية والعربية والدولية، ونعتقد أن مشاركة معالي الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية في الاحتفال الذي نظمته منظمة DARE بمناسبة عيدها الأربعين بحضور الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة سفير مملكة البحرين لدى الولايات المتحدة الأمريكية وأول عضو في مجلس إدارة المنظمة من خارج الولايات المتحدة الأمريكية هي إنجاز إضافي لمملكة البحرين يضاف إلى الإنجازات التي حققتها بلادنا.
يأتي في هذا الإطار، إطلاق منهج التعايش السلمي ومكافحة التطرف في إطار عملية التحديث التي يشهدها برنامج مكافحة العنف والإدمان «معا» والذي تنفذه مملكة البحرين منذ سنوات عديدة.
وخلال مشاركة وزارة الداخلية في الاحتفال، ألقى معالي وزير الداخلية كلمة منهجية تناول فيها العديد من النقاط الأساسية والمهمة، منها:
أولا: أكد وزير الداخلية أن العالم يمرّ بظروف دولية صعبة وحقبة مظلمة نحتاج فيها إلى تلسكوب الحكمة لتحقيق السلام والأمن والاستقرار، وهذه نقطة مهمة، فبدون الحكمة وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الفردية لا يمكن للعالم أن ينعم بالأمن والسلام وخصوصا في ظل تعارض المصالح والصراعات والخلافات والتناقضات، ومن هنا تأتي الحاجة إلى تضافر جهود العقلاء والخيرين والأصدقاء الحقيقيين القادرين على الإقناع للوصول إلى السلام الذي ينشده العالم كما هو حاصل في العلاقة بين مملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكية.
وثانيا: هناك حاجة إلى مواجهة التحديات والتهديدات من خلال تكاتف الجهود للقضاء على الإرهاب والتطرف الذي تمارسه الجماعات الإرهابية في العالم والتي تنشط في مناطق مختلفة من كوكبنا، فمواجهة الإرهاب والعنف يجب أن تكون بجهد جماعي، حيث إن الجهود الفردية مهما عظمت لن تكون كافية للتصدي للإرهاب والإرهابيين.
ثالثا: إعلان الانطلاقة الناجحة لنهج التعايش السلمي ومكافحة التطرف، وكما قال وزير الداخلية في كلمته: هناك خطوة بالغة الأهمية في الجهود الجماعية للتصدي للتطرف الذي يعتبر تحديا عالميا يبدأ بتحفيز جزء كبير من المجتمع على تبني وجهات النظر المتطرفة مما قد يؤدي إلى التصعيد المحلي والإقليمي والدولي، وتأثيرها على الحفاظ على علاقات ودية وخصوصا في ظل وجود جماعات تسعى إلى فرض عقلياتها المتطرفة على المجتمع ومحاربة كل من يخالفهم، أو لا يتفق معهم مما قد يؤثر على الاستقرار الأمني ويعوق المسيرة التنموية ويخلّ بالوحدة الوطنية التي هي صمام أمان كل مجتمع. وهذا ما تضمنه المنظمة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة «بحريننا» التي تم إطلاقها في عام 2019 وتهدف إلى تعزيز الشعور بالانتماء وترسيخ قيم ومفاهيم الوحدة الوطنية.
رابعا: دور شرطة المجتمع بوزارة الداخلية في التعامل مع المجتمع المحلي من خلال تعزيز الشراكة المجتمعية بين المواطنين والشرطة لمواجهة التطرف والتعصب، مستشهدا معالي وزير الداخلية ببرنامج مكافحة العنف والإدمان «معا» المعتمد من برنامج dare والذي أدى إلى الحد من سوء السلوك بين أطفال المدارس بنسبة 56% منذ إطلاق البرنامج في عام 2011.
خامسا: دور التعليم لتعزيز التسامح والسلام والاحترام المتبادل وتكريس ذلك في المناهج الدراسية لتوعية الناشئة بأهمية الالتزام بقيم ومفاهيم التعايش السلمي ليكون جيلا واعيا لا يمكن ان يتأثر بالأفكار الهدامة والمتطرفة وحتى لا يكونوا صيدا سهلا للقوى الإرهابية التي تعمل على غسل أدمغة الشباب والأطفال.
إن التعاون بين وزارة الداخلية ومؤسسة «دير» والمؤسسات العاملة في مجال التعايش ومكافحة التطرف هو في إطار الشراكة للتصدي لمثل هذه الممارسات التي تهدد أمن واستقرار المجتمعات ولمحاربة التطرف الذي يتجاوز كل الحدود.
ونوه معالي وزير الداخلية في كلمته بدور السفير الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة سفير مملكة البحرين لدى الولايات المتحدة الأمريكية الذي لعب دورا رئيسيا في تأسيس برنامج «معا» عندما كان محافظا للمحافظة الجنوبية.
لقد كان الاحتفال مناسبة طيبة لتعزيز الحضور البحريني والتعريف بالجهود التي بذلتها وتبذلها وزارة الداخلية للحد من الظواهر السلبية التي تهدد أمن واستقرار المجتمع مثل التطرف والإرهاب وغيرها وضرورة التعامل معها بصورة جدية وجماعية والقضاء عليها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك