قاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظة الله البحرين بحكمة ورؤية ثاقبة، ما أسهم في تعزيز رفاهية الشعب البحريني وتقدم البلاد في مختلف المجالات. فمنذ تولي جلالة الملك المعظم مقاليد الحكم قاد البلاد بثبات واستقرار. واستمرت قيادته الرشيدة في تعزيز الوحدة الوطنية والتنمية المستدامة في البحرين.
أحد أبرز سمات قيادة جلالة الملك هو نهج الإصلاح الذي يوليه جلالته أهمية كبيرة. فقد رعى، في عام 2011 جلالة الملك الحوار الوطني في البحرين وهو مبادرة سياسية تهدف إلى تعزيز الحوار والتفاهم بين جميع المكونات السياسية والاجتماعية في البلاد. وقد أسهم الحوار الوطني في خلق بيئة سياسية تشجع على التعاون وتحقق التوافق.
تحت رعاية جلالة الملك تم تنفيذ سلسلة من الإصلاحات السياسية لتعزيز الديمقراطية وتعزيز حقوق الإنسان. وتشمل هذه الإصلاحات تعديل الدستور وتحديث القوانين وتوسيع مشاركة المواطنين في العملية السياسية وغيرها من الجوانب الإصلاحية التي كان لها الأثر البالغ في تعزيز المناخ الديمقراطي في المملكة.
وعلى الصعيد الاقتصادي، فقد جعل جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة من البحرين واحدة من الدول الرائدة في الشرق الأوسط في مجال الاقتصاد والخدمات المالية. وقد حققت البحرين عدة إنجازات في هذا المجال، حيث تعد المملكة مركزا ماليا رائدا، بل واحدة من أبرز المراكز المالية في المنطقة، حيث تضم العديد من البنوك والمؤسسات المالية العالمية. بالإضافة إلى الاستثمار في تطوير بنية تحتية حديثة ومتطورة، ما يدعم الأعمال التجارية والاستثمارات. حيث تتميز البحرين بتوفير بنية تحتية رقمية متطورة وشبكة اتصالات موثوقة، إلى جانب المناطق الحرة والمناطق الاقتصادية الخاصة التي توفر بيئة ملائمة للأعمال التجارية. وتتمتع البحرين ببيئة قانونية وتشريعية مواتيه للاستثمار والأعمال التجارية حيث تم اتخاذ عدة قرارات لتبسيط الإجراءات الإدارية وتحسين مناخ الأعمال، ما يشجع على تدفق الاستثمارات الوطنية والأجنبية. كما تعد البحرين من أكثر الدول تحقيقًا للحرية الاقتصادية في المنطقة. وفقًا لتقرير «مؤشر حرية الاقتصاد العالمي»، فإن البحرين تحتل مرتبة متقدمة فيما يتعلق بالحرية الاقتصادية وتنظيم الأعمال.
وعلى الصعيد الأمني، فقد تمكنت المملكة من الحفاظ على استقرارها الأمني على الرغم من التحديات الداخلية والإقليمية بحكمة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله وقيادته الرشيدة. فقد اتخذت الحكومة إجراءات قوية لمكافحة التطرف والإرهاب وتعاونت مع الدول الشقيقة والشركاء الدوليين في هذا الصدد، إذ تعاونت البحرين مع عديد من الدول والمنظمات الدولية في مجال مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الأمنية. وقد تم توقيع اتفاقيات تعاون أمني مع عدة دول لتعزيز التعاون الاستخباراتي وتبادل المعلومات الأمنية.
بالإضافة إلى ذلك فقد قامت المملكة بتطوير وتعزيز قدراتها وقواتها الأمنية من خلال التدريب المستمر والتحديث التقني واستخدام أحدث المعدات والتقنيات القتالية المتنوعة.
وعلى صعيد الأمن البحري تولي المملكة اهتماما كبيرا للحفاظ على الأمن في مياهها الإقليمية. وقد قامت بتعزيز قدرات حرس السواحل والقوات البحرية لحماية المياه الإقليمية ومنع أي تهديدات أمنية. وتولي البحرين أيضاً أهمية كبيرة لتعزيز الأمن السيبراني فقد قامت المملكة بتطوير إستراتيجية وطنية للأمن السيبراني وإنشاء هيئة خاصة لمكافحة التهديدات السيبرانية وحماية البيانات.
وفي مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، تعمل البحرين بجدية على مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. وقد تم تشديد التشريعات وتعزيز إجراءات مكافحة غسل الأموال وتعقب تمويل الإرهاب وتعاونت البحرين مع المجتمع الدولي في هذا الصدد وتبادلت المعلومات والخبرات لمكافحة هذه الجرائم.
وفيما يتعلق بالحفاظ على الاستقرار الإقليمي، تعمل البحرين على الحفاظ على الاستقرار الإقليمي وتعزيز التعاون الأمني مع دول الخليج والدول العربية الأخرى. وقد شاركت في التحالفات العسكرية الإقليمية لمكافحة التهديدات الأمنية المشتركة وتعزيز السلم والأمن في المنطقة.
وعلى صعيد الرعاية الصحية حققت المملكة العديد من الإنجازات المهمة، حيث تولي الحكومة البحرينية أهمية كبيرة لتوفير خدمات صحية عالية الجودة لمواطنيها والمقيمين فيها، من خلال تقديم نظام شامل للرعاية الصحية يشمل توفير الرعاية الأولية والمتخصصة والعاجلة حيث يتمتع المواطنون والمقيمون بحق الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية بطريقة منظمة وفعالة. فقد تم تطوير بنية تحتية متطورة للرعاية الصحية، بما في ذلك بناء المستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة وتجهيزها بأحدث التقنيات الطبية. وتشمل هذه المرافق مستشفى البحرين الدولي ومركز الحكمة الطبي ومستشفى الملك حمد وغيرها. وتهدف المملكة إلى تعزيز البحث الطبي والابتكار في مجال الرعاية الصحية. وتستثمر في إنشاء مراكز بحثية وتعاون دولي لتبادل المعرفة والتكنولوجيا الطبية حيث يتم تشجيع الابتكار وتطوير حلول جديدة في مجالات مثل الطب الجيني والطب البيولوجي وطب العيون والعلاج بالأدوية الحيوية.
فباستراتيجيتها المبتكرة وتركيزها على توفير رعاية صحية شاملة وعالية الجودة، تعد البحرين قدوة في مجال الرعاية الصحية في المنطقة. فمن خلال الاستثمار في التطوير والابتكار والبنية التحتية الصحية، تسعى البحرين إلى تحقيق رفاهية وصحة مستدامة لشعبها والمقيمين فيها.
وعلى صعيد التعليم تسعى المملكة إلى تحسين مستوى التعليم من خلال تحديث المناهج الدراسية وتطوير طرق التدريس الحديثة والاهتمام بتدريب المعلمين وتطوير قدراتهم لتقديم تعليم عالي الجودة. وفيما يتعلق بالتعليم العالي توفر البحرين مؤسسات تعليم عال رفيعة المستوى، حيث يتاح للطلاب البحرينيين والأجانب فرصة الحصول على شهادات جامعية معترف بها دوليا. كما تم تطوير برامج تعليمية متخصصة تلبي احتياجات سوق العمل. وتولي البحرين اهتماماً كبيراً بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم، حيث تم تجهيز المدارس والجامعات بالتقنيات الحديثة، ما يسهم في تعزيز التعلم الإلكتروني وتطوير مهارات التكنولوجيا لدى الطلاب.
وفي مجال تطوير البحث العلمي، تشجع المملكة البحث العلمي والابتكار من خلال التعاونيات البحثية وتوفير التمويل والموارد اللازمة للباحثين. فقد تم إنشاء مراكز بحثية متخصصة في مجالات مختلفة مثل الطب والهندسة والتكنولوجيا، ما يسهم في تطوير الاكتشافات العلمية وتقديم حلول للتحديات الحالية.
وفي النهاية لا يسعنا إلا أن نثني على الإنجازات الكبيرة التي حققتها البحرين على المستوى العالمي وعلى مسارها المبدع نحو المستقبل بقيادة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله فنمو البحرين الشامل وتقدمها في مختلف المجالات يعكس رؤية جلالة الملك الحكيمة والجهود المبذولة لتحقيق الاستدامة والازدهار فيحق لنا أن نفخر بالبحرين وإرثها الغني ونتطلع إلى مستقبل مشرق يحمل المزيد من الإنجازات الرائعة. فبقيادة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ورؤيته الحكيمة نضمن استمرار تطور البحرين وتقدمها نحو مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارا.
{ أكاديمي متخصص في العلوم الشرعية وتنمية الموارد البشرية
Dr. MohamedFaris@yahoo.com
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك