العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

ثقافة الحوار في المجتمعات العربية

بقلم: د. محمد عيسى الكويتي

الأربعاء ١٤ يونيو ٢٠٢٣ - 02:00

في‭ ‬الوضع‭ ‬العربي‭ ‬الراهن‭ ‬وما‭ ‬يواجه‭ ‬من‭ ‬قضايا‭ ‬بعضها‭ ‬وصل‭ ‬الى‭ ‬الاقتتال‭ ‬في‭ ‬القُطر‭ ‬الواحد‭ ‬وآخرها‭ ‬السودان‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬اليوم‭ ‬ازمة‭ ‬طاحنة‭ ‬اضرت‭ ‬بالإنسان‭ ‬والمجتمع‭ ‬ككل‭ ‬راح‭ ‬ضحيتها‭ ‬ابرياء‭ ‬من‭ ‬اطفال‭ ‬ونساء،‭ ‬وأودت‭ ‬بمقدرات‭ ‬الدولة‭ ‬وفرصها‭ ‬في‭ ‬الامن‭ ‬والاستقرار‭. ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬هناك‭ ‬بصيص‭ ‬امل‭ ‬لمعالجة‭ ‬قضايا‭ ‬مُلحة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الإقليمية‭ ‬نتيجة‭ ‬حوار‭ ‬بين‭ ‬الاقطاب‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الاجواء‭ ‬أقام‭ ‬مجلس‭ ‬د‭. ‬محمد‭ ‬الكويتي‭ ‬ندوة‭ ‬تناقش‭ ‬ثقافة‭ ‬الحوار‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬العربية‭ ‬قدمها‭ ‬الدكتور‭ ‬حسن‭ ‬مدن،‭ ‬وأضافت‭ ‬المداخلات‭ ‬العديدة‭ ‬من‭ ‬الجوانب‭ ‬المهمة‭ ‬والمؤثرة‭ ‬في‭ ‬ثقافة‭ ‬الحوار‭.‬

بدأ‭ ‬الدكتور‭ ‬حسن‭ ‬حديثه‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬الحوار‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬القضايا‭ ‬وشروط‭ ‬نجاحه‭. ‬الحوار‭ ‬مهم‭ ‬وضروري‭ ‬لكل‭ ‬مجتمع‭ ‬ولا‭ ‬توجد‭ ‬قضية‭ ‬تستغني‭ ‬عن‭ ‬الحوار‭ ‬وطرح‭ ‬مختلف‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬والتعبير‭ ‬عن‭ ‬المصالح‭. ‬لذلك‭ ‬فان‭ ‬بداية‭ ‬الحوار‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬الاقرار‭ ‬بالتعددية‭ ‬التي‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬مصالح‭ ‬متعددة‭ ‬وقناعات‭ ‬فكرية‭ ‬مختلفة‭ ‬ومتنوعة‭ ‬والقبول‭ ‬المبدئي‭ ‬بتعدد‭ ‬الآراء،‭ ‬وكذلك‭ ‬وهو‭ ‬الأهم،‭ ‬احترام‭ ‬هذا‭ ‬التعدد‭ ‬والاختلاف‭. ‬وبالتالي‭ ‬تقتضي‭ ‬شروط‭ ‬الحوار‭ ‬بروز‭ ‬توجهات‭ ‬واجتهادات‭ ‬مختلفة‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬القضايا‭. ‬وظيفة‭ ‬الحوار‭ ‬هنا‭ ‬الوصول‭ ‬الى‭ ‬فهم‭ ‬وارضية‭ ‬مشتركة‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬ينطلق‭ ‬منها‭ ‬المتحاورون‭ ‬لطرح‭ ‬الخيارات‭ ‬والمعالجات‭ ‬والحلول‭. ‬كذلك‭ ‬من‭ ‬شروط‭ ‬الحوار‭ ‬الايمان‭ ‬بنسبية‭ ‬الافكار،‭ ‬الفكرة‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬نسبة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬الصحة‭ ‬لكنها‭ ‬ليست‭ ‬حقيقة‭ ‬مطلقة،‭ ‬وأن‭ ‬هناك‭ ‬دائما‭ ‬مجالا‭ ‬للتحسين‭ ‬والتطوير‭ ‬والتقدم‭ ‬بالفكرة‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬المتحاورين‭. ‬كما‭ ‬ان‭ ‬الفكرة‭ ‬التي‭ ‬نراها‭ ‬خاطئة‭ ‬قد‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬الصحة،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬من‭ ‬يمتلك‭ ‬الحقيقة‭ ‬المطلقة‭. ‬ومن‭ ‬شروط‭ ‬الحوار‭ ‬أيضا‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬الحوار‭ ‬طواعية‭ ‬نابعا‭ ‬عن‭ ‬إيمان‭ ‬بجدوى‭ ‬الحوار‭ ‬واهميته‭ ‬لعلاج‭ ‬الخلافات‭ ‬ومنع‭ ‬التوترات‭ ‬وتطورها‭ ‬الى‭ ‬مالا‭ ‬يحمد‭ ‬عقباه‭. ‬أي‭ ‬ان‭ ‬الحوار‭ ‬يفترض‭ ‬اعترافا‭ ‬مسبقاً‭ ‬بوجود‭ ‬الآخر‭ ‬وبأهليته‭ ‬لأن‭ ‬يكون‭ ‬متحاورا‭ ‬وشريكا‭ ‬بشأن‭ ‬حل‭ ‬موضوع‭ ‬الإشكال‭ ‬المشترك‭ ‬بينهما‭. ‬

هناك‭ ‬محاولات‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬لطرح‭ ‬الحوار‭ ‬كمسألة‭ ‬تربوية‭ ‬تتعلق‭ ‬بآداب‭ ‬الحوار‭ ‬مثل‭ ‬عدم‭ ‬رفع‭ ‬الصوت‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬أكبر‭ ‬او‭ ‬خفض‭ ‬نبرة‭ ‬الصوت‭ ‬والهدوء‭ ‬في‭ ‬الحوار‭. ‬هذا‭ ‬توجه‭ ‬جيد‭ ‬لتأسيس‭ ‬الناشئة‭ ‬على‭ ‬مفاهيم‭ ‬آداب‭ ‬الحوار،‭ ‬لكنها‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬مفهوم‭ ‬الحوار‭ ‬الذي‭ ‬نحن‭ ‬بصدده‭. ‬المطلوب‭ ‬تكريس‭ ‬أسس‭ ‬الحوار‭ ‬ليكون‭ ‬آلية‭ ‬لحل‭ ‬الخلافات‭ ‬وتأكيد‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الاستماع‭ ‬وتقبل‭ ‬تعدد‭ ‬الآراء‭ ‬والمصالح‭ ‬واحترامها‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬الجوانب‭ ‬الإيجابية‭ ‬فيها‭ ‬وما‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬قبول‭ ‬التنازلات‭ ‬التي‭ ‬توصل‭ ‬الى‭ ‬الارضية‭ ‬المشتركة‭. ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يقول‭ ‬إنه‭ ‬ضد‭ ‬الحوار،‭ ‬الكل‭ ‬يتغنى‭ ‬بجدوى‭ ‬وأهمية‭ ‬الحوار‭ ‬لكن‭ ‬العبرة‭ ‬في‭ ‬القبول‭ ‬به‭ ‬وبنتائجه‭ ‬كمبدأ‭ ‬لمعالجة‭ ‬القضايا‭ ‬ورفض‭ ‬العنف‭ ‬النافي‭ ‬للآخر‭.‬

لتيسير‭ ‬التوصل‭ ‬الى‭ ‬مشتركات‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬للحوار‭ ‬هدف‭ ‬لمعالجة‭ ‬معضلة‭ ‬محددة‭ ‬ورغبة‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬الى‭ ‬حل،‭ ‬وان‭ ‬يشترك‭ ‬اصحاب‭ ‬الشأن‭ ‬فيه‭ ‬طواعية‭ ‬بمختلف‭ ‬رؤاهم‭ ‬ومصالحهم‭. ‬وألا‭ ‬يتحول‭ ‬الحوار‭ ‬الى‭ ‬محاولة‭ ‬التغلب‭ ‬وفرض‭ ‬رؤية‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الطرف‭ ‬الأقوى،‭ ‬واغفال‭ ‬مصلحة‭ ‬الطرف‭ ‬الاضعف،‭ ‬فهذا‭ ‬سيكون‭ ‬بداية‭ ‬لمشكلة‭ ‬أخرى‭ ‬تبرز‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭. ‬فمثلا‭ ‬حدث‭ ‬حوار‭ ‬بين‭ ‬أطراف‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬احتضنته‭ ‬السعودية،‭ ‬لكن‭ ‬هل‭ ‬الطرفان‭ ‬جادان‭ ‬في‭ ‬الحوار‭ ‬أم‭ ‬إنها‭ ‬فرصة‭ ‬لكسب‭ ‬الوقت‭. ‬للأسف‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الحروب‭ ‬والصراعات‭ ‬لا‭ ‬تفضي‭ ‬عن‭ ‬طرف‭ ‬منتصر‭ ‬وان‭ ‬كان،‭ ‬فهو‭ ‬مؤقت‭ ‬ينفجر‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لاحق‭.‬

الحوار‭ ‬الجاد‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬ينطلق‭ ‬من‭ ‬الشعور‭ ‬المشترك‭ ‬لدى‭ ‬كافة‭ ‬الاطراف‭ ‬بالرغبة‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬الى‭ ‬نتيجة‭ ‬وحل‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬تنازلات‭ ‬متبادلة‭ ‬بما‭ ‬يراعي‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة‭ ‬المشتركة‭. ‬ما‭ ‬يفسد‭ ‬الحوار‭ ‬هو‭ ‬الشعور‭ ‬بالقدرة‭ ‬على‭ ‬تمرير‭ ‬قناعة‭ ‬وموقف‭ ‬معين‭ ‬بسبب‭ ‬اختلال‭ ‬في‭ ‬موازين‭ ‬القوى‭. ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬بداية‭ ‬الانطلاق‭ ‬لجولة‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬الخلاف‭ ‬والعنف‭. ‬فمثلا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الاولى‭ ‬من‭ ‬اتفاق‭ ‬سلام‭ ‬زرع‭ ‬بذور‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية،‭ ‬كذلك‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الامثلة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬مازالت‭ ‬صراعاتها‭ ‬مشتعلة‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الحوارات‭. ‬

الحوار‭ ‬المفضي‭ ‬الى‭ ‬نتائج‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬ان‭ ‬يأخذ‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬وجود‭ ‬التعدد‭ ‬والتنوع‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬وفهم‭ ‬تأثيره‭ ‬على‭ ‬الحل‭. ‬هناك‭ ‬فرق‭ ‬بين‭ ‬التعدد‭ ‬والتنوع،‭ ‬فالتنوع‭ ‬يوجد‭ ‬ضمن‭ ‬التعدد‭. ‬فمثلا‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المجتمعات‭ ‬العربية‭ ‬مكونة‭ ‬من‭ ‬اديان‭ ‬او‭ ‬مذاهب‭ ‬مختلفة،‭ ‬وداخل‭ ‬كل‭ ‬مذهب‭ ‬هناك‭ ‬تنوع‭ ‬فقهي‭ ‬وعقائدي‭. ‬كذلك‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مجتمع‭ ‬تنوع‭ ‬اجتماعي،‭ ‬هناك‭ ‬محدودو‭ ‬الدخل‭ ‬وهناك‭ ‬الاغنياء‭ ‬والطبقة‭ ‬المتوسطة،‭ ‬وهذه‭ ‬الفئات‭ ‬تشترك‭ ‬في‭ ‬المصالح‭ ‬والمواقف‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والسياسية‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬اختلاف‭ ‬انتمائها‭ ‬الديني‭ ‬او‭ ‬الفكري‭. ‬ونرى‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مجتمع‭ ‬كيف‭ ‬ان‭ ‬القضايا‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والمعيشية‭ ‬تجمع‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الانتماءات‭ ‬الفرعية‭. ‬فالمصالح‭ ‬الطبقية‭ ‬والمصالح‭ ‬المعيشية‭ ‬تجمع‭ ‬وتوحد‭ ‬بين‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع‭. ‬لا‭ ‬ينحصر‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬الاديان‭ ‬بل‭ ‬ينسحب‭ ‬على‭ ‬الايديولوجيات‭ ‬السياسية‭ ‬والنظريات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭. ‬بالإضافة‭ ‬الى‭ ‬الحوار‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬المصلحية‭ ‬هناك‭ ‬كذلك‭ ‬الحوار‭ ‬الفكري‭ ‬أو‭ ‬المحاججة‭ ‬الفكرية‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬البراهين‭ ‬لترجيح‭ ‬عمل‭ ‬او‭ ‬فكرة‭ ‬معينة،‭ ‬وهذا‭ ‬كان‭ ‬رائجا‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬القديمة‭ ‬اليونانية‭. ‬

هذا‭ ‬يقودنا‭ ‬الى‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬الحديث‭ ‬عنه‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬حوار‭ ‬بين‭ ‬الثقافات‭ ‬والأديان‭. ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬الاديان‭ ‬مهم‭ ‬وخصوصا‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬حروبا‭ ‬أهلية‭ ‬مثل‭ ‬لبنان‭ ‬والعراق‭ ‬والسودان‭. ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬الحرب‭ ‬طائفية‭ ‬بين‭ ‬اديان‭ ‬وانما‭ ‬صراعات‭ ‬على‭ ‬مصالح‭ ‬ومحاور‭ ‬اقليمية‭ ‬مختلفة،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬الحاجة‭ ‬الى‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬الاديان‭. ‬احترام‭ ‬الديانات‭ ‬المختلفة‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬وفق‭ ‬مبدأ‭ ‬لكم‭ ‬دينكم‭ ‬ولي‭ ‬دين‭. ‬ووفق‭ ‬هذه‭ ‬القاعدة‭ ‬يكون‭ ‬التعايش‭ ‬بين‭ ‬الاديان‭ ‬حتى‭ ‬وان‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬غالبية‭ ‬لديانة‭ ‬معينة‭. ‬اي‭ ‬ان‭ ‬نقبل‭ ‬اختلاف‭ ‬الاديان‭ ‬وحق‭ ‬كل‭ ‬دين‭ ‬بممارسة‭ ‬طقوسه‭ ‬وعبادته‭. ‬فمثلا‭ ‬سيدة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مسيحية‭ ‬ضمن‭ ‬الذين‭ ‬هاجروا‭ ‬الى‭ ‬سوريا‭ ‬في‭ ‬1948،‭ ‬عاشت‭ ‬في‭ ‬مخيم‭ ‬غالبيته‭ ‬مسلمون،‭ ‬تقول‭ ‬هذه‭ ‬السيدة‭ ‬ان‭ ‬امها‭ ‬كانت‭ ‬تمنعهم‭ ‬من‭ ‬اخذ‭ ‬اكل‭ ‬الى‭ ‬المدرسة‭ ‬في‭ ‬رمضان‭ ‬احتراما‭ ‬لمشاعر‭ ‬الغالبية‭ ‬من‭ ‬الطلبة‭ ‬المسلمين‭. ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الاحترام‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يولد‭ ‬التقارب‭ ‬والتعايش‭ ‬الحقيقي‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ ‬إنسانية‭ ‬ومواطنة‭ ‬متساوية‭. ‬وكذلك‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬القوميات‭ ‬المختلفة‭ ‬ضمن‭ ‬البلد‭ ‬الواحد‭. ‬فانقسام‭ ‬السودان‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬دينية،‭ ‬مسيحية‭ ‬في‭ ‬الجنوب‭ ‬ومسلمة‭ ‬في‭ ‬الشمال‭. ‬فالاحترام‭ ‬والمساواة‭ ‬في‭ ‬الحقوق‭ ‬والواجبات‭ ‬مهم‭ ‬لتحقيق‭ ‬التعايش‭ ‬والتقارب‭. ‬السؤال‭ ‬هل‭ ‬غياب‭ ‬الحوار‭ ‬خاص‭ ‬بالمجتمعات‭ ‬العربية،‭ ‬ولماذا‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬كذلك؟

drmekuwaiti@gmail‭.‬com‭ ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا