العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

تحذير من تسارع حركة الاحتلال والتطهير العرقي في القدس والضفة

بقلم: د. أسعد عبدالرحمن

الأربعاء ١٤ يونيو ٢٠٢٣ - 02:00

التحمت‭ ‬دولة‭ ‬إسرائيل‭ ‬الاحتلالية‭ ‬العنصرية،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الحكومة‭ ‬الحالية،‭ ‬بـ«دولة‭ ‬المستوطنين‮»‬‭ ‬التي‭ ‬أضحت‭ ‬قياداتها‭ ‬مشاركة‭ ‬في‭ ‬الوزارات‭ ‬وجيش‭ ‬الدفاع‭ ‬وباتت‭ ‬بذلك‭ ‬صاحبة‭ ‬قرار‭ ‬سياسي‭. ‬وها‭ ‬هي‭ ‬انتهاكات‭ ‬دولة‭ ‬المستوطنين‭ ‬تتم،‭ ‬بوضوح‭ ‬شديد،‭ ‬بحماية‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬وأصبحت‭ ‬اعتداءاتهم‭ ‬تتجلى‭ ‬أمام‭ ‬سمع‭ ‬وأنظار‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تدخل،‭ ‬اللهم‭ ‬باستثناء‭ ‬بعض‭ ‬بيانات‭ ‬الشجب‭ ‬والانتقاد‭ ‬اللفظي‭. ‬ولقد‭ ‬أضحت‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬الاستيطانية‭ ‬تمتلك‭ ‬السلاح‭ ‬ويسيطر‭ ‬رجالاتها‭ ‬على‭ ‬الفروع‭ ‬الأكثر‭ ‬حساسية‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يلبي‭ ‬جيش‭ ‬الدفاع‭ ‬شهواتهم‭ ‬الدموية‭.‬

في‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬الواقع،‭ ‬تجري‭ ‬اليوم‭ ‬‭ ‬في‭ ‬نظرنا‭ ‬‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬القدس‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ (‬التي‭ ‬لها‭ ‬مكانة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬المعتقدات‭ ‬الصهيونية‭ ‬التلمودية‭ ‬المتشددة‭ ‬دينيا‭) ‬عملية‭ ‬تطهير‭ ‬عرقي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المراد‭ ‬من‭ ‬التوسع‭ ‬الجغرافي‭ ‬والديموغرافي‭ ‬الاستعماري‭/ ‬الاستيطاني‭ ‬بالضفة‭ ‬الغربية‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الوجود‭ ‬الفلسطيني‭.‬

إذًا،‭ ‬هي‭ ‬عملية‭ ‬تطهير‭ ‬عرقي‭ ‬متسارع‭ ‬ومبرمج‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬ضد‭ ‬الأهل‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استعمال‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أسلوب‭. ‬وفي‭ ‬طليعة‭ ‬هذه‭ ‬الأساليب‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬دولة‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬الجيش‭ ‬واقتحاماته‭ ‬وقتله‭ ‬لأبناء‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬المقاوم‭.‬

وقد‭ ‬وصل‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬ارتقوا‭ ‬شهداء،‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬إلى‭ ‬رقم‭ ‬قياسي‭ ‬بلغ‭ (‬125‭) ‬شهيدا‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬والقدس‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أعمال‭ ‬القتل‭ ‬والإعدام‭ ‬والانتهاكات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تعد‭ ‬ولا‭ ‬تحصى،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬التخريب‭ ‬والاعتقال‭ ‬وإغلاق‭ ‬الطرق‭ ‬حتى‭ ‬الترابية‭ ‬منها‭ ‬وإغلاق‭ ‬حواجز‭ ‬ونصب‭ ‬أخرى‭ ‬جديدة،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬مقرون‭ ‬بأوامر‭ ‬هدم‭ ‬ذاتي‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬القدس‭ ‬ومحاولات‭ ‬التطهير‭ ‬العرقي‭ ‬المتواصلة‭ ‬في‭ ‬أحيائها‭ ‬وقراها‭ ‬وبلداتها‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭.‬

أما‭ ‬الأسلوب‭ ‬الثاني،‭ ‬فتقوم‭ ‬به‭ ‬دولة‭ ‬المستوطنين‭ ‬المتنامية‭ ‬والمتطاولة،‭ ‬من‭ ‬اعتداءات‭ ‬كالضرب‭ ‬ورشق‭ ‬الحجارة‭ ‬والتهديد‭ ‬والوعيد‭ ‬وإحراق‭ ‬الحقول‭ ‬وإتلاف‭ ‬الأشجار‭ ‬وشتى‭ ‬المزروعات‭ ‬وسرقة‭ ‬الثمار‭ ‬واستهداف‭ ‬المنازل‭ ‬وتخريب‭ ‬السيارات‭ ‬وإغلاق‭ ‬الطرق‭ ‬وإطلاق‭ ‬النار،‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬القتل‭ ‬ودائما‭ ‬بحجة‭ ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬المزارعين‭ ‬المقاومين،‭ ‬أصحاب‭ ‬الأرض‭ ‬الحقيقيين،‭ ‬‮«‬إرهابيون‮»‬‭!‬

‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬كله،‭ ‬يمتنع‭ ‬الجيش‭ ‬عن‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬مواجهات‭ ‬مع‭ ‬المستوطنين‭ ‬المتوغلين‭ ‬والمتغولين‭ ‬مع‭ ‬أنه‭ ‬طبعا‭ ‬يمتلك،‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬القانونية،‭ ‬صلاحية‭ ‬توقيفهم‭ ‬واعتقالهم،‭ ‬لكنه‭ ‬بالمقابل،‭ ‬يلجأ‭ ‬إلى‭ ‬إصدار‭ ‬أوامر‭ ‬تعلن‭ ‬الموقع‭ ‬المستهدف‭ ‬منطقة‭ ‬عسكرية‭ ‬مغلقة‭ ‬وتسري‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬أو‭ ‬يقوم‭ ‬الجنود‭ ‬بتفريقهم،‭ ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬يشارك‭ ‬الجنود‭ ‬أنفسهم‭ ‬في‭ ‬الهجمات‭ ‬التي‭ ‬يشنها‭ ‬المستوطنون‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬أو‭ ‬يقفون‭ ‬جانبا‭ ‬موقف‭ ‬المتفرج‭ ‬دون‭ ‬التدخل‭ ‬لمنع‭ ‬الاعتداء‭.‬

هناك‭ ‬عملية‭ ‬إرهاب‭ ‬وتخويف‭ ‬ضد‭ ‬عباد‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬وخاصة‭ ‬الشباب،‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬إيقاع‭ ‬الخوف‭ ‬والهلع‭ ‬في‭ ‬قلوبهم‭ ‬بهدف‭ ‬دفعهم‭ ‬إلى‭ ‬الهجرة‭ (‬وأهاليهم‭ ‬أيضا‭) ‬وبالذات‭ ‬وأن‭ ‬هؤلاء‭ ‬الشباب‭ ‬هم‭ ‬مصدر‭ ‬المقاومة‭.‬

‭ ‬إذا‭ ‬هي‭ ‬حملة‭ ‬تطهير‭ ‬عرقي‭ ‬تقودها‭ ‬دولتا‭ ‬إسرائيل‭ ‬والمستوطنون‭ ‬الملتحمتان‭ ‬داخل‭ ‬الحكومة‭ ‬الحالية‭ ‬أمام‭ ‬صمت‭ ‬العالم‭ ‬الغربي‭ ‬أساسا،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬بيانات‭ ‬وتصريحات‭ ‬لفظية‭ ‬عبثية‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬القوى‭ ‬المعارضة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬التي‭ ‬تتظاهر‭ ‬ضد‭ ‬التعديلات‭ ‬القضائية‭ ‬الانقلابية‭ ‬ولكنها‭ ‬لا‭ ‬تتظاهر‭ (‬بل‭ ‬وحتى‭ ‬لا‭ ‬تلتفت‭) ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬البشعة،‭ ‬وطبعا‭ ‬ضمن‭ ‬اتفاق‭ ‬غير‭ ‬معلن،‭ ‬بين‭ ‬الحكومة‭ ‬والمعارضة،‭ ‬بالاستيلاء‭ ‬على‭ ‬أكبر‭ ‬قدر‭ ‬مما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬فلسطين،‭ ‬مقرونا‭ ‬بعملية‭ ‬ترانسفير‭ ‬منشودة‭ ‬باتت‭ ‬واضحة‭ ‬وضوح‭ ‬الشمس‭ ‬في‭ ‬أشهر‭ ‬الصيف‭ ‬الفلسطيني‭! ‬فحذار‭ ‬حذار‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬السرطان‭ ‬ومن‭ ‬زمن‭ ‬يأتي‭.. ‬لا‭ ‬ينفع‭ ‬فيه‭ ‬الندم‭!‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا