العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

سِباق الليثيوم يصل إلى الشرق الأوسط

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

الجمعة ١٦ يونيو ٢٠٢٣ - 02:00

عنصر‭ ‬كيميائي‭ ‬موجود‭ ‬في‭ ‬الجدول‭ ‬الدوري‭ ‬للعناصر‭ ‬الكيميائية‭ ‬منذ‭ ‬مئات‭ ‬السنين،‭ ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬العنصر‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬قِدَمه‭ ‬وتعرُّف‭ ‬العلماء‭ ‬على‭ ‬هويته‭ ‬وخصائصه،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬ظل‭ ‬مهمشا‭ ‬ولم‭ ‬يلق‭ ‬أحد‭ ‬له‭ ‬بالاً،‭ ‬ولم‭ ‬يجد‭ ‬لنفسه‭ ‬موطأ‭ ‬قدمٍ‭ ‬راسخ‭ ‬وقوي‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬العالمية‭ ‬وفي‭ ‬صناعة‭ ‬المنتجات‭ ‬الاستهلاكية‭ ‬كمنتج‭ ‬استراتيجي‭ ‬واسع‭ ‬الاستخدام‭ ‬يحتاج‭ ‬إليه‭ ‬البشر‭ ‬أجمعين،‭ ‬فهو‭ ‬إذن‭ ‬موجود‭ ‬منذ‭ ‬القِدَم‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬قيمة‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬التجارية‭ ‬والإنتاجية‭ ‬والاقتصادية‭.‬

ولكن‭ ‬كما‭ ‬يُقال‭ ‬الأيام‭ ‬دول،‭ ‬والثروات‭ ‬الطبيعية‭ ‬التي‭ ‬حباها‭ ‬الله‭ ‬لينتفع‭ ‬بها‭ ‬البشر‭ ‬بين‭ ‬مد‭ ‬وجزر،‭ ‬فتلك‭ ‬الأيام‭ ‬والموارد‭ ‬والخيرات‭ ‬الفطرية،‭ ‬سواء‭ ‬أكانت‭ ‬حية‭ ‬كالنباتات‭ ‬والحيوانات‭ ‬أم‭ ‬غير‭ ‬حية،‭ ‬يتم‭ ‬تداولها‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬بين‭ ‬الاتساع‭ ‬في‭ ‬الاستخدام‭ ‬وبين‭ ‬الانكماش،‭ ‬ومنها‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬الاعتماد‭ ‬عليها،‭ ‬ومنها‭ ‬ما‭ ‬ينقص‭ ‬استخدامها‭ ‬مع‭ ‬الزمن‭ ‬فيأفل‭ ‬نجمها‭. ‬فهذا‭ ‬في‭ ‬تقديري‭ ‬ينطبق‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬العناصر‭ ‬والمركبات‭ ‬الكيميائية‭ ‬الموجودة‭ ‬طبيعيا‭ ‬في‭ ‬باطن‭ ‬الأرض،‭ ‬ومخزنة‭ ‬كمواد‭ ‬طبيعية‭ ‬بعضها‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬الكتلة‭ ‬الأرضية،‭ ‬وبعضها‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬البحار‭ ‬والمحيطات‭ ‬السحيقة‭ ‬وهي‭ ‬جاثمة‭ ‬هناك‭ ‬آلاف‭ ‬السنين‭ ‬تنتظر‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب،‭ ‬وتنتظر‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬التنقيب‭ ‬عنها‭ ‬واستخراجها‭ ‬إلى‭ ‬سطح‭ ‬الأرض،‭ ‬كما‭ ‬تنتظر‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬ظهور‭ ‬حاجة‭ ‬الإنسان‭ ‬إليها،‭ ‬واكتشاف‭ ‬تطبيقات‭ ‬حيوية‭ ‬لا‭ ‬يستغني‭ ‬عنها‭ ‬البشر‭.‬

وهذا‭ ‬بالضبط‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬لعنصر‭ ‬الليثيوم،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬المركبات‭ ‬والأملاح‭ ‬التي‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬العنصر‭ ‬الأبيض‭ ‬الفضي‭ ‬اللون،‭ ‬والذي‭ ‬يتمتع‭ ‬بنشاطٍ‭ ‬قوي‭ ‬جداً‭ ‬يجعله‭ ‬قابلاً‭ ‬للاشتعال‭ ‬في‭ ‬حالته‭ ‬الفردية‭ ‬العنصرية،‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬العنصر‭ ‬المجهول‭ ‬اقتصاديا‭ ‬نال‭ ‬الآن‭ ‬وبجدارة‭ ‬لقب‭ ‬‮«‬النفط‭ ‬القادم‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬‮«‬الذهب‭ ‬الأبيض‮»‬،‭ ‬فهو‭ ‬يدخل‭ ‬كمكون‭ ‬رئيس‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬منتجات‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الاستغناء‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬مثل‭ ‬بطاريات‭ ‬مئات‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬السيارات‭ ‬الكهربائية،‭ ‬والمليارات‭ ‬من‭ ‬رقائق‭ ‬ومكونات‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬والهاتف‭ ‬النقال،‭ ‬ومصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬النظيفة‭ ‬كطاقة‭ ‬الرياح‭ ‬والطاقة‭ ‬الشمسية‭.‬

ومن‭ ‬أجل‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الذهب‭ ‬الأبيض‭ ‬والتحكم‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي،‭ ‬بدأ‭ ‬منذ‭ ‬قرابة‭ ‬عقد‭ ‬من‭ ‬الزمان‭ ‬سباق‭ ‬دولي‭ ‬جديد‭ ‬محتدم،‭ ‬ووقع‭ ‬تنافس‭ ‬محموم‭ ‬قوي‭ ‬لإحراز‭ ‬السبق‭ ‬والريادة‭ ‬في‭ ‬استخراجه‭ ‬من‭ ‬مكامنه‭ ‬ومخازنه‭ ‬في‭ ‬البر‭ ‬والبحر،‭ ‬ومن‭ ‬سيفوز‭ ‬بهذا‭ ‬السباق‭ ‬ويحرز‭ ‬مركزا‭ ‬متقدما‭ ‬سيكون‭ ‬عنده‭ ‬زمام‭ ‬الأمور،‭ ‬وستكون‭ ‬بيده‭ ‬دفة‭ ‬سفينة‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬السوق،‭ ‬وسينال‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬تطوراً‭ ‬اقتصادياً‭ ‬وتنمويا‭ ‬كبيرين،‭ ‬وهيمنة‭ ‬سياسية‭ ‬على‭ ‬القرار‭ ‬الدولي‭.‬

أما‭ ‬نتائج‭ ‬السباق‭ ‬الدولي‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬فالصين‭ ‬هي‭ ‬الأولى،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬تتصدر‭ ‬رأس‭ ‬القائمة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السباق‭ ‬الماراثوني،‭ ‬فهي‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تكرير‭ ‬وإنتاج‭ ‬الليثيوم‭ ‬وتصنيع‭ ‬هيدروكسيد‭ ‬الليثيوم‭ ‬المستخدم‭ ‬في‭ ‬بطاريات‭ ‬السيارات،‭ ‬وهذه‭ ‬الريادة‭ ‬والتفوق‭ ‬برزا‭ ‬على‭ ‬جبهتين‭. ‬الجبهة‭ ‬الأولى‭ ‬هي‭ ‬التنقيب‭ ‬عن‭ ‬الليثيوم‭ ‬والعناصر‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬نحتاج‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الأجهزة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬والبطاريات‭ ‬والرقائق،‭ ‬مثل‭ ‬النيكل،‭ ‬والكوبالت،‭ ‬والنحاس‭ ‬وغيرها‭ ‬داخل‭ ‬الصين‭ ‬وفي‭ ‬حدودها‭ ‬الجغرافية،‭ ‬مثل‭ ‬المنطقة‭ ‬الجبلية‭ ‬الغنية‭ ‬التي‭ ‬يٌطلق‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬بايان‭ ‬أوبو‮»‬‭ (‬Bayan‭ ‬Obo‭) ‬المخزن‭ ‬في‭ ‬بطنها‭ ‬كميات‭ ‬ضخمة‭ ‬من‭ ‬العناصر‭ ‬الأرضية‭ ‬النادرة(Rare Earth)،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬البحيرات‭ ‬المالحة‭ ‬في‭ ‬مقاطعة‭ ‬(Chaerhan Salt Lake).‭ ‬وأما‭ ‬الجبهة‭ ‬الثانية‭ ‬فهي‭ ‬تشغيل‭ ‬الشركات‭ ‬الصينية‭ ‬لبعض‭ ‬مواقع‭ ‬التعدين‭ ‬والتنقيب‭ ‬عن‭ ‬الليثيوم‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬العناصر‭ ‬النادرة‭ ‬وتكريرها‭ ‬مثل‭ ‬الكونجو،‭ ‬وأستراليا،‭ ‬وفي‭ ‬دول‭ ‬قارة‭ ‬أمريكا‭ ‬الجنوبية،‭ ‬مثل‭ ‬منطقة‭ ‬‮«‬مثلث‭ ‬الليثيوم‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬بوليفيا،‭ ‬وتشيلي،‭ ‬والأرجنتين‭. ‬ففي‭ ‬بوليفيا‭ ‬هناك‭ ‬أكبر‭ ‬مخزون‭ ‬لليثيوم‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬(Salar de Uyuni)،‭ ‬حيث‭ ‬البحيرات‭ ‬الملحية‭ ‬ويتم‭ ‬فصل‭ ‬الليثيوم‭ ‬من‭ ‬الملح‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬وتشغيل‭ ‬شركة‭ ‬صينية‭.‬

وأما‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬فهي‭ ‬دخلت‭ ‬السباق‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬طويل،‭ ‬ولكن‭ ‬تقدمها‭ ‬وخطواتها‭ ‬نحو‭ ‬الأمام‭ ‬كانت‭ ‬بطيئة‭ ‬جداً،‭ ‬واعتمدت‭ ‬على‭ ‬الصين‭ ‬ودول‭ ‬أخرى‭ ‬لتزويدها‭ ‬بما‭ ‬تحتاج‭ ‬من‭ ‬الليثيوم‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬العناصر‭ ‬لتجنب‭ ‬التداعيات‭ ‬البيئية‭ ‬والصحية‭ ‬المصاحبة‭ ‬لعملية‭ ‬الإنتاج‭ ‬وخفض‭ ‬الكلفة،‭ ‬ولكن‭ ‬ظروفاً‭ ‬دولية‭ ‬وأزمات‭ ‬صحية‭ ‬ألزمت‭ ‬أمريكا‭ ‬بتغيير‭ ‬سياساتها‭ ‬واستراتيجياتها،‭ ‬مثل‭ ‬وباء‭ ‬كورونا‭ ‬الذي‭ ‬ضرب‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية‭ ‬برمتها‭ ‬وأوقف‭ ‬سلاسل‭ ‬توريد‭ ‬وإمداد‭ ‬المواد‭ ‬الخام‭ ‬والمنتجات‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬وشل‭ ‬حركة‭ ‬التجارة‭ ‬بين‭ ‬الدول،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‭. ‬فكل‭ ‬هذه‭ ‬الوقائع‭ ‬اضطرت‭ ‬أمريكا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬السباق‭ ‬مرة‭ ‬ثانية،‭ ‬وتُسرع‭ ‬من‭ ‬خطواتها‭ ‬حتى‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬النهائية‭ ‬قبل‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى،‭ ‬وتقلل‭ ‬من‭ ‬اعتمادها‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬لتزويدها‭ ‬بالمواد‭ ‬الخام‭. ‬فقد‭ ‬تعهد‭ ‬الرئيس‭ ‬بايدن‭ ‬منذ‭ ‬ولايته‭ ‬بالتصدي‭ ‬لظاهرة‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬والتحول‭ ‬إلى‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأخضر‭ ‬المعتمد‭ ‬على‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬والنظيفة،‭ ‬ولذلك‭ ‬اتخذ‭ ‬عدة‭ ‬خطوات‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف،‭ ‬منها‭ ‬التوقيع‭ ‬على‭ ‬قانون‭ ‬‮«‬خفض‭ ‬التضخم‮»‬‭ ‬(Inflation Reduction Act)،‭ ‬ثم‭ ‬توفير‭ ‬القروض‭ ‬والمساعدات‭ ‬للشركات‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬إنتاج‭ ‬السيارات‭ ‬الكهربائية‭ ‬وتصنيع‭ ‬البطاريات،‭ ‬حيث‭ ‬أعلن‭ ‬في‭ ‬18‭ ‬أكتوبر‭ ‬2022‭ ‬عن‭ ‬توفير‭ ‬قروض‭ ‬بمبلغ‭ ‬2‭.‬8‭ ‬بليون‭ ‬دولار،‭ ‬ودشَّن‭ ‬‮«‬المبادرة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لمواد‭ ‬البطاريات‮»‬‭ ‬(American Battery Materials Initiative)،‭ ‬كذلك‭ ‬شجع‭ ‬شركات‭ ‬التعدين‭ ‬على‭ ‬إنتاج‭ ‬الليثيوم‭ ‬والعناصر‭ ‬الأخرى،‭ ‬منها‭ ‬المنطقة‭ ‬الواقعة‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬بين‭ ‬ولاية‭ ‬كاليفورنيا‭ ‬ونيفادا‭ ‬وهو‭ ‬منجم‭ ‬‭(‬Mountain‭ ‬Pass‭)‬،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬منجم‭ ‬(Silver Peak Mine)‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬أقدم‭ ‬المناجم‭ ‬في‭ ‬نيفادا‭ ‬لإنتاج‭ ‬الليثيوم‭. ‬وعلاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬الشركات‭ ‬تحفزت‭ ‬في‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬السيارات‭ ‬الكهربائية،‭ ‬ومصانع‭ ‬التكرير،‭ ‬والمناجم‭ ‬المنتجة‭ ‬لليثيوم‭ ‬والعناصر‭ ‬الضرورية‭ ‬الأخرى‭.‬

وفي‭ ‬المقابل‭ ‬فإن‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬سارت‭ ‬على‭ ‬النهج‭ ‬الأمريكي‭ ‬أيضاً،‭ ‬وتبنت‭ ‬السياسة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬القدرات‭ ‬والإمكانات‭ ‬الأوروبية‭ ‬الذاتية‭ ‬وتجنب‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الصين‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬حيث‭ ‬قامت‭ ‬بوضع‭ ‬قانون‭ ‬جديد‭ ‬لتأمين‭ ‬احتياجاتها‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الخام‭ ‬(Critical Raw Materials Act)،‭ ‬كما‭ ‬قامت‭ ‬بعض‭ ‬الدول،‭ ‬مثل‭ ‬ألمانيا‭ ‬والنمسا‭ ‬بإنشاء‭ ‬أول‭ ‬مصنع‭ ‬لتكرير‭ ‬الليثيوم،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬السويد‭ ‬التي‭ ‬تمتلك‭ ‬مخزوناً‭ ‬يعد‭ ‬هو‭ ‬الأكبر‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬القارة‭ ‬الأوروبية‭ ‬من‭ ‬الليثيوم‭ ‬والعناصر‭ ‬الأرضية‭ ‬النادرة‭.‬

وطوال‭ ‬العقود‭ ‬الماضية،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬دول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬غائبة‭ ‬كليا‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬السباق‭ ‬الدولي،‭ ‬فلم‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬التنافس‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬المصنعة‭ ‬لليثيوم‭ ‬والمعادن‭ ‬الأخرى‭ ‬لعدم‭ ‬وجود‭ ‬المقومات‭ ‬القوية‭ ‬التي‭ ‬تؤهلها‭ ‬للدخول‭ ‬في‭ ‬السباق،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬27‭ ‬فبراير‭ ‬2023‭ ‬تغير‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬الدولي،‭ ‬وأصبحت‭ ‬إيران‭ ‬أول‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬خوض‭ ‬هذا‭ ‬السباق‭ ‬والتنافس‭ ‬على‭ ‬مركز‭ ‬الصدارة،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أعلنت‭ ‬إيران‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الصناعة‭ ‬والتعدين‭ ‬والتجارة‭ ‬اكتشاف‭ ‬أول‭ ‬مخزون‭ ‬ضخم‭ ‬لليثيوم‭ ‬في‭ ‬سهول‭ ‬قهاوند‭ ‬شرقي‭ ‬مدينة‭ ‬همدان،‭ ‬حيث‭ ‬تُقدر‭ ‬الكمية‭ ‬بنحو‭ ‬8‭.‬5‭ ‬ملايين‭ ‬طن‭ ‬من‭ ‬صخور‭ ‬الليثيوم،‭ ‬فهي‭ ‬الآن‭ ‬تحتل‭ ‬المركز‭ ‬الرابع‭ ‬في‭ ‬احتياطي‭ ‬الليثيوم‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬الذي‭ ‬يبلغ‭ ‬89‭ ‬مليون‭ ‬طن‭ ‬بعد‭ ‬بوليفيا‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ (‬21‭ ‬مليون‭ ‬طن‭)‬،‭ ‬ثم‭ ‬الأرجنتين‭ (‬19‭ ‬مليون‭ ‬طن‭)‬،‭ ‬وتشيلي‭(‬9.8‭)‬،‭ ‬وأستراليا‭(‬7.3‭) ‬في‭ ‬المركز‭ ‬الخامس،‭ ‬والصين‭(‬5.1‭ ‬ملايين‭ ‬طن‭) ‬في‭ ‬المركز‭ ‬السادس،‭ ‬حسب‭ ‬إحصاءات‭ ‬هيئة‭ ‬المسح‭ ‬الجيولوجية‭ ‬الأمريكية(U. S. Geological Survey)‭ ‬المنشورة‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2022‭.‬

والعالم‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬النتائج‭ ‬النهائية‭ ‬لسباق‭ ‬الليثيوم،‭ ‬ويترقب‭ ‬بلهفة‭ ‬شديدة‭ ‬معرفة‭ ‬من‭ ‬سيصل‭ ‬أولا‭ ‬إلى‭ ‬خط‭ ‬النهاية‭ ‬ويفوز‭ ‬بالجائزة‭ ‬الذهبية‭ ‬الكبرى‭. ‬

bncftpw@batelco‭.‬com‭.‬bh

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا