من الأساليب العلمية والتعليمات الطبية للوقاية من الإصابة بالفيروسات والبكتيريا والفطريات والحيوانات الممرضة من هذه الأساليب النظافة الشخصية وغسل اليدين والرجلين والفم والأسنان وتجنب العدوى بفيروس الإيدز بالبعد عن الزنا مع الحفاظ على العينين ونظافة البدن، وهذا ما قرره الإسلام وفرضه على المسلمين قال تعالى: (يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا) المائدة (6).
- واختتم الله تعالى الآية السابقة بقوله: (مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) المائدة (6)، فقد فرض الله تعالى على المسلم غسل الأماكن والأعضاء المكشوفة والعرضة للتلوث ونقل العدوى مثل اليدين والوجه بما فيه من الفم والأنف والأذنين وكذلك الرجلين، أن يغسل تلك الأعضاء ثلاث مرات عند كل وضوء والوضوء عند كل صلاة في غسيل دوري.
- وهذا ما قرره الأطباء للوقاية من فيروس كورونا الخطير، وفرض الله تعالى الغسل والاستحمام بعد المعاشرة الزوجية، وعند الذهاب إلى صلاة الجمعة والعيدين ولقاء الوفود، وهذا سبق علمي في النظافة والوقاية من الأمراض وإزالة الجراثيم.
- وقد خصص الإسلام استعمال اليد اليسرى في الاستنجاء، ورفع القاذورات وخصص اليد اليمنى للأكل وفتح المصحف والمصافحة وكل هذه الإجراءات تقلل فرص الإصابة بالأمراض السيارة التي تنتقل جراثيمها باللمس وبالأتربة.
- ومن الهدي العلمي النبوي تنظيف الفم والأسنان بالسواك عند كل وضوء.
- وحرم الإسلام العلاقات الجنسية المحرمة وفي هذا الهدي وقاية للمسلم من الإصابة بفيروسات الإيدز الخطيرة وحماية من الإصابة بمرض الزهري والسيلان، وحرم الإسلام جماع الزوجة في المحيض لأن دم الحيض بيئة صالحة لنمو الميكروبات خاصة إذا اختلط بخلايا بطانة الرحم التي تسقط مع دم الحيض، وحرم الإسلام إتيان الزوجة من الدبر بما في هذا الدبر من أقذار وعدم صلاحية المكان للجماع وأمر الله تعالى المسلم أن يأتي زوجته في مكان زرع الأمشاج المذكرة فقال تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) البقرة (222-223).
- والحرث مكان الزرع، والرحم مكان زرع الولد وهذا يدلل على مكان إتيان الزوجة.
- وللحفاظ على الصحة العامة والوقاية من الممرضات قال تعالى: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ۚ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ) المائدة (3).
- الدم: الدم المسفوح أو السائل (لأنه وسط غذائي كامل لنمو الميكروبات وتكاثرها).
- لحم الخنزير: يعني لحم الخنزير بجميع أجزائه.
- المنخنقة: الميتة بالخنق.
- الموقوذة: الميتة بالضرب.
- المتردية: الميتة بالسقوط من عُلُوٍ.
- وما أكل السبع: ما أكل منه فمات بجرحه.
- ما زكيتم: ما أدركتموه وفيه حياة فذبحتموه.
(انظر كلمات القرآن تفسير وبيان، محمد حسنين مخلوف – دار المثنى، الرياض: المملكة العربية السعودية).
وفي كل ما سبق حماية للصحة العامة وتجنب الميكروبات الممرضة ومسببات الأمراض الأخرى.
- ومن الهدي العلمي النبوي محاصرة الوباء والعمل على عدم نشره ففي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «فإذا سمعتم به (أي الطاعون) بأرض فلا تدخلوا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها فراراً منه».
- وأمرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم بالتداوي والبحث عن الدواء بالطرائق العلمية فقال: «لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل» رواه مسلم.
- وفي رواية للإمام أحمد تكملة للحديث السابق تقول: «علمه من علمه وجهله من جهله».
واعتنى الهدي النبوي بصحة العينين ووقايتها من المرض لأهميتهما لحياة الإنسان فأمر الإسلام بغسلها وتنظيفها عند كل وضوء مما يقيها من الأقذار والأوساخ والجراثيم والملوثات الكيميائية والمؤثرات الفيزيائية والحيوية، ومن الهدي النبوي المداومة على تداويهما، فعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالإثمد فإنه منبتة للشعر، ومذهبة للقذى، ومصفاة للبصر) صححه الألباني وشرحه ابن حجر في فتح الباري، والإثمد هو الكحل الطبيعي، والثابت علمياً أن الإثمد يحفظ العين والرموش ويقوي أعصاب العين.
- ومن الهدي النبوي استخدام المضادات الحيوية في معالجة العين فقال صلى الله عليه وسلم (الكمأة من المن وماءها شفاء للعين) رواه الشيخان.
- والكمأة هي الفقع وهو الفطر المعروف الذي ينبت في الصحراء عقب سقوط الأمطار ويحتوي ماء الكمأة على المضادات الحيوية القاتلة للجراثيم.
- والمن هو ما يتحصل عليه الإنسان دون زراعة وفلاحة مثل الكمأة والصمغ العربي، والنباتات البرية والصحراوية والأسماك وباقي المنتجات البحرية، وعسل النحل، ولبن النحل، وغذاء الملكات. وكل ما سبق سبقٌ علمي إسلامي في الوقاية والحفاظ على الصحة العامة والحمد لله على نعمة الإسلام.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك