أين اختفى الأرنب بسبوس؟ قصة جديدة لأحمد المؤذن
كتب حسن خليل:
صدر للكاتب البحريني أحمد المؤذن، وبدعم من مكتب خدمات سرديات عربية، قصة للأطفال بعنوان (أين اختفى الأرنب بسبوس؟)، وهي قصة مصورة من رسوم الفنانة آيات هلال من المملكة العربية السعودية.
القصة التي يهديها الكاتب كما ذكر في صفحة الإهداء إلى أطفال فلسطين، تتناول قصة الطفل (علاوي) الذي يشعر بالحزن لاختفاء أرنبه المدلل (بسبوس) من قفصه، لتأتي التخمينات التي تحاول تفسير ذلك، خصوصًا أن القفص كان مقفلًا.
علاوي بطل القصة يحاول بشتى الطرق اكتشاف السر، فيضع حبات من الجزر في القفص، ليجدها في اليوم التالي وقد اختفت. ثم تستمر محاولات الكشف عن سر هذا الاختفاء، حتى تتجلى النقطة المضيئة في نهاية الطريق.
حل هذه العقدة المحيرة لم يكن النهاية، بل كان البداية لوصف رائع لحياة الأرنب في الجانب الآخر الذي لا يراه البطل، وكأنّ أي واحد منا، قد تكون له حياة تظل معتمة بالنسبة إلى الآخرين، وغير مرئية، لكنها تشكل القلب النابض في وجوده.
في القصة إشارات شاعرية عن جمال تكوين الأسرة، ومحبة الأبوين لأطفالهم، والدفء الذي يمكن استشعاره في الأسرة السعيدة، لتأتي لوحة الختام في صورة مؤثرة لاحتضان الأرنب الأب لأطفاله الصغار.
القصة حينما تناولت (الحفر) من قبل الأرنب، وتخطي العوائق من أجل الوصول إلى الحلم، فإن هذه الثيمة لا تقف عند هذا النوع من الحفر، وهو الحفر المادي في التراب، بل تتجاوزه إلى الحفر في حالات شاعرية عميقة، هي تجسيد لإرادة الحياة، وبذل الجهد للوصول إلى الأحلام، حتى لو كانت شبه مستحيلة. فالقفص الموجود في القصة، هو كل ما يعيق انطلاقنا وتمتعنا بحريتنا، وهنا لا تتحقق الأمنيات بمجرد الأحلام، بل ببذل الجهد وتحدي المعوقات.
القصة منشورة ككتاب إلكتروني. وهذا النوع من النشر بدأ في التزايد في الوسط الثقافي المحلي بشكل متسارع، خصوصًا خلال السنوات الأخيرة، وهي حالة تحتاج إلى مزيد من الدراسة من ناحية أسبابها ونتائجها وطرق تطويرها.
يذكر أن للكاتب خمسَ مجموعات قصصية، وثلاث روايات، إحداها لليافعين، بالإضافة إلى ديوان شعر، ومجموعة قصصية للأطفال، سوى المقالات النقدية والثقافية.
«الاغتراب في شعر محمد الشحات» كتاب نقدي للعراقية حنين الفلاحي
صدر عن دار عيداء للنشر والتوزيع بالمملكة الأردنية الهاشمية ضمن سلسلة دراسات أدبية كتاب للباحثة العراقية حنين أحمد الفلاحي بعنوان الاغتراب في شعر محمد الشحات، والتي كشفت خلال فصول كتابها الأول عن عمق التجربة الإنسانية والشعورية عند الشاعر الشحات والمتولدة من رهافة إحساسه بمحيطه، في حين استمدت الفرضية الثانية بُنيتها من رفض الواقع المحيط والتعامل معه بإحساس لا يمثل الانسجام التام، فتولد بداخله مشاعر الاغتراب التي مثلت تجربته الشعرية وهو اغتراب ناجم عن أسباب كثيرة كالسياسة والاقتصاد والاجتماع، وأسباب ذاتية تعود إلى الشخص المغترب نفسه، وغالبًا ما يعجز الإنسان عن الفصل بين الأسباب الموضوعية والذاتية. بواعث الاغتراب تشكل أنماطا عديدةً في إثارة مشاعر عدم التوافق أو الرفض بين الذات والآخر لتجسيد جدلية الصراع بين الواقع المَعيش والحلم المأمول.
وكشفت الباحثة أن قصائد الشاعر تشير إلى أنَّه يرى أن الشعر رسالة تواصلية وتحفيزية بين الذات والآخر. تتداخل أحيانًا مثيرات الاغتراب عند الشاعر لتعدد الأزمات داخل نفسه، فيعيش حالات اغترابية متعددة. جاءت قصائد الشحات لتمثل وثيقة مهمة في نقل وقائع بعض الحوادث السياسية أو الاجتماعية عن طريق تصوير تلك الوقائع وبيان أثرها في نفسه، كما اتسمت الكثير من قصائده في وصف ذاتها وواقعها المحيط للبحث عن هويته الإنسانية وتصوير الوجه الطبيعي للذات والواقع، ففي شعره صور عديدة للذات وأنماطها وفى أبعاد متعددة سواء أكانت في البحث عن الهوية أو قلق ذاته ليرمز إلى القضايا النفسية والوجدانية، ويقدم وجه الحياة من رؤية أخرى. إن الشحات على الرغم من ميله نحو الطابع الجمالي وبساطة التعبير في أسلوبه، إلا أنه تميز بالعمق الفكري والدلالي، فضًلا عن التأمل التخيلي ليسمو بوصف بسيط إلى عالم من الدهشة والجدة وربما بعض الغرابة، يميل كثيراً إلى رسم الصور الشعرية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك