العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٩ - الجمعة ٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الشراكة بين الدول العربية والباسيفيك

بقلم: د. أشرف محمد كشك*

الاثنين ١٩ يونيو ٢٠٢٣ - 02:00

‮«‬إن‭ ‬الفرصة‭ ‬مثالية‭ ‬لمناقشة‭ ‬شراكات‭ ‬سياسية‭ ‬واقتصادية‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ودول‭ ‬جزر‭ ‬الباسيفيك‮»‬‭ ‬تصريح‭ ‬أدلى‭ ‬به‭ ‬الأمير‭ ‬فيصل‭ ‬بن‭ ‬فرحان‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬السعودي‭ ‬خلال‭ ‬كلمته‭ ‬الافتتاحية‭ ‬أمام‭ ‬الاجتماع‭ ‬الوزاري‭ ‬المشترك‭ ‬الثاني‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬جزر‭ ‬الباسيفيك‭ ‬في‭ ‬الثاني‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬2023‭.‬

وبداية‭ ‬للتعريف‭ ‬بدول‭ ‬جزر‭ ‬الباسيفيك‭ ‬النامية‭ ‬هي‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬وسط‭ ‬المحيط‭ ‬الهادئ‭ ‬وهي‭ ‬ثلاث‭ ‬مجموعات‭ ‬تمثل‭ ‬ثقافات‭ ‬مختلفة‭ ‬وتنوعا‭ ‬عرقيا‭ ‬وجغرافيا‭ ‬وبينها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القواسم‭ ‬المشتركة‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬البعد‭ ‬الجغرافي‭ ‬لتلك‭ ‬الدول‭ ‬عن‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬الاجتماع‭ ‬في‭ ‬تصوري‭ ‬قد‭ ‬اكتسب‭ ‬أهميته‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬ثلاثة‭ ‬اعتبارات،‭ ‬أولها‭: ‬إن‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬يضمها‭ ‬منتدى‭ ‬إقليمي‭ ‬تم‭ ‬تأسيسه‭ ‬عام‭ ‬1971‭ ‬ويقدم‭ ‬تجربة‭ ‬نموذجية‭ ‬للتعاون‭ ‬الإقليمي‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬مهمة‭ ‬مثل‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬والأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬وثانيها‭: ‬إن‭ ‬انعقاد‭ ‬ذلك‭ ‬المنتدى‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬جهود‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬للترويج‭ ‬لاستضافة‭ ‬معرض‭ ‬إكسبو‭ ‬الدولي‭ ‬عام‭ ‬2030‭ ‬يعد‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬إبراز‭ ‬الفرص‭ ‬الاستثمارية‭ ‬والسياحية‭ ‬لدى‭ ‬المملكة،‭ ‬وثالثها‭: ‬إنه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تحولات‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬الحالي‭ ‬فإن‭ ‬ثمة‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬التكاتف‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬وخاصة‭ ‬الصغرى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬مصالحها‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أشار‭ ‬إليه‭ ‬صراحة‭ ‬السيد‭ ‬أحمد‭ ‬أبو‭ ‬الغيط‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬بالقول‭: ‬‮«‬كلتا‭ ‬المنطقتين‭ ‬العربية‭ ‬والباسيفكية‭ ‬تحتل‭ ‬مكانة‭ ‬جيواستراتيجية‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬الحالي‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬التكاتف‭ ‬ودعم‭ ‬التعاون‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬الإرادة‭ ‬الحرة‭ ‬والمستقلة‭ ‬لدولنا‭ ‬وشعوبنا‮»‬،‭ ‬مؤكداً‭ ‬أهمية‭ ‬الدعم‭ ‬المتبادل‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ودول‭ ‬الباسفيك‭ ‬تجاه‭ ‬الموضوعات‭ ‬المطروحة‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والمنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬سواء‭ ‬القضايا‭ ‬العادلة‭ ‬للطرفين‭ ‬أو‭ ‬دعم‭ ‬ترشيحات‭ ‬المناصب‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬وقال‭ ‬‮«‬بوسعنا‭ ‬خلق‭ ‬أرضية‭ ‬مشتركة‭ ‬ونقاط‭ ‬التقاء‭ ‬بين‭ ‬مصالحنا‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والثقافية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬الأخرى‮»‬‭.‬

وبنظرة‭ ‬فاحصة‭ ‬على‭ ‬البيان‭ ‬الختامي‭ ‬الذي‭ ‬صدر‭ ‬في‭ ‬اختتام‭ ‬أعمال‭ ‬الملتقى‭ ‬الوزاري‭ ‬نجد‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬عكس‭ ‬وجود‭ ‬حرص‭ ‬متبادل‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ودول‭ ‬جزر‭ ‬الباسفيك‭ ‬النامية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ثلاثة‭ ‬مؤشرات‭ ‬لافتة‭ ‬وهي‭ ‬أولاً‭: ‬تحديد‭ ‬مجالات‭ ‬متنوعة‭ ‬للتعاون‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬الاستثمار‭ ‬والطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬المناطق‭ ‬البحرية‭ ‬وآليات‭ ‬الاستجابة‭ ‬للكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬وبناء‭ ‬القدرات‭ ‬وتعزيز‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬الشعوب،‭ ‬ثانياً‭: ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬إعلان‭ ‬منتدى‭ ‬جزر‭ ‬الباسيفيك‭ ‬بشأن‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬المناطق‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬ارتفاع‭ ‬مستوى‭ ‬سطح‭ ‬البحر‭ ‬المرتبط‭ ‬بتغير‭ ‬المناخ،‭ ‬والذي‭ ‬حدد‭ ‬المناطق‭ ‬البحرية‭ ‬المنشأة‭ ‬وفقاً‭ ‬لاتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لقانون‭ ‬البحار‭ ‬لعام‭ ‬1982،‭ ‬ومواصلة‭ ‬تطبيق‭ ‬الحقوق‭ ‬والاستحقاقات‭ ‬المترتبة‭ ‬عليها‭ ‬وذلك‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬تغييرات‭ ‬مادية‭ ‬ناتجة‭ ‬عن‭ ‬ارتفاع‭ ‬مستوى‭ ‬سطح‭ ‬البحر‭ ‬المرتبط‭ ‬بتغير‭ ‬المناخ،‭ ‬ويعد‭ ‬ذلك‭ ‬الموضوع‭ ‬مهما‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استعداد‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬لاستضافة‭ ‬القمة‭ ‬العالمية‭ ‬للمناخ‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2023،‭ ‬وتعد‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬دولاً‭ ‬بحرية‭ ‬ودائماً‭ ‬ما‭ ‬تطالب‭ ‬باحترام‭ ‬وتنفيذ‭ ‬مضامين‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لقانون‭ ‬البحار،‭ ‬وكذلك‭ ‬حشد‭ ‬الجهود‭ ‬والتعاون‭ ‬لمواجهة‭ ‬آثار‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬ثالثاً‭: ‬تأكيد‭ ‬الجانبين‭ ‬رغبتهما‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬منتدى‭ ‬للتعاون‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ودول‭ ‬جزر‭ ‬الباسيفيك‭ ‬الصغيرة‭ ‬النامية‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬قريب‭ ‬،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬رغبة‭ ‬بضرورة‭ ‬الارتقاء‭ ‬بمستوى‭ ‬التمثيل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭.‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬الاجتماع‭ ‬وما‭ ‬أسفر‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬نتائج‭ ‬فإنه‭ ‬في‭ ‬تقديري‭ ‬يعكس‭ ‬مضامين‭ ‬استراتيجية‭ ‬بالغة‭ ‬الأهمية‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬السياسات‭ ‬الخارجية‭ ‬للدول‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬مد‭ ‬جسور‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬العالم‭ ‬وخاصة‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تعبر‭ ‬عنها‭ ‬تنظيمات‭ ‬إقليمية‭ ‬تضم‭ ‬دولاً‭ ‬توصف‭ ‬‮«‬بالدول‭ ‬الصغرى‮»‬‭ ‬وهي‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬نصيب‭ ‬وافر‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬الأكاديمية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الجدل‭ ‬الذي‭ ‬أثير‭ ‬بشأن‭ ‬انعكاسات‭ ‬التحولات‭ ‬الدولية‭ ‬الراهنة‭ ‬على‭ ‬قضايا‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬المنظمات‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬أعضاء‭ ‬حركة‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز‭ ‬التي‭ ‬تترأس‭ ‬دورتها‭ ‬الحالية‭ ‬جمهورية‭ ‬أذربيجان،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭ ‬فإن‭ ‬التحديات‭ ‬العالمية‭ ‬الراهنة‭ ‬وخاصة‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬والتغير‭ ‬المناخي‭ ‬وتأثير‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬قد‭ ‬أضحت‭ ‬تحديات‭ ‬عابرة‭ ‬للحدود‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬بإمكان‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬مواجهتها‭ ‬مهما‭ ‬بلغت‭ ‬إمكاناتها،‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬يلاحظ‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬القضايا‭ ‬هي‭ ‬قضايا‭ ‬خلافية‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬والدول‭ ‬الصغرى‭ ‬وكذلك‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تباين‭ ‬مصالح‭ ‬وأولويات‭ ‬الجانبين‭ ‬بما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬تعاون‭ ‬الدول‭ ‬الصغرى‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المجالات‭ ‬هو‭ ‬ضرورة‭ ‬استراتيجية،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثالثة‭ ‬فإن‭ ‬التحولات‭ ‬العالمية‭ ‬الراهنة‭ ‬والتي‭ ‬غير‭ ‬معروف‭ ‬نتائجها‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القريب‭ ‬ولكنها‭ ‬تشي‭ ‬بتحولات‭ ‬في‭ ‬المنظومة‭ ‬الدولية‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬البعيد‭ ‬حتى‭ ‬ولو‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الاقتصادي‭ ‬قد‭ ‬أوضحت‭ ‬أهمية‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الأقاليم‭ ‬وكذلك‭ ‬المنظمات،‭ ‬ولاشك‭ ‬أن‭ ‬مشاركة‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬وكذلك‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للجامعة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الملتقى‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬التعاون‭ ‬مستقبلاً‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ودول‭ ‬مجموعة‭ ‬دول‭ ‬الباسفيك‭ ‬التي‭ ‬تمتلك‭ ‬إمكانات‭ ‬واعدة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬السياحة‭ ‬والزراعة‭ ‬بما‭ ‬يمثل‭ ‬ركائز‭ ‬للتعاون‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المجالات‭.‬

وفي‭ ‬تصوري‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬استثمار‭ ‬نتائج‭ ‬ذلك‭ ‬الاجتماع‭ ‬لجهة‭ ‬تأسيس‭ ‬شراكات‭ ‬إقليمية‭ ‬حول‭ ‬قضايا‭ ‬محددة،‭ ‬بمعنى‭ ‬آخر‭ ‬تحديد‭ ‬أولويات‭ ‬الجانبين‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬بل‭ ‬والأهم‭ ‬كيفية‭ ‬مأسسة‭ ‬ذلك‭ ‬التعاون‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حوار‭ ‬استراتيجي‭ ‬منتظم‭ ‬بشكل‭ ‬سنوي‭ ‬على‭ ‬مستويات‭ ‬مختلفة‭ ‬للتعريف‭ ‬بفرص‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬كافة‭ ‬وتقييم‭ ‬مسيرة‭ ‬ذلك‭ ‬التعاون،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬شراكات‭ ‬إقليمية‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬ثلاثة‭ ‬أمور‭ ‬أولها‭: ‬موازين‭ ‬القوى‭ ‬داخل‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬تحول‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬دعم‭ ‬كاف‭ ‬لقضايا‭ ‬الدول‭ ‬الصغرى‭ ‬عموما،‭ ‬وثانيها‭: ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تنامي‭ ‬الاعتمادية‭ ‬المتبادلة‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬فإن‭ ‬لكل‭ ‬منطقة‭ ‬مزايا‭ ‬نسبية‭ ‬بإمكانها‭ ‬التكامل‭ ‬مع‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬الفائدة‭ ‬للجميع،‭ ‬وثالثها‭: ‬الدروس‭ ‬المستفادة‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬وباء‭ ‬كورونا‭ ‬أو‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬وما‭ ‬رتبته‭ ‬هاتان‭ ‬الأزمتان‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬بمنأى‭ ‬عنها‭ ‬وخاصة‭ ‬الدول‭ ‬الصغرى‭ ‬والنامية‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬ضرورة‭ ‬بحث‭ ‬سبل‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الأوقات‭ ‬الاعتيادية‭ ‬أو‭ ‬خلال‭ ‬الأزمات‭ ‬والكوارث‭ ‬الطبيعية‭ ‬بما‭ ‬تتضمنه‭ ‬من‭ ‬دروس‭ ‬مستفادة‭ ‬لتلك‭ ‬الدول‭.‬

إن‭ ‬التعاون‭ ‬عبر‭ ‬الأقاليم‭ ‬الذي‭ ‬يعبر‭ ‬عنه‭ ‬ذلك‭ ‬الاجتماع‭ ‬الوزاري‭ ‬المهم‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬ودول‭ ‬جزر‭ ‬الباسيفيك‭ ‬النامية‭ ‬قد‭ ‬أضحى‭ ‬أحد‭ ‬ملامح‭ ‬نتائج‭ ‬التحولات‭ ‬العالمية‭ ‬الراهنة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬انشغال‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬بمناطق‭ ‬صراعات‭ ‬محددة‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬وعدم‭ ‬قدرة‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬الاضطلاع‭ ‬بكل‭ ‬القضايا‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭. ‬

 

*مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬

والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا