العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الاسلامي

ما أحوج الدنيا إلى القلب الرحيم!!

الجمعة ٢٣ يونيو ٢٠٢٣ - 02:00

بقلم‭: ‬مروة‭ ‬سلامة‭ ‬إبراهيم

القلب‭ ‬ذلك‭ ‬العضو‭ ‬المهم‭ ‬في‭ ‬الجسم،‭ ‬الذي‭ ‬إذا‭ ‬صلح‭ ‬صلح‭ ‬الجسد‭ ‬كله‭ ‬وإذا‭ ‬فسد‭ ‬كان‭ ‬وبالا‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬وعلى‭ ‬الآخرين‭.. ‬فعن‭ ‬النعمان‭ ‬بن‭ ‬بشير‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنهما‭ ‬قال‭: ‬سمعت‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وآله‭ ‬وسلم‭) ‬يقول‭: ‬‮«‬ألَا‭ ‬وَإنَّ‭ ‬فِي‭ ‬الْجَسَدِ‭ ‬مُضْغَةً‭ ‬إذَا‭ ‬صَلَحَتْ‭ ‬صَلَحَ‭ ‬الْجَسَدُ‭ ‬كُلُّهُ،‭ ‬وَإِذَا‭ ‬فَسَدَتْ‭ ‬فَسَدَ‭ ‬الْجَسَدُ‭ ‬كُلُّهُ،‭ ‬ألَا‭ ‬وَهِيَ‭ ‬الْقَلْبُ‮»‬‭. ‬متفق‭ ‬عليه‭.‬

والقلب‭ ‬الرحيم‭ ‬منحة‭ ‬ربانية،‭ ‬يفيض‭ ‬بالخير‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مَن‭ ‬حوله‭ ‬مِن‭ ‬إنسان‭ ‬وحيوان‭ ‬ونبات‭ ‬وحتى‭ ‬الجماد‭. ‬

وهنا‭ ‬نتذكر‭ ‬رجلا‭ ‬عظيما‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬القلوب‭ ‬الرحيمة‭ ‬وهو‭ ‬سيدنا‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬بن‭ ‬المبارك‭ (‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭) ‬كان‭ ‬رجلا‭ ‬مباركا‭ ‬بحق‭ ‬تعلم‭ ‬الرحمة‭ ‬بمعناها‭ ‬الشامل‭ ‬من‭ ‬مدرسة‭ ‬المصطفى‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وآله‭ ‬وسلم‭).. ‬فقد‭ ‬قيل‭ ‬إنه‭ ‬خرج‭ ‬ذات‭ ‬عام‭ ‬لأداء‭ ‬فريضة‭ ‬الحج،‭ ‬فوجد‭ ‬امرأة‭ ‬تلتقط‭ ‬دجاجة‭ ‬ميتة‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬فسألها‭: ‬لماذا‭ ‬تفعلين‭ ‬هذا‭ ‬يا‭ ‬أَمة‭ ‬الله؟‭ ‬فقالت‭ ‬له‭: ‬دعك‭ ‬عني‭ ‬أيها‭ ‬الرجل،‭ ‬إنَّ‭ ‬لله‭ ‬في‭ ‬خلقة‭ ‬شؤونًا‭..‬

فأصرَّ‭ ‬عبدُ‭ ‬الله‭ ‬بن‭ ‬المبارك‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يعرف‭ ‬قصةَ‭ ‬هذه‭ ‬المرأة،‭ ‬فأخبرته‭ ‬بأنها‭ ‬أم‭ ‬لأربع‭ ‬بنات‭ ‬يتيمات،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬عندها‭ ‬ما‭ ‬تطعم‭ ‬به‭ ‬أولادها،‭ ‬وأنها‭ ‬مضطرة‭ ‬لطهي‭ ‬الدجاجة‭ ‬الميتة،‭ ‬والله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬يقول‭: (‬فَمَنِ‭ ‬اضْطُرَّ‭ ‬فِي‭ ‬مَخْمَصَةٍ‭ ‬غَيْرَ‭ ‬مُتَجَانِفٍ‭ ‬لِّإثْمٍ‭ ‬فَإنَّ‭ ‬اللّهَ‭ ‬غَفُورٌ‭ ‬رَّحِيمٌ‭) (‬المائدة‭: ‬3‭). ‬وقد‭ ‬أحل‭ ‬الله‭ -‬تعالى‭- ‬لنا‭ ‬أكل‭ ‬الميتة؛‭ ‬لأننا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬مضطرون،‭ ‬فأعطاها‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ -‬رحمة‭ ‬بها‭ ‬وبأولادها‭- ‬ما‭ ‬معه‭ ‬من‭ ‬مال‭ ‬ورجع‭ ‬من‭ ‬فوره‭ ‬إلى‭ ‬بلدته‭ ‬ولم‭ ‬يذهب‭ ‬لأداء‭ ‬الحج‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العام‭..!! ‬هكذا‭ ‬كانوا‭ ‬رحماء‭ ‬وكانوا‭ ‬ربانيين،‭ ‬وما‭ ‬أحوجنا‭ ‬إلى‭ ‬مثل‭ ‬هؤلاء‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬المعاصرة‭.‬

إن‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الدروس‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نزرعها‭ ‬في‭ ‬قلوبنا‭ ‬وقلوب‭ ‬أولادنا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قصص‭ ‬الصالحين‭ ‬والمصلحين‭ ‬خُلق‭ ‬الرحمة‭.. ‬فالقلب‭ ‬الرحيم‭ ‬له‭ ‬مكانة‭ ‬عظيمة‭ ‬عند‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬وعند‭ ‬الناس‭ ‬بل‭ ‬عند‭ ‬سائر‭ ‬الخلق‭.. ‬فما‭ ‬أحوجنا‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭..‬

وهكذا‭ ‬فالرحمة‭ ‬عندما‭ ‬تنتشر‭ ‬في‭ ‬ربوع‭ ‬الأرض،‭ ‬تحقق‭ ‬الأمن‭ ‬النفسي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والغذائي‭ ‬للمجتمع،‭ ‬إذ‭ ‬الغني‭ ‬يعطف‭ ‬على‭ ‬الفقير‭ ‬ويحنو‭ ‬عليه،‭ ‬فيزول‭ ‬الحقد‭ ‬والحسد‭ ‬من‭ ‬قلب‭ ‬الفقير،‭ ‬ويُشعر‭ ‬الفقير‭ ‬بالعزة‭ ‬والكرامة‭ ‬والفخار؛‭ ‬لأن‭ ‬له‭ ‬حقا‭ ‬معلوما‭ ‬في‭ ‬مال‭ ‬الغني‭-‬وليس‭ ‬منة‭ ‬أو‭ ‬تفضلا‭- ‬فيحرس‭ ‬أموال‭ ‬الأغنياء‭ ‬ويدافع‭ ‬عنها‭..  ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا