تغطية وتصوير – رضا الستراوي
في يوم حفل يتجمع فيه أكثر من فنان تشكيلي في صالة جاليري «أبعاد» التشكيلية لعرض أكثر من عمل فني، تنوعت مدارسه الفنية عبر أعمال قدمها المشاركون لامست البيئة البحرينية من عادات وتقاليد ومناظر جغرافية لمملكة البحرين، تقدمت هذا التجمع النائب زينب عبدالأمير التي جاءت الفعالية تحت رعايتها، وبحضور جمع غفير من التشكيليين والمهتمين بالحراك الفني الثقافي وذلك في مساء الأربعاء الماضي الموافق الرابع عشر من يونيو الجاري 2023.
هذه النخبة من الفنانين قدموا من خلال أعمالهم المتنوعة أكثر من رسالة فنية ذات أصالة تاريخية ومجتمعية، عبر تنوع أعمالهم التي زينت جدران صالة العرض في جاليري أبعاد الواقعة في قرية عالي.
ومن الجدير بالذكر أن مثل هذه المعارض تعد نموذجا حياً لإبراز وتشجيع الفنانين على مستوى المملكة، وتربطهم بالحراك الفني المتفاعل، وإن جاز لنا الشكر فالشكر موصول لجميع من حضر ومن شارك بأعماله هذه الظاهرة الفنية ولصاحب الجاليري الفنان القدير والمخضرم الخطاط والتشكيلي عبدالشهيد خمدن الذي لم يتخلف يوما عن أداء رسالته الفنية منذ كان طفلا يشعل الأبيض بالخربشة فوق جدران بيوت المنامة، جاعلاً منها لوحة فنية معاصرة.
وفي احتضان هذه الكوكبة من فناني التشكيل وهم كالتالي: الفنان عبدالشهيد خمدن والفنان محمود البقلاوة والفنان إبراهيم الغانم وموسى رمضان وإسماعيل نيروز وصالح الماحوزي وجابر سهراب وعبدالجليل الحايكي وشهناز القصاب وافتخار محمد وسيد صلاح الموسوي وفاطمة دهنيم وخليفة شويطر.
وفي توزيع أعمال الفنانين على جدران المعرض بمختلف مقاساتها وألوانها ما يعد واجهة فنية إبداعية تجلت في مضامينها عبر لوحات رسمت ببعد معاصر برز من خلالها ألوان مائية وألوان كلاريك.
وفي هذا العرس التشكيلي الفني كان للفنانين حضورهم البارز من خلال ما قدموه من شروحات للجمهور، وكما أسلفت في بداية المتابعة أن جل هذه اللوحات استمدت مواضيعها من الواقع البحريني.
فكانت الرسائل التي تضمنها المعرض والتي تعرف عليها الحضور قد قادت الحضور إلى أكثر من جهة بصرية وجغرافية ورسائل سياحية، عرفت الزائر من غير البحرينيين بالفنان البحريني وبالبعد الجغرافي لحضارة مملكة البحرين التاريخية. فرسائل الريف البحريني قد وضحت من خلال تلك الآمال التي أبرزت الكثير من أبعاد القرية، بالإضافة إلى المدينة وما حملته من اكتظاظ بشري، ما أبرز جمال بعض مناطق البحرين مثل لوحة «غابات كرزكان»، كما أضافت اللوحات الأخرى مثل (وجه من البحرين) و(البيت القديم) ثقلا أكبر في المعرض، حيث حازت على إعجاب الحاضرين من نخب الفنانين والمقتنيين.
ومن جانب آخر كان للنائب زينب عبدالأمير بُعدها الفني، حيث علقت مثنية على تنوع الأعمال الذي زخر بها المعرض.
مؤكدة عبدالأمير، أن مثل هذه الأعمال الجماعية هي أصدق رسالة فنية تعكس حضارة مملكة البحرين السياحية والتاريخية.
وبعد أن تجلت الصورة البارزة لمثل هذه الفعاليات، أضافت عبدالأمير أن الرسائل لا تقف عند عمل واحد، إنما هي مثل ما هي اليوم مجتمعة ومتراصة، ما يعطي الفنانين الإصرار على تقديم الأفضل وعلى إبراز الوجه الحضاري لمملكة البحرين.
شاكرة عبدالأمير الجميع على حسن الاستقبال، مشددة على الفنانين أن يكونوا النواة المتأصلة في جغرافية الوطن، وأن تكون رسائلهم كما هي مضيئة في هذا التجمع، رسائل لا تقف عند عمل دون آخر لأن الضوء يشتعل في الروح أولاً ليكبر بكبر جمال الوطن.
ومن خلال تلك الصورة الجماعية يتضح لنا أن الفن لا يقل عند مدرسة دون أخرى بل تتنوع وتبحر في مسافات ومدى أكبر، في ظل فنان يبدع ويعلو بريشته وإزميله في مدائن الحياة، وبصيرة المؤمن بالأرض والإنسان، وما أجمل اللوحة التي لا تجف أحبارها ولا تغيب ألوان تعابيرها في سراب لا ينفع.
هي وحدها اللوحة البصيرة ببصيرة الفنان، كونها تعلو بعلو حضارة هذا الوطن.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك