العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

مخاطر سياسات الكراهية الإسرائيلية

بقلم: د. أسعد عبدالرحمن

الخميس ٢٩ يونيو ٢٠٢٣ - 02:00

تتفشى‭ ‬أجواء‭ ‬الكراهية‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬الصهيونية‭ ‬حكومة‭ ‬ومؤسسات‭ ‬ومجتمعا‭ ‬بأكمله‭ ‬مع‭ ‬ازدياد‭ ‬نفوذ‭ ‬المستعمرين‭/ ‬‮«‬المستوطنين‮»‬،‭ ‬وتتعاظم‭ ‬جرائم‭ ‬الكراهية‭ ‬ضد‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬غير‭ ‬يهودي‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬المؤسسة‭ ‬اليمينية‭ ‬المتطرفة‭ ‬الحاكمة‭ ‬في‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬توالت‭ ‬الاعتداءات‭ ‬اليهودية‭ ‬على‭ ‬المسيحيين‭ ‬ومقدساتهم،‭ ‬حيث‭ ‬تعرضت‭ ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬كنائس‭ ‬وأديرة‭ ‬ورهبان‭ ‬ومقابر‭ ‬مسيحية‭ ‬عدة‭ ‬إلى‭ ‬أعمال‭ ‬تدنيس‭ ‬وتخريب،‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أنها‭ ‬متناغمة‭ ‬مع‭ ‬سياسات‭ ‬حكومة‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬التي‭ ‬تعطي‭ ‬الضوء‭ ‬الأخضر‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الاعتداءات‭ ‬ضد‭ ‬المسلمين‭ ‬والمسيحيين‭ ‬نتيجة‭ ‬حملات‭ ‬التحريض‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬حاخامات‭ ‬يهود‭ ‬ينشرون‭ ‬فكرا‭ ‬ظلاميا‭ ‬في‭ ‬أوساط‭ ‬قطعان‭ ‬الشباب‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الاستعماري‭/ ‬‮«‬الاستيطاني‮»‬‭ ‬وتنظيمهم‭ ‬الإرهابي‭ ‬‮«‬دفع‭ ‬الثمن‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬يدعونهم،‭ ‬علانية،‭ ‬لاستهداف‭ ‬دور‭ ‬العبادة‭ ‬المسيحية‭ ‬والإسلامية‭.‬

وبحسب‭ ‬البيانات،‭ ‬ارتفعت‭ ‬الاستفزازات‭ ‬والاعتداءات‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬المقدسات‭ ‬المسيحية‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬التاريخية‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬منطقة‭ ‬القدس،‭ ‬كثير‭ ‬منها‭ ‬غير‭ ‬موثقة‭ ‬ولا‭ ‬يستهان‭ ‬بعددها،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الاعتداءات‭ ‬شبه‭ ‬اليومية‭ ‬من‭ ‬حالات‭ ‬بصق‭ ‬على‭ ‬رهبان‭ ‬وراهبات‭ ‬تحديدا‭ ‬في‭ ‬البلدة‭ ‬القديمة‭ ‬بالقدس،‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬الفاتيكان‭ ‬الذي‭ ‬قلما‭ ‬يصدر‭ ‬بيانات‭ ‬عما‭ ‬يحصل‭ ‬في‭ ‬القدس‭ ‬القديمة‭ ‬توجه‭ ‬إلى‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬الأب‭ (‬فرانشسكو‭ ‬فاتون‭) ‬حارس‭ ‬الأراضي‭ ‬المقدسة‭ ‬ومندوب‭ ‬الفاتيكان،‭ ‬مطالباً‭ ‬‮«‬بوقف‭ ‬هذه‭ ‬الاعتداءات‭ ‬القاسية‭ ‬ومعاقبة‭ ‬المعتدين‮»‬،‭ ‬فيما‭ ‬طالبت‭ ‬جهات‭ ‬كنسية‭ ‬أخرى‭ ‬بالتدخل‭ ‬الدولي‭ ‬‮«‬لأن‭ ‬السلطات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬لا‭ ‬تعالج‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬بجدية‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬قالت‭ (‬يسكا‭ ‬هارني‭) ‬الباحثة‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬المسيحية‭ ‬والمقربة‭ ‬من‭ ‬الكنائس‭: ‬‮«‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬السنة،‭ ‬أي‭ ‬مع‭ ‬تشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف‭ ‬في‭ ‬إسرائيل،‭ ‬يلاحظ‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬ارتفاعاً‭ ‬حاداً‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬الاعتداءات‭ ‬على‭ ‬الكهنة‭ ‬والأماكن‭ ‬المقدسة‭ ‬المسيحية‭ ‬بل‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬العنف‭ ‬والجرأة‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬الاعتداءات‭. ‬فإذا‭ ‬كانوا‭ ‬يبصقون‭ ‬على‭ ‬رجل‭ ‬دين‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬ويختبئون،‭ ‬فإنهم‭ ‬اليوم‭ ‬يفعلون‭ ‬ذلك‭ ‬علنا‮»‬‭. ‬من‭ ‬جانبه،‭ ‬قال‭ ‬الكاتب‭ ‬الإسرائيلي‭ (‬نير‭ ‬حسون‭) ‬أن‭ ‬‮«‬عدد‭ ‬الاعتداءات‭ ‬العنيفة‭ ‬وأعمال‭ ‬تخريب‭ ‬ممتلكات‭ ‬المسيحيين‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المسيحية‭ ‬في‭ ‬القدس‭ ‬قفز‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬السنة،‭ ‬ورؤساء‭ ‬الكنائس‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬يربطون‭ ‬ذلك‭ ‬بالأجواء‭ ‬السائدة‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬الحالية‭. ‬مصادر‭ ‬في‭ ‬الكنائس‭ ‬تقول‭ ‬إن‭ ‬الشرطة‭ ‬لا‭ ‬تتعامل‭ ‬بجدية‭ ‬بما‭ ‬فيه‭ ‬الكفاية‭ ‬مع‭ ‬الوضع‭ ‬وهي‭ ‬ترفض‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬ترى‭ ‬في‭ ‬تراكم‭ ‬الأحداث‭ ‬العنيفة‭ ‬ظاهرة‭. ‬جزء‭ ‬صغير‭ ‬من‭ ‬الأحداث‭ ‬يتم‭ ‬الإبلاغ‭ ‬عنها‭ ‬للشرطة،‭ ‬وفعليا‭ ‬عددها‭ ‬أكبر‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬العدد‭ ‬المعروف‮»‬‭. ‬كما‭ ‬فند‭ ‬الصحفي‭ (‬دورون‭ ‬كورين‭) ‬في‭ ‬مقالة‭ ‬نشرها‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬هآرتس‮»‬‭ ‬الاعتداءات‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬المسيحيين،‭ ‬حيث‭ ‬اعتبرها‭ ‬‮«‬أسوأ‭ ‬من‭ ‬حماقة،‭ ‬فهي‭ ‬جريمة‮»‬‭. ‬وأضاف‭: ‬‮«‬يقودها‭ ‬نشطاء‭ ‬عنصريون‭ ‬من‭ ‬اليمين‭ ‬المتطرف،‭ ‬من‭ ‬تلامذة‭ ‬مئير‭ ‬كهانا،‭ ‬وتدل‭ ‬بصورة‭ ‬أساسية‭ ‬على‭ ‬الضعف‭ ‬الروحاني‭ ‬لليهودية،‭ ‬التي‭ ‬فقدت‭ ‬ثقتها‭ ‬بنفسها‭ ‬في‭ ‬أرض‭ ‬إسرائيل‭ ‬تحديداً‮»‬‭.‬

الموقف‭ ‬العدائي‭ ‬من‭ ‬المسيحيين‭ ‬يحركه‭ ‬الموقف‭ ‬الوطني‭ ‬والقومي‭ ‬الثابت‭ ‬والصريح‭ ‬لهؤلاء‭ ‬مقرونا‭ ‬بالتوجه‭ ‬القومي‭ ‬والديني‭ ‬اليهودي‭ ‬المتطرف‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬الكراهية‭ ‬ضمن‭ ‬نهج‭ ‬تتبناه‭ ‬الدولة‭ ‬الصهيونية‭ ‬تجاه‭ ‬المسيحيين،‭ ‬بهدف‭ ‬طمس‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬عربي‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬واستبداله‭ ‬باليهودي،‭ ‬مع‭ ‬محاولة‭ ‬إفراغ‭ ‬فلسطين‭ ‬من‭ ‬مسيحييها‭ ‬‮«‬ملح‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‮»‬‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬المشروع‭ ‬الصهيوني‭ ‬الذي‭ ‬يريد‭ ‬إقامة‭ ‬دولة‭ ‬يهودية‭ ‬خالصة‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬فلسطين‭!!‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا