كانت بعثة النبي محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) رحمة لكل العالمين قال تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) 107 سورة الأنبياء.
وقد تردد وصف النبي (صلى الله عليه وسلم) بالرحمة كثيرا في القرآن الكريم ومن ذلك قوله تعالى: (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) 159 سورة آل عمران، وقوله تعالى: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم)128 سورة التوبة.
وقد تعددت مظاهر رحمته (صلى الله عليه وسلم) وتنوعت فوسعت المسلمين وغير المسلمين واتسعت للأصدقاء والأعداء وشملت الأحرار والأرقاء وامتدت إلى الكبار والصغار واستوعبت الإنس والحيوان والطير.
فمن رحمته بالمسلمين:
1-جاءت ابنته فاطمة تشكو من خدمة البيت وتطلب خادما فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «أأعطيك وأدع أهل الصُّفة تُطوى بطونهم؟ أأعطيك وأدع يتامى بدر؟» أي إنه (صلى الله عليه وسلم ) لم يؤثر ابنته على غيرها من المسلمين.
2- هاجر رجل من اليمن إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأراد الجهاد في سبيل الله فقال له الرسول (صلى الله عليه وسلم): «هل باليمن أبواك؟ قال: نعم قال: هل أذنا لك بالجهاد؟ قال الرجل: لا، فقال الرسول (صلى الله عليه وسلم): ارجع إلى أبويك فاستأذنهما»، فلم يرض الرسول (صلى الله عليه وسلم) لهذا الرجل الجهاد معه مع أن الجهاد ذُرْوَة سنام الإسلام بغير إذن أبويه.
3- شكا إليه رجل أنه يتأخر عن صلاة الصبح مع الجماعة لأن فلانا يطيل بالناس فغضب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وقال: «إن منكم منفرين فأيكم صلى بالناس فليخفف فإن فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة».
4-وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «إني لأقوم في الصلاة أريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز -أخفف - في صلاتي كراهية أن أشق على أمه».
ومن رحمته بالمشركين:
قالت أسماء بنت أبى بكر (رضى الله عنها) قدمت علي أمي وهي مشركة بهدية فأبيت أن أدخلها إلى بيتي وأن أقبل هديتها حتى أسأل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال رسول الله: «صِلي أمك».
ومن رحمته بالأطفال:
أبصر الأقرع بن حابس (رضى الله عنه) النبي (صلى الله عليه وسلم) يُقَبِّل الحسن فقال له: إن لي عشرة من الأولاد ما قبلت منهم أحدا فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: «أو أملك لك أن نزع الله من قبلك الرحمة من لا يَرحم لا يُرحم».
ومن رحمته بالحيوان:
نهى عن التحريش بين البهائم ونهى عن خِصاء البهائم وقال (صلى الله عليه وسلم): «دخلت امرأة النار في هرة حبستها فلا هي أطعمتها وسقتها ولا هي تركتها تأكل من خَشاش الأرض».
هذا قليل من كثير ونقطة من بحر من الجوانب الإنسانية لخير البشرية (صلى الله عليه وسلم).
الشيخ / عثمان إبراهيم عامر
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك