لندن - رويترز: واجه تعهد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بوقف طالبي اللجوء الذين يصلون إلى البلاد في قوارب صغيرة عبر القنال الانجليزي انتكاسة كبيرة أمس الخميس عندما قضت محكمة الاستئناف بأن خطته لترحيل طالبي اللجوء الى رواندا غير قانونية. وبموجب اتفاق مبدئي بقيمة 140 مليون جنيه استرليني (177 مليون دولار) أبرم العام الماضي خططت بريطانيا لإرسال عشرات الآلاف من طالبي اللجوء الذين يصلون إلى شواطئها في رحلة تمتد لأكثر من 6400 كيلومتر إلى الدولة الواقعة في شرق إفريقيا.
ويقول منتقدون ان هذه السياسة غير انسانية ولن تنجح. وخلصت محكمة الاستئناف أمس بأغلبية اثنين إلى واحد إلى أنه لا يمكن اعتبار رواندا دولة ثالثة امنة. فيما قال سوناك إن الحكومة البريطانية ستسعى للطعن في قرار المحكمة. وأضاف في بيان «أنا أحترم المحكمة لكنني أختلف بشكل أساسي مع قرارها. رواندا بلد امن... سنسعى الآن للحصول على اذن لاستئناف هذا القرار أمام المحكمة العليا». ويمثل الحكم ضربة كبيرة لسوناك الذي يواجه مشكلات منها التضخم المرتفع وارتفاع أسعار الفائدة وتراجع الشعبية وسط ضغوط متزايدة من حزبه والمواطنين للتعامل مع الاعداد المتزايدة من طالبي اللجوء الذين يكلفون الدولة ثلاثة مليارات جنيه استرليني سنويا لاستيعابهم.
وأصدرت محكمة حقوق الإنسان الاوروبية قرارا عرقل في اللحظات الأخيرة أول رحلة مزمعة لترحيل طالبي اللجوء العام الماضي وأمرت المحكمة بمنع ترحيل أي طالب لجوء لحين انتهاء الاجراءات القضائية في بريطانيا. وكانت المحكمة العليا في لندن قد قضت في ديسمبر بمشروعية سياسة الترحيل لكن عددا من طالبي اللجوء من عدة بلدان مثل سوريا والعراق وإيران ومنظمات مدافعة عن حقوق الإنسان طعنوا في القرار.
وقالت محكمة الاستئناف ان أوجه القصور في نظام اللجوء في رواندا تعني أن هناك أسبابا جوهرية للاعتقاد بأن أولئك الذين سيرسلون إلى هناك سيجري إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية، حيث سيواجهون «الاضطهاد أو غيره من أشكال المعاملة غير الإنسانية». وحتى لو كان قرار محكمة الاستئناف في صالح الحكومة فانه كان من المستبعد أن تبدأ رحلات الترحيل هذا العام. وقالت الحكومة في الاسبوع الحالي ان ترحيل كل طالب لجوء الى رواندا سيتكلف 169 ألف جنيه استرليني (213 ألفا و450 دولارا) في المتوسط.
فيما يقول منتقدون إن سياسات الحكومة تهدف إلى حشد الدعم السياسي ولن تحل المشكلات الاساسية. ويضيفون أنه لا توجد حاليا مسارات قانونية لمعظم الفارين من الحروب أو الاضطهاد لتقديم طلب اللجوء لدخول بريطانيا ولذا يرى الكثير منهم أن ركوب القوارب الصغيرة الخطرة هو الخيار الوحيد. وفي العام الماضي وصل عدد قياسي بلغ 45755 شخصا إلى بريطانيا في قوارب صغيرة عبر القنال الانجليزي معظمهم من فرنسا. ووصل 11 ألفا منذ بداية العام الجاري حتى الان في معدل مماثل للنصف الأول من عام 2022.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك