عزيزي فاء...
اعتبرها آخر كلماتي، بل آخر وصاياي...
المعذرة، وإن حق الاعتذار، المعذرة لما آلت إليه الأقدار.
إنه ليحزنني ويدمي فؤادي، ما آلت إليه أحوالنا، وغدونا كل في عالمه، إنه قدرُ وطريق كل سيصله؟
نعم تلازمنا نيفاً من الزمان، وكنا ونعم الرفقة، نقطن نفس المكان وتربطنا أواصر الدم واللحم. كلانا يكمل الآخر، وكلانا لا يحتمل البقاء بلا صاحبه، ذلك الرابط الوشيج بيننا كان محطاً للأنظار، وحديث القاصي والدان.
دعنا نستذكر سابق عهدنا، لقد نشأنا وترعرعنا في نفس الحي، غذيتني بفكرك ومنحتك عاطفتي.
كنا نتقاسم مأكلنا، أفكارنا وأيضاً حواراتنا. لطالما أسديتنُي بالنصيحة، أوافقك الرأي في الأحيان، واختلف معك أحياناً أخرى، فهذا حتماً لا يفسد للود قضية!
أضف إلى ذلك أوقات استرخائنا سويعات، كل في عالمه، وخيالاته، هي مجموعة صور، وأفكار تتطاير، وتدور كالدوامة في أعماقك تصطدم ببعضها، ثم تتبخر كهيئة ضباب، هي دائرة تتمركز أنت بداخلها.
عبثاً تحاول الخروج من تلك الدائرة التي حشرت نفسك بها، فتلجأ إليّ لتستنير.
ذلك التناغم والألفة بيننا كانت تنير طريقنا دوماً، ونتألق دائماً في جميع محطاتنا.
استحلفك أن تفضي ما يجول في خاطرك، بحق الصداقة والعشرة القائمة، بحق الأيام الجميلة.
لم هذا الصمت!!!
نعم.. أعلم لقد تكومت عليك الرزايا، وأضحيت متجهماً واجماً لا تحسن التصرف.
مذ، انهالت عليك النوائب وأنت متذبذب.
أتشك لحظة في ولائي لك! أتشك في انشغالي بك آناء الليل وأطراف النهار، ألم أكن ساهراً أعد الدقائق بل والساعات، عندما خضعت لتلك العملية الجراحية، ريثما ينتهي كل شيء وتفيق من غفوتك!
نعم ليلتها، عادت الأمور إلى نصابها، واحتفلنا ليلتها، وغدونا نرتع وننهل من ملذات الحياة وبهرجتها.
لكن ذلك الحادث الأليم الذي على حين غرة أنهى كل شيء، وأفقدني صوابي حتى توقف كل شيء، لم أعد قادراً على التفكير، ولا على المواجهة!
أعلم بأنني في النهاية سأجد لي شريكا آخر، لكنًني سأظل دائم التفكير بك، دائم الاحتياج إلى مشاعرك الجياشة
الآن دع نفسك تسبح في غمراتها، واسكن روحك السلام.
وداعاً.
أخي ورفيق دربي عين...
فضلكً لا أنساه، ومواقفك تاج على رأسي. أظنك الآن.. في حال يرثى لها، وفي وضع لا يسر، تكاد تكون أنت القلق إن لم تكن فعلاً هو!
أمضيتً دهراً في عملك الشاهق، وحملت الكثير والكثير، تضج نفسك في متاهات لا حصر لها، تثقل نفسك، تحمل على عاتقك الكثير، تأخذ ذلك الدورُ الذي أكبر من حجمك وتنغمس فيه، تدعي بأنك أهلاً له، تتظاهر بالسمو، وكأنك المحلل والفيلسوف.
تضع نفسك عرضة للقيل والقال، تظهر أحياناً اللامبالاة، ولكن ذلك لا يليق بك.
أنت في بحبوحة ورغد يغبطك به الآخرون.
لا تهنأ ولا تهدأ حتى تفرغ كل ما لديك.
أنت الآن في المنطقة الآمنة، تستطيع الوصول إلى بر الأمان، تطلب الراحة والاستجمام في منتجعك الوثير.
الآن لك مني ألف تحية وسلام.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك