العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

محكمة التاريخ تلاحق هنري كيسنجر

بقلم: د. رمزي بارود

السبت ٠١ يوليو ٢٠٢٣ - 02:00

ليس‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬السبب‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬المثقفين‭ ‬الغربيين‭ ‬ينزلون‭ ‬هنري‭ ‬كيسنجر،‭ ‬البالغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬100‭ ‬عام،‭ ‬منزلة‭ ‬الرجل‭ ‬صاحب‭ ‬الرؤية‭ ‬الثاقبة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالطريقة‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يعتمدها‭ ‬لخدمة‭ ‬دور‭ ‬الغرب‭ ‬للرد‭ ‬على‭ ‬الحرب‭ ‬بين‭ ‬روسيا‭ ‬وأوكرانيا‭. ‬

لكن‭ ‬هل‭ ‬لدى‭ ‬السياسي‭ ‬المعمر‭ ‬إجابات؟

كان‭ ‬لكل‭ ‬صراع‭ ‬عالمي‭ ‬كبير‭ ‬شاركت‭ ‬فيه‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وحلفاؤها‭ ‬في‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬مفكروه‭ ‬المعتمدون‭ ‬من‭ ‬الدولة‭. ‬فهؤلاء‭ ‬المفكرون‭ ‬المعتمدون‭ ‬هم‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬عادةً‭ ‬ما‭ ‬يشرحون‭ ‬ويبررون‭ ‬ويروجون‭ ‬لموقف‭ ‬الغرب‭ ‬لأبناء‭ ‬وطنهم‭ ‬أولاً،‭ ‬ثم‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭.‬

إنهم‭ ‬ليسوا‭ ‬‮«‬مثقفين‮»‬‭ ‬في‭ ‬التعريف‭ ‬الدقيق‭ ‬للمصطلح،‭ ‬لأنهم‭ ‬نادرًا‭ ‬ما‭ ‬يستخدمون‭ ‬التفكير‭ ‬النقدي‭ ‬للتوصل‭ ‬إلى‭ ‬استنتاجات‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬تتوافق‭ ‬مع‭ ‬الموقف‭ ‬الرسمي‭ ‬أو‭ ‬المصالح‭ ‬الرسمية‭ ‬للحكومات‭ ‬الغربية‭. ‬وبدلاً‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬فإنهم‭ ‬يدافعون‭ ‬عن‭ ‬المواقف‭ ‬المهيمنة‭ ‬داخل‭ ‬خيوط‭ ‬السلطة‭ ‬المختلفة‭ ‬ويدافعون‭ ‬عنها‭.‬

في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان،‭ ‬يتمتع‭ ‬هؤلاء‭ ‬المثقفون‭ ‬بامتياز‭ ‬الوقت‭. ‬ففي‭ ‬حالة‭ ‬العراق،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬عمل‭ ‬مفكرو‭ ‬المحافظين‭ ‬الجدد،‭ ‬أمثال‭ ‬برنارد‭ ‬لويس،‭ ‬بلا‭ ‬كلل‭ ‬ولا‭ ‬ملل‭ ‬للترويج‭ ‬للحرب،‭ ‬التي‭ ‬انتهت‭ ‬بغزو‭ ‬العراق‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2003‭.‬

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المحافظين‭ ‬الجدد‭ ‬قد‭ ‬استمروا‭ ‬في‭ ‬دعمهم‭ ‬بقوة‭ ‬لمشاركة‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الطفرات‭ ‬العسكرية‭ ‬وما‭ ‬شابه‭ ‬ذلك،‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬تهميشهم‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ -‬وإن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بشكل‭ ‬دائم‭- ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مجموعة‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬المثقفين،‭ ‬الذين‭ ‬دعموا‭ ‬وجودًا‭ ‬عسكريًا‭ ‬أمريكيًا‭ ‬أقوى‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬آسيا‭ ‬والمحيط‭ ‬الهادئ‭. ‬

كان‭ ‬للغرب‭ ‬أيضًا‭ ‬مفكروه‭ ‬الخاصون‭ ‬الذين‭ ‬سيطروا‭ ‬على‭ ‬عناوين‭ ‬الأخبار‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بـ‮«‬الربيع‭ ‬العربي‮»‬‭. ‬لعب‭ ‬أمثال‭ ‬الفيلسوف‭ ‬الفرنسي‭ ‬برنارد‭ ‬هنري‭ ‬ليفي‭ ‬دورًا‭ ‬تخريبيًا‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬وعمل‭ ‬على‭ ‬تشكيل‭ ‬النتائج‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬بأكمله،‭ ‬متظاهرا‭ ‬بأنه‭ ‬مفكر‭ ‬منشق‭ ‬ومدافع‭ ‬كبير‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والديمقراطية‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

من‭ ‬لويس‭ ‬وليفي‭ ‬إلى‭ ‬الآخرين،‭ ‬مارس‭ ‬المثقف‭ ‬الغربي‭ ‬القوي‭ ‬دورا‭ ‬يتجاوز‭ ‬دوره‭ ‬كرجل‭ ‬فكر‭ ‬وثقافة‭. ‬لقد‭ ‬لعبوا‭ ‬تقليديًا‭ ‬دورًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬سياسيين‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاتهم‭ ‬أو‭ ‬منتخبين‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭.‬

كذلك‭ ‬فإن‭ ‬هنري‭ ‬كيسنجر‭ ‬يمثل‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭ ‬ظاهرة‭ ‬مثيرة‭ ‬للاهتمام‭ ‬ومختلفة‭ ‬بعض‭ ‬الشيء‭.‬

إنه‭ ‬السياسي‭ ‬الأمريكي‭ ‬الغربي‭ ‬المثالي،‭ ‬الذي‭ ‬أثر‭ ‬في‭ ‬حقبة‭ ‬كاملة‭ ‬من‭ ‬السياسة‭ ‬الواقعية‭. ‬نادرًا‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬مفاهيم‭ ‬مثل‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والديمقراطية‭ ‬والاعتبارات‭ ‬الأخلاقية‭ ‬الأخرى‭ ‬عوامل‭ ‬في‭ ‬نهجه‭ ‬المتشدد‭ ‬للسياسة‭ ‬طوال‭ ‬فترات‭ ‬عمله‭ ‬وزيرا‭ ‬للخارجية‭ ‬ومستشارا‭ ‬للأمن‭ ‬القومي‭ ‬وأدوارا‭ ‬سياسية‭ ‬أخرى‭ ‬رسمية‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬رسمية‭ ‬تقلدها‭ ‬في‭ ‬حياته‭ ‬المديدة‭ ‬التي‭ ‬بلغت‭ ‬القرن‭.‬

فبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬كيسنجر،‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬يهم‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬هو‭ ‬الهيمنة‭ ‬الغربية،‭ ‬وخاصة‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬نموذج‭ ‬القوة‭ ‬الحالي‭ ‬للهيمنة‭ ‬الغربية‭ ‬العالمية‭ ‬بأي‭ ‬ثمن‭.‬

وبالتالي،‭ ‬فإن‭ ‬فكر‭ ‬كيسنجر‭ ‬هو‭ ‬نتيجة‭ ‬تجارب‭ ‬الحياة‭ ‬الواقعية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بخبرته‭ ‬الطويلة‭ ‬في‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الأمريكية‭ ‬والحرب‭ ‬الباردة‭ ‬والصراعات‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تشمل‭ ‬بشكل‭ ‬رئيسي‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وروسيا‭ ‬والصين‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬ومجموعة‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭.‬

هناك‭ ‬اختلاف‭ ‬آخر‭ ‬بين‭ ‬هنري‭ ‬كيسنجر‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬والمثقفين‭ ‬الآخرين‭ ‬الذين‭ ‬ترعاهم‭ ‬الدولة‭ ‬وتدعمهم،‭ ‬وهو‭ ‬أن‭ ‬‮«‬حكمة‮»‬‭ ‬كيسنجر‭ ‬يتم‭ ‬الاستعانة‭ ‬بها‭ ‬اليوم‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬حدث‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ - ‬حسب‭ ‬ادعاءات‭ ‬الغرب‭- ‬بتحريض‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وحلف‭ ‬الناتو‭. ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬تعتقد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬أنها‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬دفاع‭ ‬عن‭ ‬النفس‭.‬

عادة،‭ ‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬هو‭ ‬الحال‭. ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬يقوم‭ ‬مثقفو‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬الغربية‭ ‬بصياغة‭ ‬السياسات‭ ‬مسبقًا،‭ ‬وتعزيزها‭ ‬وتبريرها‭ ‬أثناء‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬السياسات‭.‬

أما‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬كيسنجر،‭ ‬فقد‭ ‬سعى‭ ‬المثقفون‭ ‬الغربيون‭ ‬إلى‭ ‬الاستعانة‭ ‬بما‭ ‬يسمونه‭ ‬‮«‬حكمته‮»‬‭ ‬نتيجة‭ ‬يأسهم‭ ‬الواضح،‭ ‬مما‭ ‬يعكس‭ ‬فشلهم‭ ‬في‭ ‬قراءة‭ ‬الأحداث‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭ ‬والرد‭ ‬عليها،‭ ‬بطريقة‭ ‬موحدة‭ ‬واستراتيجية‭ ‬فعالة‭.‬

يبدو‭ ‬الأمر‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬أن‭ ‬هنري‭ ‬كيسنجر‭ ‬وعمره‭ ‬100‭ ‬عام‭ ‬يمكن‭ ‬لنبوءته‭ ‬بالتالي‭ ‬أن‭ ‬تنقذ‭ ‬الغرب‭ ‬من‭ ‬الغزو‭ ‬المفترض‭ ‬للجحافل‭ ‬القادمة‭ ‬من‭ ‬الشرق‭.‬

ويدعم‭ ‬هذا‭ ‬الادعاء‭ ‬التصريح‭ ‬السيئ‭ ‬السمعة‭ ‬الذي‭ ‬أدلى‭ ‬به‭ ‬رئيس‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬جوزيف‭ ‬بوريل،‭ ‬عندما‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬‮«‬أوروبا‭ ‬حديقة‭... (‬لكن‭) ‬معظم‭ ‬بقية‭ ‬العالم‭ ‬غابة‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬تكمن‭ ‬المشكلة‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬‮«‬كيسنجر‮»‬‭ ‬لا‭ ‬يبدو‭ ‬أنه‭ ‬يتخذ‭ ‬قرارًا‭ ‬بشأن‭ ‬المسار‭ ‬الصحيح‭ ‬للعمل؛‭ ‬لأن‭ ‬الصورة‭ ‬في‭ ‬ذهنه‭ ‬تعد‭ ‬أيضا‭ ‬ضبابية‭.‬

في‭ ‬مقابلة‭ ‬حديثة‭ ‬مع‭ ‬مجلة‭ ‬الإيكونوميست،‭ ‬تناقض‭ ‬كيسنجر‭ ‬بشكل‭ ‬حاد‭ ‬مع‭ ‬التعليقات‭ ‬السابقة‭ ‬التي‭ ‬أدلى‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬منتدى‭ ‬نظمه‭ ‬مجلس‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‭.‬

في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬صرح‭ ‬كيسنجر‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬توسيع‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬خارج‭ ‬سياقه‭ ‬الحالي‭ ‬بدا‭ ‬لي‭ ‬إجراءً‭ ‬غير‭ ‬حكيم‮»‬‭.‬

بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬إرث‭ ‬كيسنجر،‭ ‬بدا‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬منطقيًا‭ ‬بدرجة‭ ‬كافية‭ ‬كنقطة‭ ‬انطلاق‭ ‬للحوار‭ ‬المستقبلي،‭ ‬لكن‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬المحللين‭ ‬والإيديولوجيين‭ ‬الغربيين‭ ‬على‭ ‬تعليق‭ ‬كيسنجر‭ ‬أجبره‭ ‬على‭ ‬تغيير‭ ‬موقفه‭.‬

في‭ ‬مقال‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬The‭ ‬Spectator‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2022،‭ ‬صاغ‭ ‬كيسنجر‭ ‬خطته‭ ‬للسلام،‭ ‬وهي‭ ‬خطة‭ ‬تضمن‭ ‬‮«‬حرية‭ ‬أوكرانيا‮»‬‭ ‬ضمن‭ ‬‮«‬الهيكل‭ ‬الدولي‮»‬‭ ‬الجديد،‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يسمح‭ ‬لروسيا‭ ‬‮«‬بالعثور‭ ‬على‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬النظام‮»‬‭.‬

وبالنسبة‭ ‬لأوكرانيا‭ ‬وحلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي،‭ ‬اقترح‭ ‬كيسنجر‭ ‬أن‭ ‬نوعًا‭ ‬من‭ ‬‮«‬عملية‭ ‬السلام‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تربط‭ ‬أوكرانيا‭ ‬بحلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي،‭ ‬مهما‭ ‬تم‭ ‬التعبير‭ ‬عنها‮»‬‭. ‬هذا‭ ‬أيضًا‭ ‬تم‭ ‬رفضه،‭ ‬وبصوت‭ ‬عالٍ،‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الكثيرين‭.‬

بعد‭ ‬عام‭ ‬تقريبا‭ ‬من‭ ‬بدء‭ ‬الحرب،‭ ‬ابتعد‭ ‬كيسنجر‭ ‬أكثر‭ ‬عن‭ ‬موقفه‭ ‬الأصلي،‭ ‬بإعلانه‭ ‬أن‭ ‬عضوية‭ ‬أوكرانيا‭ ‬في‭ ‬الناتو‭ ‬ستكون‭ ‬‮«‬النتيجة‭ ‬المناسبة‮»‬‭ ‬للحرب‭. ‬وأخيرًا،‭ ‬في‭ ‬حواره‭ ‬المطول‭ ‬مع‭ ‬مجلة‭ ‬الإيكونوميست،‭ ‬ربط‭ ‬هنري‭ ‬كيسنجر‭ ‬عضوية‭ ‬أوكرانيا‭ ‬في‭ ‬حلف‭ ‬الناتو‭ ‬بـ«سلامة‭ ‬أوروبا‮»‬‭ ‬ذاتها‭.‬

سيكون‭ ‬من‭ ‬المناسب‭ ‬الادعاء‭ ‬بأن‭ ‬التناقضات‭ ‬الواضحة‭ ‬في‭ ‬موقف‭ ‬هنري‭ ‬كيسنجر‭ ‬كانت‭ ‬ضرورية‭ ‬بسبب‭ ‬الأحداث‭ ‬الجديدة‭ ‬على‭ ‬الأرض‭.‬

لكن‭ ‬لم‭ ‬يتغير‭ ‬شيء‭ ‬يذكر‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬أدلى‭ ‬هنري‭ ‬كيسنجر‭ ‬بأول‭ ‬تصريح‭ ‬له‭ ‬عندما‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬إمكانية‭ ‬نشوب‭ ‬حرب‭ ‬عالمية،‭ ‬وحتى‭ ‬نووية،‭ ‬تظل‭ ‬حقيقية‭.‬

المشكلة‭ ‬بالطبع‭ ‬ليست‭ ‬كيسنجر‭ ‬نفسه‭. ‬فالأزمة‭ ‬ذات‭ ‬شقين‭: ‬الغرب‭ ‬غير‭ ‬مستعد‭ ‬لقبول‭ ‬أن‭ ‬الحرب،‭ ‬لمرة‭ ‬واحدة،‭ ‬لن‭ ‬تحل‭ ‬مشاكله،‭ ‬ولكن‭ ‬الغرب‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬أيضًا‭ ‬بديل‭ ‬عن‭ ‬إنهاء‭ ‬الصراع،‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إثارة‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الصراعات‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا