العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

أين ذهبتْ أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة؟

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

السبت ٠١ يوليو ٢٠٢٣ - 02:00

ألقى‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أنطونيو‭ ‬غوتيريش‭ ‬كلمة‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬‮«‬ميثاق‭ ‬التمويل‭ ‬العالمي‭ ‬الجديد‮»‬‭ ‬التي‭ ‬عُقدت‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬في‭ ‬22‭ ‬يونيو‭ ‬2023‭ ‬وتهدف‭ ‬إلى‭ ‬البحث‭ ‬في‭ ‬طرق‭ ‬تعديل‭ ‬النظام‭ ‬المالي‭ ‬العالمي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إصلاح‭ ‬بنوك‭ ‬التنمية‭ ‬العالمية،‭ ‬مثل‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬والبنك‭ ‬الدولي،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬المساعدة‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬تداعيات‭ ‬الفقر‭ ‬والتغير‭ ‬المناخي،‭ ‬حيث‭ ‬دعا‭ ‬ضمن‭ ‬كلمته‭ ‬إلى‭ ‬عدة‭ ‬أمور‭ ‬منها‭ ‬توفير‭ ‬50‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬سنوياً‭ ‬لتحقيق‭ ‬‮«‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬الحقيقة‭ ‬فقد‭ ‬ذكَّرني‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بأهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬التي‭ ‬وافقت‭ ‬عليها‭ ‬الدول‭ ‬قبل‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬عقدٍ‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬والآن‭ ‬نسيتها‭ ‬الأمم‭ ‬والشعوب‭ ‬والحكومات‭ ‬وأصبحت‭ ‬حالياً‭ ‬في‭ ‬غرفة‭ ‬الإنعاش،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬أيضاً‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر‭ ‬تُضاف‭ ‬معاهدة‭ ‬جديدة‭ ‬إلى‭ ‬مستودع‭ ‬المعاهدات‭ ‬ومخزن‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬والجهود‭ ‬الأممية‭ ‬غير‭ ‬الفاعلة،‭ ‬وآخرها‭ ‬معاهدة‭ ‬‮«‬التنوع‭ ‬الحيوي‭ ‬خارج‭ ‬نطاق‭ ‬القضاء‭ ‬القومي‮»‬‭ ‬في‭ ‬12‭ ‬يونيو‭ ‬2023‭. ‬وهذه‭ ‬المعاهدة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬حماية‭ ‬الحياة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬أعالي‭ ‬وأعماق‭ ‬البحار،‭ ‬وتمخضت‭ ‬عن‭ ‬مفاوضات‭ ‬عقيمة،‭ ‬وجهود‭ ‬كبيرة‭ ‬أُهدرت،‭ ‬وأموال‭ ‬أنفقت‭ ‬وضُيعت‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬نحو‭ ‬20‭ ‬عاماً‭. ‬ولذلك‭ ‬فهذا‭ ‬المبلغ‭ ‬الذي‭ ‬اقترحه‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬هو‭ ‬لإنقاذ‭ ‬خطة‭ ‬‮«‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‮»‬،‭ ‬وعلاج‭ ‬أزمة‭ ‬ضعف‭ ‬وعزوف‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬عن‭ ‬تنفيذها،‭ ‬والإنفاق‭ ‬على‭ ‬إخراجها‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬الطوارئ‭ ‬الصحية‭ ‬التي‭ ‬وُضعت‭ ‬فيها‭.‬

وقد‭ ‬جاءت‭ ‬تقارير‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬التي‭ ‬تتناول‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭ ‬التنموية‭ ‬التي‭ ‬يبلغ‭ ‬عددها‭ ‬17‭ ‬هدفاً‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬البيئي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والاجتماعي،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬أو‭ ‬الإقليمي‭ ‬أو‭ ‬القومي،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬ضعف‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭ ‬على‭ ‬حدٍ‭ ‬سواء،‭ ‬مثل‭ ‬التقرير‭ ‬الرابع‭ ‬المنشور‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬العِلْم‭ ‬لتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭: ‬المستقبل‭ ‬الآن‮»‬‭ ‬(The Future is Now: Science for Achieving Sustainable Development)،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬التقرير‭ ‬الأخير‭ ‬والخامس‭ ‬المنشور‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬يونيو‭ ‬2023‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬الدولية‭: ‬التقرير‭ ‬الخامس‮»‬‭ ‬( Global Sustainable Development Report).‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬أكد‭ ‬التقرير‭ ‬الأخير‭ ‬أن‭ ‬حالة‭ ‬تنفيذ‭ ‬الدول‭ ‬لأهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬قد‭ ‬ساءت‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الخمس‭ ‬الماضية،‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬بالنسبة‭ ‬الى‭ ‬بعض‭ ‬الأهداف‭ ‬فإن‭ ‬العالم‭ ‬اتجه‭ ‬عكسياً‭ ‬وتأخر‭ ‬كثيراً‭ ‬في‭ ‬تحقيقها،‭ ‬مثل‭ ‬استئصال‭ ‬الفقر‭ ‬المدقع،‭ ‬ومواجهة‭ ‬ومكافحة‭ ‬التغير‭ ‬المناخي،‭ ‬وحماية‭ ‬التنوع‭ ‬الحيوي،‭ ‬وخفض‭ ‬الإنفاق‭ ‬العسكري‭ ‬على‭ ‬الأسلحة‭. ‬وهذا‭ ‬التباطؤ‭ ‬والتأخير‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬يؤدي‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬اللحاق‭ ‬بتطبيق‭ ‬جدول‭ ‬أعمال‭ ‬2030،‭ ‬أو‭ ‬أجندة‭ ‬2030‭ ‬التي‭ ‬وافقت‭ ‬عليها‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.‬

وعلاوة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬التقارير‭ ‬الأممية،‭ ‬فهناك‭ ‬دراسات‭ ‬علمية‭ ‬تحليلية‭ ‬منشورة‭ ‬في‭ ‬مجلات‭ ‬مُحَكَّمة‭ ‬قد‭ ‬توصلت‭ ‬إلى‭ ‬النتيجة‭ ‬نفسها‭. ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬نَشرت‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬الطبيعة‮»‬‭ ‬الدولية‭ ‬المعروفة‭ ‬دراسة‭ ‬في‭ ‬20‭ ‬يونيو‭ ‬2023‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬فشل‭ ‬خطة‭ ‬العالم‭ ‬لجعل‭ ‬الإنسانية‭ ‬مستدامة‭. ‬العِلْم‭ ‬يستطيع‭ ‬العمل‭ ‬أكثر‭ ‬لإنقاذها‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬خلصت‭ ‬الدراسة‭ ‬إلى‭ ‬استنتاج‭ ‬مهم‭ ‬جداً‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أهداف‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬تتجه‭ ‬نحو‭ ‬الصخور‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المجلة‭ ‬المرموقة‭ ‬ستُخصص‭ ‬منذ‭ ‬سبتمبر‭ ‬القادم‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬المقالات‭ ‬التحريرية‭ ‬حول‭ ‬حال‭ ‬تنفيذ‭ ‬وتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬وأسباب‭ ‬الفشل‭ ‬في‭ ‬تطبيقها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭.‬

ولذلك‭ ‬في‭ ‬تقديري،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬جانبين‭ ‬أود‭ ‬طرحهما‭ ‬بالنسبة‭ ‬الى‭ ‬أهداف‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة‭. ‬أما‭ ‬الجانب‭ ‬الأول‭ ‬فهو‭ ‬أن‭ ‬سرعة‭ ‬تحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭ ‬التنموية‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المستويات‭ ‬منذ‭ ‬تدشينها‭ ‬لا‭ ‬تتواكب‭ ‬مع‭ ‬سرعة‭ ‬وحجم‭ ‬تداعيات‭ ‬وانعكاسات‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تعالجها‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬وبيئته‭ ‬والمجتمع‭ ‬البشري‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬فالتداعيات‭ ‬العصيبة‭ ‬على‭ ‬وقعت‭ ‬لهذه‭ ‬الأهداف‭ ‬تقدمت‭ ‬كثيراً‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬تحقيق‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬لها،‭ ‬مثل‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬ظاهرة‭ ‬الفقر‭ ‬المدقع‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬ووقوع‭ ‬ظاهرة‭ ‬التغير‭ ‬المناخي‭ ‬وسرعة‭ ‬انكشاف‭ ‬مردوداتها‭ ‬كالزيادة‭ ‬المطردة‭ ‬في‭ ‬سخونة‭ ‬الأرض‭ ‬والتي‭ ‬زادت‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬عن‭ ‬1‭.‬1‭ ‬درجة‭ ‬مئوية،‭ ‬وفي‭ ‬طريقها‭ ‬إلى‭ ‬بلوغ‭ ‬درجة‭ ‬كارثية‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬ومن‭ ‬عليها‭ ‬وهي‭ ‬1‭.‬5‭ ‬درجة‭ ‬مئوية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬حرارة‭ ‬وحمضية‭ ‬مياه‭ ‬البحار‭ ‬وارتفاع‭ ‬مستوى‭ ‬سطح‭ ‬هذه‭ ‬البحار‭ ‬وحدوث‭ ‬الفيضانات‭ ‬المهلكة‭ ‬للحرث‭ ‬والنسل‭ ‬والحجر‭ ‬والشجر،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬اتساع‭ ‬دائرة‭ ‬حرائق‭ ‬الغابات‭ ‬وزيادة‭ ‬تكرار‭ ‬وقوعها‭ ‬ومساحتها،‭ ‬والزيادة‭ ‬المطردة‭ ‬سنوياً‭ ‬في‭ ‬الموجات‭ ‬الحرارية‭ ‬الصيفية‭.  ‬

والجانب‭ ‬الثاني‭ ‬فهو‭ ‬الجهد‭ ‬المتواصل‭ ‬والكبير‭ ‬الذي‭ ‬بُذل‭ ‬خلال‭ ‬الثلاثين‭ ‬سنة‭ ‬الماضية‭ ‬والأموال‭ ‬الباهظة‭ ‬التي‭ ‬أنفقتها‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وحكومات‭ ‬الدول‭ ‬والمنظمات‭ ‬الأهلية،‭ ‬كلها‭ ‬تفوق‭ ‬كثيراً‭ ‬الفائدة‭ ‬التي‭ ‬سيُجنيها‭ ‬الإنسان‭ ‬وبيئته‭ ‬والمجتمع‭ ‬الإنساني‭ ‬برمته‭ ‬من‭ ‬وضعه‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭ ‬التنموية،‭ ‬أي‭ ‬في‭ ‬تقديري‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الأموال‭ ‬التي‭ ‬صرفت‭ ‬والجهود‭ ‬التي‭ ‬ضيعت‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬الأهداف‭ ‬كانت‭ ‬أكثر‭ ‬جدوى‭ ‬وفاعلية‭ ‬وفائدة،‭ ‬لو‭ ‬أنفقتها‭ ‬الدول‭ ‬منذ‭ ‬الثلاثة‭ ‬عقود‭ ‬مباشرة‭ ‬على‭ ‬التنمية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬القُطري‭.‬

ولكي‭ ‬تعرفوا‭ ‬حجم‭ ‬هذا‭ ‬الجهد‭ ‬البدني‭ ‬والعقلي‭ ‬والمال‭ ‬الذي‭ ‬أُنفق‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف،‭ ‬أُقدم‭ ‬لكم‭ ‬تاريخ‭ ‬نشؤ‭ ‬فكرة‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭ ‬التنموية،‭ ‬وكم‭ ‬سنة‭ ‬استغرقت‭ ‬حتى‭ ‬تولَّدت‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭ ‬وتمت‭ ‬الموافقة‭ ‬عليها‭ ‬وعلى‭ ‬تنفيذها‭.‬

فقد‭ ‬بدأت‭ ‬الخطوة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬القمة‭ ‬البيئية‭ ‬التاريخية،‭ ‬قمة‭ ‬الأرض‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬ريو‭ ‬دي‭ ‬جانيرو‭ ‬البرازيلية‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬1992،‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭ ‬وضعت‭ ‬اللبنة‭ ‬الأولى‭ ‬لبناء‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬حيث‭ ‬تمخض‭ ‬عنها‭ ‬جدول‭ ‬أعمال‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين‭(‬أجندة‭ ‬21‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬خطة‭ ‬عمل‭ ‬شاملة‭ ‬لتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬بأركانها‭ ‬الثلاثة،‭ ‬الركن‭ ‬البيئي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والاجتماعي،‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬2000‭ ‬تم‭ ‬اعتماد‭ ‬‮«‬إعلان‭ ‬الألفية‮»‬،‭ ‬ومنها‭ ‬تطوير‭ ‬‮«‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬الألفية‮»‬‭ ‬( Millennium Development Goals)‭ ‬التي‭ ‬تكونت‭ ‬من‭ ‬8‭ ‬أهداف‭ ‬من‭ ‬أهمها‭ ‬استئصال‭ ‬الفقر‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2015‭. ‬وفي‭ ‬مدينة‭ ‬جوهانسبرج‭ ‬بدولة‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬حيث‭ ‬عُقدت‭ ‬القمة‭ ‬الدولية‭ ‬حول‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬تم‭ ‬الإعلان‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2002‭ ‬عن‭ ‬خطة‭ ‬عمل‭ ‬لتنفيذ‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬وإعادة‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬محاربة‭ ‬الفقر‭ ‬وحماية‭ ‬البيئة‭.‬

ثم‭ ‬جاء‭ ‬اجتماع‭ ‬ريو‭-‬20،‭ ‬أو‭ ‬مؤتمر‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬حول‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2012،‭ ‬أي‭ ‬بعد‭ ‬عشرين‭ ‬عاماً‭ ‬من‭ ‬قمة‭ ‬الأرض،‭ ‬حيث‭ ‬وافقت‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تمخض‭ ‬من‭ ‬تقرير‭ ‬‮«‬المستقبل‭ ‬الذي‭ ‬نريد‮»‬‭ ‬من‭ ‬استنتاجات‭ ‬وتصورات،‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬تطوير‭ ‬‮«‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‮»‬‭ ‬والبناء‭ ‬على‭ ‬الجهود‭ ‬المشابهة‭ ‬السابقة،‭ ‬منها‭ ‬‮«‬أهداف‭ ‬الألفية‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬2013‭ ‬قامت‭ ‬الجمعية‭ ‬العمومية‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بتكليف‭ ‬مجموعة‭ ‬عمل‭ ‬مفتوحة‭ ‬لتطوير‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف،‭ ‬وفي‭ ‬سبتمبر‭ ‬2015‭ ‬تبنت‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬جدول‭ ‬أعمال‭ ‬2030‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬الذي‭ ‬احتوى‭ ‬على‭ ‬17‭ ‬هدفاً،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030‭.‬

ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬فشل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬يتماشى‭ ‬ويتطابق‭ ‬مع‭ ‬فشل‭ ‬تنفيذ‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬والمعاهدات‭ ‬الدولية‭ ‬وعدم‭ ‬فاعليتها‭ ‬في‭ ‬علاج‭ ‬المشكلات‭ ‬الدولية‭ ‬المشتركة‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬السرعة‭ ‬والفاعلية‭. ‬وفي‭ ‬تقديري،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬عدة‭ ‬أسباب‭ ‬لهذه‭ ‬الظاهرة،‭ ‬منها‭ ‬بطء‭ ‬وتعقيد‭ ‬آلية‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬منظمات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬حيث‭ ‬إنها‭ ‬تعتمد‭ ‬عادة‭ ‬على‭ ‬إجماع‭ ‬الدول،‭ ‬ومنها‭ ‬أن‭ ‬المعاهدات‭ ‬تأخذ‭ ‬وقتاً‭ ‬طويلاً‭ ‬لترى‭ ‬النور،‭ ‬فهي‭ ‬بعد‭ ‬التفاوض‭ ‬حولها‭ ‬لسنوات‭ ‬عجاف،‭ ‬والتوقيع‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬فإنها‭ ‬تأخذ‭ ‬وقتاً‭ ‬طويلاً‭ ‬للمصادقة‭ ‬عليها‭ ‬ودخولها‭ ‬حيز‭ ‬التنفيذ‭. ‬كذلك‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬الرئيسة‭ ‬لفشل‭ ‬وضعف‭ ‬تنفيذ‭ ‬المعاهدات‭ ‬الأممية‭ ‬هي‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬أدوات‭ ‬حازمة‭ ‬وفاعلة‭ ‬لمراقبة‭ ‬تنفيذ‭ ‬الدول‭ ‬لتعهداتها‭ ‬والتزاماتها،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬آليات‭ ‬للمحاسبة‭ ‬والعقوبة‭ ‬للدول‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تطبق‭ ‬بنود‭ ‬المعاهدة،‭ ‬فهي‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬طوعية‭ ‬وليست‭ ‬الزامية‭. ‬

 

bncftpw@batelco‭.‬com‭.‬bh

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا