العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

العدوان على جنين وارتكاب جرائم حرب صهيونية جديدة

بقلم: مصطفى إبراهيم {

الأربعاء ٠٥ يوليو ٢٠٢٣ - 02:00

مخيم‭ ‬جنين‭ ‬للاجئين‭ ‬هو‭ ‬تجسيد‭ ‬لانتصار‭ ‬الروح‭ ‬الفلسطينية‭ ‬الإنسانية‭ ‬الوقادة‭ ‬بالمقاومة‭ ‬والحرية،‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬العدوان‭ ‬والقتل‭ ‬والجرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬يرتكبها‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬وحكومته‭ ‬الفاشية‭ ‬العنصرية‭.‬

جنين‭ ‬الصمود‭ ‬والمقاومة‭ ‬وروح‭ ‬أطفالها،‭ ‬وقلوبهم‭ ‬المفعمة‭ ‬بالإنسانية‭ ‬والشجاعة‭ ‬ستظل‭ ‬رمزا‭ ‬للبقاء‭ ‬وصناعة‭ ‬الحياة‭ ‬لمستقبل‭ ‬أفضل‭.‬

بدأ‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬عمليته‭ ‬العسكرية‭ ‬الإجرامية‭ ‬بقصف‭ ‬جوي‭ ‬من‭ ‬الطيران‭ ‬الحربي،‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬الأماكن‭ ‬الذي‭ ‬يدعي‭ ‬أنها‭ ‬أماكن‭ ‬للقيادة‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬مسرح‭ ‬الحرية،‭ ‬الذي‭ ‬دمره‭ ‬بالقصف‭ ‬بذريعة‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬جنين‭ ‬كونها‭ ‬مدينة‭ ‬المقاومة‭.‬

العملية‭ ‬العسكرية‭ ‬وأهدافها‭ ‬هي‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬ارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬في‭ ‬القتل‭ ‬والتدمير،‭ ‬لا‭ ‬تخلو‭ ‬من‭ ‬أهداف‭ ‬سياسية‭ ‬للائتلاف‭ ‬الحكومي‭ ‬الفاشي،‭ ‬وضغط‭ ‬قادة‭ ‬المستوطنين‭ ‬ومصالحهم‭ ‬السياسية‭.‬

فالعملية‭ ‬العسكرية‭ ‬العدوانية‭ ‬أصبحت‭ ‬ضرورة‭ ‬للحكومة‭ ‬ونتنياهو‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الإجماع‭ ‬اليهودي‭ ‬على‭ ‬شن‭ ‬عملية‭ ‬عسكرية‭ ‬في‭ ‬جنين‭. ‬العملية‭ ‬في‭ ‬جنين‭ ‬ليست‭ ‬تغييرا‭ ‬استراتيجيا،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬نتنياهو‭ ‬يحاول‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الائتلاف‭ ‬الحاكم،‭ ‬واستمرار‭ ‬حكومته‭.‬

العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬امتداد‭ ‬لعملية‭ ‬كاسر‭ ‬الأمواج‭ ‬المستمرة‭ ‬منذ‭ ‬نحو‭ ‬عام‭ ‬ونصف،‭ ‬والتي‭ ‬ينفذها‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬والملاحظ‭ ‬وجود‭ ‬تناقض‭ ‬في‭ ‬التصريحات‭ ‬عن‭ ‬أهداف‭ ‬العلمية،‭ ‬فالشاباك‭ ‬يقول‭ ‬إن‭ ‬الهدف‭ ‬إزالة‭ ‬خطر‭ (‬الإرهاب‭) ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬الجيش‭ ‬يزعم‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬هو‭ ‬الحد‭ ‬من‭ (‬الإرهاب‭) ‬وأنه‭ ‬غير‭ ‬معني‭ ‬باحتلال‭ ‬مدينة‭ ‬جنين،‭ ‬والأهداف‭ ‬تشمل‭ ‬تنفيذ‭ ‬اعتقالات‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬إنتاج‭ ‬صواريخ‭ ‬وعبوات‭ ‬جانبية‭ ‬وهجمات‭ ‬إطلاق‭ ‬نار‭ ‬مستمرة‭.‬

تصريحات‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬تتمحور‭ ‬حول‭ ‬قيامه‭ ‬بعملية‭ ‬مفاجأة‭ ‬تكتيكية،‭ ‬بقصف‭ ‬عدة‭ ‬مناطق،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬استراتيجية‭ ‬العملية‭ ‬كانت‭ ‬متوقعة‭. ‬والادعاء‭ ‬أن‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬يمتلك‭ ‬معلومات‭ ‬استخباراتية‭ ‬مهمة‭ ‬عجلت‭ ‬من‭ ‬تنفيذ‭ ‬العملية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تقاس‭ ‬بمدتها،‭ ‬لكن‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬العملية‭ ‬ستظل‭ ‬موضع‭ ‬شك،‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬مرتبط‭ ‬بقدرة‭ ‬المقاومة‭ ‬على‭ ‬إيقاع‭ ‬الخسائر‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬الجنود‭ ‬الإسرائيليين،‭ ‬ومقدار‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬ترتكبها‭ ‬قوات‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين‭.‬

تظل‭ ‬أعين‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬على‭ ‬اشتعال‭ ‬المقاومة‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬الضفة،‭ ‬والخوف‭ ‬من‭ ‬رد‭ ‬المقاومة‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬أو‭ ‬اتساع‭ ‬الدائرة‭ ‬ورد‭ ‬المقاومة‭ ‬من‭ ‬لبنان،‭ ‬وما‭ ‬تخشاه‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬رد‭ ‬المقاومة‭ ‬أن‭ ‬ترتبك‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال،‭ ‬والخشية‭ ‬من‭ ‬تآكل‭ ‬شرعية‭ ‬العدوان‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬إبلاغ‭ ‬الإدارة‭ ‬الامريكية‭ ‬بالعملية،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬إرهاب‭ ‬المستوطنين‭ ‬في‭ ‬الضفة،‭ ‬وزيادة‭ ‬رخص‭ ‬بناء‭ ‬المستوطنات‭.‬

إسرائيل‭ ‬تحاول‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬العدوانية‭ ‬الهمجية‭ ‬إعادة‭ ‬الاعتبار‭ ‬لدور‭ ‬السلطة‭ ‬والضغط‭ ‬عليها‭ ‬للقيام‭ ‬بدورها‭ ‬كوكيل‭ ‬أمني‭ ‬وإعادة‭ ‬الحيوية‭ ‬للأجهزة‭ ‬الامنية‭ ‬في‭ ‬التنسيق‭ ‬والتعاون‭ ‬الامني‭.‬

حتى‭ ‬الآن‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬الفلسطينية‭ ‬الرسمية‭ ‬خاصة‭ ‬القيادة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬دون‭ ‬المستوى،‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬المناشدات‭ ‬والإدانات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬ترقى‭ ‬إلى‭ ‬حجم‭ ‬الجرائم‭ ‬وإرهاب‭ ‬المستوطنين‭ ‬والعدوان‭ ‬الصهيوني‭ ‬المستمر‭.‬

الجميع‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬الانتظار‭ ‬رغم‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬ترتكب‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تخويف‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وردعهم،‭ ‬حتى‭ ‬بيان‭ ‬الغرفة‭ ‬المشتركة‭ ‬لفصائل‭ ‬المقاومة‭ ‬جاء‭ ‬ليعبر‭ ‬عن‭ ‬حالة‭ ‬الانتظار،‭ ‬والذي‭ ‬جاء‭ ‬فيه‭ ‬أنها‭ ‬بكل‭ ‬الساحات‭ ‬لن‭ ‬تسمح‭ ‬للعدو‭ ‬بالتغول‭ ‬على‭ ‬أهلنا‭ ‬في‭ ‬جنين‭ ‬أو‭ ‬الاستفراد‭ ‬بهم،‭ ‬وندعو‭ ‬المقاومين‭ ‬إلى‭ ‬الاستعداد‭ ‬للرد‭ ‬على‭ ‬العدوان‭.‬

العدوان‭ ‬الصهيوني‭ ‬على‭ ‬جنين‭ ‬فرصة‭ ‬لإعادة‭ ‬الاعتبار‭ ‬للمشروع‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وتوحيد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وحقهم‭ ‬في‭ ‬المقاومة،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حكومة‭ ‬يمينية‭ ‬صهيونية‭ ‬عنصرية‭ ‬فاشية،‭ ‬وخططها‭ ‬لاستكمال‭ ‬المشروع‭ ‬الاستعماري‭ ‬الاستيطاني‭ ‬وحسم‭ ‬الصراع‭ ‬مع‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬عبر‭ ‬ضم‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭. ‬والتنكر‭ ‬للحقوق‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وعدم‭ ‬الاعتراف‭ ‬باي‭ ‬كيانية‭ ‬فلسطينية،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬إيجاد‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬التسويات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬تسهيلات‭ ‬تعزز‭ ‬وتكرس‭ ‬الاحتلال‭ ‬العسكري‭ ‬والفصل‭ ‬العنصري‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬المحتلة‭.‬

{ كاتب‭ ‬من‭ ‬فلسطين

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا