العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الجهود السعودية والنجاح الباهر لموسم الحج

بقلم: د. نبيل العسومي

الخميس ٠٦ يوليو ٢٠٢٣ - 02:00

انتهى‭ ‬موسم‭ ‬الحج‭ ‬بخير‭ ‬والحمد‭ ‬لله‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬الحجاج‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬عاد‭ ‬إلى‭ ‬الرقم‭ ‬القديم‭ ‬السابق‭ ‬قبل‭ ‬موجة‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬حيث‭ ‬تجاوز‭ ‬عدد‭ ‬الحجيج‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬2‭ ‬مليون‭ ‬حاج‭ ‬أتوا‭ ‬من‭ ‬150‭ ‬دولة،‭ ‬أدوا‭ ‬مناسكهم‭ ‬بكل‭ ‬سهولة‭ ‬ويسر‭ ‬ولم‭ ‬يشهد‭ ‬هذا‭ ‬الموسم‭ ‬أي‭ ‬إشكالات‭ ‬تذكر‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الأمني‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الأمراض‭ ‬والأوبئة،‭ ‬ويحق‭ ‬للشقيقة‭ ‬الكبرى‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬أن‭ ‬تفخر‭ ‬بنجاح‭ ‬موسم‭ ‬الحج‭ ‬وخلوه‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬أوبئة،‭ ‬ويحق‭ ‬للسعودية‭ ‬أن‭ ‬تفخر‭ ‬أيضا‭ ‬بأنها‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬خدمات‭ ‬الحج‭ ‬وتسهيل‭ ‬مناسكه‭ ‬سنة‭ ‬بعد‭ ‬أخرى‭.‬

من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬التي‭ ‬شرفها‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬باحتضان‭ ‬الأماكن‭ ‬المقدسة‭ ‬للمسلمين‭ ‬قد‭ ‬استطاعت‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬وبفضل‭ ‬توجيهات‭ ‬القيادة‭ ‬السعودية‭ ‬والمتابعة‭ ‬الحثيثة‭ ‬أن‭ ‬تطور‭ ‬جميع‭ ‬مرافق‭ ‬الحج‭ ‬وتوسيعها‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬عصري‭ ‬ومتطور،‭ ‬كما‭ ‬استطاعت‭ ‬بناء‭ ‬الجسور‭ ‬والطرقات‭ ‬وتسيير‭ ‬القطارات‭ ‬والحافلات‭ ‬بما‭ ‬يجعل‭ ‬رحلة‭ ‬الحج‭ ‬يسيرة‭ ‬لجميع‭ ‬الحجاج‭ ‬بمن‭ ‬فيهم‭ ‬كبار‭ ‬السن،‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تخفف‭ ‬عن‭ ‬الحجاج‭ ‬شدة‭ ‬الحرارة‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬شهدها‭ ‬موسم‭ ‬الحج‭ ‬لهذا‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وسائل‭ ‬متعددة‭ ‬من‭ ‬رذاذ‭ ‬من‭ ‬المياه‭ ‬الباردة‭ ‬التي‭ ‬خففت‭ ‬من‭ ‬شدة‭ ‬الحرارة‭ ‬الكبيرة‭ ‬والتي‭ ‬تجاوزت‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬الأيام‭ ‬45‭ ‬درجة‭.‬

واستفادت‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬التقنيات‭ ‬الذكية‭ ‬وخاصة‭ ‬لتسيير‭ ‬حركة‭ ‬الحجاج‭ ‬ومتابعتها‭ ‬بشكل‭ ‬دقيقة‭ ‬عبر‭ ‬تسخير‭ ‬كامل‭ ‬الإمكانيات‭ ‬التقنية‭ ‬وخاصة‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬لإدارة‭ ‬طواف‭ ‬الإفاضة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الآليات‭ ‬المختلفة‭ ‬للتطهير‭ ‬والتنظيف‭ ‬وفق‭ ‬برنامج‭ ‬حاسوب‭ ‬دقيق،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬نشر‭ ‬مراقبين‭ ‬على‭ ‬أبواب‭ ‬المسجد‭ ‬الحرام‭ ‬لتوجيه‭ ‬الحجاج‭ ‬للحيلولة‭ ‬دون‭ ‬حدوث‭ ‬أي‭ ‬ازدحام‭ ‬قد‭ ‬يفضي‭ ‬إلى‭ ‬حوادث‭ ‬مميتة‭ ‬لا‭ ‬سمح‭ ‬الله‭.‬

يضاف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬وفرت‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬مئات‭ ‬الأجهزة‭ ‬للتعقيم‭ ‬والتطهير‭ ‬المسمى‭ ‬بالتعقيم‭ ‬الضبابي‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬البخار‭ ‬للأماكن‭ ‬التي‭ ‬يصعب‭ ‬الوصول‭ ‬إليها‭ ‬وتهيئة‭ ‬المصليات‭ ‬وتجهيزها‭ ‬بالخدمات‭ ‬لذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬توفير‭ ‬مصاحف‭ ‬بلغة‭ ‬برايل‭ ‬للمكفوفين‭ ‬ومئات‭ ‬الأجهزة‭ ‬الآلية‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬خدمات‭ ‬مختلفة‭ ‬وتجهيز‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬عبوات‭ ‬المياه‭ ‬المبردة‭ ‬من‭ ‬بئر‭ ‬زمزم‭ ‬وتوزيعها‭ ‬على‭ ‬المصلين‭ ‬في‭ ‬المسجد‭ ‬الحرام‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭.‬

كما‭ ‬قامت‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬بتطوير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬ومدهش،‭ ‬مما‭ ‬يسر‭ ‬مناسك‭ ‬الحج‭ ‬لملايين‭ ‬المسلمين‭ ‬ويشهد‭ ‬بذلك‭ ‬الحجاج‭ ‬الذين‭ ‬أجريت‭ ‬معهم‭ ‬مقابلات‭ ‬على‭ ‬الهواء‭ ‬مباشرة‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القنوات‭ ‬الفضائية‭.‬

إن‭ ‬الجهود‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬بذلتها‭ ‬مختلف‭ ‬الأجهزة‭ ‬السعودية‭ ‬كل‭ ‬في‭ ‬مجاله‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬راحة‭ ‬زوار‭ ‬بيت‭ ‬الله‭ ‬الحرام‭ ‬وإتمام‭ ‬موسم‭ ‬الحج‭ ‬بكل‭ ‬سهولة‭ ‬ويسر‭ ‬هي‭ ‬جهود‭ ‬تستحق‭ ‬كل‭ ‬التقدير‭ ‬والاحترام‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬المسلمين‭ ‬بما‭ ‬يؤكد‭ ‬قدرتها‭ ‬وجدارتها‭ ‬الكاملة‭ ‬لرعاية‭ ‬بيت‭ ‬الله‭ ‬الحرام‭ ‬والحجيج‭ ‬وتأكيد‭ ‬الارتباط‭ ‬العضوي‭ ‬بين‭ ‬جهود‭ ‬السلطة‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬وبين‭ ‬خدمة‭ ‬المسلمين‭ ‬وضيوف‭ ‬الرحمن‭ ‬فلا‭ ‬غرابة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬فالملك‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬آل‭ ‬سعود‭ ‬ملك‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬هو‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬ومن‭ ‬كان‭ ‬خادما‭ ‬للحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬لا‭ ‬نستغرب‭ ‬أن‭ ‬يقدم‭ ‬كل‭ ‬جهد‭ ‬ودعم‭ ‬ورعاية‭ ‬لبيت‭ ‬الله‭ ‬الحرام‭ ‬وزواره‭ ‬وللحجاج‭ ‬المسلمين‭ ‬الذين‭ ‬يأتون‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬فج‭ ‬عميق‭ ‬لأداء‭ ‬هذه‭ ‬الفريضة،‭ ‬فريضة‭ ‬الحج‭ ‬التي‭ ‬فرضها‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مسلم‭ ‬ومسلمة‭ ‬لمن‭ ‬استطاع‭ ‬إليه‭ ‬سبيلا‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬المتابعة‭ ‬الحثيثة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬آل‭ ‬سعود‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬بارز‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭ ‬النجاح‭ ‬الذي‭ ‬يحق‭ ‬للمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬أن‭ ‬تفخر‭ ‬به‭ ‬كما‭ ‬يفخر‭ ‬به‭ ‬المسلمون‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭.‬

ولا‭ ‬يسعنا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬نرفع‭ ‬أسمى‭ ‬آيات‭ ‬التهاني‭ ‬والتبريكات‭ ‬إلى‭ ‬الشقيقة‭ ‬الكبرى‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬قيادة‭ ‬وشعبا‭ ‬على‭ ‬النجاح‭ ‬الباهر‭ ‬لموسم‭ ‬الحج‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬والذي‭ ‬يعد‭ ‬استكمالا‭ ‬للنجاحات‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا