العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الاستراتيجية الأمريكية لمنع انتشار الأسلحة النووية في المنطقة

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الأربعاء ١٢ يوليو ٢٠٢٣ - 02:00

في‭ ‬منتصف‭ ‬يونيو‭ ‬2023،‭ ‬أفادت‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الغربية‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬انخرطت‭ ‬في‭ ‬مناقشات‭ ‬غير‭ ‬رسمية‭ ‬مغلقة‭ ‬مع‭ ‬‮«‬طهران‮»‬،‭ ‬بشأن‭ ‬استعادة‭ ‬بعض‭ ‬الضوابط‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬طموحاتها‭ ‬النووية‭ ‬المتسارعة‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬احتمالية‭ ‬عودة‭ ‬أمريكية‭ ‬أو‭ ‬إيرانية‭ ‬كاملة‭ ‬لشروط‭ ‬خطة‭ ‬‮«‬الاتفاق‭ ‬النووي‮»‬‭ ‬لعام‭ ‬2015؛‭ ‬‮«‬صعبة‮»‬‭ ‬باعتراف‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬نفسه،‭ ‬فقد‭ ‬أوضحت‭ ‬‮«‬كارين‭ ‬يونج‮»‬،‭ ‬و«جوبي‭ ‬واريك‮»‬،‭ ‬و«ستيف‭ ‬هندريكس‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬واشنطن‭ ‬بوست‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أمريكا‮»‬،‭ ‬تأمل‭ ‬في‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬غير‭ ‬مكتوب،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لن‭ ‬‮«‬يحد‭ ‬من‭ ‬تطوير‭ ‬برنامج‭ ‬طهران‭ ‬النووي‮»‬‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬سينهي‭ ‬أيضًا‭ ‬هجماتها‭ ‬بالوكالة‭ ‬على‭ ‬القوات‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬إعادة‭ ‬ثلاثة‭ ‬سجناء‭ ‬أمريكيين‭ ‬قدامى‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬الوطن‮»‬‭.‬

وتتلاءم‭ ‬عودة‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬المحادثات‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية،‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬وصفته‭ ‬‮«‬سنام‭ ‬وكيل‮»‬،‭ ‬و«نيل‭ ‬كويليام‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬اتجاه‭ ‬مهم‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المنطقة‭ ‬لخفض‭ ‬موجة‭ ‬التصعيد‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬اتجاه‭ ‬غلب‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬على‭ ‬مسار‭ ‬استعادة‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬بين‭ ‬‮«‬السعودية‮»‬،‭ ‬و«إيران‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬2023‭. ‬ومع‭ ‬إشارة‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬‮«‬التحول‭ ‬التاريخي‮»‬‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬هو‭ ‬فرصة‭ ‬‮«‬لبناء‭ ‬علاقات‭ ‬جديدة،‭ ‬وتهدئة‭ ‬التوترات،‭ ‬وتهيئة‭ ‬الظروف‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خلق‭ ‬تكامل‭ ‬أقوى»؛‭ ‬هناك‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬طرق‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إنكارها‭ ‬أمام‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬وحلفائها‭ ‬الغربيين‭ ‬لتعزيز‭ ‬رغباتهم‭ ‬نحو‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الاستقرار‭ ‬والأمن‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬مارك‭ ‬ليونارد‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأوروبي‭ ‬للعلاقات‭ ‬الخارجية‮»‬،‮ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬إتمام‭ ‬الاتفاقات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬التوصل‭ ‬إليها‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬‮«‬بأقل‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬التدخل‭ ‬الغربي‮»‬؛‭ ‬يبقى‭ ‬مقدار‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬للغرب‭ ‬أن‭ ‬يكسبه‭ ‬دبلوماسيا‭ ‬من‭ ‬التقارب‭ ‬الإقليمي‭ ‬والانفراجة‭ ‬الراهنة،‭ ‬‮«‬سؤالاً‭ ‬مفتوحًا‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬استمرار‭ ‬‮«‬الأزمة‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية‮»‬،‭ ‬كونها‭ ‬مصدر‭ ‬القلق‭ ‬الإقليمي‭ ‬الأكثر‭ ‬إلحاحًا‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬لما‭ ‬تمثله‭ ‬من‭ ‬تهديد‭ ‬للأمن‭ ‬جراء‭ ‬خطر‭ ‬المواجهة‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وإيران،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬صمويل‭ ‬هيكي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬التسلح‭ ‬وعدم‭ ‬الانتشار‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬بالنسبة‭ ‬لواشنطن‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬تركيزها‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬‮«‬الدمج‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬‮«‬ديناميات‭ ‬خفض‭ ‬التصعيد‮»‬‭ ‬الحالية،‭ ‬والسعي‭ ‬إلى‭ ‬منع‭ ‬انتشار‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬وصول‭ ‬العلاقات‭ ‬الأمريكية‭ ‬الإيرانية‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬منخفض‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬عندما‭ ‬انسحب‭ ‬المسؤولون‭ ‬الإيرانيون‭ ‬من‭ ‬المحادثات‭ ‬النووية‭ ‬في‭ ‬‮«‬فيينا‮»‬،‭ ‬وتقديم‭ ‬طهران‭ ‬المساعدة‭ ‬المسلحة‭ ‬لروسيا‭ ‬في‭ ‬حربها‭ ‬بأوكرانيا،‭ ‬وشنها‭ ‬حملة‭ ‬قمعية‭ ‬ضد‭ ‬المتظاهرين‭ ‬المحليين‭. ‬ونظرًا‭ ‬لأن‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الصين‭ ‬وروسيا‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬‮«‬وسعتا‭ ‬من‭ ‬وجودهما‭ ‬مع‭ ‬تضاؤل‭ ‬تأثير‭ ‬نفوذ‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وحجم‭ ‬مصالحها‮»‬‭ -‬كما‭ ‬ذكرت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬واشنطن‭ ‬بوست‮»‬‭- ‬فقد‭ ‬تعهدت‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬مؤخرًا‭ ‬باستخدام‭ ‬‮«‬دبلوماسية‭ ‬هادئة‭ ‬وعالية‭ ‬المستوى‭ ‬‮«‬لمعالجة‭ ‬قضايا‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والخليج‭ ‬العربي‭.‬‮»‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬‮«‬طهران‮»‬،‭ ‬يتم‭ ‬إجراؤه‭ ‬بشكل‭ ‬سطحي‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬وسطاء،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬تهيئة‭ ‬بيئة‭ ‬مواتية‭ ‬للدبلوماسية،‭ ‬وتقدم‭ ‬السلام‭ ‬وحسن‭ ‬النوايا‭. ‬وتمثل‭ ‬هذه‭ ‬البيئة‭ ‬بحد‭ ‬ذاتها‭ ‬تحديًا‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭. ‬ورأى‭ ‬‮«‬هيكي‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الانفراج‭ ‬‮«‬السعودي‭-‬الإيراني‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬توسطت‭ ‬فيه‭ ‬‮«‬الصين‮»‬،‭ ‬‮«‬حقق‭ ‬بعض‭ ‬أهداف‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعزيز‭ ‬الاستقرار‭ ‬الإقليمي‭ ‬وتقليل‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬‮«‬واشنطن»؛‭ ‬فإن‭ ‬الدافع‭ ‬الإقليمي‭ ‬نحو‭ ‬خفض‭ ‬التصعيد‭ ‬وزيادة‭ ‬التقارب‭ ‬أثر‭ ‬‮«‬في‭ ‬تعقيد‭ ‬جهودها‭ ‬لتعزيز‭ ‬الردع‭ ‬ضد‭ ‬إيران‮»‬،‭ ‬خاصة‭ ‬إذا‭ ‬‮«‬وصلت‭ ‬الأزمة‭ ‬النووية‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬حرجة‮»‬‭. ‬ولمزيد‭ ‬من‭ ‬التوضيح،‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التهدئة‭ ‬‮«‬تجعل‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬على‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬زيادة‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬إيران‭ ‬وهي‭ ‬تقترب‭ ‬من‭ ‬ترسيخ‭ ‬وضعها‭ ‬كدولة‭ ‬على‭ ‬مقربة‭ ‬من‭ ‬العتبة‭ ‬النووية‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬رأى‭ ‬‮«‬وكيل‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬اتفاق‭ ‬غير‭ ‬رسمي‭ ‬نهائي‭ ‬بين‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬و«طهران‮»‬،‭ ‬بشأن‭ ‬الطموحات‭ ‬النووية‭ ‬للأخيرة،‭ ‬سيكون‭ ‬بمثابة‭ ‬‮«‬أداة‭ ‬مساعدة‮»‬‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬كونه‭ ‬‮«‬علاجًا‭ ‬نهائيا‮»‬،‭ ‬لمعالجة‭ ‬عدم‭ ‬الانتشار‭ ‬النووي،‭ ‬واستتباب‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي؛‭ ‬فمن‭ ‬المهم‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬إمكانية‭ ‬أن‭ ‬يساعد‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬تجنب‭ ‬المواجهة‭ ‬العنيفة‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬وإسرائيل‭. ‬وكتب‭ ‬‮«‬دينيس‭ ‬روس‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬واشنطن‭ ‬لسياسة‭ ‬الشرق‭ ‬الأدنى‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬‮«‬لم‭ ‬تتخذ‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬إجراءً‭ ‬قويا‮»‬،‭ ‬لمنع‭ ‬إيران‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مسلحة‭ ‬نوويًا؛‭ ‬فإن‭ ‬إسرائيل‭ ‬ستفعل‭ ‬ذلك،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬وصفه‭ ‬بأنه‭ ‬سيكون‭ ‬‮«‬سيناريو‭ ‬أكثر‭ ‬خطورة‭ ‬حال‭ ‬حدوثه‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬السياق‭ ‬ذاته،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬يوسي‭ ‬ميكيلبيرج‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للخدمات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬حرب‭ ‬الظل‮»‬‭ ‬بين‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬،‭ ‬و«إيران‮»‬،‭ ‬‮«‬استمرت‭ ‬في‭ ‬التصاعد‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬العودة‭ ‬للمفاوضات‭ ‬النووية‭ ‬وانخراط‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬التقارب‭ ‬مع‭ ‬جيرانها‭ ‬العرب‭. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬حكومة‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬اليمينية‭ ‬‮«‬ارتكبت‭ ‬خطأ‭ ‬استراتيجيا‭ ‬لا‭ ‬يستهان‭ ‬به‮»‬،‭ ‬تمثل‭ ‬في‭ ‬‮«‬تقييم‭ ‬الوضع‭ ‬الديناميكي‭ ‬لهذا‭ ‬التقارب‭ ‬باعتباره‭ ‬‮«‬موقفًا‭ ‬ثابتًا‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬حث‭ ‬‮«‬ميكيلبيرج‮»‬،‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬‮«‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬استراتيجيتها‭ ‬تجاه‭ ‬المواجهة‭ ‬مع‭ ‬إيران،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬يبدو‭ ‬غير‭ ‬مرجح،‭ ‬نظرًا‭ ‬لأن‭ ‬‮«‬دان‭ ‬ويليامز‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬رويترز‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬كشف‭ ‬عن‭ ‬قيام‭ ‬‮«‬نتنياهو‮»‬،‭ ‬مؤخرًا‭ ‬‮«‬بتكثيف‭ ‬التهديدات‭ ‬بمهاجمة‭ ‬المنشآت‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية‮»‬،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تولي‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الإشراف‭ ‬على‭ ‬تدريبات‭ ‬حربية‭ ‬‮«‬للتخطيط‭ ‬لهجمات‭ ‬عسكرية‭ ‬مستقبلية‭ ‬محتملة‭ ‬ضد‭ ‬طهران‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬حقيقة‭ ‬الأمر،‭ ‬فإن‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬السيناريو‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يقلب‭ ‬الاستقرار‭ ‬الإقليمي،‭ ‬ويشكل‭ ‬تهديدات‭ ‬كبرى‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭. ‬وبينما‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬هيكي‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬تأكيد‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬لن‭ ‬تشارك‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬الظل‮»‬،‭ ‬بين‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬‭ ‬و«إيران‮»‬‭. ‬وعلى‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬الإمارات‮»‬،‭ ‬صريحة‭ ‬بشأن‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬لا‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬تحالف‭ ‬مناهض‭ ‬لطهران‮»‬‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬فمن‭ ‬غير‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يستمر‭ ‬تصعيد‭ ‬المواجهة‭ ‬المسلحة‭ ‬بين‭ ‬‮«‬إسرائيل‮»‬،‭ ‬و«طهران‮»‬،‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬التحالفات‭ ‬التي‭ ‬ينتمي‭ ‬إليها‭ ‬كلاهما،‭ ‬ووكلاء‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬وحذر‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬‮«‬جوليان‭ ‬ديسي‮»‬،‭ ‬و«إيلي‭ ‬جيرانمايا‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأوروبي‭ ‬للعلاقات‭ ‬الخارجية‮»‬،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬ستكون‭ ‬‮«‬كارثية‮»‬،‭ ‬و‮«‬يجب‭ ‬تجنبها‭ ‬قبل‭ ‬فوات‭ ‬الأوان‮»‬‭. ‬وبالمثل،‭ ‬كتب‭ ‬‮«‬ويليام‭ ‬ألبرك‮»‬،‭ ‬و«حسن‭ ‬الحسن‮»‬،‭ ‬و«إميل‭ ‬حكيم‮»‬،‭ ‬و«آمنة‭ ‬إبراهيم‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المعهد‭ ‬الدولي‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬ستكون‭ ‬‮«‬أسوأ‭ ‬نتيجة‭ ‬ممكنة‮»‬‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يفعله‭ ‬الغرب‭ ‬لخدمة‭ ‬أجندته‭ ‬الخاصة‭ ‬بعدم‭ ‬الانتشار‭ ‬النووي،‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬الموجة‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬ممارسة‭ ‬أدواره‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬عبر‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط؛‭ ‬فقد‭ ‬عارض‭ ‬‮«‬هيكي‮»‬،‭ ‬المعلقين‭ ‬الآخرين‭ ‬الذين‭ ‬حثوا‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬موقف‭ ‬أكثر‭ ‬صرامة‭ ‬ضد‭ ‬‮«‬طهران‮»‬‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬ماثيو‭ ‬كروينيغ‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأطلسي‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الغرب‭ ‬قد‭ ‬اقترب‭ ‬من‭ ‬‮«‬لحظة‭ ‬الخيار‭ ‬الأخير‮»‬،‭ ‬بشأن‭ ‬برنامج‭ ‬إيران‭ ‬النووي،‭ ‬والذي‭ ‬يتطلب‭ ‬إعداد‭ ‬‮«‬خيارات‭ ‬عسكرية‮»‬،‭ ‬لكن‭ ‬‮«‬هيكي‮»‬،‭ ‬أصر‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الجهود‭ ‬الغربية‭ ‬السابقة‭ ‬والحالية‭ ‬لـ«عزل‭ ‬إيران‮»‬‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تنفيذ‭ ‬العقوبات‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬‮«‬وصلت‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬حدودها‭ ‬القصوى‭ ‬باعتبارها‭ ‬أدوات‭ ‬سياسية،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬من‭ ‬الضروري‮»‬‭ ‬بالنسبة‭ ‬لواشنطن‭ ‬‮«‬إظهار‭ ‬ضبط‭ ‬النفس‮»‬،‭ ‬و«استخدام‭ ‬التهديدات‭ ‬الضرورية‮»‬،‭ ‬ضد‭ ‬إيران‭ ‬‮«‬حصريًا‭ ‬في‭ ‬مواقف‭ ‬محددة،‭ ‬حيث‭ ‬قد‭ ‬يهدد‭ ‬أي‭ ‬بديل‭ ‬أمن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬التفاوض‮»‬،‭ ‬بين‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬‭ ‬و«طهران‮»‬،‭ ‬بشأن‭ ‬التطورات‭ ‬النووية‭ ‬الأخيرة،‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬هيكي‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تغير‭ ‬الخط‭ ‬الأحمر‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬فرضه‭ ‬الغرب،‭ ‬بشأن‭ ‬تخصيب‭ ‬إيران‭ ‬النووي‭ ‬‮«‬مرات‭ ‬عديدة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العقد‭ ‬الماضي،‭ ‬جعل‭ ‬إيران‭ ‬نفسها‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬أين‭ ‬هو‭ ‬الآن‮»‬،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التوضيح‭ ‬حول‭ ‬هذه‭ ‬المسألة،‭ ‬سوف‭ ‬‮«‬يعزز‭ ‬مصداقية‭ ‬التهديدات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتجاوز‭ ‬الخط‭ ‬الأحمر،‭ ‬أمامها‭ ‬وحدود‭ ‬تسارع‭ ‬وتيرة‭ ‬تسلحها‭ ‬النووي‭.‬

إلى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك،‭ ‬دعا‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬دعم‭ ‬دبلوماسية‭ ‬الأبواب‭ ‬المغلقة‮»‬،‭ ‬والقيام‭ ‬بذلك‭ ‬‮«‬دون‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬التفاخر‭ ‬بدورها‭ ‬وراء‭ ‬‮«‬أي‭ ‬نجاحات‭ ‬أو‭ ‬اختراقات‭ ‬قد‭ ‬تحدث‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭. ‬وعند‭ ‬توضيحه‭ ‬لهذه‭ ‬الديناميكية،‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬منخرطة‭ ‬الآن‭ ‬مع‭ ‬‮«‬الصين‮»‬،‭ ‬في‭ ‬منافسة‭ ‬متزايدة‭ ‬على‭ ‬النفوذ‭ ‬والمصالح‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط؛‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬أدركت‭ ‬فوائد‭ ‬نهجها‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬المنخفض‭ ‬نسبيًا،‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬الانفراج‭ ‬السعودي‭ ‬الإيراني،‭ ‬واضطرار‭ ‬‮«‬البيت‭ ‬الأبيض‮»‬،‭ ‬السماح‭ ‬لـ‮«‬بكين‮»‬،‭ ‬بالحصول‭ ‬على‭ ‬الفضل‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬بشيء‭ ‬من‭ ‬المرارة‮»‬‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬فإنه‭ ‬رغم‭ ‬‮«‬عدم‭ ‬قبول‮»‬،‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬لقيادة‭ ‬أية‭ ‬مبادرات‭ ‬دبلوماسية‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬قد‭ ‬أدى‭ ‬بالفعل‭ ‬إلى‭ ‬استقرار‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬فقد‭ ‬أصر‭ ‬‮«‬هيكي‮»‬،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮«‬إظهار‭ ‬ضبط‭ ‬النفس‮»‬‭ ‬في‭ ‬منع‭ ‬انتشار‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية،‭ ‬‮«‬سيجعل‭ ‬أيضًا‭ ‬أدوات‭ ‬الضغط‭ ‬الأمريكية‭ ‬أكثر‭ ‬قوة‭ ‬لاستغلالها‭ ‬مستقبلاً‭. ‬ومع‭ ‬إضافة‭ ‬‮«‬ميكيلبيرج‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬أيضًا‭ ‬‮«‬تقترب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬المواجهة‭ ‬المباشرة‭ ‬مع‭ ‬إيران؛‭ ‬فمن‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬تتصرف‭ ‬بطريقة‭ ‬تزيد‭ ‬التوترات‭ ‬معها‭ ‬أيضا،‭ ‬بل‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬كبح‭ ‬جماح‭ ‬إسرائيل‭ ‬لمنعها‭ ‬من‭ ‬شن‭ ‬ضربات‭ ‬عسكرية‭ ‬ستؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تصعيد‭ ‬إقليمي‭ ‬كبير‭ ‬يهدد‭ ‬بزعزعة‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭.‬

ومع‭ ‬تأكيد‭ ‬‮«‬هيكي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬التحدي‭ ‬السياسي‭ ‬الأساسي‭ ‬لواشنطن‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬التقارب‭ ‬والمشاركة‭ ‬بين‭ ‬الخصوم‭ ‬السابقين‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬هو‭ ‬وسيلة‭ ‬‮«‬لمواءمة‭ ‬استراتيجية‭ ‬منع‭ ‬الانتشار،‭ ‬وتسهيل‭ ‬تحقيقها‮»‬،‭ ‬مثل‭ ‬أية‭ ‬مبادرات‭ ‬دبلوماسية‭ ‬جديدة؛‭ ‬فإن‭ ‬إدراك‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬بايدن‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬يخلفها‭ ‬لهذا‭ ‬الأمر،‭ ‬سيؤثر‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬مستقبل‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وموقفها‭ ‬من‭ ‬إيران،‭ ‬وما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬توسيع‭ ‬التعاون‭ ‬وتعزيزه‭ ‬بينهما‭ ‬في‭ ‬النهاية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا