بقلم: مروة سلامة إبراهيم
من أركان الإيمان: الإيمان بالقدر خيره وشره، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بهذا الدعاء: «اللهمَّ إني أسألك نفسًا مطمئنةً تؤمِن بلقائك، وترضى بقضائك، وتَقنَع بعطائك» رواه الطبراني. والرضا بقضاء الله فضيلة وتزاد الحاجة إليه في كل وقت.
قيل إنه كان لأحد الملوك وزير حكيم وكان الملك يقربه منه ويصطحبه معه في كل مكان، وكان كلما أصاب الملك ما يكدره قال له الوزير «لعله خيراً» فيهدأ الملك بكلام وزيره.
وفي إحدى المرات قُطع إصبع الملك فقال الوزير «لعله خيراً»، فغضب الملك غضباً شديداً وقال ما الخير في ذلك أيها الوزير؟!
وأمر بحبس الوزير، فقال الوزير الحكيم بعد صدور أمر سجنه: «لعله خيراً».
ومكث الوزير فترة طويلة في السجن.
ويشاء الله سبحانه أن يلقن الملك درسا غاليا، ففي يوم من الأيام خرج الملك للصيد وابتعد عن حراسه ليتعقب فريسته، فمَّر على قوم يعبدون صنم، فقبضوا عليه وقرروا أن يقدموه قرباناً للصنم، غير أنهم تركوه بعد أن اكتشفوا أن قربانهم مقطوع الإصبع.
فانطلق الملك فرحاً مسرورا بعد أن أنقذه الله من الذبح تحت قدم الصنم، وكان أول ما أمر به بعد أن وصل إلى قصره أن أصدر أوامره إلى حراسه أن يأتوا بوزيره من السجن، ثم اعتذر له عما فعله معه وقال له إنه أدرك الآن فقط الخير في قطع إصبعه، وشكر الله تعالى.
ولكنه سأله عندما أمرتُ بوضعك في غياهب السجن قلتَ «لعله خيراً» فما الخير في ذلك؟ فأجابه الوزير أنه لو لم يسجنه.. لَصاحَبَهُ في رحلة الصيد وكان سيُقدم قرباناً بدلاً من الملك.. فكان في مراد الله تعالى الخير كل الخير! وهكذا تعلم الملك قيم الرضا والقناعة.
وصدق الله العلي الأعلى الوهاب الحكيم القائل تعالى: «.. وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُم وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك