عبدالسلام عمري
يحتفل اليونسكو والعالم باليوم العالمي للتنمر في أول خميس من شهر نوفمبر من كل عام.. ولا يزال العالم يقع في براثن التعصب والتنمر ولا يزال عند البعض في عالم اليوم القوي يحتقر الضعيف ويتميز الأبيض على الأسود، ناهيك عن التعصب الأعمى الذي يؤدي بأصحابه إلى وقوع التنمر في العديد من المجالات.. بصور متعددة بالقول أو الفعل أو كلاهما معا وذلك مثل السخرية والاستهزاء والغمز واللمز والعدوان.. الخ، ولكن ما معنى التنمر في اللغة كما ورد في المعجم الوسيط تَنَمَّرَ، يَتَنَمَّرُ، مصدر تَنَمُّرٌ: أرَادَ أنْ يُخِيفَ رِفَاقَهُ فَتَنَمَّرَ - تَشَبَّهَ بِالنَّمِرِ وَحَاوَلَ أنْ يُقَلِّدَ شَرَاسَتَهُ. وفي المعجم الغني: تنمر: تشبه بالنمر في أخلاقه أو لونه. تنمر: ساءت أخلاقه وغضب. تنمر له: تنكر له وتغير. تنمر له: هدده. تنمر: مدد في صوته عند التهديد.
أما عن المراد بالتنمر في الاصطلاح «التنمر هو سلوك عدواني غير مرغوب فيه من قبل شخص أو مجموعة تجاه شخص آخر أو جماعة أقل قوة بهدف الضرر، أو التخويف، أو التضييق، ويمكن لهذا السلوك أن يتكرر مع الوقت، كما يؤدي هذا النوع من العنف إلى آثار خطيرة ودائمة على الشخص الذي يتم التنمر عليه، ويكون على شكل مجموعة من الإجراءات مثل توجيه التهديدات، أو نشر الشائعات، أو مهاجمة الشخص وهو سلوك معادٍ للمجتمع، له تأثيرات سلبية كبيرة»، وجاء الموسوعة الحرة ويكيبيديا: «غالباً ما يوصف التنمر في كثير من الأحيان على أنه شكل من أشكال المضايقات التي يرتكبها المسيء الذي يمتلك قوة بدنية أو اجتماعية وهيمنة أكثر من الضحية. أحياناً يشار إلى ضحية التنمر على أنها هدف. يمكن أن يكون التحرش لفظيا وجسديا أو نفسيا. في بعض الأحيان، يختار المتنمرون أشخاصا أكبر أو أصغر من حجمهم. ويؤذي المتنمرون الأشخاص لفظيا وجسديا. وهناك أسباب كثيرة لذلك. وأحدها أن المتنمرين أنفسهم كانوا ضحية التنمر..» وصور التنمر متعددة منها التنمر اللفظي والجسدي والتحرش الجنسي والاجتماعي والإلكتروني والتمييز العنصري.
أما إذا نظرنا بموضوعية إلى تعاليم الإسلام الحنيف فإنها وضعت الإجراءات الوقائية حتى لا يقع التنمر أصلا.. وسنذكر أدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وذلك سبيل المثال لا الحصر.. ولكن أين نحن من تعاليم الإسلام؟
هل تأمل وتدبر المسلمون وغيرهم في قول الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ» (الحجرات :11) جاء في تفسير الوسيط للأستاذ الدكتور سيد طنطاوي -شيخ الأزهر السابق
«يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشريعته لا يهزأ قوم مؤمنون من قوم مؤمنين؛ عسى أن يكون المهزوء به منهم خيرًا من الهازئين، ولا يهزأ نساء مؤمنات من نساء مؤمنات؛ عسى أن يكون المهزوء به منهنَّ خيرًا من الهازئات، ولا يَعِبْ بعضكم بعضًا، ولا يَدْعُ بعضكم بعضًا بما يكره من الألقاب، بئس الصفة والاسم الفسوق، وهو السخرية واللمز والتنابز بالألقاب، بعد ما دخلتم في الإسلام وعقلتموه، ومن لم يتب من هذه السخرية واللمز والتنابز والفسوق فأولئك هم الذين ظلموا أنفسهم بارتكاب هذه المناهي» فليحذر أولئك الذين يحيدون عن تعاليم الإسلام.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك